ثروت الزيني: نصيب الفرد من البروتين 100 بيضة و 12 كيلو دواجن و 17 كيلو سمك سنوياً    ماذا سيحدث إذا لاحقت الجنائية الدولية نتنياهو؟    بعد فالنسيا.. موعد مباراة برشلونة المقبلة في الدوري الإسباني    بعد إثارتهما الجدل.. الشيخ محمد أبو بكر: مستعد للإعتذار إلى ميار الببلاوي    "المصل و اللقاح" عن الأثار الجانبية للقاح "استرازينيكا": لا ترتقي إلى مستوى الخطورة    الآن - "نيسان صني 2024" تكنولوجيا القيادة اليابانية على أرض مصرية    القنوات الناقلة لمباراة الهلال والاتحاد في نصف نهائي كأس الملك والمعلقين    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    نيويورك تايمز: إسرائيل خفضت عدد الرهائن الذين تريد حركة حماس إطلاق سراحهم    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    طيران الاحتلال يجدد غاراته على شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    فيديو| مقتل 3 أفراد شرطة في ولاية أمريكية خلال تنفيذ مذكرة توقيف مطلوب    محلل سياسي: أمريكا تحتاج صفقة الهدنة مع المقاومة الفلسطينية أكثر من اسرائيل نفسها    ولي العهد السعودي وبلينكن يبحثان التطورات في قطاع غزة    تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    تراجع أسعار النفط مع تكثيف جهود الوصول إلى هدنة في غزة    مجلس الدولة يلزم الأبنية التعليمية بسداد مقابل انتفاع بأراضي المدارس    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    مؤسس صفحة «أطفال مفقودة» يكشف تفاصيل العثور على توأم كفر الزيات بعد 32 عامًا (فيديو)    وجد جثمانها في مقلب قمامة.. قصة طفلة سودانية شغلت الرأى العام    حماية المستهلك: الزيت وصل سعره 65 جنيها.. والدقيق ب19 جنيها    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    فتوى تحسم جدل زاهي حواس حول وجود سيدنا موسى في مصر.. هل عاصر الفراعنة؟    أشرف زكى: "هناك نهضة فنية فى معظم الدول العربية لكن لا يزال الفن المصرى راسخًا فى وجدان الأجيال"    رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم يشهد الختمة المرتلة بمسجد السيدة زينب    نظافة القاهرة تطلق أكبر خطة تشغيل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع المخلفات    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    أستاذ بجامعة عين شمس: الدواء المصرى مُصنع بشكل جيد وأثبت كفاءته مع المريض    مفاجأة صادمة.. جميع تطعيمات كورونا لها أعراض جانبية ورفع ضدها قضايا    «جامعة القناة» تُطلق قافلة طبية لحي الجناين بمحافظة السويس    النيابة تنتدب المعمل الجنائي لبيان سبب حريق شب داخل مطعم مأكولات سوري شهير بالمعادي    رسميا.. بدء إجازة نهاية العام لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية بهذا الموعد    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    كوافيرة لمدة 20 سنة حتى الوصول لمديرة إقليمية بأمازون.. شيرين بدر تكشف التفاصيل    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. انهيارات جليدية وأرضية إثر أمطار غزيرة شمالي الهند.. عائلات الأسرى لنتنياهو: لقد سئمنا.. شهداء وجرحى فى غارات إسرائيلية على غزة والنصيرات بقطاع غزة    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    ضبط 575 مخالفة بائع متحول ب الإسكندرية.. و46 قضية تسول ب جنوب سيناء    «المقاطعة تنجح».. محمد غريب: سعر السمك انخفض 10% ببورسعيد (فيديو)    «هربت من مصر».. لميس الحديدي تكشف مفاجأة عن نعمت شفيق (فيديو)    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    مصطفى عمار: القارئ يحتاج صحافة الرأي.. وواكبنا الثورة التكنولوجية ب3 أشياء    ما رد وزارة الصحة على اعتراف أسترازينيكا بتسبب اللقاح في جلطات؟    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 30/4/2024 في مصر    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    برلماني يطالب بالتوقف عن إنشاء كليات جديدة غير مرتبطة بسوق العمل    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    تقديم موعد مران الأهلى الأخير قبل مباراة الإسماعيلى    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    بالرابط، خطوات الاستعلام عن موعد الاختبار الإلكتروني لوظائف مصلحة الخبراء بوزارة العدل    خالد الجندي: هذه أكبر نعمة يقابلها العبد من رحمة الله -(فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تسقط الرقابة .. صيحة أطلقها الكتاب والقراء واستجاب لها موقع (الشروق)
نشر في الشروق الجديد يوم 13 - 11 - 2009

كل يوم ثلاثاء يشعر الكاتب الكبير د. علاء الأسوانى بأنه وسط الأصدقاء، فقد تكونت صداقات ومعارف بين زوار الموقع، «لو واحد غاب يوم الباقى يسأل عليه». هذه الروح الدافئة التى احتوت جميع الحضور بمكتبة الشروق قرابة الثلاث ساعات أمس الأول، حول تجربة «الشروق» فى «تحرير تعليقات القراء من الرقابة وأدارها الأسوانى والمهندس إبراهيم المعلم وهانى شكر الله، وحضرها عدد من محررى «الشروق»، وغطتها بعض القنوات الفضائية وعلى رأسها النيل لايف وتليفزيون الحياة، وحضرها عدد كبير من القراء والمشاركون فى الموقع، ومحبو «الشروق».
«أصدقاء موقع الشروق» مجتمع يتألف من شخصيات متعددة الأفكار والميول والأذواق والأعمار، لكنه بدأ يأخذ شكلا تنظيميا أقرب للمجتمع الذى يعيش تجربة حكم ذاتى ديمقراطى تتميز بقدر عال من الحرية والشفافية، فالأدوار تتبادل فهذا يعارض والآخر يؤيد، والبعض يتدخل للتهدئة.
هذا العالم الساحر الخاص الذى لا يستبعد الأسوانى أن يكون بعض أشخاصه أبطالا لقصة مقبلة، بدأ يتمكن من الكاتب الكبير الذى يساهم هو الآخر بالتعليق والرد على المشاركين، «بقيت أحاول أركز علشان الموقع مايأخذش كل الوقت».
اقتراحات الجمهور
استمر النقاش ثلاث ساعات، قدم خلالها الحضور اقتراحاتهم حول تطوير الموقع، بعضها محل الدراسة من المختصين عن الموقع، والبعض كان محل نقاش وجدل حسمه القراء فى النهاية، والبعض الآخر أخد موافقة فورية لتنفيذه فورا.
الأفكار محل الدراسة كانت كثيرة، وأهمها:
تخصيص صفحة إلكترونية لإبداعات الشباب، ويتم نشر الأعمال الأكثر جودة فى النسخ الورقية.
تعليق الكتاب على مقالات زملائهم.
لقاء شهرى لأصدقاء موقع «الشروق».
البحث عن إعلانات كمصدر للربح.
إتاحة الموقع الدخول على عناوين المدونات الخاصة بالمعلقين.
هنا تقمص المهندس إبراهيم المعلم شخصية برلمانية وصاح: «موافقة فورية» على طلب الحاضرين بتصوير اللقاءات التى يتم عقدها بمكتبة الشروق وتحميلها على الموقف. هنا تدخل الأسوانى قائلا: «بس مش هانقول رفعت الجلسة» قالها الأسوانى لتضج القاعة بالضحك.
أما أكثر الأفكار التى كانت محل الجدل فهى: «شرط التسجيل للمشتركين فى جماعة أصدقاء الموقع «فقد انقسم الحضور إلى مؤيدين للتسجيل، ومنهم الكاتب هانى شكر الله، ومعارضين للفكرة،وأولهم علاء الأسوانى، أما المهندس إبراهيم المعلم فقد كان حياديا.
«اللى عاوز يقول رأيه يتعب شوية» حجة الفريق المؤيد للتسجيل، أما الجانب المعارض، فكان سبب رفضه أن الشعب المصرى يحتاج من يشجعه على التعبير.
«حذف التعليقات الخارجة» كان الاقتراح الثانى
الأكثر جدلا على عكس توقعات القائمين على الموقع، فهم يحذفون أى إساءة أو ألفاظ خارجة «بعد نشرها على الموقع»، ولكن بعض الحضور طالبوا بعدم الحذف نهائيا.
«التعليقات دى تأريخ لتفكير وسلوك الشعب فى فترة زمنية محددة» تبرير زكى بدر، أحد الحضور وهو من أشد المؤيدين لهذا الرأى. وكان كتاب أبونواس والأغانى لأبوالفرج الأصفهانى، دليله على أن الألفاظ الخارجة تشكل جانبا من الحقيقة الثقافية.
قرر القراء أن تكون التجربة ديمقراطية ذاتية الإدارة لأبعد مدى، وكانت نتيجة الجدل هى «الإجماع على عدم التسجيل نهائيا»، فلن يتم التسجيل تشجيعا للجميع على التعبير الحر الذى يفتقده المجتمع، أما التيارات المتطرفة فسوف يتقبلها القراء بصدر رحب، فهم انعكاس لتيار فكرى موجود، وحتى الإساءة والألفاظ الخارجة فلم يجد المعظم ضررا من تحملها بصدر رحب، «التعليقات الموجودة تأريخ لفكر المجتمع المصرى فى فترة ما، لابد من الحفاظ عليها» مبدأ اتفق علية الجميع.
اتفق القراء على توزيع المهام، فالبعض سوف يحفظ التعليقات، والكل يبلغ عن التعليقات المسيئة وهى الخاصية التى سوف يضعها الموقع بداية من الأسبوع المقبل، والبعض يرتب لمواعيد اللقاء الحى، وغالبا ما سوف يتم عقدها بحزب الكرامة الساعة التاسعة من مساء الخميس أسبوعيا.
«هذه التجربة الجديدة تماما على الصحافة المصرية، تحتاج لتعاون المحبين حتى تستقر وتنجح، «خلينا نكون أذكى من الذين يتربصون بنا ولا نقدم لهم مبررا لكى يعصفوا بحرياتنا»، هكذا ناشد المعلم محبى الشروق قائلا: «الذكاء فى التعليق إضافة إلى الموضوعية واللغة الراقية هى الأنسب».
رفع الرقابة
«أنا قاعد فى وسط جريدة «الشروق» على شمالى إبراهيم المعلم رئيس مجلس الإدارة، وعلى يسارى هانى شكر الله رئيس التحرير»، هكذا بدأ الأسوانى الندوة التى تعتبر أول تجمع لأصدقاء موقع «الشروق»، الذى قدم تجربة بإلغاء الرقابة على الموقع نهائيا.
الأولى هى إلغاء الرقابة على تعليقات القراء فى تجربة هى الأولى على الإطلاق وهذه بمبادرة من «الشروق» التى استجابت لاقتراح الأسوانى.
أما التجربة الثانية فهى الاحتفال «بتكوين جماعة أصدقاء الشروق»، وهذه بمبادرة من قراء الموقع الإلكترونى، فى تجربة مشابهة نسبيا لبريد القراء الذى كان يحرره الكاتب الكبير الراحل «عبدالوهاب مطاوع».
بدأت فكرة إلغاء الرقابة بمبادرة من د.الأسوانى وشريف المعلم العضو المنتدب لجريدة «الشروق»، وبدأ التنفيذ على مقالات الأسوانى فقط بداية من 20 يوليو الماضى، وحاليا تم التعميم على كل محتويات الموقع.
هناك سببان لتلك المبادرة الشخصية من كاتب رواية «شيكاجو»، الأول شخصى بسبب تجربته مع المواقع التى تقوم بتحرير ردود للقراء. فرسالة «جارٍ تحرير التعليق» والتى من الممكن أن يتأخر معها الخبر لساعات طويلة، وفى بعض الأحيان لا يتم نشره مطلقا بدون أى تفسير، هو «مرادف لكلمة الرقابة، وعكس الحرية تماما».
أما السبب الثانى فيرتبط بتطورات السوق الصحفية، حيث الصحافة الإلكترونية أصبحت نوعا من الصحافة منافسة للورقية ومن هنا زاد الاهتمام بالمواقع عالميا، و«الشروق ليست بعيدة عن ذلك»، كما قال الأسوانى عن جريدة الشروق التى تتميز بمواكبتها للأحداث والمقالات العالمية.
«هذه التجربة الجديدة المرهقة، هى تنفيذ من «الشروق» لبند آخر من عقدها مع القارئ الذى وعدته بالاحترام والتقدير»، قال إبراهيم المعلم تعليقا على المبادرة التى أخذتها الشروق، مشيرا إلى اجتماعه مع المسئولين لطرح الفكرة ومحاولة إقناعهم بها، تاركا حرية اتخاذ القرار للأغلبية، «بنحاول نكون ديمقراطيين».
التحدى الحقيقى كما أوضح المعلم هو تطوير الموقع بحيث يصبح أكثر جاذبية، وفى نفس الوقت الحفاظ على مستوى مبيعات الجريدة الورقية، فحتى أعظم المواقع الإلكترونية مثل نيويورك تايمز لا تحقق الحد الأقل من الربحية.
يشير المعلم إلى أنه فى معظم الدول الأوروبية، يكون هناك قراء للموقع الإلكترونى، يختلفون تماما عن قراء الجريدة الورقية، الأمر الذى يختلف تماما فى القاهرة، «الناس بتقول لى بنقرأ الجرنال من غير ولا مليم».
يطلب إبراهيم المعلم أن يكون «النقاش طوال الأسبوع، بدلا من أن يشتعل كل ثلاثاء فقط»، فالجريدة التى توجهت للقارئ من بداية فبراير تحت شعار «جريدتك اليومية الحرة المستقلة» أخذت سنة قبل الصدور درس خلالها أعضاء مجلس التحرير ما يريده الناس حتى يلتزموا به.
وأضاف أن «الشروق» لا تكتفى بنقل الأخبار والمقالات المحلية بمصداقية، بل فتحت نافذة على العالم بتعاقدها على شراء المقالات من كبرى الصحف العالمية، وترجمتها بدقة شديدة، احتراما منها لحقوق الملكية الفكرية للكاتب وللقارئ أيضا.
بعد أن أنهى المهندس إبراهيم المعلم كلمته الافتتاحية أعطى الكلمة لهانى شكر الله عضو مجلس التحرير.
«من غير تطويل، بحد أقصى 35 دقيقة»، هكذا اشترط المهندس إبراهيم المعلم مازحا على شكر الله الذى بدأ حديثه بالتعليق على مقالات الأسوانى، «نفسى ألاقى حد مختلف معاك»، ثم استعرض تجربته عند مقابلة رئيس تحرير صحيفة الجارديان، الرائدة فى مجال المواقع الإلكترونية، «التجربة أثبتت أن المواقع تكون مجتمعا للقراء، لا يتفاعل مع المادة المقدمة فقط ولكن يتفاعل مع بعضه أيضا».
يصف الأسوانى صاحب المبادرة ردود الفعل بأنها «مدهشة بالمعنى الإيجابى»، فمعدل التعليقات زاد عشرة أضعاف، بعد حماسة القراء وهم يرون تعليقاتهم تظهر فى نفس اللحظة، وهو لم ينف السلبيات التى تمثلت فى الآراء الهجومية الخارجة لبعض المعارضين، «ولكنى فى النهاية أبحث عن القارئ الذى يتفاعل سلبا وإيجابا» ولكن الاختلاف والاتفاق لابد أن يكون موضوعيا وبلغة راقية، وكان هذا حال 90% من التعليقات، ولم تزد التعليقات الخارجة على 10% فقط.
وأضاف أن التجربة مثال مصغر من تجربة ديمقراطية شفافة، «صحيح مشاكلنا أكبر من موقع، لكن دى البداية»، والبداية التى أشار إليها الأسوانى هى التفكير والتعبير بحرية، كبداية للتفاعل الواقعى فى الحياة، بشجاعة ودون الاختفاء وراء شاشة أو عدم ذكر اسم، «فى وقت محتاجين كلنا فيه الشجاعة، الانتخابات الرئاسية قربت».
قصيدة جويدة
تحت ضغط الأسئلة المتكررة من الحضور حول الأزمة الأخيرة، الخاصة بقصيدة الشاعر فاروق جويدة التى نشرتها «الشروق» بشكل حصرى، ثم قامت جريدة «المصرى اليوم» بالسطو عليها ونشرتها فى طبعتها الثانية، فقد ربط بينها المهندس إبراهيم المعلم وبين حقوق الملكية الفكرية، بوصفها ظاهرة أشمل وأعمق، جزء منها الأزمة الأخيرة.
«فوجئنا بما حدث»، يصف المعلم شعوره نحو السلوك غير المتوقع من «المصرى اليوم» والذى وصفه بأنه خروج وتعد واضح على حقوق الملكية الفكرية وحق الأداء العلنى لمبدع كبير، وتجاوز الرقابة وتقاليد المهنة والزمالة.
وأضاف المعلم: إن «الشروق» هى الناشر الوحيد والحصرى لأعمال الشاعر الكبير فاروق جويدة الحالية والمستقبلة، تلك الكتب الشعرية الأعلى مبيعا كما أوضح المعلم: «اتقفنا مع الشاعر فاروق جويدة أن القصيدة سوف يتم نشرها حصريا يوم الاثنين، ولمواعيد الطبع بعث لنا بالقصيدة يوم السبت صباحا».
فالأحداث واضحة ومحددة والتبريرات تدعو للرثاء، «ما ينفعش أقول أنا سرقت ساعة الأسوانى، أصلى بقدر الساعات وذوقى حلو، وبعدين لما أخدتها كان حاتطها على الطرابيزة وهو بيتوضأ»، موضحا أن الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية جريمة أكبر، «سرقة فكرة دى جريمة مع سبق الإصرار، لأنها سرقة لفكر وعمر جهد مفكر».
الملكية الفكرية يجعلها نائب رئيس الاتحاد الدولى للناشرين «صفة للمجتمعات المتحضرة بل وعشقها الأول، فالحفاظ على الإبداع والأفكار على أساس التقدم العلمى أو الفكرى، فعندما نتحدث عن مكانة مصر الثقافية ومصر الرائدة فنحن نتحدث عن حرية الحرية وحماية الملكية الفكرية».
منذ تأسيس اتحاد الناشرين 1896، تم تحديد أهدافه فى نقطتين، الأولى حرية الفكر والتعبير وسلامة الكاتب، والثانية هى احترام حقوق الملكية الفكرية، والهدف الثانى ضمان للأول، لأنه حماية المكية الفكرية تضمن الحفاظ على فكر ومجهود وعمر المبدع.
ولهذا نرجو ألا يتكرر ما حدث، حفاظا على مكانة مصر الثقافية، وأنا أسف إنى اتكلمت فى الموضوع ده»، ينهى بها المعلم الحديث حول الواقعة.
جريدة النخبة الشعبية
«هل توجد خطوط حمراء؟
هذا السؤال المتكرر سابقا من مجلس التحرير، ودائما من القراء أجاب عنه رئيس مجلس الإدارة بالنفى، «دايما بقول لأ، الخط الأحمر الوحيد إنى اخترت مجلس التحرير»، وهو على مستوى مهنى وطنى راق لضمان أن تكون الجريدة نافذة لكل الأفكار»
.
وحول مكانة «الشروق» فى السوق المصرية بعد شهور من إصدارها، قال المعلم: إن الجريدة حديثة الإصدار، هى إضافة جديدة للمجهود الصحفى الموجود بالساحة «حققت بدايات نجاح، وانتشارا وثقة وتأثيرا أكبر من توقعات الخطة التى وضعها مجلس التحرير»، ولكنها تتعرض لمنافسات ومشاكسات «مشروعة أو غير مشروعة بعضها تحت المستوى، والآخر لها مستوى»، ولكن القارئ الذى تحترمه «الشروق» هو السلاح الفعال فى الحرب ضد «غير المشروع»، التى وصلت إلى حد المؤامرات.
أوضح المعلم أن مندوبين التوزيع اكتشفوا أن ببعض أماكن التوزيع، يرفض البائعون بيع «الشروق»، محرضين القراء على شراء جريدة أخرى، وفى بعض الأحيان يكون وصف «الشروق» بأنها جريدة نخبة من أحد الأسلحة الخفية، «إحنا جريدة نخبة شعبية»، كما فضل المعلم أن يصف الجريدة.
«معزوفة كلاسيكية رائعة هادئة، تستغربها بعد أن أصبح الصوت العالى هو السائد على الساحة»، قالت ناهد واصفة «الشروق» بصاحبة النغمة المعتدلة فى معالجة الأحداث بموضوعية، وتشاركها فى الرأى عصمت التى تحتفظ بكل أعداد «الشروق» «من أول عدد لحد دلوقتى موجودين عندى»، وقد أصبح المكان الذى تحتله الأعداد كبيرا، وهى فى البداية اشترت ماسحا ضوئيا لتصوير النسخ، ثم تراجعت بعد توفير الموقع الإلكترونى نسخ ال«بى دى إف».
أما نادية الحسينى فقالت: «قبل معرفتى بموقع الشروق لم يكن لدى إيميل، ولكن لكى أتواصل مع الموقع دخلت عصر الإيميلات».
أما أحمد دارس الإعلام بأحد الجامعات الخاصة، فقد وجد فيها هو وأصدقاؤه ضالتهم خاصة فى الصفحات الثقافية والأدبية، وهذا بعيدا عن الأخبار اليومية الموجودة بكل الجرائد والذى وصفها «بالرخمة»، الوصف الذى استجاب له المعلم ضاحكا، «فى اجتماع الشهر المقبل، ها أقول لهم ما يحطوش أخبار رخمة». مضيفا «الجريدة الحديثة حققت أملا للكاتب الكبير أحمد رجب، «الذى كان يحلم بتحقيق انفراد صحفى فى جريدة مصرية تنقل عنها كل العالم، وحققته الشروق بانفرادها بخبر عن غارة أمريكية عسكرية على جنوب السودان، «ما أقدرش انسى مكالمة أحمد رجب اللى بارك لى وقال إن الشروق حقق حلم عمره 50 سنة»، مشيرا إلى أن نجاح الجريدة أصبح على المستوى المحلى أو العالمى، مدللا بمقالات علاء الأسوانى التى تشتريها الجرائد من مختلف دول العالم.
أجواء
الوجوه تبدو مألوفة لبعضها والصداقات وكأنها من سنوات، فى كل ركن تلتف مجموعة تتحدث فى كل شىء، رياضة سياسة موسيقى، حديث غير بعيد عن الأسئلة الشخصية أيضا.
انتى عصمت؟ أنا ناهد، واللى هناك ده أستاذ عبدالمجيد.
عصمت وناهد من المعلقين على مقالات الأسوانى وغيره من الكتاب والأخبار بموقع «الشروق الجديد»، أما أستاذ عبدالمجيد والذى يكتب باسم «إن شاء الله» فهو القائم بدور الباحث، الذى يأتى بكل جديد وموثق من المعلومات التى تدور حول موضوعات المقال.
«فين على، لو موجود قلنا، أنت أحمد قداح اللى عامل لنا الهيصة دى كلها، انت صغير على كده».
أحمد أحد العناصر الفعالة صاحب الاتجاه المتشدد دينيا فى رأى البعض، أحمد قدم نفسه كمحاسب بمؤسسات الشروق، ولكنه استدرك سريعا موجها حديثة لإبراهيم المعلم «نشاطى على الموقع مش مأثر على شغلى»، ليضحك الجميع ويرد المعلم عليه قائلا، «التشدد يبقى حلو في الحسابات».
ومن بعيد ترتفع ضحكة مجهولة المصدر وتقول صاحبتها «أهلا أهلا،بقى كده الكلام اللى كنت بتقوله، بس أنا مبسوطة إحنا شفناك، موبايلك لو سمحت».
أما مدام سعاد فلم تحتمل البعد عن الموقع وأصدقائها الذين لم يكفوا عن السؤال عنها طوال فترة غيابها، وعادت مع زوجها لتحضر الندوة لتقابلهم لأول مرة على أرض الواقع خارج العالم الافتراضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.