«مغامرات، اعتقالات، تعذيب، قتل، اغتصاب، نساء تترمل، أطفال تتيتم، قصص حب ساخنة، ومشاهد كثيرة ومثيرة وجريئة».. هكذا ترى الفنانة نيللى كريم مسلسلها الجديد «هدوء نسبى» الذى يتناول بداية الحرب الأمريكية على العراق فى عام 2003، وتقول عنه إنه مفاجأتها لجمهورها هذا العام فى رمضان، مشيرة إلى أنه يتم تصويره على طريقة أفلام السينما، التى تميز بها المخرج التونسى شوقى الماجرى، وأنها تشعر بأنها تصور 30 فيلما سينمائيا من خلال هذا المسلسل، وفى حوارنا نيللى كريم روت لنا مغامراتها مع هذا المسلسل وتصويرها بعض المشاهد على حدود العراق وكذلك التصوير فى شوارع القاهرة استعدادها للسفر إلى دمشق لاستكمال تصوير باقى أحداث المسلسل فى الثامن والعشرين من الشهر الحالى.. ذكرت قبل ذلك أنك لن تتواجدى فى الدراما هذا العام فماذا حدث؟ بالفعل قلت هذا الكلام لأنى لم أكن أريد التواجد فى عمل ضعيف أو سيئ، وبالفعل رفضت كل الأعمال التى عرضت علىّ فى الفترة الماضية، لكن عندما جاءنى سيناريو مسلسل «هدوء نسبى» كان من الصعب أن أرفضه فهو عمل مهم جدا وإضافة لى ولكل العاملين فيه، وأيضا لا يتكرر كثيرا. ما سبب حماسك له؟ هناك عناصر جذب كثيرة فى هذا المسلسل أهمها أن الموضوع مكتوب بشكل جيد كما أنه يهم كل العرب، ثانيا مخرج العمل شوقى المجارى الذى تميز بتقديم أعمال مهمة جدا مثل «أسمهان»، و«الاجتياح». ما دورك فيه؟ أقوم بدور صحفية مصرية تعمل فى إحدى القنوات الفضائية، تكلف بتغطية أحداث الحرب الأمريكية على العراق عام 2003، وتتعرض هذه الصحفية لمواقف صعبة كثيرة جدا، فالجميع يعرف أن حياة المراسلين دائما معرضة للمخاطر والموت نتيجة مغامراتهم ومهمة عملهم، وتقع هذه الصحفية فى غرام زميل لها وهو «عابد الفهد» أثناء وجودهما فى العراق، ويوجد معنا فى المسلسل مجموعة من الممثلين من دول عربية مختلفة لأن المسلسل يقدم من خلال وجهة نظر هؤلاء الصحفيين المراسلين من كل الدول العربية وما كان يحدث لهم أثناء الحرب على العراق، فيوجد ممثلون من لبنان والإمارات وسوريا والعراق ودول الخليج المختلفة واليمن وغيرها من الدول العربية لذلك خير وصف لهذا المسلسل هو «مسلسل عربى» لأنه بجد عربى. كيف أعددت نفسك للشخصية؟ ضحكت قبل أن تقول: لن أدعى أننى حضرت للشخصية قبلها بشهرين وقرأت كل ما كتب عن الحرب وشاهدت أفلاما مصورة فأنا لم أحضر للشخصية إطلاقا، ليس عن عمد منى ولكن لأن السيناريو عرض علىّ قبل بداية التصوير بأسبوع واحد فكان مطلوبا منى أن أقرأ السيناريو وأوافق أو أرفض خلال هذا الأسبوع وهو وقت غير كاف، لكن لأن السيناريو يهتم بأدق التفاصيل والمخرج فاهم ومتمكن من أدواته جعلنى هذا أحسم الأمر سريعا وأقبل الدور والتزم بتوجيهات المخرج، ويمكن اكتسبت روح الشخصية من الجلسات التى عقدتها مع الماجرى قبل التصوير كما أننى أعرف صحفيين كثيرين فى مصر وأعرف عن حياتهم وطبيعة عملهم الكثير وهذا بالطبع ساعدنى فى إتقان الدور. وهل تشهد الأحداث التغييرات التى طرأت على العراق بعد انتهاء فترة حكم بوش وتولى أوباما الرئاسة؟ إذا كنت تقصد أننا تأخرنا فى أن نقدم مسلسلا عن حرب العراق فهذا ليس صحيحا، لأن هناك أعمالا تقدم حتى الآن عن الحرب العالمية الثانية والناس تحب مشاهدتها، فالأهم كيف تتناول الحدث وليس قربه، وأعتقد أننا فى مسلسل «هدوء نسبى» سنحقق المعادلة ونرضى الجميع على جميع المستويات، سواء فى المادة الكتوبة أوعلى مستوى الصورة والإخراج وأيضا التمثيل. هل يتناول المسلسل قصص شخصيات حقيقية كانوا مراسلين وقت حرب العراق؟ أعتقد أن أكثر شخص يستطيع الإجابة عننن هذا السؤال هو المؤلف.. فأنا لا أعرف إن كانت الشخصيات حقيقية أم من وحى خيال المؤلف، كما أننى لا أسأل عن مدى قرب الشخصية من الواقع لأنى أمام دور جيد أمثله فقط، لكن مؤكدا أن أغلب أحداث المسلسل كانت تحدث وقت الحرب فى العراق ومن الأكيد أن هناك صحفيين كثيرين تم اعتقالهم وآخرين استشهدوا ،أو تعرضوا للأخطار والتعذيب أثناء تأديتهم مهامهم الوظيفية. المسلسل يركز على حياة الصحفيين فكيف تظهر حياة العراقيين وقت الحرب؟ المسلسل يتناول كل أحداث الحرب بشكل متوازن ويتناول حياة الصحفيين والمراسلين كما تظهر حياة العراقيين تحت وطأة الحرب.. وهل تضمنت أماكن التصوير مواقع عراقية؟ قمنا بالتصوير فى مصر فى الشوارع ومناطق مختلفة لأن بداية المسلسل ستنطلق من مصر، وصورنا بعض المشاهد على حدود العراق، وللأسف لم نستطع التصوير داخل العراق خوفا من التعرض للخطر، كما سنسافر بعد أيام إلى دمشق لنصور باقى أحداث المسلسل هناك كبديل لدخول العراق، أعتقد أن المسلسل مختلف اختلافا تاما عن باقى مسلسلات رمضان، وأقول هذا قبل أن أعرف موضوعات المسلسلات الأخرى، لأنى أثق فى شغلى جدا. وما نوع هذا الاختلاف؟ نحن مختلفون فى كل شىء سواء فى الإخراج أو فى القصة والسيناريو، أو فى اختلاف جنسيات الممثلين، فكل شىء عندنا مختلف، أما على مستوى الأحداث والتمثيل فنترك المشاهد يلاحظ هذا عندما يشاهد المسلسل ونحن واثقون أنه سيشعر بالمجهود الكبير الذى بذلناه من أجل إخراج عمل جيد. وما أصعب المشاهد التى واجهتك أثناء التصوير؟ مشاهد الانفجارات، لأن المسلسل به مشاهد أكشن كثيرة وكلها صعبة ومجهدة جدا. كيف رأيت العمل مع هذا العدد من الممثلين العرب مختلفى الجنسيات؟ مؤكد أن اجتماع هذا العدد من الممثلين يحسب للمسلسل ولقائده المخرج شوقى الماجرى، ووجود جنسيات مختلفة من الممثلين كان مهما جدا، لأن كل ممثل يمثل شخصية صحفى من بلده الأصلى، لذلك لن يكون غريبا أيضا أن كل ممثل فى العمل سيتحدث بلغة بلده، وهذا سيجعل المسلسل به الكثير من المصداقية. الكثير ربط موافقتك على مسلسل «هدوء نسبى»، ورفضك مسلسل «سنوات الحب والملح» بإصرارك على أجر مليون ونصف ما تعليقك؟ هذا ليس صحيحا بالمرة، لأنى لا أربط موافقتى على أى عمل بالأجر، وموافقتى على هدوء نسبى كان لأن موضوع المسلسل مهم جدا ومختلف، ويمثل إضافة لى كفنانة، ولكن الناس لا تترك أحدا فى حاله ويحبون التدخل فى حياة الآخرين سواء بالخير أو بالشر، وأنا أرفض هذه التدخلات، وأتمنى الحصول على أكثر من المبالغ التى تكتب فى الصحف ويصل أجرى إلى 5 ملايين جنيه، فهل هناك من يكره الحصول على فلوس أكثر. المسلسل به دماء واعتقالات وتعذيب فهل سيكون هذا مناسب لشهر رمضان الذى تتميز أعماله بالطابع الاجتماعى؟ أعتقد أن الأحداث الموجودة لن تتعارض مع شهر رمضان إذا ما أخذنا ذلك بمعنى أنه شهر الصلاة والصوم، ونحن لأننا نتحدث عن الحرب فلابد أن يكون فيها دماء وتعذيب وقتل وتشرد أطفال فمن المستحيل أن تقدم حرب بدون إظهار هذه الجوانب وإلا لن يكون للعمل مصداقية، كما أن كل هذه المشاهد الصعبة فى المسلسل مبررة، وأريد أن أسأل: هل يشترط العرض فى رمضان أن يكون العمل كوميديا أو خفيفا؟.. أعتقد أن الطبيعى هو عرض مسلسلات مهمة إلى جانب الكوميديا والمسلسلات الاجتماعية فالتنوع بين الموضوعات مطلوب، كما أن هناك أعمالا جادة كثيرة تم عرضها فى رمضان سابق مثل «رأفت الهجان»، و«ليالى الحلمية»، ورغم هذا حققت نجاحا كبيرا، وفى النهاية أنا مع العمل الجيد المحترم الذى يصلح للمشاهدة فى كل وقت وليس فقط فى رمضان ..