أفتى عدد من علماء الدين بحرمانية منح الأسر الملتزمة بإنجاب طفلين مزايا وأن حرمان غير الملتزمين من خدمات الدولة والعلاوة الاجتماعية غير جائز شرعا معلنين رفضهم إصدار قانون لتحديد النسل. وكانت لجنة الصحة والسكان بمجلس الشورى قد طالبت فى اجتماعها، الذى عقد مؤخرا باستخدام سياسة الثواب والعقاب تجاه الأسر الملتزمة بتحديد النسل والأسر غير الملتزمة لمواجهة الزيادة السكانية. وطالب د. صالح الشيمى فى اجتماع اللجنة بحصول الأسرة الصغيرة التى أنجبت طفلين كحد أقصى على مزايا جديدة فى مقابل توقيع عقوبات على الأسر كثيرة الإنجاب. واقترح الشيمى حرمان الأسر غير الملتزمة من خدمات الدولة والعلاوات الإجتماعية مطالبا بسن قانون لتحديد النسل وهو الأمر الذى استقبله عدد من علماء الأزهر باستياء. وقال د. عبد الفتاح الشيخ رئيس لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الاسلامية إنه لا يجوز مطلقا سن قانون لتحديد النسل، مؤكدا حرمة التحديد، وقال: «المسموح به التنظيم وتباعد فترات الإنجاب»، وأضاف: كما لا يجوز توقيع عقاب على الأسر كثيرة الأطفال، لتعارض هذا الإجراء مع مشيئة الله عز وجل، وقال إن التوعية فقط هى الإجراء الصحيح، فضلا عن حسن استثمار الطاقة البشرية. واتفقت د. سعاد صالح عميدة كلية الدراسات العربية والإسلامية سابقا مع الرأى السابق وقالت إن المكافأة والعقاب على الإنجاب «حرام حرام حرام»، لأنه يتناقض مع المشيئة الإلهية، وأضافت أن الحل يكون بتنظيم النسل بالاتفاق بين الزوجين، ولا يجوز للدولة أن تتدخل فى هذا القرار إلا بالتوجيه والتوعية لمخاطر الزيادة السكانية، مشيرة إلى أهمية استثمار الثروة البشرية. ورأت الدكتورة سعاد أن منح مزايا للأسرة الملتزمة بطفلين فقط، حرام أيضا، لأنه عقاب للاسرة التى يزيد عدد أطفالها على اثنين، وتساءلت: «هل نرفض هدية الله ونقبل هدية البشر؟». وقال الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمعى البحوث الإسلامية وفقهاء الشريعة بأمريكا إن قرار الانجاب يخص الزوجين فقط، مشيرا إلى أن الاتجاه العام لدى الأسر هو التنظيم نتيجة للظروف المعيشية، لكن المشكلة تكمن فى الأسر الريفية التى تنجب بكثرة لتشغيل ابنائهم، وهؤلاء الآباء يحتاجون لتوفير مصدر رزق جيد، وتوعيتهم، لكن العقوبات والقوانين والحوافز مرفوضة ومحرمة. وكان شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى قد أكد فى تصريحات صحفية سابقة رفضه سن أى قانون لتنظيم الأسرة أو تحديدها، وقال إن قرار الإنجاب يخص الزوجين فقط، مشيرا إلى أن التوعية الدينية والاجتماعية هى السبيل الصحيح لعلاج الزيادة السكانية.