مشوار طويل بدأته هبة منذ شهر تقريبا لتبحث عن فستان زفافها، وبالرغم من اقتراب الموعد المقرر له رابع أيام العيد إلا أنها لم تستقر بعد على الفستان. هبة اختارت تأجير فستان مستعمل «الشراء غالى قوى، أنا لفيت وشوفت بعينى». هبة اصطحبت معها صديقتها لتأخذ رأيها واقتنعت بعد جولة كبيرة أن شراء فستان الزفاف «مشروع فاشل» لأن أفضل موديل حاز على مجرد نصف إعجاب، وصل سعره 10 آلاف جنيه. وهى الآن فى مهمة بحث عن فستان «شيك ويعجبنى وإيجاره على قد إمكانات خطيبى». عيد الفطر هو أقوى مواسم الزفاف فى رأى ناردين صاحبة محل ملابس تأجير وتفصيل فساتين زفاف بمصر الجديدة، «على العيد بأجر ضعف الفساتين اللى باخرجها فى الشهر العادى». وخلال شهر رمضان يستقبل المحل العديد من الزبائن لحجز الفستان الخاص بالمناسبة سواء كان زفافا أو خطوبة، ولكنها شعرت باستياء هذا العام «رمضان لما بييجى فى الصيف بيوقف الموسم». كانت ناردين كما تقول تستمتع بثلاثة أشهر الصيف «مش بلاحق على طلبات الزباين»، لكن رمضان فى رأيها «قتل شهر كامل من الموسم». وبررت ناردين ارتفاع الأسعار عن العام الماضى بأنه محاولة لتعويض خسائر شهر رمضان «ده موسم من هنا لحد الكريسماس»، مؤكدة أنها لن تلجأ إلى تخفيض الأسعار قبل شهر فبراير المقبل «فى الشتاء بعمل تخفيضات وبتهاود فى الأسعار لأن السوق بيكون نايم». وتقنع ناردين كل عروس تدخل إلى المحل مترددة بين التأجير والشراء أن «تأجير فستان الفرح أوفر من الشراء علشان العروسة بتلبسه ليلة واحدة وبعدها يترك فى الدولاب». بدأت هبة مهمة البحث عن الفستان قبل شهر رمضان وظلت تبحث بين الفساتين الإيجار عن فستان مختلف غير تقليدى «مش عايزه الناس تعرف إنى أجرت الفستان»، هذا هو السر الصغير الذى جعلها تخصص يوميا ما يزيد على خمس ساعات «للف على المحلات» فى مناطق مختلفة من المهندسين إلى الهرم ومدينة نصر مرورا بمصر الجديدة. تقول ناردين بعد عملها 15 عاما فى المجال «خبرتى دلوقتى كبيرة بمجرد نظرتى للعروسة أقدر اختار لها الموديل اللى يناسبها»، دون أن تتوه هى وسط مئات الموديلات. وهى الآن تعتمد على تأجير فساتين الأفراح لأنها تجارة مربحة أكثر من بيعها، لذلك تقوم محلات كثيرة متخصصة فى البيع بالتحويل إلى إيجار على حد قول ناردين. عند البيع سعر الفستان يبدأ من 5000 جنيه، لكن عند الإيجار الأسعار تبدأ من 1000 جنيه. وترى ناردين أن المنطقة التى تعمل بها تفرض عليها بعض القيود، منها التعامل مع طبقة عالية من الناس تطلب أذواقا معينة، لذلك ترتفع أسعار الإيجار لديها «أنا بكلف الفستان علشان يبقى ثمنه فيه». ويصل إيجار أغلى فستان زفاف أبيض فى محل ناردين إلى 10 آلاف جنيه وهذا سعر «أول لبسة»، فهو مستورد وكان سعر شراؤه على حد قولها نحو 40 ألف جنيه، وتأجيره عند المرة الثانية يقل 1000 جنيه وربما أكثر «حسب حالته». ورغم هذا الربح فإن ناردين لم تبتعد عن التفصيل، الحرفة التى ورثتها من والدتها. فهناك عروس تأتى إليها بتصميم معين فى مجلة أو من صور على الإنترنت لتصنع لها مثله، «تفصيل الفستان له أسعار مختلفة، وكله حسب ميزانية العروسة». ولأن تفصيل الفستان يستغرق شهرا ففى الموسم قد تخيط ناردين أكثر من خمسة فساتين فى وقت واحد. ناردين تحاول متابعة أحدث خطوط الموضة، لتتعرف على أنواع الأقمشة المستخدمة والألوان والقصات الجديدة، وتقوم بتفصيل فساتين خاصة بالمحل ثم من بعد ذلك تقوم بتأجيرها. أما العروس فتحصل مع فستان الزفاف على كل مكملاته: الطرحة والاكسسوارات، وإذا كانت محجبة تحصل أيضا على «بادى» بأكمام و»كله شامل السعر المتفق عليه». «باخد مقاسات العروسة لما تستقر على الفستان، علشان نظبطه على مقاسها فى المصنع بتاعنا». تبتسم ناردين للعروس هبة التى وقفت محتارة بين ثلاثة فساتين. «فستان الفرح أو الخطوبة حاجة محيرة»، لذلك تنصح كل عروس بالبحث عنه قبل موعد الفرح بفترة لا تقل عن شهر فى الزفاف وأسبوعين للخطوبة.