يبقى السؤال الذى يشغل بال أولياء أمور وطلاب ومعلمين أيضا هو أين سيمتحن الطلاب المصابون بإنفلونزا الخنازير أو المشتبه فى إصابتهم بها خلال امتحانات نصف العام التى ستدق الأبواب فى 10 يناير المقبل بالمدارس والبيوت. فلم تتلق جميع المدارس حكومية أو خاصة أى تعليمات من الوزارة بهذا الشأن، إلا أن بعض المدارس بدأت فى تجهيز لجان خاصة ليؤدى فيها الطلاب المشتبه بإصابتهم بالفيروس الامتحان، بينما مازالت مدارس أخرى فى انتظار تعليمات الوزارة، خاصة وسط تخوفات أن تكون اللجان الخاصة بمثابة مكان غير صحى لانتشار العدوى. وقالت إيمان بلال مديرة مدرسة الفضل الخاصة بفيصل إن المدرسة اعتادت على إعداد لجنة خاصة للطلاب المرضى بمرض معدٍ فى الامتحانات، ورغم أن المدرسة لم تظهر بها حالات إصابة بإنفلونزا الخنازير، لكنها ستعد لجنة خاصة ليؤدى بها الطلاب المشتبه فى إصابتهم بالمرض الامتحان، إلى جانب اللجان الخاصة لامتحان الطلاب المصابين بأمراض معدية أخرى، مؤكدة أن الإدارة التعليمية لم ترسل لهم أى تعليمات بهذا الشأن، لكن المدرسة سترسل إلى الإدارة بختطها تلك. وقال محمد سامى وكيل مدرسة المبتديان الثانوية الخاصة بقصر العينى، إن حالات الاشتباه داخل المدرسة تكاد تكون منعدمة، ولكن هذا لا يمنع أن تكون هناك لجنة خاصة على الأقل فى الامتحانات، لأن حدوث الإصابة أو الاشتباه شىء غير مضمون ويجب الاحتياط له، بهذه اللجان الخاصة. وقالت مديرة مدرسة حكومية تابعة لإدارة البساتين رفضت ذكر اسمها إن المدرسة لن تخطو أى خطوة دون تعليمات صريحة من الإدارة التعليمية بهذا الشأن، وإن هذه التعليمات لم تصل حتى الآن. وأوضحت المديرة أن المدرسة لا تعد لجانا خاصة إلا بعد حصول الطالب على إذن من الإدارة التعليمية يفيد بامتحانه فى لجنة خاصة، وفى حالة عدم استطاعة الطالب الكتابة بنفسه فى الامتحان فإن المدرسة تكلف طالبا فى مرحلة تعليمية أقل منه بكتابة ما يمليه عليه هذا الطالب، حتى يكون المكلف بالكتابة غير فاهم لما يكتبه حسب تعبيرها، ويكون مجرد كاتب لما يقال ولا يستطيع إضافة معلومات جديدة. ويرى د. أيمن السيد أستاذ الامراض الصدرية بكلية طب قصر العينى أن الطالب المشتبه فى اصابته بإنفلونزا الخنازير يجب أن يعامل داخل لجان الامتحان كما يعامل فى أثناء الدراسة، مؤكدا انه لابد من وجود إشراف طبى متكامل على لجان الامتحانات تتمثل فى طبيب متخصص يشرف على جميع لجان الامتحانات، ومزود بمستلزمات الوقاية من المرص والمصل الواقى، واقترح تكوين لجان خاصة للطلاب المشتبه فى إصابتهم، يراعى فيها التهوية الجيدة وانخفاض الكثافة، وعدم دخول الطلاب أو المدرسين المصابين بأمراض أخرى لهذه اللجان. أما بالنسبة للطلاب المصابين بالفعل بإنفلونزا الخنازير وهم الذين بدأوا فى التماثل للشفاء أو يعالجون فى منازلهم أو فى المستشفيات فلا يمكنهم أداء الامتحان إلا بعد الشفاء، حسب رأيه. من جانبه، قال د. رضا أبوسريع مساعد أول وزير التربية والتعليم إن الوزارة لم تحدد بعد كيفية امتحان الطلاب المشتبه فى إصابتهم بالإنفلونزا فى أثناء امتحانات الفصل الدراسى الأول. واكد أبوسريع انه مازال هناك وقت كاف أمام الوزارة لإصدار التعليمات الخاصة بالامتحانات للمدارس، بحيث تقوم كل مدرسة بتجهيز الفصول التى تتم فيها الامتحانات بالشكل المطلوب، وتعد لجان خاصة لامتحان الطلاب المشتبه فى إصابتهم بالإنفلونزا. وقال د. عادل عبدالغفار المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم إن الوزارة ستنفذ ما ستراه وزارة الصحة من بدائل وفق الاشتراطات الصحية لكى يؤدى الطلاب امتحانات نصف العام أو تؤجل لهم الامتحانات أسوة بالطلاب الذين ثبتت إصابتهم بالفعل. وإذا حضر الطالب بعض أيام الامتحان قبل أن يصاب أو تثبت إصابته بالمرض، فسيحتفظ له بدرجات المواد التى أدى فيها الامتحان، حتى يؤدى الامتحان بعد شفائه فى باقى المواد، ولا يعيد الامتحان فى المواد التى سبق له دخول الامتحان فيها، لافتا إلى أن الامتحانات التى تعقد على مستوى صفوف النقل بالمدارس يضعها المدرسون الأول أو الموجهون الذين يعرفون ما درسه طلاب كل مدرسة حسب الظروف التى مرت بها، فبعض المدارس لم تغلق بها فصول ولم تغلق بأكملها والبعض الآخر تعرض لهذا بالفعل، ونفس الأمر بالنسبة لامتحانات الشهادات المحلية (الثالثة والسادسة الابتدائية والثالثة الإعدادية). التى توضع على مستوى المحافظات حسب ظروف كل محافظة، مما يعنى أن الامتحانات التى ستوضع للطلاب الذين سيؤدون الامتحان لاحقا ستكون فى نفس مستوى الامتحانات التى وضعت لباقى طلاب المدرسة. وفى حالة الفصول التى تغلق أو المدارس التى يصدر لها قرار بالغلق فتؤجل امتحانات النقل بها حتى تعود الدراسة بها. أما بالنسبة لا متحانات الشهادة الإعدادية فقرار تأجيل عقد الامتحان بالنسبة لمدرسة أو عدة مدارس سيكون من سلطة المحافظ، لكن فى حدود الجدول الزمنى الذى حددته وزارة التربية والتعليم. وأكد عبدالغفار أن حجم التحدى الذى يواجه المدارس أيام الامتحانات للمحافظة على صحة التلاميذ وتقليل فرص انتشار العدوى أقل بكثير من التحدى الذى تواجهه خلال اليوم الدراسى العادى، لأن فترة الامتحانات لا تتعدى ساعة أو ساعتين فقط، وعدد الطلاب داخل اللجان أقل منه داخل الفصول.