ضجة كبرى أثارها مسسل «قلبى دليلى» عند عرضه بالقنوات الفضائية بين المعجبين بالعمل والرافضين له. وتركزت معظم الانتقادات التى واجهها المسلسل حول أداء الممثلين من ليلى مراد إلى أنور وجدى، فى حين يؤكد باقى افراد العمل أنهم تعرضوا لظلم شديد بسبب تلخيص مسلسل كامل فى أداء ممثل أو اثنين، خاصة أن العمل يطرح قضية فى غاية الخطورة تتناول حياة اليهود فى مصر فى فترة تاريخية مهمة وعصيبة.. وحول كل ما أحيط ب«قلبى دليلى» دارت ندوة «الشروق» مع صناعه ونجومه. بدأ المنتج إسماعيل كتكت حديثه قائلا: إنهم حاليا يقومون بإعادة مونتاج حلقات المسلسل لتكثيف الأحداث ومعالجة بعض الأخطاء التى وقع فيها المونتير السابق، مؤكدا أن العرض الثانى للمسلسل سيكون أكثر تكثيفا وعمقا. الشروق: سؤالنا للمخرج د.محمد زهير رجب أين كنت ليتاح المجال أمام المونتير لارتكاب كل هذه الأخطاء؟ محمد زهير: كنا نقوم بالتصوير طوال اليوم وكنت أقوم بكتابة كيفية تصوير المشاهد بالشكل الذى أريده وتحديد زمن كل مشهد، لكن ما حدث أن المونتير لم يلتزم بهذا ربما إهمالا فى عمله، ربما يكون هناك سوء نية ولكن النتيجة واحدة.. وعموما نحن نعترف بالخطأ ونقوم بتصحيحه، وأحب التأكيد على أن ما نقوم به حاليا هو إعادة عمل رتوش للمسلسل. مجدى صابر: كنا نقوم بالتصوير مستخدمين كاميرا واحدة، وهذا يجعل مهمة المونتير أسهل مما لو كنا نستعمل كاميرتين أو ثلاث، ولكن حدث هذا الخطأ فى غفلة من الجميع. إسماعيل كتكت: للعلم المونتير هو نفسه من قام بمونتاج مسلسل «أسمهان» ونحن لا نبرر خطأه، فالمسلسل تم تسويقه جيدا فى شهر رمضان وبعده، ولكننا نحرص على تلافى أى خطأ فى العروض التالية. الشروق: تسويق المسلسل هل اعتمد على اسم ليلى مراد فقط أم على عناصر أخرى؟ كتكت: التسويق لم يكن يعتمد على اسم ليلى مراد بل على المسلسل ككل، فالمسلسل اسمه «قلبى دليلى» وليس ليلى مراد. الشروق: المسلسل تم ظلمه فى توقيتات عرضه، وهو لم يكن عن ليلى مراد بل يكشف تاريخ مجتمع فى فترة زمنية معينة.. كيف وازنتم بين شخصية ليلى مراد وقضايا مجتمعها كى لا يطغى أحدهما على الآخر؟ مجدى صابر: قرأت حوارات أجراها الراحل صالح مرسى مع ليلى مراد، تحدثت فيها عن حياتها وكيف كانت طفلة صغيرة فقيرة، عملت كخياطة وكانت تسافر فى مختلف المحافظات للغناء فى الحفلات مع والدها زكى مراد، ولو كنا ركزنا على شخصيتها لكان المسلسل خرج خاليا من الدراما، ومن هنا قررت الاهتمام بالشخصيات التى تواجدت حولها فأصبح مسلسلنا عن زمن كامل، وليس سيرة ذاتية لشخصية واحدة، ولم يكن ممكنا ان نتجاهل خط الطائفة اليهودية فى مصر والتى كانت هى وأسرتها جزء منها، وذلك لارتباطها بلحظة تغيير مصر مع ثورة 1919، وللعلم فإن ليلى مراد هى ابنة هذه الطائفة وأنا كتبت عن لحظة صنع مصر وكل العناصر التى شكلتها، وليلى مراد كانت يهودية مثل داوود حسنى وتوجو مزراحى أحد صناع السينما المصرية، وربع أبطالى فى المسلسل من اليهود، وهذا دليل دامغ على تسامح مصر وأنها دائما كانت رسالة سلام للعالم كله، ونحن نعتبر أن اليهودية واليهود جزء من تاريخنا، ولكن حدث الشرخ فى العلاقة مع بداية ظهور الحركة الصهيونية ودعم بعض اليهود فى مصر لهذه الحركة، وللعلم مجتمعنا وقتها فرق بين اليهودى والصهيونى فنحن لسنا ضد اليهود بل ضد الصهيونية التى اغتصبت الأرض الفلسطينية. د. محمد زهير: نحن ومنذ أول لقاء إعلامى قبل انطلاق التصوير قلنا إننا نقدم بانوراما حول تاريخ الأمة وقصة حياة وطن ومع هذا نجد من يؤكد أنه سيرة ذاتية عن ليلى مراد لكن ما قدمناه سيرة ذاتية لمصر. الشروق: ولكن الكاتب استعان بكتاب صالح مرسى وهو سيرة ذاتية لليلى مراد؟ مجدى صابر: هو مرجع واحد من بين 120 مرجعا استعنت بها وتناولت كلها حياة اليهود فى مصر. إسماعيل كتكت: نحن لم نكن نتعامل مع مسلسل عادى بل كنا نتحدث عن مشروع ثقافى تاريخى، وهذا هو الخط الذى اكتشفته منذ أن قدمت مسلسل «الملك فاروق»، فنحن لا نعرض كتبا تاريخية بل نقدم وجهات نظر، وهناك منطقة مغلقة فى تاريخ مصر والعالم العربى حاولنا دخولها، هى المنطقة الخاصة باليهود، ولهذا كنا نفكر فى عمل مسلسل عن ليلى مراد لتكون مدخلنا لهذه المنطقة، وأحب هنا التأكيد على أن الدراما ليست تأريخا ولا توثيقا، وإنما تحتمل وجهات النظر المختلفة. الشروق: وما وجهة نظركم؟ مجدى صابر: كانت وجهة نظرى هى إظهار وجه مصر الحقيقى ومدى تسامحها، ولم يكن موضوعنا حزبيا بل كان تاريخيا، وهى منطقة فيها الكثير من الالتباس كشخصية راقية إبراهيم التى تشاجرت فى برلين، وقالت انها مضطهدة من الوفد المصرى لأنها يهودية، وعادت لمصر لتبكى وتؤكد أنها مصرية، كذلك علاقتها بمقتل سميرة موسى وهناك معلومة لم نستطع تأكيدها بأن أخت العالمة الراحلة وتدعى قدرية موسى كان لديها خطاب من شقيقتها، تقول فيه إن هناك ممثلة يهودية مصرية جاءتها بلندن وحاولت التقرب منها ولكنها لم تشعر بارتياح تجاهها. ويضيف صابر: أنا تحريت الأمانة التاريخية فلم أقدم راقية إبراهيم على أنها صهونية، بل ألمحت فقط إلى علاقتها بالحركة الصهيونية. أمل رزق: شخصية راقية إبراهيم أتعبتنى كثيرا، لأننى كنت أحاول أن أتخيل طبيعة هذه الشخصية التى لا يوجد عنها معلومات يمكن الاستناد اليها فى رسم كاركتر، وكل ما توصلت إليه أن راقية إبراهيم كانت شخصية أنانية لا ترى فى كل ما حولها إلا مصالحها الخاصة ومن هنا فهى تتعامل مع كل الأطراف بما يخدم مصالحها، ومن هنا وضعت كممثلة تصورى لهذه الشخصية، وفوجئت برد فعل المخرج الذى أشاد بطريقة تقديمى لها. مجدى صابر: اسمحوا لى أن أقوم بتوجيه تساؤل للفنان نبيل الهجرسى عن كيفية تقديمه الشخصية اليهودية بطريقة غير نمطية؟ نبيل الهجرسى: أنا قارنت بين وضع الحاخام ووضع شيخ الأزهر أو البابا، لأن الشخصية التى جسدتها كانت تمثل كبير الطائفة اليهودية وهو يفترض ان يكون على هذا القدر من الأهمية بالنسبة لطائفته، فلم اقدم الشخصية النمطية لشكل الكاهن اليهودى المنتشرة فى الدراما العربية، وإنما قمت ب«تظليل» الشخصية بقدر من الهدوء والوقار حتى تخرج بشكل مقنع، ويناسب العصر الذى نعيش فيه. د.محمد زهير: شخصياتى حقيقية وليست مشوهة، وتختلف عما قدمناه فى الأعمال السابقة، فهم يقهروننا منذ 50 عاما، فهل يقهروننا وهم أغبياء؟ أنا شخصيا راضٍ عن ممثلى العمل نسبة 99 % وعلى سبيل المثال عزت أبوعوف اعتذر عن 3 اعمال من أجل تقديم دور زكى مراد، وأنا أطالب الجمهور والنقاد بعدم قصر المسلسل على ممثل واحد وإغفال مجهود بقية الممثلين وهناك فارق بين الممثل الذى يجتهد والممثل الذى يتعالى على دوره. إسماعيل كتكت: سأتكلم بصراحة وبدون لف ولا دوران.. بالنسبة لصفاء سلطان أريد ان اقول إن الجاهل عدو نفسه، وهناك من زين لها أن دورها عبقرى.. ولكنى سأعطيك مثلا بإديث بياف، ففى الفيلم الذى تناول قصة حياتها المتشابهة تقريبا مع قصة حياة ليلى مراد، فازت من قامت بدورها بالأوسكار.. فى حين ان صفاء وقعت فى خطأ كبير وهو تقليدها لليلى مراد فى مرحلة فيلم «يحيا الحب» بصوصوتها المعروفة. د.محمد زهير : التقليد اسلوب تمثيلى معروف كما فعل أحمد زكى فى «ناصر 56» وفى «أيام السادات» وأنا لا أنكر أن صفاء ممثلة جيدة اجتهدت لكن المشاهد له حرية مطلقة فى تقبلها أو لا، وفى العالم العربى أحبوها فى مرحلتها الأولى والتعليق الوحيد كان من مصر والمشاهد المصرى تعرض لعملية سطو ذهنى فالقنوات الفضائية المصرية لم تكن تقدم أفلام ليلى مراد بالتحديد أفلامها الأخيرة، وبعد الإعلان عن تصوير المسلسل انطلقت فى عرض تلك الأفلام وبكثافة شديدة، بينما ظلت افلامها الأولى يحيا الحب أو ليلة فى الظلام أو ليلى بنت الفقراء غائبة على الشاشة، ومن هنا كانت المقارنة محصورة فى فترة معينة من حياة ليلى مراد، وأحب أن أؤكد أن أسلوب ليلى مراد فى بداية حياتها كان على هذا النحو الذى قدمته صفاء. الشروق: الدور ينبغى أن يكون على قدر صاحبه بمعنى ليلى مراد تؤديها شخصية على قدر ليلى وبالمثل باقى الأبطال وهو ما لم نلحظه فى بعض الشخصيات؟ د. محمد زهير: هل تعتقد أن ممثلينا الكبار سيرضون بتقديم مشهد واحد فقط.. مقاييس النجومية لديكم مختلفة نتيجة لبعض الجهات الإنتاجية غير المحترفة التى تتعامل بمنطق بعيد عن الفن، ورؤيتى أن الممثل بطل فى مكانه الصحيح.. ودعونى أحدثكم عما حدث من صفاء طوال التصوير، حيث أحضرناها من سوريا للتركيز فى الدور وتحضير نفسها وأعطيناها شهرا كاملا لتجهز نفسها للدور وفوجئنا بعدها باتصالات متكررة منها تقول فيها إنها سئمت الانتظار، وتريد البدء فى التصوير وأنها كان يمكنها ان تصور مسلسلا فى سوريا خلال هذا الوقت. إسماعيل كتكت: لم أشعر بوجود الصدق الفنى فى أدائها بشكل عام، فكانت تدخل لتصوير المشهد وهى تمزح مع من حولها ومن هنا غاب التركيز عنها، وفى تقديرى انها ليست ممثلة محترفة لتتعامل مع الدور بهذا المنطق. الشروق: عبدالعزيز مخيون قدم من قبل الشخصية اليهودية ترى ما الجديد فى شخصية ليفى؟ د.محمد زهير: أنا سعيد بالعمل معه ولم اكن اعتقد انه سيوافق على أداء هذه الشخصية.. وأعجبنى فى أدائه أنه لم ينس أبدا مفاتيح الشخصية وأنا أشكره بالفعل على هذا. عبدالعزيز مخيون : أحب أن أؤكد اننا دخلنا مرحلة غامضة وغير مسبوقة فى تاريخ الدراما المصرية وهو دور يعطينى فرصة للتقمص وإظهار قدراتى كممثل، وللعلم الجزئية التى تناولنا فيها الوكالة اليهودية لم ترضهم فى اسرائيل ولم يحبوها، وأنا أديت دورى تحت شعار «اعرف عدوك»، وعموما المسلسل عمل مشترك وكلنا مسئولون عنه، ونحن تعرضنا للظلم بسبب قصة ملاءمة أداء صفاء سطان لدور ليلى مراد أم لا؟!.. وفى تقديرى أن المسلسل عمل فنى يحتاج إلى مشاهدة أخرى بعيدا عن زخم رمضان. الشروق: اديت دور اليهودى من قبل فلماذا كل هذه الفزع من شخصيتك فى هذا المسلسل؟ عبدالعزيز مخيون: نحن هنا أمام شخصية مختلفة لها أبعاد كبيرة سواء دراميا أو فنيا. إسماعيل كتكت: إسماعيل هنية اتصل بى مهنئا ومؤكدا أننا خدمنا القضية الفلسطينية وهناك مقالات فى صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اتهمتنا بمعاداة السامية، وردت عليها صحف أخرى، وقالت إن هذا المسلسل يقدم وجهة نظر متسامحة عن رؤيتنا المصريين لليهود.. الشروق: دور روزاليوسف من نوعية الأدوار الصعبة؟ منال سلامة: ما يحدد قبولى للعمل هو السيناريو، ولابد أن أقرأ السيناريو كله حتى لو كان دورى صغيرا لأن هذا ما يتيح لى الإمساك بمفاتيح الشخصية، وقد أعجبنى فى الشخصية التى جسدتها أن اسمها روزاليوسف التى لو لم يكن هذا هو دورى لكنت رفضت الاشتراك فى المسلسل، وخلال بحثى عن رموز احل بها شخصية روزاليوسف قرأت مراجع عنها، وتناقشت كثيرا مع المخرج محمد زهير، وأنا مؤمنة أن التمثيل علم ودراسة، ولأننى لا أحب تقديم دور يمر مرور الكرام، وطالما الشخصية كانت صعبة اجدها فرصة اكبر للبحث والتنقيب عن مناطق تكون مدخلا لتقديمها على الشاشة بطريقة تضيف لى كممثلة، وهذا ما حدث مع دورى فى العمل، وأعترف ان أداء هذه الشخصية كان صعبا للغاية لأنها تمثل هنا ضمير مصر، وأود أن أقول هنا إننى أمتلك شبها إنسانيا مع روزاليوسف متمثل فى حبنا لمصر صداماتى مشاكلى الحياتية بسبب حبى لبلدى وخوفى عليه. الشروق: دور صديقة ليلى مراد وكاتمة الأسرار، هل كان من الأدوار المضافة للعمل لأسباب درامية؟ الفت عمر: نوال هى شخصية حقيقية فى حياة ليلى مراد، فهى أقرب الصديقات لها وكاتمة أسرارها، وبالمناسبة فإن المراجع ذكرت عنها كلمة واحدة فقط أنها صديقة ليلى مراد، ومن هنا عكفت مع المخرج محمد زهير لفترات طويلة لنخلق لها عالما يمكن تقديمه على الشاشة، وأتمنى أن تكون قد أعجبتكم.