جاء مسلسل «خاص جدا»، الذى عرض خلال شهر رمضان الماضى، ليلقى حجرا فى مياه الدراما العربية الراكدة بموضوع مختلف وجديد، يدور حول طبيبة نفسية تغوص فى أعماق النفس البشرية لتكشف ما بداخلها من أمراض وعقد وأحاسيس ومشاعر متلاطمة تارة بسبب ضغوط الحياة اليومية، وتارة نتيجة عدم القدرة على التكيف مع الواقع السريع الذى تفرضه الحياة العصرية. يسرا، التى واجهت حملات انتقاد من البعض خلال السنوات الماضية بدعوى تمسكها بالشخصية الملائكية فى أعمالها الدرامية، راهنت على محطة إنسانية شديدة الخصوصية لتقديم عمل مختلف تخلت من خلاله عن دور «المرأة القادرة على حل جميع المشاكل» لتخرج فى النهاية منتصرة بدراما رمضانية جديدة. التجربة وخصوصيتها كانت محور الحديث الذى دار بين «الشروق» ويسرا وفريق عمل «خاص جدا».. على مدى ثلاث ساعات كاملة. الشروق: طبيبة نفسية بطلة مسلسل رمضانى.. ألا ترى يسرا أن الفكرة جريئة؟ يسرا: مع كل عام تزداد صعوبة اختيارى أعمالى التليفزيونية، خاصة وأنا أحرص دوما على تقديم موضوع جديد، وقد وجدته هذا العام فى هذا المسلسل. وعموما أنا أفكر طول الوقت وأبحث عن موضوعاتى فى «الصحف» حتى قررت تقديم 30 حلقة تحمل 30 حكاية.. كما أننى أيضا لا أشبع أبدا من نجاحى، وربما أشعر به وأنا فى ندوة مثل هذه.. لكن سنة ليست بالمدة الطويلة، لأن إيقاع الحياة السريع حاليا يسرق منا الشعور بالنجاح. الشروق: لاحظنا عدم وجودك بكثافة فى الأحداث كما اعتدنا فى أعمالك السابقة.. هل كان ذلك متعمدا؟ يسرا: هذا صحيح فعلا.. وأنا أتذكر حاليا ما كتبه بعض النقاد فى السنوات الأربع الأخيرة وحملات الهجوم ضدى لمجرد الهجوم والنقد لمجرد النقد، خاصة أنا مستهدفة من بعض المحتمين بلافتة النقد.. ورغم ذلك فأنا لا أطالبهم بتغيير مواقفهم فالجميع يعلم أن البشر اختلفوا على وجود الله ورسله.. فكيف أطالبهم بالاتفاق على.. ولكن بصفة عامة فإننى قد تشكلت وتكونت بفعل النقد البناء. الشروق: وكيف بدأتم الخطوات الفعلية للمسلسل؟ يسرا: كان فى البداية مجرد فكرة بينى وبين المخرجة غادة سليم واتفقنا أن تقنع هى تامر حبيب وأقنع أنا جمال العدل. وتقول غادة سليم ضاحكة: بالمناسبة تمكنت من إقناع تامر حبيب خلال 10 دقائق. الشروق: وهل كانت يسرا تخاف من خوض التجربة؟ يسرا: كنت مرعوبة فالمسئولية تقع علىّ فقط فلا الكاتب ولا المخرج يتحمل المسئولية.. وفى كل العالم يوجد ممثلون يعيشون على عمل واحد وأنا قدمت نحو 85 فيلما لو خرجت منها ب30 فيلما مستواهم عال فهو شىء جيد.. وهناك مخرجون يعيشون طوال عمرهم على عمل واحد. الشروق: ما هى العوامل التى كانت تميز «خاص جدا»؟ كل العناصر بدءا من المخرجة وسامح سليم مدير التصوير الذى قدم صورة جيدة تمثل تحديا لكل المسلسلات فى الأعوام المقبلة. الشروق: هل كان اختيار دبى مكانا للأحداث بسبب عرض المسلسل على قناة دبى؟ ترد يسرا بهدوء: طوال عمرنا ونحن نعمل مع دبى وكل مسلسلاتى مع العدل كانت بمشاركة دبى... وشاركتها الرأى غادة سليم وقالت: أحب أن أخبركم بمعلومة أننا صورنا فى دبى فقط 15 دقيقة من المسلسل واستغرقت يوما واحدا فقط. الشروق: المخرجة غادة سليم متهمة بإضاعة الوقت والدخول فى خلافات مع يسرا؟ اختارت يسرا أن ترد على السؤال وقالت: هى شائعة كل عام، أطلقوها من قبل حول وجود خلافات أيضا بينى وبين بعض الزملاء الممثلين، وأنا أطالب من يكتبون مثل هذه الأشياء أن يراعوا الله وضميرهم فيما يكتبون. أما غادة سليم فقد بدا التأثر واضحا عليها، وقالت: لم أسمع بتلك الشائعات، كما أن أحدا لم يخبرنى بها لأننى لم أكنت أنام أثناء التصوير ولهذا لم يكن لدى وقت وعرفت الأمر من خلال اتصال هاتفى أثناء التصوير من أحد الصحفيين، ويومها شعرت بكثير من الألم وانفجرت فى البكاء من شدة الظلم الواقع علينا وأنا لا أعرف من أين يأتون بمثل هذه الشائعات.. وللعلم نحن أنهينا المسلسل قبل الكثير من المسلسلات الأخرى وأنا شخصيا شعرت برفع الظلم عنى منذ بداية شهر رمضان وتحديدا فى اليوم الثالث منه. وهنا تدخل تامر حبيب لتلطيف الأجواء واستعادة روح المرح التى كانت سائدة بالندوة، وقال: فى ذلك الوقت أخبرت غادة أن ردها على كل تلك الشائعات سيكون فى أول رمضان ومع بدايته وهو ما تحقق بالفعل. الشروق: سؤالنا لتامر حول سبب قبوله كتابة سيناريو مسلسل بالرغم من كونه كاتب سيناريوهات سينمائية فى المقام الأول؟ تامر حبيب: تم استدراجى لهذا العمل حيث قالت لى غادة إنها تفكر فى مسلسل عن طبيبة نفسية فأخبرتها أنها فكرة جيدة وأخذت أفكر معها كيف نطورها فقالت لى ابدأ وهنا أدركت المكيدة وكنت مترددا وأذكر أن المنتج د.جمال العدل عندما أخبرته أننى لن أستطيع الكتابة بالسرعة ذاتها قال لى اكتبه وأنا سأنتجه عام 2015 بالطبع هذا لم يتحقق لكننى أذكر أننى كتبت نصف المسلسل فى عام كامل ونصفه الآخر فى شهرين، ولكنها تجربة ممتعة وخصوصا أنها كانت مع هذا الفريق الذى أشعرنى بروح الجماعة. الشروق: كيف استعدت درة لدور هبة؟ درة: دور هبة صعب جدا فهى ورغم كونها تنتمى لعائلة راقية وغنية ومثقفة وتتمتع بشخصية قوية، ارتضت فى الوقت نفسه أن تعيش فى ظل زوجها، وقد كنت مترددة جدا فى قبول الدور برغم أنه مكتوب بطريقة جيدة إلا أننى كنت مترددة فى الاختيار بينه وبين عدة أدوار لكننى فى النهاية قبلته وأنا سعيدة جدا به، ولن تصدقوا أن أحد الأصدقاء اتصل بى وأخبرنى أن هناك امراة ترغب فى الاتصال بى وعندما اتصلت أخذت تحكى لى كيف أنها مرت بنفس التجربة وهو دليل آخر على مصداقية العمل نفسه. الشروق: لكنك قدمت العام الماضى فى المسلسل التونسى «مكتوب» دور الزوجة التى يخونها زوجها.. فهل تخصصتى فى هذه الشخصية؟! درة: لا بالطبع لم أتخصص فى هذه الأدوار وأنا شخصيا أكره الخيانة ولا يوجد من يحبها بالطبع لكنى لم أكن أستطيع أن أرفض هذا الدور وأنا أرى أن هموم المرأة واحدة فى كل الأمة العربية ومشاكلها واحدة. الشروق: ما هى أصعب مشاهدك فى الأحداث؟ درة: أعتقد أنه لا يوجد ما يسمى بالمشهد الصعب أو السهل ولكن هناك مشاهد تحمل همها دوما منذ القراءة الأولى للورق وفى مسلسل «خاص جدا» كانت هناك ثلاثة مشاهد صعبة فى المسلسل، أولها مشهد عيد الزواج، والمشهد الثانى هو اكتشافها لخيانة زوجها ومواجهتها له، والثالث هو مشهد العيادة الذى كانت قد رتبته يسرا. الشروق: إذا تحدثنا عن دور يسرا اللوزى.. فماذا تقول صاحبته؟ يسرا اللوزى: أنا سعيدة بهذا الحديث وأنا شخصيا كنت مترددة وخائفة جدا من العمل فى التليفزيون وخصوصا أن يوسف شاهين كان قد نصحنى بعدم تقديم أى أعمال تليفزيونية لكننى اتصلت بكل زملائى فى العمل وبتامر حبيب ويسرا وسألتهم هل يمثل العمل فى الدراما فائدة للفنان أم لا؟.. وفوجئت بهم جميعا يشجعونى على القيام بتلك الخطوة. الشروق: ترى ما هى أصعب مشاهدك فى العمل؟ يسرا اللوزى: المشاهد كلها تتطلب مجهودا وأنا شخصيا أعتقد أن أصعب المشاهد هى النقلة التى أتحول فيها لأم ليسرا فى لحظات ضعفها وبالطبع مشهدى مع محمود قابيل وأنا أخبره أننى أشعر بالحزن منه وأيضا أول مشهد بالمسلسل وكيف كنت عدائية جدا مع الولد الذى خاننى وأيضا مشهدى مع صديقة أمى صفاء الطوخى. هل ستكررين التجربة مرة أخرى لو قدموا جزءا ثانيا؟ تامر حبيب: يسرا اللوزى سألتنى عن الجزء الثانى بالفعل يسرا اللوزى: أنا أحببت العمل وكل أسرة المسلسل. الشروق: محمد علاء ودور صعب فى المسلسل كيف كانت استعداداتك له؟ محمد علاء: دعنا نتفق أن المسلسل كله صعب وأنا شخصيا كنت أذاكر المشاهد عدة مرات وأقلدها كثيرا أمام المرآة حتى أتقنها. الشروق: عمرو صالح والانتقال من التقديم للتمثيل كيف حدث هذا؟ وهنا بادر تامر حبيب بالحديث قائلا: انا عرفت عمرو من خلال حوار صحفى وتحدث فيه عن حبه للتمثيل، كما ان غادة سليم كانت شريكة فى إنتاج مسلسل ونيس قالت لى أنهم يتحدثون عن ترشيح عمرو صالح لأحد الأدوار وبعدها التقينا به واخترناه. غادة سليم: أنا عرفت عمرو من ظهره فى لوكيشن ونيس وأنا كنت أسمع عنه قبل أن التقيه؟ عمرو صالح: كنت مرشحا لدور آخر فى المسلسل هو خطيب صديقة يسرا وبعد الكاستينج طلبوا منى الانتظار بالخارج فاعتقدت أن الدور راح وبعدها طلبوا منى الدخول وقدمت كاستينج لدور لاعب الكرة وطلبوا منى الخروج وآخر مرة رشحونى لدور أدهم وهو شخصية موجودة كثيرا فى جيلى مليئة بكل التناقضات والأحزان وأنا شخصيا قابلت شخصا مثل أدهم. الشروق: السؤال لمدير التصوير سامح سليم حول الصورة فى الدراما والصورة فى السينما ومغامرة الانتقال بينهما؟ سامح سليم: كنت متخوفا جدا من خوض مثل هذه التجربة وخصوصا أن مديرين تصوير كبارا فى عالم السينما عندما اتجهوا للتصوير التليفزيونى لم نلاحظ فارقا بين ما قدموه وبين الموجود وقتها، هذا بالإضافة إلى أننى فى السينما لم أسمع أبدا من يسألنى «صورتوا كام دقيقة فى اليوم؟» لأن معدل تصويرنا فى السينما لا يزيد على 3 دقائق يوميا وأنا أذكر أننا فى إبراهيم الأبيض مثلا كنا نصور 40 ثانية فقط فى اليوم لكن وهذه شهادة حق ولأنهم أتاحوا لنا الفرصة فكنت آخذ وقتى فى الإنارة والتصوير ولم يبخل على أبدا أحد من الإنتاج، وعندما كنت أشاهد الصورة النهائية التى خرج عليها المسلسل كنت أشعر بالانبهار. الشروق: ماذا عن خوضك تجربة التمثيل؟ سامح سليم: ليست تجربة.. أنا كنت ألعب معهم.. لكنها تجربة مقبولة لم تضرنى وكنت سعيدا بها وأنا سعيد أن الجمهور أصبح يعرفنى ويسلم على فى الشارع. وفى النهاية التقطت الفنانة يسرا طرف الحديث، وقالت: أنا سعيدة جدا بالتجربة وكل فريق العمل فتامر حبيب كاتب سيناريو موهوب وغادة سليم مخرجة أسعد كثيرا أن أول أعمالها هو مسلسلى وفنان الصورة سامح سليم ودرة ويسرا اللوزى وصفاء الطوخى التى قدمت دورا جميلا جدا وكارولين خليل ضيفة الشرف التى أدت دور رتيبة بجودة عالية ودينا التى قدمت واحدا من أجمل أدوارها ورجاء الجداوى واياد نصار وبسمة وأحمد فلوكس ونسرينا ومحمود اللوزى وبالطبع القديرة تهانى راشد وشعبان حسين وسهر الصايغ وهشام عبدالله.. لا أستطيع وصف نجاحى بهذا العمل وردود أفعال الجماهير حوله.