شهدت أغلب المسلسلات المعروضة حاليا حالة من الارتباك قبل وأثناء عملية التصوير، وتعرض معظمها لمواقف مفاجئة تمثلت فى اعتذار أكثر من ممثل عن الدور، الأمر الذى هدد تلك الأعمال، غير أن أغلب الممثلين «البدلاء» حققوا نجاحا لافتا من خلالها، ولفتوا الأنظار إليهم بشدة، الأمر الذى جعل البعض يردد أن «البدلاء كسبوا الرهان» فى دراما 2009. فقد نجح المخرجون إسماعيل عبدالحافظ ونادر جلال ورشا شربتجى فى إحراج كل من الفنانين هشام سليم وغاده عادل وكمال الشناوى، الذين اعتذورا عن عدم الاشتراك فى أعمالهم الدراميه هذا العام، بعد أن حققت هذه الأعمال نجاحا كبيرا وحظى الفنانون الذين قبلوا الاشتراك فى هذه الأعمال كبدلاء لهم بإشادة النقاد والجمهور سواء فى الجزء الثانى من «المصراوية» أو «حرب الجواسيس» أو «ابن الأرندلى». وكان اعتذار هؤلاء دافعا للمخرجين والفنانين البدلاء أن يبذلوا قصارى جهدهم وأن «يشتغلوا» بلغة أهل الفن على هذه الشخصيات بشكل أكبر، لإحراج المعتذرين وبعث رسالة غير مباشره بأنهم أخطأوا فى اعتذارهم. إسماعيل عبد الحافظ مخرج «المصراوية» يقول: اعتدت فى أعمالى، خاصة المسلسلات ذات الأجزاء المتعددة، على اعتذارات بعض الفنانين عن استكمال أدوارهم رغبة منهم فى فرض شروطهم وهو ما لا أقبله، وهنا تغمرنى روح التحدى فأستعين بأسماء أخرى ودوما يحالفنى الحظ وأحقق هدفا كبيرا وأتذكر أن هذا حدث فى «ليالى الحلمية» حينما اعتذرت الفنانة فردوس عبدالحميد عن استكمال دورها فى الجزء الثانى رغم النجاح الذى حققته فى الجزء الأول، فاستعنت بالفنانة محسنة توفيق التى أبدعت وتذكرها الناس ونسوا فردوس عبدالحميد ، وهو ما تكرر معى باستمرار حيث يتذكر الناس الفنانين الذين استعنت بهم كبدلاء لمن اعتذروا ولا يتذكرون غيرهم. وقال: هذا ما حدث فى الجزء الثانى من «المصراوية»، فأنا أتلقى يوميا مكالمات من زملاء وصحفيين يشيدون بأداء ممدوح عبدالعليم ومنال سلامة وميس حمدان وبأدوارهم ، ولم يتذكر أحد أن هؤلاء حلّوا بدلاء عن فنانين آخرين شاركوا فى الجزء الأول. واستطرد عبدالحافظ: منذ بداية عملى فى هذا المجال وأنا مهتم للغايه أن يظهر الفنانون فى أفضل شكل ممكن، وهوايتى صناعة النجوم وكنت أسعى لهذا الأمر مع كل من غادة عادل وهشام سليم وأتصور أن الجزء الأول الذى شاركا فيه خير دليل على كلامى فالنقاد أجمعوا أنهم لم يشاهدوا هشام وغاده يبدعان بهذا الشكل و باعتذارهما يكونان الخاسرين الوحيدين، فالمبدع الحقيقى لا يتوقف عند اسم أو مشكلة والبدائل دوما مطروحه والحقل الفنى ملىء بالأسماء الموهوبة المبدعة. وليد يوسف مؤلف «ابن الأرندلى»، يتفق مع الرأى السابق ويقول إن له تجربة مع الفنان الكبير كمال الشناوى الذى اعتذر عن آداء دور العم فى مسلسله، وأضاف: اعتذار أى فنان عن الدور يكون بمثابة حافز لفريق عمل المسلسل سواء المؤلف أو المخرج أو النجوم المشاركة أن يبذلوا قصارى جهدهم لكى يثبتوا للمعتذر أنه كان مخطئا فى قراره، وتابع: كنا نتمنى أن يشارك الفنان القدير كمال الشناوى فى «ابن الأرندلى» خاصة أن شخصية «العم» هى شخصيه مهمة ومحورية وهى المحركه لكل الأحداث إلى جانب أنها كانت مصدر قلق كبير، لأنها تحتاج إلى فنان متمكن من أدواته جيدا، وعندما تم ترشيح اسم الفنان كمال الشناوى كلنا تحمسنا لهذا الترشيح، وبالفعل ذهب الفنان يحيى الفخرانى إلى منزله ليعرض عليه الدور لكن طالب الفنان كمال الشناوى أن يعمل 3 ساعات فقط فى اليوم نظرا لحالته الصحية. وأضاف: رغم أننا بدأنا التصوير فى وقت متأخر لكن كان من الممكن الاستجابه للطلب، لولا مطالبة الفنان كمال الشناوى أن تزيد مساحة دوره، رغم أنه لم يقرأ السيناريو، وكانت له شروط أخرى تعذّر تنفيذها فتم الاستعانة بالفنان يوسف داوود وكانت المفاجئه لنا جميعا أن يحقق يوسف داوود هذا النجاح الكبير ويلفت الأنظار إليه بشدة، وأعتقد أن السر وراء هذا هو إصرار كل من الفنان يحيى الفخرانى والمخرجة رشا شربتجى على دعم الفنان يوسف داوود، الأمر الذى كان يستدعى منهما مساعدته جيدا فى مذاكرة دوره لنكون أمام هذه النتيجة. وتقول المخرجه رشا شربتجى: أسعى أثناء العمل إلى تهيئة أجواء مريحة تساعد على الإبداع وأن أوفر كل المقومات والإمكانات للفنان لكى يخرج أفضل ما لديه، وهو ما حدث مع الفنان يوسف داوود الذى أثبت مقدرة كبيرة فى لعب هذه الشخصية فقد شعر أنه لا يعزف نغمة نشاز بل إن له مساحة ولدوره أهميته، وهناك اهتمام من المحيطين به لكى يخرج كل ما فى جعبته فتحقق ما أردناه، وأتصور أن هذا الأمر لم يقتصر على الفنان يوسف داوود وحده بل على الفنانين جميعا فالمسلسل فى النهاية «طبخه واحدة» والجو العام يحيط بالجميع ويؤثر فيهم. ويحمل المخرج نادر جلال وجهة نظر خاصة فى الأمر، يقول: تعرضت للموقف ذاته بعد أن اعتذرت الفنانة غادة عادل عن بطولة مسلسل «حرب الجواسيس» قبل أيام قليله من بدء التصوير إلا أننى أعتبر ما حدث «قسمة ونصيب». وقال: لم أتأثر كثيرا باعتذار غادة عادل لأننى منذ البدايه كنت عازما على الاستعانة بالفنانة منة شلبى، وقد تضامن السيناريست بشير الديك معى فى نفس الترشيح، وبالفعل كان هناك اتصال مفتوح بينى وبين «منة» ولكنها اعتذرت نظرا لانشغالها فى تصوير فيلمها «بدل فاقد» فاحترمت اعتذارها وكان لابد أن أبحث عن بديل، وهنا تحدثت مع الفنانة غادة عادل التى أبدت موافقتها لكن لظروف خاصة اعتذرت، وأنا بدورى لم أغضب من اعتذارها، خاصة أن الدور عاد لصاحبته «منة شلبى» التى كنت أتحمس بشدة لها، وعليه أؤكد أن الموضوع كله «قسمة ونصيب» ونجاح «منة» فى هذا الدور كما قال النقاد والجمهور يعود إلى أن الشخصية تناسبها وليس نتيجة أننا حرصنا على تحدى غادة عادل بل بالعكس، أنا أتمنى العمل معها فهى فنانة تتمتع بموهبة كبيرة.