• الصحيفة الإسرائيلية: سعى القاهرةوالرياض لإبعاد غزة عن الرعاية القطرية قد يدفعها لأحضان إيران • أبوشمالة للصحيفة: لجنة لإدارة غزة.. والأمن لحماس.. ودحلان مسئولًا للسياسة الخارجية
رأت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن التقارب بين القاهرة وحركة حماس الفلسطينية فى ضوء الزيارة الأخيرة لقيادات الحركة إلى مصر، والذى جاء بالتزامن مع قطع مصر والسعودية والإمارات والبحرين للعلاقات الدبلوماسية مع قطر، يأتى فى إطار مسعى مصرى سعودى إلى عزل الحركة وقطاع غزة عن رعاية الدوحة، مشيرة إلى أنه قد يؤدى لنتيجة غير مرغوب فيها، تدفع حماس من جديد إلى أحضان إيران. وتطرقت الصحيفة فى تقرير لها أمس، إلى اللقاءات التى أجراها وفد من حركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسى الجديد فى غزة، يحيى السنوار، ووكيل وزارة الداخلية التابعة للحركة فى غزة اللواء توفيق أبو نعيم مع مسئولين أمنيين فى مصر. وأوضحت الصحيفة أنه بينما لم يعلن المسئولون المصريون وكذلك المتحدثون باسم حماس عن أى تفاهمات تم التوصل إليها خلال الاجتماعات، ذكر الباحث والصحفى الفلسطينى فايز أبو شمالة (مقيم فى غزة، مقرب من حماس) أنه تم التوصل لتفاهمات بموجبها سيتم تشكيل لجنة لإدارة شئون غزة بميزانية أولية تبلغ 50 مليون دولار، ويترأسها القيادى المفصول من حركة فتح محمد دحلان. وأوضح أبوشمالة أن دحلان سيكون مسئولا عن السياسة الخارجية وجمع الأموال وإدارة المعابر بين غزة ومصر، فضلا عن المفاوضات مع إسرائيل فيما يخص المعابر ومسائل أخرى (لم يسمها)، فى مقابل أن تبقى حقيبتا الأمن والداخلية فى أيدى حماس. وتابع أبوشمالة أن اللجنة ستمول عبر الضرائب التى تجمعها السلطة الفلسطينية الآن من غزة، بحيث ستستخدم الأموال لدفع رواتب الموظفين. واعتبرت «هاآرتس» أن هذا الأمر سيؤدى إلى إكمال القطيعة بين السلطة الفلسطينية وغزة، مشيرة إلى أن مصر ستكون قادرة على فتح معبر رفح، حيث سيتم إدارته على الجانب الفلسطينى من قبل عناصر فتح الداعمين لدحلان. ونقلت الصحيفة عن محللين فلسطينين (لم تسمهم) القول بأن هذه التفاهمات لن تخدم فقط حماس التى تتعرض لضغوط مصرية وعربية ودولية باعتبارها منظمة إرهابية، بل أيضا ستخدم إسرائيل، مشيرين إلى أن دحلان الذى مازال يدعم عملية السلام سيساعد إسرائيل فى إدارة غزة، لافتين كذلك إلى أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس سيكون قادرا أخيرا على التخلص من عبء غزة. وقالت الصحيفة إنه «سواء كانت هذه التفاهمات حقيقية أم مجرد بالون اختبار، فإن الزيارة إلى مصر واللقاءات المطولة مع المسئولين المصريين، تعكس المعضلات التى تواجهها مصر وحماس»، على حد تعبيرها. وأوضحت الصحيفة أن «الزيارة جاءت فى وقت بلغت فيه أزمة الكهرباء فى القطاع ذروتها، كما أنها تأتى أيضا على خلفية العقوبات والحصار الذى فرضته السعودية ومصر والإمارات والبحرين على قطر، فضلا عن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الرياض، الشهر الماضى، الذى اعتبر خلالها حماس وحزب الله وجماعة الإخوان منظمات إرهابية. وأضافت الصحيفة أن «هدف مصر والسعودية عزل حماس وقطاع غزة عن رعاية الدوحة، مشيرة إلى أن «هذا الفصل قد يؤدى لنتيجة غير مرغوب فيها، تتمثل فى دفع حماس من جديد إلى أحضان إيران». ووصفت «هاآرتس» إيران بأنها دولة تتميز بقراءة الأحداث الإقليمية، مشيرة إلى مسارعة مسئولين إيرانيين من بينهم قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى، قاسم سليمانى، ووزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، ورئيس البرلمان على لاريجانى، إلى تقديم التهنئة لرئيس المكتب السياسى الجديد للحركة إسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسى فى قطاع غزة يحيى السنوار، بعد الانتخابات الداخلية الأخيرة لحماس. وذكرت الصحيفة أن حماس نشرت رسائل التهنئة فقط بعد زيارة الرئيس ترامب إلى المنطقة، وذلك فى مؤشر على أن الحركة لا يزال لديها خيار آخر إذا ما تم عزلها عن الحاضنة العربية. ورأت الصحيفة أيضا أنه فى إطار سعى مصر نحو وقف تدخل قطر وتركيا فى القطاع، وفى الوقت ذاته إبعاد حماس عن إيران، سيدفعها ذلك إلى إعطاء شىء فى المقابل، حتى لو كان على حساب إسرائيل، مثل فتح معبر رفح.