قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إن حركة «حسم الإرهابية»، أو ما يطلقون عليها «سواعد مصر»، أثبتت أن العنف في تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية لم يكن وليد اللحظة بل هو استراتيجية وضعها مؤسسها «حسن البنا» وتنامت على مدار التاريخ. وأكد مرصد الإفتاء، في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، اليوم الأربعاء، أن العنف في تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية لم يكن وليد الأحداث الراهنة؛ بل هو استراتيجية متأصلة في مناهج التربية في الجماعة، وضعها مؤسسها منذ اللحظة الأولى لتأسيس هذا «الكيان السرطاني»، وتولى رعايتها وتنميتها أسلافه ممن أتوا بعده، فيما يسمى بظاهرة «العنف المؤجل». وأضاف أن اعتراف جماعة الإخوان بتبعية «حسم» الإرهابية لها يُسقط عنها ورقة التوت التي كانت تواري سوءتها، موضحة أن اعتراف الجماعة الإرهابية جاء على لسان رضا فهمي، القيادي في جماعة الإخوان، وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشورى المنحل والهارب إلى تركيا، وذلك خلال استضافته على إحدى القنوات الإخوانية، وقد دافع بشدة عن عمليات حركة «حسم» الإرهابية مؤخرًا ضد قوات الجيش والشرطة. وأشار «المرصد» إلى إشادة عضو الإخوان الهارب بالأعمال التي تقوم بها «حسم» الإرهابية، وأنه أكد أن الحركة انتقلت من مرحلة العشوائية إلى النضج، وذلك بعد أن أعلنت عن تدشين مكتبها السياسي مؤخرًا، كما وصفها بأنها حركة تحرر وطني وليست حركة مخابراتية. وأوضح أن إعلان الجماعة بتبعية «حسم» لها على لسان أحد قياداتها الهاربين وعبر ذراعها الإعلامي «قناة مكملين» له دلالة قوية تؤكد أن الجماعة تبنَّت العنف منذ اللحظة الأولى ضد الدولة المصرية، كما يكشف عن تأصل العنف وتجذره في استراتيجية الجماعة على مدار تاريخها منذ بداية نشأتها حتى الآن. وتابع: «أن مؤسس الجماعة "البنا" هو من وضع بذور العنف المؤجل في الجماعة وأسس له، ثم أتى سيد قطب ليشرعن هذا العنف ويؤصله من خلال مصطلحات "الحاكمية" و"الجهاد" و"التمكين" و"جاهلية المجتمع"». وأكد المرصد أن «البنا» كان يرى أن استخدام القوة والسلاح واجب مفروض وأمر لا مفر منه، ولكن لم يحن الوقت بعد لاستخدامها، مؤسسًا بذلك فكرة «العنف المؤجل» في منهج التربية لدى الجماعة، مضيفًا أن هذه الفكرة التي عجز أفراد الجماعة عبر تاريخها عن رفضها أو انتقادها أو نبذها، بل ما زاد الأمر سوءًا هو شرعنة هذه الفكرة من خلال مُنظِّر الجماعة الأوحد سيد قطب، الذي وجد لها مبررًا شرعيًّا لقيامها، والذي كان يرى أن استخدام القوة شيء مرحلي ومن حق الجماعة استخدامها في حالة قوة تنظيمها وسيطرتها، وهو ما تطبقه الجماعة اليوم في حربها ضد الدولة بكل مؤسساتها. وأشار إلى دأب الجماعة على استخدام التدليس في الخلط البيِّن بين ما هو عقدي وما هو اجتماعي ليستميلوا قلوب الشباب للانضمام إلى صفوفها، ولكي يقدم لهم مبررًا على انغماسهم في العنف وقتلهم الناس أو قتل أنفسهم، وأن ما يقومون به هو جهاد في سبيل الله وواجب ديني جزاؤه إما النصر وإما الشهادة. ونوه إلى تأسيس سيد قطب لما يسمى بمبدأ التقية في صفوف الجماعة، وذلك بأن يعلن أفراد الجماعة المصالحة مع الدولة في حالة الضعف، ويستخدمون العنف ضدها في حالة التمكين وإحراز القوة.