رغم سيل الانتقادات التى واجهتها مسلسلات رمضان طيلة الشهر فإن هناك إجماعا على أن الصورة كانت العنصر الأكثر بريقا ولمعانا فى كل ما تم تقديمه، وهو السر الذى رحنا نبحث عن حل له. نانسى عبدالفتاح مدير تصوير مسلسل «مجنون ليلى» ترجع أسباب جودة الصورة هذا العام لعدة عوامل منها بالطبع وجود الكاميرا «الهاى ديفينشن» لكنها ترجع أيضا لزيادة اهتمام المنتجين بالإضافة إلى اهتمام المخرجين بالصورة ورغبتهم فى أن تكون جودة الصورة فى المسلسل مثل جودتها فى الأفلام. وفى حالتنا هذه كنت أحصل على الوقت الذى أحتاجه وكنت أعمل تقريبا بنفس معدل السينما وأنا شخصيا كنت أحاول دوما مراعاة التوفيق بين عاملى الوقت وجودة الصورة، وأنا لم أطلب طلبات زائدة عما يطلبه مديرو التصوير فى المعتاد فى معدات الإضاءة، وأنا شخصيا حتى فى السينما لا أطلب طلبات كثيرة وحتى لو حدث هذا فبالتأكيد سيحصل المنتج فى مقابله على صورة أكثر جودة. وتؤكد نانسى أنها قد تكرر تجربة الفيديو لكن فى ظروف ملائمة وتنفى وجود عملية أى تصحيح لألوان المسلسل معللة ذلك بأنه لا يوجد وقت لهذا فنحن كنا نصور وننتج ونسابق الزمن للحاق بالعرض ونتمنى لو كان هناك وقت أكثر للانتهاء من هذه الخطوات، مؤكدة أن المسلسل كان سيظهر بصورة أفضل لو أتيح لها الوقت لتصحيح الألوان. ويقول سامح سليم مدير تصوير مسلسل «خاص جدا» مع يسرا إنه حاول أن يقدم صورة غير تقليدية بطريقة السينما وكانت مشكلته دوما هى عامل الوقت وصراعه معه وكيف سيحصل على جودة صورة السينما بكل إمكانياتها باستخدام كاميرا واحدة هاى ديفينشن نوعها سونى بعدسة عادية وليست عدسات سينما وكيف سيحقق جودة عالية فى وقت أقل. وأكد سامح أنه أصيب بحالة من الفزع عندما شاهد خطة العمل الخاصة بالمخرجة غادة سليم خصوصا أنها كانت تخطط لتصوير 6 أو 7 مشاهد فى اليوم الواحد ويؤكد سامح أن طريقة التصوير فى الاثنين واحدة لكن السينما بها تركيز أكثر مع الصورة بعض الشىء وفى المسلسل كان إنتاجنا يوميا يصل إلى 12 دقيقة، بينما فى فيلم مثل فيلم «إبراهيم الأبيض» كنا ننتج يوميا دقيقة فقط فى ساعات تصوير أقل وكل هذا بعد المونتاج وهذا هو السبب فى الفارق الكبير بين السينما والتليفزيون. ويقول رءوف عبدالعزيز مدير تصوير مسلسل الرحايا أنه قام بالتصوير بكاميرات الديجيتال العادية ولكن الصورة كانت جيدة لأنه تم القيام بعملية تصحيح للألوان وهذا لا يحدث فى العادة وهو يعتقد أنه وقريبا ربما نصور الدراما التليفزيونية بكاميرات السينما وأنا كمدير تصوير سينمائى كنت أحاول أن أقدم صورة ذات ثلاثة أبعاد وليست مسطحة وتعبر عن الموقف والمختلف كانت طريقة الإضاءة وشكلها وتركيبها كما لو أننى أقدم عملا سينمائيا وليس تليفزيونيا وكنا نصور بكاميراتين وهى أصعب وصعوبتها تتمثل فى ضبط الكاميرات وكنت أراعى دوما موضوع الدراما ولم أكن أقدم صورة نرى فيها ممثلين بل شخصيات درامية وإضاءتى مختلفة عن فكرة الإنارة لإظهار الممثل بل كنت أستهدف إظهار أعماق الشخصية وكنت أراعى أن كل إضاءة تعبر عن المشهد الذى قبله وهو ثانى أعمالى التليفزيونية بعد مسلسل «فى أيد أمينة» لكنها المرة الأولى التى أقوم فيها بالتصوير بكاميراتين وأتمنى أن أقوم بتصوير مسلسل تاريخى مصرى نرد فيه على مقولة أن الدراما السورية التاريخية قد تفوقت علينا.