بعنوان "مصر وحماس يد واحدة ضد داعش" قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية إن "القاهرة اتخذت خطوات تقارب مع نظام حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة؛ وهذا الأسبوع قرر الرئيس السيسي فتح معبر رفح الحدودي مرتين أسبوعيا". وأضافت "هذه الإجراءات تثير الحيرة في ظل عداء النظام المصري للإخوان المسلمين الذين تنتمي لهم حماس، ولمن يريد فهم هذه الخطوات لابد أن ينظر للعدو رقم 1 للمصريين الآن؛ ألا وهو تنظيم داعش". وأوضحت "منذ عام 2014 قتل وأصيب المئات منهم في عمليات تخريبية، هذا بالرغم من حقيقة استجابة تل أبيب بشكل إيجابي لكل طلب من القاهرة بإدخال قوات لسيناء تعارضا مع اتفاقيات كامب ديفيد، ووفقا لتقارير متعددة تساعد إسرائيل مصر بالمساعدات الاستخباراتية والعسكرية في حربها ضد الإرهابيين بشبه الجزيرة". وقالت"نظرا لأن داعش تحصل من داخل القطاع على وسائل قتالية ومواد تستخدم لإعداد العبوات الناسفة، تحاول القاهرة القضاء على هذا الأمر، وتفعل ذلك عن طريق تحديد أماكن أنفاق التهريب وتفجيرها وإغراقها بالمياه، والآن هي تحاول فعل ذلك عن طريق الضغط على حماس"، موضحة أن "الصفقة المقترحة كالتالي: فتح معبر رفح لفترات معينة وفي المقابل مطالبة الحركة الفلسطينية بوقف مد السلاح والعتاد لأفراد داعش". وأضافت"حماس لديها أسبابها في الموافقة على هذه الصفقة مع مصر، هذه الأسباب ليست اقتصادية فقط؛ فالعناصر الإسلامية تهدد نظام الحركة الفلسطينية في قطاع غزة وتصف هذه العناصر حماس بأنها فاسدة ولا تحارب إسرائيل بالشكل المطلوب، كما تطلق صواريخ صوب تل أبيب، مع العلم أن رد تل أبيب يركز على البنى التحتية لحماس وليس ضد مطلقي الصواريخ فقط". وقالت"علاوة على ذلك فإن قيادة داعش في سوريا تصنف الإخوان المسلمين وعلى رأسهم حماس ككفار، وتتهم الحركة الفلسطينية بالتعاون مع تل أبيب، وتحصل من الأخيرة على كهرباء ومواد حياتية وأن حماس تتجنب الصدام مع اليهود". وأضافت "القاهرة أيضا تتخذ وسائل عقابية ضد السلطة الفلسطينية ولا تتحمل النقد الذي يصوب ضدها من قبل عناصر في قيادة السلطة، ومؤخرا مررت مصر قائمة سوداء تتضمن مسئولين من رام الله غير مرغوب فيهم بالقاهرة، وكذلك منعت الأخيرة جبريل الرجوب رئيس جهاز الأمن الوقائق في الضفة الغربية سابقا من دخول أراضيها بعد وصوله للمطار". وقالت "هذه بشرى سارة لإسرائيل؛ خاصة أن الرجوب تحدث أكثر من مرة بصورة متطرفة ضد تل أبيب، وكان من أبرز تصريحاته الدالة على ذلك قوله(لو امتلكت السلطة الفلسطينية سلاحا نوويا لكانت استخدمته ضد إسرائيل)، هذا في الوقت الذي تدعم فيه القاهرة القيادي الفتحاوي السابق محمد دحلان، أحد أبرز زعماء الحركة في قطاع غزة سابقا، والذي اتهم في قضايا فساد ومحاولة الانقلاب على الرئيس محمود عباس". وختمت "دحلان يعد شخصية معتدلة في أعين إسرائيل، وهناك من يرى فيه خليفة مناسب لأبو مازن، وحتى يومنا هذا يعلم دحلان جيدا ما يجرى بالقطاع، وأسس صندوقا لضخ المساعدات المالية للأخير"، مضيفة "حماس تواجه ضغوطا من قبل المتطرفين الإسلاميين ومن قبل دحلان الذي يحلم بأن يكون الرئيس القادم للسلطة الفلسطينية كما تواجه ضغطا من قبل المصريين الذين يريدون وقف مساعدات الحركة لداعش وهناك ضغط رابع مصدره إسرائيل التي ترد على كل هجمات فلسطينية أو أي صواريخ تنطلق من غزة". وأضافت" وفقا لهذه الظروف سيصعب على يحي السنوار رئيس الحركة الجديد بالقطاع والمعروف بتشدده، أن يأمر بإعلان حرب شاملة ضد تل أبيب، وهو الأمر الجيد، لكن رغم ذلك علينا أن نتذكر أنه في الشرق الأوسط لا يعمل الجميع وفقا للمنطق".