بعد مرور ثلاثة أشهر من العمل الدءوب تختتم اليوم الدورة الرابعة عشرة لسمبوزيوم أسوان الدولى للنحت بحضور كل من فاروق حسنى، وزير الثقافة، وحسين الجندى، مدير صندوق التنمية الثقافية، والفنانين آدم حنين المشرف على السمبوزيوم وصلاح مرعى عضو اللجنة العليا. يكرم الوزير الفنانين المشاركين، وعددهم 15 فنانا من 6 دول، هى: المجر، بلغاريا، فرنسا، كوريا الجنوبية، ألمانيا، ومصر، كما يعلن عن التماثيل الثلاثة الفائزة، ويكرم أصحابها ويتسلمون جوائز مالية. السمبوزيوم حدث ينتظره فنانو النحت سنويا، وحلم راودهم منذ فترة طويلة، حققته وزارة الثقافة ومحافظة أسوان عندما انطلقت أولى دوراته السنوية عام 1996، وهو أشبه بورشة فنية، يشترك فيها نحاتون من دول عديدة، يعملون طيلة شهور ثلاثة، ويدخلون فى محادثة طويلة مع حجر الجرانيت المتوفر فى أسوان، ليطوعوه كما طوعه الفنان المصرى القديم رغم صلابته الشديدة، ويصنعون أعمالا تمثل ثقافات مختلفة وصل عددها الآن إلى ما يزيد على 200 عمل، يستقر الفائز منها فى المتحف المفتوح، وتنتشر باقى الأعمال فى ميادين وشوارع المدن المصرية. فكرة السمبوزيوم ترجع إلى 1988 حينما بدأ المركز القومى للفنون التشكيلية فى دراسة إمكانية عمل نشاطات فنية عالمية فى مصر، ومن بينها مهرجان دولى للنحت، وهو ما رحب به وزير الثقافة، على أن يقام كل أربع سنوات فى مدينة أسوان، ولكن بعد عدة سنوات تبلورت الفكرة أكثر وقرر أن يكون سنويا، وأن تكون مدته ثلاثة أشهر تنتهى باختيار ثلاثة أعمال فائزة، ويتحمل صندوق التنمية الثقافية التكاليف اللازمة لدعوة الفنانين المشاركين، والجوائز المالية، والمعدات اللازمة لدفع وتحريك الأحجار والتماثيل، وتتولى محافظة أسوان توفير الأحجار اللازمة من الجرانيت الأحمر والأسود. تم تحديد مكان العمل وروعى فى اختياره أن يكون مكشوفا وقريبا من تجمعات السياح والمواطنين فى أسوان ليكون تظاهرة فنية تسهم فى زيادة الجذب السياحى. وفى 1997 جاءت فكرة عمل متحف مفتوح توضع به الأعمال الفائزة، واختير موقعه خارج أسوان على ربوة فى طريق الشلال تطل على وادى أخضر بديع، تحيطها التلال الصخرية وبعض التماثيل غير المكتملة التى نحتها الفراعنة، ليجول زائر المتحف بين الجرانيت المنحوت بالعوامل الطبيعية والتماثيل الفرعونية وأعمال فنانى السمبوزيوم. وحوّل السمبوزيوم مدينة أسوان لملتقى للفنانين الذين جاءوها من أنحاء العالم بأفكارهم وثقافاتهم المختلفة وتحاوروا مع الفنانين والحرفيين المصريين ما خلق جوا حميما بالمدينة. وعادة يأتى نجاح المشاريع الكبيرة وقيمتها من جدية القائمين عليها وإيمانهم بها، تستشعر ذلك من كلام الفنان آدم حنين المشرف على السمبوزيوم، وهو يتحدث عن حلمه ومشروعه الذى تحقق ومر عليه 14 عاما، قائلا: «تراكم الدورات والخبرات عاما بعد عام، كل هذا يثير خيال كثير أو قليل من الشباب والأطفال والكبار، كل حسب ظروفه وحسه، ولكنه بالتأكيد يترك أثرا ما يظهر الآن أو بعد حين، فهذه رسالة الفن تأتى ثمارها بالتراكم، والمتابعة، مثلها مثل القيم العليا كالحق والعدل والجمال».