شهدت أسعار السكر ارتفاعا ملحوظا منذ بداية شهر رمضان، وأكد التجار والصناع أن سعر الطن ارتفع بنسبة 25% حيث بلغ 3750 جنيها بعد أن كان يباع ب2750 جنيها، مما أدى إلى زيادة سعر الكيلو إلى 3.75 جنيه بعد أن كان يباع ب3 جنيهات فقط، وأرجعوا هذه الارتفاعات إلى الزيادة فى الأسعار العالمية ونقص المخزون العالمى من السكر، مؤكدين فى الوقت نفسه عدم وجود عجز فى السكر (سواء الحر أو التموينى). وأكد حسن كامل رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر أن هذه الزيادة جاءت على عدة مراحل خلال الشهر الماضى حيث ارتفع سعر الطن من 2750 جنيها إلى 2950 جنيها ثم قفز إلى 3750 جنيها. وأرجع سبب هذا الارتفاع إلى انخفاض المخزون العالمى من السكر مما أدى إلى قلة المعروض فى السوق، وبالتالى ارتفاع الأسعار، موضحا أن البرازيل (أكبر منتج مورد فى العالم للسكر) حولت جزءا كبيرا من إنتاجها إلى الوقود الحيوى، وحدوث فيضانات كبيرة أدى إلى غرق نسبة كبيرة من محصول القصب، بالإضافة إلى حدوث عجز 10 ملايين طن سكر فى الهند التى تعتبر ثانى منتج (مورد) فى العالم بعد البرازيل. وتوقع كامل استمرار الارتفاع لمدة 10 شهور قادمة، مؤكدا فى الوقت نفسه على توافر السكر التموينى لمدة عام، وتوافر نصف مليون طن سكر (حر) لدى الشركات يكفى الاستهلاك المحلى حتى نهاية العام، متابعا أنه مع بداية العام المقبل 2010 سيتم طرح الإنتاج المحلى فى الأسواق الذى يكفى لمدة 7 شهور، ولن تحدث أزمة فى السكر لمدة عام تقريبا، لافتا النظر إلى أنه ستحدث مشكلة فى ال4 شهور الأخيرة من عام 2010 إذا لم يتم توفير الكميات المطلوبة. وأشار إلى أن حجم الاستهلاك المحلى من السكر يبلغ 2.7 مليون طن سنويا، تنتج مصر منها 1.7 مليون طن ويتم استيراد النسبة المتبقية من الخارج. والكلام نفسه أكده صلاح عبدالعزيز عضو شعبة البقالة بغرفة القاهرة التجارية قائلا إن النصف الثانى من أغسطس الماضى لم تحدث فيه أى تعاقدات لاستيراد السكر من قبل التجار على أمل انخفاض الأسعار، واتهم الحكومة بالاعتماد على القطاع الخاص فى استيراد السكر مما أدى إلى ارتفاع أسعاره بطريقة غير مبررة، مطالبا بتدخل الحكومة لضبط الأسعار حيث إن هذه الأفعال تلحق ضررا بالمستهلك، موضحا أن أسعار السكر شهدت ارتفاعات كثيرة فى أوقات متقاربة (خلال الشهر الماضى ارتفع ثلاث مرات). وأكد عبدالعزيز أن سعر الكيلو وصل عند بعض التجار إلى 4 جنيهات، موضحا أن سعر كيلو السكر (شركة الأسرة) يباع ب3.75 جنيه، وكيلو السكر شركة الذهبى يباع ب4 جنيهات، وكيلو السكر شركة زمزم يباع ب3.50 جنيه. وأكد أن بعض التجار لجأوا لحيلة للتغلب على هذه الزيادات عن طريق تخفيض حجم العبوة (كيس السكر) من كيلو (ألف جرام) إلى 900 جرام للعبوة على أن يتم بيع الكيلو بسعر 3 جنيهات، موضحا أن التجار يتفقون مع الشركات المنتجة للسكر على أن تنتج لهم عبوات ناقصة الوزن (100 جرام فى الكيلو) بحيث يصبح سعر اللفة أو «الباكت 10 كيلو» بثمن 9 كيلو أى يتم تخفيض كيلو فى كل باكت، مشيرا إلى أنهم يعتمدون على عدم وعى المستهلك وانجذابه إلى السعر الرخيص.