قال محمد مهدى عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إن الجماعة لن تحاول تحدى الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم فى انتخابات الرئاسة التى ستجرى عام 2011 فى ظل الدستور الحالى. وأضاف عاكف فى تصريحات لوكالة «رويترز» إن الجماعة لن تقوم بعملية تحد انتخابى، متابعا أن «الرئاسة الآن ليست فى أجندتى لأنها تحتاج إلى مقدمات كبيرة جدا، أولها الحريات والدستور النظيف وليس الدستور المعدل». وفى تأكيد لموقف الإخوان المسلمين من أنهم لا يريدون مواجهة مفتوحة مع الدولة، قال عاكف: «لى تقديراتى، هل أدخل بالقوة وأصطدم مع النظام، أنا قلت لهم: لا، إنما أدخل مع بقية كل الشرفاء من أبناء مصر ونتعاون سويا حتى نصلح هذا الفساد، ومهمتنا أن نضع أيدينا فى أيدى بعض حتى نصلح الحال». وقال عاكف إنه إذا أصبح جمال والذى على عكس كل رؤساء مصر ليس له خلفية عسكرية رئيسا فإنه سيكون مدينا بالفضل لقوات الأمن، وأضاف «جمال مسئول عن كل شىء، هو الذى يعين الوزراء، ولجنة السياسات هى المسئولة، وجمال لا يملك من أمر نفسه شيئا، جمال الأمن يحكمه». وقال عاكف «أشفق على أى رئيس جمهورية قادم إن لم تسبقه حرية الشعب وإقامة العدل وإقامة القيم والأخلاق، الأمن هو اللى حيبقى رئيس جمهورية، الأمن النهارده هو الذى يسير رئيس الجمهورية ويسير الحكومة ويسير كل شىء، الأمن هو الذى يحكم مصر». إلى هذا أثارت انتقادات القيادى الاخوانى حامد الدفراوى لتيار التنظيم أو «مجموعة 65» التى يقودها أمين الجماعة محمود عزت، وتشكيكه فى نزاهة انتخابات مجلس شورى الجماعة لعام 2005، وذلك لأنها أجريت بلائحة مزورة على حد وصفه، عاصفة من ردود الفعل داخل البيت الإخوانى، لاسيما من التيار المحافظ الذى أصر على نفى وجود تزوير أو عدم شفافية فى النظام الداخلى للجماعة، وأكد أحدهم أن الجماعة بداخلها قدر من الشفافية والمحاسبة، ونظام انتخابى لا يوجد له مثيل فى مؤسسات كثير من الدول الديمقراطية. وشارك الدفراوى، الذى كسر بمقالته فى «الشروق» حاجز الصمت الذى حاول مكتب الإرشاد فرضه، فى التأسيس الثانى للجماعة بالإسكندرية فى سبعينيات القرن الماضى. من ناحيته أكد هيثم أبوخليل الناشط الحقوقى الاخوانى أن كل المطالب التى تخص اللائحة والشفافية والشورى وتطوير الخطاب السياسى والإعلامى وعمل مبادرات لدفع الحيوية داخل أوصال الجماعة «هى أشياء لا تسبب ضررا للجماعة وإنما قد تسبب إزعاجا لمن يريدون الجمود والركود من أجل الاستمرار». وتعجب أبوخليل من «مقدرة تيار المحافظين داخل الجماعة على تحطيم وتشويه صورة كل من ينال منهم أو يتكلم عن حالهم المتردى» ، مستشهدا بما قاله له احد القيادات التاريخية الكبيرة والبارزة للجماعة عندما سأله: لماذا الصمت عما يحدث داخل الجماعة؟، فرد قائلا «سيفرموننى» وسينالون منى وأنا تقدم بى السن وأريد أن ألقى الله وأنا داخل هذه الجماعة». وقال أبوخليل لمن يقولون إن هذه الدعوة ربانية تنفث خبثها «نعم ربانية عندما تستقيم الطرق والأساليب مهما كانت النتائج.. ربانية عندما يولى من يصلح وليس من يستأنس ومن يطيع.. ربانية عندما تعود التربية لسابق عهدها بما لا يكون ستارا لتجاوزات تحدث.. نعم تنفث خبثها ممن أساءوا لها فى تجاوزات مالية مخيفة وفى وإنفاق أموال بدون وجه حق وفى تصرفات غير أخلاقية ولا يقصد باستدعاء هذه العبارة لاغتيال من يخالف ويعترض بأنه خبث».