قبل ساعات من الموعد المقرر لانطلاق أعمال مؤتمر القوى السياسية فى السودان اليوم استمر الغموض يحيط بمصير المؤتمر الذى دعت إليه الحركة الشعبية لتحرير السودان فى ظل تضارب التصريحات وتوارد أنباء عن التأجيل أكثر من مرة واستمرار الخلافات بين القوى السودانية. من ناحيتها حددت الحركة الشعبية لتحرير السودان اليوم السبت لبدء جلسات المؤتمر فى مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان. تتهم الحركة الشعبية لتحرير السودان الشريك الثانى فى الحكومة المركزية بالخرطوم بالإضافة إلى بعض الأحزاب المعارضة حزب المؤتمر الوطنى بقيادة الرئيس السودانى عمر البشير بالسعى لمنع انعقاد المؤتمر فى موعده وتأجيله فى إطار المكايدات السياسية. من ناحيته أكد مبارك الفاضل رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ل«الشروق» مشاركة 23 حزبا فى المؤتمر من جملة 69 حزبا بالسودان وأبرز هذه الأحزاب المؤتمر الشعبى بقيادة د. حسن الترابى وحزب الأمة بقيادة الصادق المهدى والحزب الشيوعى بقيادة إبراهيم نقد. وأضاف الفاضل أن حزب المؤتمر الوطنى الحاكم منقسم حيال مشاركته لحضور المؤتمر ما بين مؤيد ومعارض، مؤكدا أنه لم يحدد موقفه حتى الآن، ورغم إعلان حزبى المؤتمر الوطنى الحاكم والحزب الاتحادى الديمقراطى مقاطعة المؤتمر إلا أن مصادر سودانية قالت ل«الشروق» إنهما سيشاركان فى المؤتمر وقال كمال عمر الأمين السياسى لحزب المؤتمر الشعبى أن الحزب الاتحادى الديمقراطى بمشاركة محمد عثمان المرغنى سيرسل وفدا للمشاركة فى المؤتمر إلا أنه أكد أنهم لم يتلقوا تأكيدات من حزب المؤتمر الوطنى تفيد بمشاركته مضيفا أن الحزب الحاكم لم يحدد موقفه حتى الآن، وأضاف عمر أن حزب البشير طالب بتأجيل المؤتمر لتحديد موقفه من المشاركة ووصف الأمين السياسى للمؤتمر الشعبى مؤتمر جوبا بالفرصة الأخير لبحث حلول مشكلات السودان الداخلية. على الجانب الآخر قال مندور المهدى الأمين السياسى لحزب المؤتمر الوطنى إن حزبه ما زال مصرا على موقفه بعد المشاركة فى المؤتمر لعدم مشاركته فى الإجراءات التحضيرية للمؤتمر وهو ما اعتبره تمريرا لأجندة المعارضة والتكتل للهجوم عليه من قبل الأحزاب الأخرى، بينما أكد اتيم قرنق نائب القيادى البارز بالحركة الشعبية ونائب رئيس البرلمان فى تصريحات خاصة ل«الشروق» حرص حركته على الإجماع حول قضايا البلاد الداخلية كهدف من انعقاد المؤتمر واعتبر مقاطعة حزب البشير لا تقلق حركته. مشيرا إلى أن الأمر متروك لهم بأخذ قرار الحضور فى حال اهتمامهم وحرصهم على البلاد وأوضح قرنق أنهم لن يكترثوا لشروط حزب البشير للمشاركة فى المؤتمر مقللا فى الوقت نفسه من أهمية وجوده فى حال إصراره على مواقفه الفردية وعدم الانضمام للقوى السياسية التى تسعى لمناقشة القضايا الوطنية. ويناقش المؤتمر الذى يستمر حتى الثلاثاء المقبل قضايا المصالحة الوطنية وقضية دارفور والتعداد السكانى وحق تقرير المصير للجنوبيين.