انتظام امتحانات النقل للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بالبحيرة    رئيس «صحة الشيوخ»: الدولة أولت الأطباء اهتماما كبيرا في الفترة الأخيرة    البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء" بالرحاب    محافظة الشرقية تناقش البلاغات الواردة على خط نجدة الطفل    طلاب جامعة المنوفية يشاركون في فعاليات النسخة الثالثة من منتدى الأزهر «اسمع واتكلم»    النفط يسجل خسارة للأسبوع الثاني بفعل توقعات الفائدة وصعود الدولار    تعزيز التعاون بين مصر وسويسرا في مجالات السياحة والآثار    وكيلة تموين الشرقية: توريدات القمح بالشون والصوامع تتجاوز النصف مليون طن    بأعلى مستوى أمان للركاب.. مواصفات «تاكسي العاصمة الإدارية الكهربائي» وموعد تشغيله    التنمية المحلية: استرداد 2.3 مليون متر مربع بعد إزالة 10.8 ألف مبنى مخالف خلال المراحل الثلاثة من الموجة ال22    حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة تُلامس حاجز ال35 ألف شهيد    الإمارات تهاجم نتنياهو: لا يتمتع بأي صفة شرعية ولن نشارك بمخطط للمحتل في غزة    وزير التموين: مصر قدمت 80% من إجمالي الدعم المقدم لقطاع غزة    رئيس حزب الاتحاد: مصر صمام الأمان للقضية الفلسطينية    انتخاب الدكتور محمد الخشت عضوًا بمجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    إنريكي: أتفهم قرار مبابي بالرحيل.. وباريس سان جيرمان سيستمر كنادٍ عظيم    الحفاظ على زيزو.. ماذا ينتظر الزمالك بعد نهائي الكونفدرالية؟    بالصور| ضبط 7 عاطلين بحوزتهم 9 كيلو مخدرات بالقاهرة    عاصفة ترابية.. تحذير عاجل من الأرصاد لسكان تلك المحافظات    بعد ثبوت هلال ذي القعدة.. موعد بداية أطول إجازة للموظفين بمناسبة عيد الأضحى    قرار جديد من القضاء بشأن محاكمة المتهم بقتل 3 مصريين في قطر    ضبط المتهمة بالنصب والاحتيال على المواطنين في سوهاج    في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر    جمهور الأوبرا بين الموسيقى الكلاسيكية والعربية وفن الباليه    تسلل شخص لمتحف الشمع في لندن ووضع مجسم طفل على جاستن بيبر (صور)    اللجنة العليا لمهرجان المسرح المصري تجتمع لمناقشة تفاصيل الدورة ال17    باسم سمرة يكشف سر إيفيهات «يلا بينا» و«باي من غير سلام» في «العتاولة»    استشاري تغذية علاجية يوضح علاقة التوتر بالوزن (فيديو)    إحالة العاملين بمركز طب الأسرة بقرية الروافع بسوهاج إلى التحقيق    وزير الصحة: كل مقدمي الخدمات الصحية وعلى رأسهم الأطباء "في عين وقلب الرئيس"    محافظ الشرقية يهنئ فريق هوكي الرجال بالفوز بالدوري الممتاز للمرة ال33    الاتحاد الأوروبي يبدي استعداده لدراسة الاستفادة من مياه الصرف الصناعي المعالجة في مصر    وزيرة التضامن تشهد عرض المدرسة العربية للسينما والتليفزيون فيلم «نور عيني»    التنمية المحلية: تنفيذ 5 دورات تدريبية بمركز سقارة لرفع كفاءة 159 من العاملين بالمحليات    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    «صفاقة لا حدود لها».. يوسف زيدان عن أنباء غلق مؤسسة تكوين: لا تنوي الدخول في مهاترات    منها المهددة بالانقراض.. تفاصيل اليوم العالمي للطيور المهاجرة للبيئة    تشكيل مانشستر سيتي – تغيير وحيد في مواجهة فولام    نتائج منافسات الرجال في اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالم للإسكواش 2024 المقامة بنادي بالم هيلز الرياضي    ضرب الشحات «قلمين».. اعلامية تكشف شروط الشيبي للتنازل عن قضيته (فيديو)    بعد وصفه ل«الموظفين» ب«لعنة مصر».. كيف رد مستخدمي «السوشيال ميديا» على عمرو أديب؟    بسبب «البدايات».. بسمة بوسيل ترند «جوجل» بعد مفاجأة تامر حسني .. ما القصة؟    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي قبل مباريات اليوم.. فرصة مانشستر سيتي الذهبية للصدارة    رئيس هيئة الرعاية الصحية يتفقد المستشفيات والوحدات الصحية بالأقصر    مصرع مهندس في حادث تصادم مروع على كورنيش النيل ببني سويف    جهاز المنصورة الجديدة: بيع 7 محال تجارية بجلسة مزاد علني    توريد 164 ألفا و870 طن قمح بكفر الشيخ حتى الآن    شروط وأحكام حج الغير وفقًا لدار الإفتاء المصرية    «الصحة»: نتعاون مع معهد جوستاف روسي الفرنسي لإحداث ثورة في علاج السرطان    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    الشيبي يهدد لجنة الانضباط: هضرب الشحات قلمين الماتش الجاي    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    كرم جبر: أمريكا دولة متخبطة ولم تذرف دمعة واحدة للمذابح التي يقوم بها نتنياهو    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلى: الغد العربى ينتظر من يصنعه!
نشر في الشروق الجديد يوم 29 - 05 - 2018

تفرد لبنان، يوم الجمعة الماضى، الواقع فى 25 مايو بالاحتفال بعيد التحرير.
فيوم 25 مايو2000، ومع انبلاج الفجر، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلى التى اقتحمت لبنان مرة أولى فى العام 1972، ثم احتلت معظم أنحائه بما فيها العاصمة بيروت، مرورا بالقصر الجمهورى فى بعبدا، فى 4 يونية 1982، تنسحب متعثرة بأذيالها، على وقع ضربات المقاومة الوطنية الإسلامية، التى قاتلت قتالا مجيدا مصبوغا بدماء الشهداء، حتى تمكنت من طرد العدو الإسرائيلى محررة كامل أرض الوطن الصغير والجميل: لبنان.
كانت تلك أول وأخطر هزيمة تلحق بالعدو الإسرائيلى، وتضطره إلى الانسحاب، مع صياح الديك، بينما صواريخ المقاومة وبنادق مقاتليها تطارده إلى ما بعد الحدود مع فلسطين المحتلة.
وهكذا سجلت المقاومة فى لبنان، الصغير بحجمه، القوى بإجماع اللبنانيين على إرادة المقاومة مهما بلغت التضحيات، نصرا باهرا على العدو الإسرائيلى، فبات للبنان (والعرب) عيد نصر حقيقيا تمثل بطرد «العدو الذى لا يُقهر» من أرض احتلها بالقوة، مستغلا ظروفا ملتبسة نجمت عن العجز عن مواجهة موجبات الصراع العربى الإسرائيلى والانشغال عن القضية المقدسة، فلسطين، والتسليم بالتفوق الإسرائيلى وكأنه قدر لا يرد.
لم يقصر الأشقاء العرب فى إزجاء التهانى لشعب لبنان ودولته، وإن كان بعض دبلوماسيى بلاد النفط والغاز قد غمزوا، مع المجاملة، من قناة إيران افتراضا منهم أن السلاح أعظم تأثيرا من دماء الشهداء الذين استبسلوا فى مواجهة العدو الإسرائيلى حتى أجبروه على الجلاء مدحورا.
سقى الله أيام زمان: كان لكل دولة عربية يوم فرح بجلاء المستعمر أو المحتل الأجنبى عن أرضها عيد تعتبره، وكانت أناشيد العزة والفخر بالانتماء إلى أمة عريقة تغمر الشوارع بالفرح والنفوس تمتلئ بشعور القدرة على الإنجاز.
***
اليوم، يتبدى الوطن العربى وكأنه بلا أعياد وطنية قومية، بغض النظر عن الاحتفالات الفولكلورية التى تُظهر النقص الفاضح فى إرادة الاستقلال وفى موجباته والتى تتبدى جلية فى ثياب العسكر كما فى أسلحتهم البرية والجوية والبحرية، بينما يجلس «الخبراء» الذين أوفدتهم «الدول الصديقة» للإشراف على «حسن سير الأمور» وإبلاغ الخصوم المحتملين أن «أمن هذه البلاد هو...مسئولية دولية»!
وها هى المجازر التى ارتكبها ويرتكبها العدو الإسرائيلى ضد شعب فلسطين فى غزة، تمر وتتكرر دوريا دون حساب أو عقاب.. ولم تعد معظم الدول العربية لتهتم ولو بإصدار بيانات الاستنكار والشجب والإدانة.. إلخ. تاركة للسلطة الفلسطينية التى لا سلطة أن تتصرف، فلا تجد أمامها إلا المؤسسات الدولية والعربية المفرغة من المضمون ومن القدرة على اتخاذ أى قرار، فتكتفى ببيانات الشجب والاستنكار، وكفى الله المؤمنين شر القتال.
تنفجر أو تتفجر سوريا بحرب فيها وعليها، سرعان ما يتبدى واضحا أن لبعض الدول العربية الأكثر غنى بالنفط والغاز دورا أساسيا فيها، بذريعة مواجهة «التمدد الفارسى»، فى حين يكتسب التدخل العسكرى الروسى أبعادا استراتيجية، ويتحول إلى ذريعة لتدخل عسكرى تركى فى الشمال السورى، ثم لتدخل عسكرى أمريكى فى الشرق السورى، مع جيوب لتدخل عسكرى فرنسى تحت حماية أمريكية تركية، بينما قوات مسلحة تابعة للحرس الثورى الإيرانى، معززة بقوات تابعة ل«حزب الله» اللبنانى تقاتل إلى جانب الجيش السورى فى جبهات عدة.
وها أن الحرب فى سوريا وعليها تدخل عامها الثامن من دون أن يتبلور مشروع حل يحفظ كرامة هذا الشعب الذى كان طليعة للنضال العربى من أجل التحرر وتحقيق حلم الوحدة العربية.
أما العراق الذى يحاول جاهدا أن يتخفف من آثار حكم الطغيان. وأخطرها، قبل الاحتلال الأمريكى (الدولي) ومعه، الانقسام الخطير الذى ضرب وحدة الشعب ودمر الدولة ومؤسساتها العسكرية والإدارية، وخرب الاقتصاد، وأغرى به جيرانه من دول النفط والغاز فحاولوا أن يقاسموا الأجنبى بعض خيرات أرض الرافدين.
***
وها هو الآن يحاول النهوض من تحت الركام، مطاردا ما تبقى من فلول عصابات «داعش» التى احتلت، ذات يوم، أكثر من نصف مساحته، وكادت تدمر وحدته الوطنية مغذية العصبيات الطائفية والعرقية (سنى شيعى عربى – كردى، أشورى كلدانى، أيزيدية وصابئة... إلخ).. وقد كان لتلك العصابات سند من بعض دول النفط والغاز، بهدف الهيمنة على أرض الرافدين التى تنافس دولتها مصر وسوريا فى عراقتها وأمجادها التاريخية.
أما اليمن فجريمة عربية موصوفة، يعرف العرب فى الجزيرة العربية وخارجها تفاصيلها الكاملة: بدأ الأمر بانقسام يمنى يمنى بين الحكم والمعارضة، ثم الوصول إلى صيغة تفاهم داخلى.. ثم تحول الخلاف الداخلى إلى حرب أهلية مفتوحة.
اليمن اليوم يعيش كارثة حقيقية يلتهم أطفالها الكوليرا ويعانى شعبها عموما الجوع.
بالمقابل فإن الأزمة مجهولة الأسباب حتى إشعار آخر، بين السعودية وسائر دول الخليج (ماعدا الكويت التى تبرعت بدور الوسيط) وقطر من الجهة الأخرى تبدو حتى الساعة مستعصية على الحل.. والنتيجة المباشرة لهذه الأزمة أن الولايات المتحدة قد أقامت بل هى وسعت قاعدة العيديد فى قطر، فى حين أن تركيا التى انحازت بالنكاية لقطر، قد أقامت، هى الأخرى، قاعدة عسكرية فى الدوحة.
يمكن القول الآن إن القواعد العسكرية الأمريكية تملأ أرض الجزيرة والخليج وفضاءهما... تساندها بعض قوات التحالف الدولى (كما فى العراق) الذى يضم إليها بريطانيا وفرنسا وقوات رمزية من دول أخرى.
***
وإذا ما تحولنا إلى المغرب العربى نجد أن ليبيا قد غدت مزقا متناثرة، أما تونس فتعيش قلقا على مصير الثورة التى عجزت عن تجاوز النظام البورقيبى وإن كان كانت تحكم بالشخصيات التى صمدت بعمرها وظلت شاهدة على أنه بقى أقوى من الثورة الناقصة.
***
فى ذكرى تحرير لبنان من ربقة الاحتلال الإسرائيلى، فى مثل هذه الأيام من العام 2000، أردنا من هذا التوصيف الجارح للأوضاع العربية الراهنة، أن نقول إن التحرير ليس مهمة مستحيلة، ولكنه ممكن وقابل لأن يتحقق متى توافرت الإرادة.
والغد العربى ينتظر المؤهلين على صنعه بما يحفظ كرامتهم وحقهم فى مستقبل أفضل، ولو بدمائهم!
وها هو شعب فلسطين يواجه، وحيدا، أعداء حقه فى أرضه، وأعداء الغد العربى الأفضل على مدى اتساع هذا الوطن العربى الكبير!
بيد أن الأمور تنطوى على تعقيدات أكثر، هذه التعقيدات تأخذ مدى أمنيا وعسكريا فى ليبيا التى تعتبر مسرحا مفتوحا للصراع بين أطراف الأزمة الخليجية، وهو ما يرصده المراقبون من خلال مظاهر الانقسام بين الحكومة المؤقتة (مقرها البيضاء فى شرق البلاد) المدعومة من الجنرال المتقاعد خليفة حفتر والتى أعلنت تأييدها لقرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وحكومة الوفاق الوطنى المعترف بها دوليا، التى يرأسها فايز السراج وتدعمها المليشيات المسيطرة على طرابلس والغرب، وهذه الأخيرة أقرب إلى قطر وتركيا. أما موريتانيا فهى تعتبر بمثابة الحلقة الأضعف فى المنطقة المغاربية، وقد أعلنت مقاطعتها لقطر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.