ذكرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» أن هناك تحديات صعبة تواجه إنتاج الغذاء وزيادته إلى 70% من الناتج العالمى الحالى، لتلبية احتياجات 2.3 مليار شخص بحلول عام 2050، إضافة إلى مواصلة جهود التغلب على الفقر والجوع، وتحقيق استخدام أعلى كفاءة للموارد الطبيعة النادرة، والتكيف مع التغيرات المناخية. ونقل البيان عن الدكتور حافظ غانم، المدير العام المساعد لدى منظمة الفاو، تخوفه من قدرة العالم فى تلبية احتياجاته الغذائية بحلول 2050، مؤكدا أنه فى ظل عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدى لهذه الأزمة من الآن، سنصل إلى 370 مليون شخص يعانون من الجوع بحلول عام 2050، ما سيعادل 5% من السكان. وطبقا لتوقعات المنظمة، فخلال 2050 سيبلغ الطلب على الحبوب لأغراض الغذاء البشرى والعلف الحيوانى 3 مليارات طن، ما يتطلب زيادة الإنتاج السنوى من الحبوب بنحو مليار طن، إضافة إلى تعظيم إنتاج اللحوم بأكثر من 200 طن لاستهلاك 72% من الكمية عبر البلدان النامية. واعتبرت «الفاو» زيادة مساحات الرقعة الزراعية إلى 120 مليون فدان فى الدول النامية، ضرورة ملحة لزيادة الطلب على الغذاء، لافتة إلى عدد من الضغوط الكميائية والفيزيائية والأمراض المتوطنة ونقص البنى التحتية للأراضى الزراعية الحالية، وهو ما يتطلب البحث عن أراض جديدة للزراعة. ومن جانبه، أكد الدكتور أيمن فريد أبوحديد، رئيس مركز البحوث الزراعية، أن ما أعلنته «الفاو» من «تخوفات عالمية»، تنطبق تماما على مصر، لمشاركة الجهات الرسمية مع المنظمة وإمداداتها ببيانات عن حالة الغذاء فى مصر الآن، ومؤشرات الحالة الغذائية عام 2050. وأضاف الدكتور فريد أن المركز يتبنى الآن استراتيجية للاكتفاء الذاتى من المحاصيل الأساسية والحبوب حتى عام 2030، قائلا إن الخطة تسعى لتقليص الفجوة الغذائية؛ لاستحالة تحقيق الاكتفاء الذاتى فى ظل ندرة الموارد المائية، التى تقلل من فرص التوسع الزراعى فى الأراضى الجديدة. وطالب رئيس المركز بوضع خطة الفاو فى الاعتبار، خاصة فى ظل التنبؤات العالمية التى تشير لتضاعف الاحتياجات الغذائية، فضلا عن التقارير التى تشير إلى وجود خسائر تزيد على 80٪ من الأنواع والأصناف، مثل التفاح، والذرة، والقمح، والكرنب فى جميع أنحاء العالم، فهذه النتائج تؤكد أهمية اعتماد خطط التنمية الزراعية المستقبلية حتى عام 2050. «لم يعد هناك أمر مستحيل، فالبحوث الزراعية والتقنيات الجديدة استطاعت تحقيق ما كنا نسميه بالحلم الزراعى» هذا ما أكده الدكتور فريد، مشيرا لأهمية بحث إستراتيجية جديدة للتنمية الزراعية فى 2030. وذكر أن إنتاجية الفدان من القمح خلال عام 1980 كانت 7 أردبات فقط، بينما وصلت حاليا إلى 18 أردبا، وتسعى الاستراتيجية لزيادة الإنتاجية إلى 94 أردبا خلال عام 2017 من خلال تحسين التعامل مع الأرض، مضيفا أن هذا هو أقصى مستوى من الإنتاج يمكن الوصول إليه.