واجهات محال الملابس بشوارع القاهرة، أضاءتها ألوان الموف والزنجارى والرمادى والفوشيا، ولكن الأسعار التى تحملها جعلت راجية وزميلاتها يفضلون المشاهدة من الخارج معظم الأوقات. «الجاكيت ده أنا شفت أخوه أول الشتاء اللى فات ب150 جنيه، ليه الشتاء ده ب200»، تصمم راجية على دخول المحل لتتأكد من الخامة، وتسأل عن سبب ارتفاع الأسعار الذى لاحظته مقارنة بالشتاء الماضى. يؤكد لها محمد صاحب المحل أن هذا الموديل جديد، وأن الخامة مستوردة من تركيا، ومع تصميم راجية على رأيها، يرد «على العموم الأسعار الشتاء ده أغلى، وده عيد». سبب ارتفاع الأسعار يرجعه محمد للمصنع الذى يتعامل معه، بالإضافة لتسعيرة المنطقة التى لا يستطيع أن يكسرها، «عندى فرع فى عباس العقاد بيبيع نفس الجاكت ب250 جنيه، أما فى العتبة فتلاقى تمنه 150». يوضح محمد أن الإقبال على شراء ملابس العيد متوسط، ولكنه يقل عن عيد الأضحى الماضى، ويعتقد أن السبب هو ثقل خامات الملابس الشتوية التى لا تتناسب مع طبيعة الجو الدافئ فى هذا الوقت من العام، «علشان كدا لسة بعرض ملابس صيفى»، وعلى حد قوله فهى تناسب كل المستويات، فبعضها من بواقى الصيف الراحل، وهذه تتراوح أسعارها بين 20 و40 جنيها، وهناك المستورد من تركيا وفرنسا، وأقل ثمن للقطعة يبدأ من 150 جنيها. «معظم الناس بتأخد حاجات خفيفة، وتلبس فوقها جاكيت». فالجاكت الصوفى، والجلد بألوانها المختلفة هى موضة هذا الشتاء. تأثير ارتفاع الأسعار على مبيعات محمد لم يؤثر أبدا على محال ملابس الأطفال المجاورة التى شهدت ازدحاما شديدا، ولم يستطع أحد الآباء أن يقاوم دموع صغيرته أمام الفستان الذى اختارته، واكتشف أن ثمنه 300 جنيه. فى شوارع المهندسين كانت سارة تتجول وحيدة، للتعرف على الموديلات الجديدة، للمقارنة بين الأسعار فهذا هدف الرحلة بعيدا عن شراء ملابس العيد، التى لم تتعجل شراءها، حتى ترى كل المعروض وتنتقى ما يميزها عن الأخريات. من جولتها الواسعة التى اعتادت القيام بها كل عام السؤال تأكدت أن هناك موديلات جديدة سوف تنزل الأسواق بعد العيد، خاصة الجوبات، «أنا بشترى من مهندسين والمولات وعباس العقاد، الموديل اللى عارفة إنه جديد ومش موجود»، وفى هذه الحالة سوف تدفع الثمن مهما كان، «أما الجوب اللى ب150 دا، اشتريت أخوه من الموسكى ب55 جنيه بس». ولكن ملابس هذا العيد بالنسبة لسارة « صيفى، الجو مش بارد قوى العيد ده»، وهى استعدت لهذا القرار القديم من اوكازيون الصيف الماضى، فقامت بشراء طاقم جديد. راجية فمازالت مصممة على الحصول على طاقم شتوى جديد لهذا العيد، وبسعر مناسب، ولهذا قررت للمرة الأولى أن تذهب لمحال الملابس بواقى التصدير، والتى سمعت من أصدقائها أنها تقدم ملابس بجودة عالية وبأسعار أقل كثيرا مما شاهدته «مهما كبرت العيد مش عيد إلا بلبس جديد» تقول راجية الأربعينية.