"على هذه الأرض ما يستحق الحياة" هو العنوان الذي اختاره مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السادسة للمشاركة الفلسطينية التي تعتبر الأكثر إنتاجية وبالتالي الأكثر حضورا في السينما العربية. واستوحى منظمو مهرجان دبي العنوان من قصيدة شهيرة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الذي يخيم ظل فقدانه على أكثر من عمل في المهرجان كما أشاروا إلى أن اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية كان لابد أن يكون مناسبة لتسليط الضوء على مجموعة متألقة من المبدعين الفلسطينيين، ليس لغايات سياسية، وإنما لكشف ثراء ثقافي بصري فلسطيني على الرغم من الأوضاع الصعبة. وبين الأعمال الفلسطينية قدم نصري حجاج عمله الثاني الوثائقي كما قال الشاعر الذي حاول فيه تصوير الشاعر الغائب في حضرة صوته, وحاز حجاج قبل عامين جائزة في دبي عن فيلمه الأول في ظل الغياب. ويمتد صوت درويش ملقيا قصائده على مساحة الفيلم، الذي يقرأ خلاله كتاب كبار عرفوه، مقاطع من شعره بلغاتهم مثل الروائي الجنوب أفريقي ويل سوينكا والاسباني جوزيه ساراماجو والشاعر الكردي شيركو بيكاس واللبنانية جومانا حداد والفرنسي دومينيك دي فيلبان الذي عرف درويش في مرحلة إقامته في باريس. ويعتبر المقطع الذي قدم فيه الفيلم شابا أبكم يلقى قصيدة إيمائية لدرويش من أقوى وأهم أجزاء الفيلم الذي يظل مفتقدا لصورة الشاعر الذي لا يغيب ويتمسك بظله أكثر من فيلم في المهرجان. أما فيلم حاجز الصخرة، موسيقى تضرب الجدران الوثائقي للمخرج فيرمن موجوروزا والذي عرض في المسرح المفتوح بمدينة دبي للإعلام ضمن برنامج إيقاعات وأفلام فيصور رحلة إلى فلسطين يصحب خلالها الفيلم مشاهده إلى الأعمال الموسيقية لمجموعة من أشهر المغنين الشباب الفلسطينيين الذين تأثروا جميعا بدرويش وأشعاره. ويقدم الفرنسي من أصل مصري والذي دخل غزة فور انتهاء الحرب صورة أخرى لغزة المستيقظة من الموت في فيلم غزة مباشر فيما ينقل الرصاص المصبوب للايطالي ستيفانو سافونا والذي يقدم ضمن الليالي العربية بجرأة قساوة الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني في غزة في مشاهد صادمة. لكن الأعمال الفلسطينية أو التي تتناول فلسطين في دبي لا تقتصر على هذين الموضوعين فقد قدم رائد انضوني فيلم صداع عارضا رؤية تحليلية مبتكرة ونفاذة تتناول الذات من خلال جلسات تحليل نفسية على مدى عشرين أسبوعا للمخرج الذي يعاني من الصداع. كما يقدم فيلم العودة إلى الذات للمخرج بلال يوسف قصة فلسطيني درزي يدفع قسرا للالتحاق بالجيش الإسرائيلي. واختار مهرجان دبي لافتتاح تظاهرة الجسر الثقافي مساء السبت فيلم بدرس وهو اسم قرية فلسطينية في الضفة الغربية تهدد إسرائيل وجودها ويتمحور حول حياة أسرة ومظاهرة ضد الجدار. والفيلم وثائقي للمخرجة البرازيلية المقيمة في نيويورك جوليا باشا سبق وأخرجت نقطة تلاقي الذي فاز بمهرجان تريبيكا عام 2006. ويقدم المخرج والممثل محمد بكري الذي يؤدي أحد الأدوار في فيلم ميشال خليفي بدوره شريطه الوثائقي الثالث زهرة الذي يتناول حياة امرأة من الجليل وعبرها فلسطين قبل العام 1948، كما يشارك في لجنة تحكيم المهر الآسيوي الأفريقي التي يشارك فيها من فلسطين أيضا عمر القطان منتج فيلم زنديق .وزنديق يشارك عبره المخرج المخضرم ميشال خليفي ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان ناقلا دراما مكثفة تدور أحداثها بين الناصرة ورام الله خلال 24 ساعة. ودخل فيلم أمريكا لشيرين دعيبس والذي ينقل حياة عائلة فلسطينية مهاجرة مسابقة المهر للأفلام العربية" بعد أن سبق له الفوز بجائزة النقاد الدوليين في مهرجان كان السينمائي عن مشاركته في تظاهرة "خمسة عشر يوما للمخرجين" وبجائزة أفضل فيلم عربي وجائزة السيناريو في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير. وبين الفلسطينيين الحاضرين بكثافة في مهرجان دبي رشيد مشهراوي الذي يقدم فيلمه الوثائقي الأجنحة الصغيرة عن أطفال بغداد رابطا بينهم وبين أطفال فلسطين في أحلامهم وخبراتهم. وفي حين تشارك الممثلة هيام عباس تمثيلا في فيلم اللبنانية ديما الحر كل يوم عيد ضمن مسابقة المهر العربي، أنتج مشهراوي العمل الروائي الأول للبناني ديغول عيد الذي يعرض ضمن هذه المسابقة أيضا. وشهدت فعاليات المهرجان بعد ظهر الجمعة ندوة حملت عنوان ضد التيار: دراسة عن صناعة الأفلام في فلسطين وشارك فيها كل من ميشال خليفي ورشيد مشهراوي ومي مصري ورائد أنضوني.