تاريخان يتكرران على كل لسان مع أى شخص كوبى تتحدث معه، عام 1959 تاريخ نجاح الثورة الكوبية وبدء حكم فيديل كاسترو (أى منذ 50 خمسين عاما)، وعام 1991 تاريخ سقوط الاتحاد السوفييتى (أى منذ ما يقرب من عشرين عاما). كل الأزمات التى تعانى منها كوبا يرجعها المسئولون الكوبيون للحصار الأمريكى ولسقوط الاتحاد السوفييتى، كل جمله تذكر يوجد فيها لفظ «ثورة»! تشى جيفارا ذكر ذات مرة «هدف الثورة ..صنع المزيد من الثورات». عامل النظافة والطبيب اليوم يدرك الكوبيون أن الثورة ليست غاية فى حد ذاتها، فالشعب الكوبى، فى أغلبيته العظمى، يعيش على دخل شهرى لا يزيد على 50 دولارا أمريكيا فى الشهر، إذا ما كان الأب والأم يعملان. وسألت ««الشروق»» مرشدا سياحيا عن طبيعة حياته وحياة عائلته فكانت هذه الإجابة: «أمى تعمل طبيبة فى الدولة، ولا توجد هنا عيادات خاصة، وكل الأطباء يحصلون على رواتب شبه متساوية من الدولة. ويبلغ راتب أمى الطبيبة ما يقرب من 500 بيسو كوبى أو ما يعادل 30 دولارا شهريا. أما أبى فهو طباخ ويحصل على أجر أكثر من أمى حيث يحصل شهريا على 800 بيسو كوبى أو ما يعادل 42 دولارا أمريكيا. ومن الغريب فى كوبا أن عامل النظافة يحصل على راتب أعلى من راتب الطبيب، حيث يتقاضى 800 بيسو كوبى». واشتكى المرشد الصحفى من استحالة السفر للخارج إذا لم تكن لك معرفة من أحد كبار رجال الدولة أو الحزب الشيوعى أو الجيش (الثلاثة شبه متقاربين). ويسكن هذا المرشد، 26 عاما، مع عائلته، ومعهم أيضا الجدة، وأضاف: «إذا ما فكرت فى الزواج، فسأسكن أيضا مع عائلتى، حيث يصعب الحصول على أى مسكن جديد الآن». ورغم أن متوسط الرواتب فى كوبا يبلغ 25 دولارا شهريا، فإن المواطن الكوبى يحصل على تعليم مجانى جيد، ورعاية صحية جيدة مجانية، ومواصلات شبه مجانية (حالتها رديئة الآن ومزدحمة جدا)، وتموين حكومى مدعم بصورة كبيرة أيضا... والأهم عند الكثير من الكوبيين هو شبه غياب جرائم العنف، على عكس الكثير من دول أمريكا الوسطى الجنوبية والشمالية. الطوابير فى كل مكان الطابور ليس بالضرورة شيئا سيئا، إلا أنه كذلك إذا كان يستخدم كانتظار للحصول على كل وأى شىء. المأكل والمشرب والتسوق اليومى وركوب وسائل المواصلات العامة، والتحدث فى التليفون العام فى الشوارع والميادين، محال كثيرة تبدو خالية من البضائع، وتحتار لماذا يوجد هذا الطابور الطويل! ولا توجد إجابة مقنعة. السيجار الكوبى لا يوجد ما ينافس شهرة فيديل كاسترو داخل كوبا وخارجها سوى أسماء أنواع سيجارها، وبخاصة «كوهيبا Coheba». وللسيجار الكوبى سمعة عالمية تتعلق بالجودة الفائقة، ولم يخل التاريخ من علاقات خاصة بين أسماء كبار المشاهير فى الفن والسياسة بالسيجار الكوبى. سيجموند فرويد عالم الاجتماع الأشهر كان يدخن علبة كاملة من السيجار الكوبى يوميا، أما رئيس الوزراء البريطانى الأسبق وينستون تشرشل فقد شرف وأطلق اسمه على أحد أنواع سيجار كوبا بعدما وصل لمرحلة تقترب من إدمانه. أما الرئيس الأمريكى الراحل جون كينيدى فقد طلب من المتحدث الرسمى باسم البيت الأبيض بيير سالنجر أن يطلب له 1000 سيجار كوبى من نوعه المفضل Pitit Umpanns قبل يوم واحد من بدء سريان قانون الحظر التجارى الأمريكى على كوبا. وتنمو أوراق أشجار التبغ التى يصنع منها السيجار فى غرب كوبا، وهو صناعة يدوية بسيطة. وزارت «الشروق» أهم مصنع للسيجار بكوبا ويسمى Partagas فى العاصمة هافانا. ويحظر على الزوار استخدام الكاميرات، ويتم حجز كاميرات التصوير خارج المصنع حتى يتم انتهاء الزيارة. وتحدد مواعيد الزيارة فقط من الساعة 9:30 صباحا وحتى الساعة 1:20 عصرا، وتكلف ما يقرب من 20 دولارا أمريكيا للشخص. ويعمل بالمصنع 400 عامل وعاملة، ويتلقون فى البداية تدريبا شاقا لمدة 9 أشهر، وبعد التخرج يسمح لهم بممارسة العمل. ويفتح المصنع أبوابه لمدة ثمانى ساعات يوميا، على مدى خمسه أيام فقط فى الأسبوع. وينتج المصنع 42 نوعا ومقاسا مختلفا، ويخرج من المصنع يوميا ما يقرب من 20 ألف سيجار. ويبلغ متوسط سعر علبة السيجار ذات ال25 سيجارا ما يقرب من 250 دولارا أمريكيا، ويباع فقط للأجانب ممن يستطيعون توفير هذا المبلغ. وتتوفر بكوبا أيضا أنواع رديئة عديدة من السيجار «المضروب» بأسعار قليلة جدا. والعمل داخل المصنع شديد التنظيم، ويقضى العاملون أوقاتهم فى لف السيجار والاستماع للموسيقى. ومن أشهر أنواع السيجار الكوبى نوع كوهيبا، وهو الأغلى وأيضا المفضل لدى فيديل كاسترو عندما كان يدخن. وبدأ فى إنتاج هذا النوع عام 1966 بهدف بيعه للأجانب وتصديره للخارج. إلا أن كاسترو وقع فى غرامه واستمر يدخنه حتى عام 1985 عندما منعه الأطباء من التدخين لأسباب صحية. وهناك أيضا نوع بورتاجيه، وهو موجود منذ عام 1845. وأعطت صورة تشى جيفارا الشهيرة مع سيجاره شهرة إضافية للسيجار الكوبى. السكر ومآسى الفلاحين على بعد ثلاث ساعات بالسيارة خارج العاصمة هافانا، تقع بعض قرى الريف، التى كانت محور زراعة وصناعة السكر الكوبى الشهير. اليوم معظم هذه المناطق تعانى تدهورا اقتصاديا غير مسبوق مع استمرار سيطرة الدولة الرخوة على الإنتاج الزراعى والحيوانى، بخاصة فى أطراف منطقة «ماتنزا»، التى كانت مركزا متقدما منافسا للعاصمة هافانا منذ عقود قليلة. ولا يوجد مواطن كوبى يملك بقرة واحدة، وتبدو بيوت الفلاحين شديدة التواضع والبساطة، أما الميكنة الزراعية فموجودة فى حدودها الدنيا. ويهرب الفلاحون من العمل الزراعى للبحث عن فرص أكبر فى المدن الأساسية مثل هافانا أو سنتياجو دى كوبا، أو فى المنتجعات السياحية الجديدة والمتزايدة. والمزارع الكوبية لا تدار بصورة جيدة، والإنتاجية ضعيفة للغاية بسبب إحجام الكثير من الكوبيين عن العمل فى مزارع لا يمتلكونها، وإن امتلكوها فعليهم بيع محصولها بأسعار زهيدة للحكومة المركزية. وتاريخيا بدأت زراعة السكر بكوبا منذ عام 1650، وخلال القرنين السابع والثامن عشر كانت كوبا ثانى أهم منتج للسكر فى العالم بعد هايتى المجاورة، وأصبح منذ ذلك الوقت عماد الحياة والاقتصاد الكوبيين، لدرجة أنه تم جلب ما يزيد على 100 ألف عامل صينى فى أواخر القرن الثامن عشر للعمل فى مزارع القصب، إضافة للعبيد الأفارقة. وفى بدايات القرن العشرين تدفق رأس المال الأمريكى وسيطر بصورة شبه كاملة على زراعة القصب، خلال الحرب العالمية الأولى 1914 1919 وصل سعر كيلو السكر 0.22 دولار أمريكى، ووصل الإنتاج إلى 4 ملايين طن سنويا، ونعمت كوبا بفترة ازدهار اقتصادى لم تتكرر بعد، وعرفت باسم «الرقص بالملايين» وتم خلال هذه الفترة بناء أهم المبانى فى هافانا وهى الباقية حتى اليوم. إلا أن هذه الفترة لم تدم، ومع نجاح الثورة الكوبية عام 1959، حاولت الولاياتالمتحدة الانتقام والتوقف عن شراء السكر الكوبى، إلا أن الاتحاد السوفييتى حل محل الولاياتالمتحدة فى اليوم التالى، وقام بشراء المحصول الكوبى. لكن سرعان ما بدأ انهيار تدريجى مع بدء الستينيات بسبب ظهور منافسة من دول أخرى، والتوسع فى زراعة البنجر كبديل للسكر، وعدم تطور الأساليب الزراعية داخل كوبا، إضافة لعدم كفاءة نظام ملكية الدولة للمزارع. وفى عام 2002 أغلقت الحكومة الكوبية نصف مصانع السكر فى الجزيرة (70 من إجمالى 150 مصنعا) مما ترتب عليه تسريح آلاف المزارعين الفقراء، وقامت الحكومة بإعطائهم منحا تعليمية لإعادة تأهيلهم. وتنتج كوبا اليوم 2.5 مليون طن فقط من السكر سنويا. أزمة الاقتصاد مستمرة منذ 1991 لم يخرج الاقتصاد الكوبى بعد من أزمته التى يعانى منها منذ انهيار الكتلة الشرقية عام 1991. وكانت كوبا تتمتع بسند اقتصادى كبير من الاتحاد السوفييتى السابق مما مكن حكومتها من الحصول على معونات غذائية ومساعدات اقتصادية ومنح مالية لا ترد، ومع اختفاء الكتلة الشرقية، اختفى الدعم الذى تحصل عليه كوبا. ودخلت كوبا مرحلة معاناة اقتصادية غير مسبوقة أطلق عليها «المرحلة الخاصة». كوبا دولة زراعية صناعية، وتطورت بها السياحة فى السنوات الأخيرة مما ساهم فى أن تكون حجر الزاوية للاقتصاد الكوبى. ويشكل كل من قصب السكر ومشتقاته وإنتاج معدن النيكل ومنتجات أخرى مثل التبغ «السيجار» والموالح والصناعات السمكية أعمدة رئيسية أخرى للاقتصاد الكوبى. عملتان واقتصادان بمجرد أن تطأ قدمك مطار هافانا الدولى (مطار صغير ومتواضع)، وبعد المرور من إدارة الجوازات التى تأخذ صورة ضوئية لك، وعند السؤال عن مكتب تغيير العملة الأجنبية، تبدأ حالة فريدة متكررة من وجود عملتين، ويطرح السؤال المتكرر: «بيسو كوبى CUP» أم «بيسو قابل للتحويل CUC؟ واستعمال كروت الائتمان فى كوبا مازال فى مراحله الأولى، ولا يقبل، بعد، الكروت الائتمانية الصادرة من الولاياتالمتحدة. وتفرض الحكومة الكوبية على الزائرين الأجانب تحويل عملاتهم للبيسو المحول ويبلغ سعر تغيير الدولار الأمريكى الواحد 0.9 بيسو قابلا للتحويل (1دولار = 0.9 CUC). ويبلغ سعر تغيير البيسو قابل للتحويل CUC 24، ضعفا من مثيله من البيسو الكوبى. ولا تعتبر زيارة كوبا رخيصة إطلاقا على عكس ما يعتقد على نطاق واسع، فمثلا، متوسط سعر الغرفة الفندقية الجيدة يبلغ ألف جنيه مصرى، ومتوسط تكلفة توصيلة التاكسى لمسافة (5 كيلو) حوالى 45 جنيها مصريا. ومؤخرا بدأ الكثير من الكوبيين التعامل باستخدام البيسو قابل للتحويل فى معاملاتهم، وأصبح البيسو الكوبى التقليدى عملة الممارسات الحكومية الرسمية عندما تدفع مقابل الطعام المدعوم أو الكهرباء أو التليفون. وأسهم وجود عملتين فى وجود ما يشبه اقتصادين متوازيين، ويصب ذلك فى مصلحة الحكومة الكوبية التى تحتكر عمليات تغيير العملة بأسعار موحدة غير تنافسية، ويلجأ الأجانب والكوبيون لمكاتب التحويل تلك ولا يوجد بديل عن ذلك. ولا يعرف الريف الكوبى العملة التى يستخدمها الزوار الأجانب لكوبا. وخلال جولة بالريف الكوبى لتناول الغذاء مع زوجتى، وبعد انتهائنا من تناول الغذاء دفعنا التكلفة للعاملة بالعملة التى لدينا، لكنها لم تفهم ما هذه العملة، وارتبكت، وجاء مدير المطعم وقال: «نريد بيسو كوبى»! ودفعت لنا فتاة كوبية تكلفة الغذاء 10 بيسو كوبى «أقل من دولار أمريكى»، قبل أن نوصلها لقرية مجاورة على بعد 20 كيلومترا. خير السياحة للجميع كرد فعل على التأثيرات شديدة السلبية على الاقتصاد الكوبى فى أعقاب انهيار الكتلة الشرقية فى أوائل تسعينيات القرن الماضى، طورت الحكومة الكوبية عدة سبل لتحسين المستوى المعيشى المتدنى للعائلات الكوبية. وسمحت للعائلات الكوبية التى لديها غرف زائدة عن حاجتها أن تؤجرها للسائحين الأجانب، بما يدعم الأفكار الاشتراكية فى توزيع خير السياحة على عدد أكبر من المواطنين. وهناك 3 آلاف شقة تؤجر فيها العائلة غرفا للسائحين الأجانب، ويدفع الكوبى ضرائب للدولة مقابل قيامه بهذه الخدمة... ويبلغ سعر إيجار الغرفة ما بين 25 إلى 40 دولارا أمريكيا، فى حين يبلغ راتب الطبيب شهريا ما يقرب من 30 دولارا فقط. وتسمح هذه التجربة بمعرفة أسلوب معيشة الحياة اليومية للعائلة الكوبية البسيطة. نزلت، خلال الزيارة، عند عائلتين. الأولى فى منطقة هافانا القديمة الفقيرة، والثانية فى منطقة فيدادو Vedado وهى منطقة طبقة وسطى بالمفهوم الكوبى. وتوفر لك العائلة غذاء الإفطار مقابل خمسة دولارات. وتشرف الدولة على هذه النظام، وتقوم بحملات تفتيش للتأكد من نظافة الغرف والالتزام بدفع الضرائب. لا غذاء مجانيا لموظفى الحكومة بعد اليوم! «بدءا من شهر أكتوبر لن يتم صرف غذاء للموظفين بأربع وزارات كوبية» حيث قررت الحكومة غلق الكافيتريات المجانية الحكومية التى كانت توفر غذاء للعاملين بوزارات الدولة، بعدما تم زيادة رواتبهم بنسبة 15 بيسو كوبى يوميا، أو ما يساوى ثلاثة جنيهات. ويمثل وقف هذه الوجبات الغذائية رمزا سياسيا واقتصاديا كبيرا. ورغم أن الوجبة الغذائية كانت شديدة السوء من حيث الطعم، فإنها مثلت عنصر وحدة للعاملين فى حكومة شيوعية مازالت تقاوم محاولات التغيير الجارية فى مختلف دول العالم حتى الشيوعية منها كالصين وفيتنام. ويجىء إغلاق أكثر من 24 ألف كافيتريا حكومية، ليغير نمط وطبيعة وجبة الغذاء لما يقرب من 3.5 مليون كوبى. وتستورد كوبا أكثر من 80% من غذائها من الخارج. وكانت هذه الكافيتريات تكلف خزينة الدولة 350 مليون دولار سنويا، ولم تكتف الحكومة الكوبية بإغلاق هذه الكافيتريات، بل إنها تخطط لإنهاء برامج تحفيز مالية، تضمنت عبر نصف القرن الأخير، تقديم الكثير من المنح الحكومية المجانية، ومنها على سبيل المثال «كيك الأفراح»! وتعكس هذه التغيرات رغبة الرئيس الكوبى راؤل كاسترو 78 عاما فى التعامل مع الحقائق الاقتصادية الأليمة بصورة أكثر شفافية، فطبقا لما ذكرته مجلة الايكونوميست البريطانية مؤخرا، فالحكومة الكوبية على شفا الإفلاس المالى. والحكومة الكوبية تؤخر التحويلات المالية للشركات الأجنبية صغيرة العدد، والمسموح لها بالعمل فى كوبا، لخارج كوبا. وخفضت الحكومة الكوبية هذا العام حجم وارداتها التى بلغت العام الماضى 14.4 مليار دولار بنسبة 30%، علما بأنها صدرت فقط بما قيمته 3.7 مليار دولار. ويحاول الفريق الاقتصادى لراؤل كاسترو أن يقلص من سيطرة الدولة على الاقتصاد والسماح بنظم تعاونية تتيح للمزيد للعائلات الكوبية امتلاك محال صغيرة أو مزارع، ورفع يد الدولة عن إدارة الأعمال الصغيرة مثل المقاهى والمطاعم ومحال تصفيف الشعر. ويملك ما يقرب من 200 ألف كوبى محال صغيرة، وهناك رغبة حكومية فى زيادة هذا العدد. التعليم تاج على رأس الحكومة نجحت ثورة فيدل كاسترو فى تأسيس أفضل نظام تعليمى وصحى بين دول أمريكا اللاتينية. وتقلصت الأمية إلى أقل من 1% منذ عام 1961، عندما بدأت حملة محو الأمية بجميع أنحاء البلاد والتى شارك بها فرقة من أكثر من 100 ألف مدرس متطوع من الشباب. ونظام التعليم الكوبى مجانى ويمتد فى جميع فروع التعليم. والتعليم إجبارى حتى الصف التاسع، نهاية المرحلة الإعدادية. ويوجد فى كوبا اليوم 9 آلاف مدرسة ابتدائية ولا يسمح فى الفصل الدراسى الواحد بأكثر من 20 طالبا لكى لا يتأثر مستوى استيعاب هؤلاء الأطفال. وفى فصول التعليم الإعدادى يسمح بوجود 15 تلميذا بالفصل الدراسى الواحد. ومنذ تأسيس جامعة هافانا فى منتصف القرن الثامن عشر، وهى تحظى بسمعة أكاديمية جيدة، إلا أنه تم مؤخرا فصل وزير التعليم ورئيس جامعة هافانا بعد أن أظهر استطلاع للرأى غياب الروح الثورية بين طلبة الجامعة. صحة الكوبيين ممتازة نجح نظام كاسترو فى إنشاء نظام تكاملى بدءا من طبيب الأسرة والعيادات الصغيرة وحتى المستشفيات المتخصصة ومراكز البحوث، وتتوفر المساعدات الطبية المجانية، التى تشكل شبكة متصلة لتوفير الرعاية لجميع أفراد الشعب ابتداء من فترة الحضانة والمدرسة وبمراكز العمل وحتى بالمسكن. ومن النادر أن تجد شخصا ذا عاهة أو فى حالة صحية سيئة فى شوارع كوبا. وتغطى شبكة الخدمات الصحية جميع أنحاء البلاد، وهى مجانية لكل الكوبيين، حيث تعطى الدولة أهمية خاصة للطب الوقائى. ويصل عدد الأطباء بكوبا إلى 70 ألف طبيب، بالإضافة إلى 150 ألف ممرض وممرضة وفنى يعملون فى مجال الصحة. وتمتلك كوبا أكبر عدد أطباء بالنسبة لعدد السكان بالعالم.