عزز الجيش اللبناني، اليوم الثلاثاء، انتشاره في بلدة القاع على الحدود مع سوريا غداة سلسلة من التفجيرات الانتحارية، وداهم مخيمات اللاجئين السوريين الواقعة فيها، بينما منع السوريون من التجول في بلدات عدة في المنطقة. وقال رئيس بلدية القاع، بشير مطر، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "هناك تخوف من وجود إرهابيين آخرين، لذلك تقوم وحدات من الجيش اللبناني بتمشيط المنطقة بحثا عنهم".. مضيفا "بسبب الوضع الأمني الحرج، تم تأجيل جنازة الشهداء التي كانت مرتقبة عصر اليوم لأجل غير مسمى". وفجر أربعة انتحاريين يضعون أحزمة أو يحملون حقائب متفجرات، أنفسهم، فجر الإثنين في بلدة القاع، ما تسبب بمقتل خمسة مدنيين وإصابة 15 آخرين بجروح. وقرابة الساعة العاشرة والنصف ليلا، فجر أربعة انتحاريين آخرين أنفسهم في البلدة ذاتها ما تسبب بوقوع 13 جريحا، وأثار جوا من الرعب والتوتر في البلدة. وسارع سكان فيها إلى توجيه أصابع الاتهام إلى تجمعات للاجئين السوريين موجودة في منطقة مشاريع القاع الزراعية المتاخمة للحدود. وفي سياق متصل، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن "قوة كبيرة من الجيش دخلت مشاريع القاع وباشرت عملية تفتيش واسعة في مخيمات النازحين بحثا عن أسلحة ومطلوبين". وجاء في بيان للجيش اللبناني "نفذت وحدات الجيش المنتشرة في مناطق بعلبك (القريبة من القاع) فجر اليوم سلسلة عمليات دهم شملت مخيمات النازحين السوريين في الطيبة، الحمودية، يونين، تل أبيض، الحديدية، دورس"، مشيرا إلى توقيف "103 سوريين لوجودهم داخل الأراضي اللبنانية بصورة غير شرعية". جدير بالذكر أن القاع بلدة ذات غالبية مسيحية، ويقطنها عدد كبير من العائلات السنية، لاسيما في منطقة مشاريع القاع حيث تتداخل الحدود مع الأراضي السورية. كما يوجد على أطرافها مخيمات وتجمعات عشوائية للاجئين السوريين. ويبلغ عدد هؤلاء بحسب تقديرات المسؤولين المحليين حوالى 30 ألفا، في حين لا يتجاوز عدد سكان بلدة القاع الحاليين الثلاثة آلاف. ومن جانبه، أعلن محافظ بعلبك- الهرمل (المنطقة التي تقع فيها القاع)، بشير خضر، في تصريحات لقناة المؤسسة اللبنانية للإرسال، منع تجول النازحين السوريين في بلدتي القاع ورأس بعلبك المجاورة، مؤكدا أن "الموضوع الأمني اليوم فوق كل اعتبار". وأصدرت بلدية مدينة الهرمل الواقعة شمال القاع بيانا قالت فيه "نظرا للظروف الأمنية الدقيقة نطلب من الأخوة السوريين عدم التجول في الهرمل مدة 72 ساعة".