تأثير الجماعات المتشددة لا يزال قويا بالنجوع والقرى تجديد الخطاب الدينى لا يليق بمكانة وتاريخ وثقل الأزهر داعش يتمدد بحرفية فى الفضاء الإلكترونى والأزهر يكتفى بالمشاهدة الإخوان والسلفيون اختطفوا منهج الأزهر منذ الثمانينيات قال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ومنسق الحركة الشعبية لاستقلال الأزهر، إن الجهد المبذول لتجديد الخطاب الدينى لا يتناسب مع مكانة وثقل الأزهر أو التحديات الراهنة، وطالب فى حواره ل«الشروق»، الأزهر بمنهج جديد لمواجهة أفكار بعض الجماعات المتشددة وتأثيرها على البسطاء فى القرى، إضافة إلى مواجهة خطر داعش الذى يتمدد على مواقع التواصل الاجتماعى والفضاء الإلكترونى، منتقدا التجديد بالأزهر ووصفه بأنه يدار بعقلية موظفين يضرون بالدعوة.. إلى نص الحوار: *هل يسير تجديد الخطاب الدينى بشكل مٌرض؟ هناك مجهود يبذل بالفعل لكنه ليس على مستوى التحديات الراهنة ولا يتناسب مع مكانة وثقل وتاريخ الأزهر، لذا لا يتم التجديد كما هو مرجو. * وما المطلوب ليسير التجديد بالشكل المرجو منه؟ لابد من تحديد منهجية علمية خاصة للتجديد، مع إصلاح وهيكلة داخل الأزهر، واستحداث آليات للوصول إلى الناس وسد الفراغ الذى كان يشغله رءوس الجماعات المتشددة التى مازالت موجودة فى المراكز والنجوع والقرى البعيدة عن القاهرة، وخلق آليات جديدة للتواصل مع الشباب، خاصة المحتوى الرقمى، لاسيما أن حجم ما يتم تداوله من جانب الجماعات من الأفكار الشاذة أكبر مما يتداول عن الوجه المشرق للدين، لذا لابد من نقد ذاتى وموضوعى للإشكاليات التى يمر بها التجديد، بالنسبة للإمكانيات المادية، وعلى صعيد الحضور، أو إشكالية لغة الخطاب، هل هى لغة سلسة، أم أكاديمية معقدة، فالصناعة الشرعية ثقيلة، ولابد أن تتماشى مع العصر. وهذا التدفق الرقمى للمعرفة لابد أن يقابله تدفق معرفى إسلامى وسطى، بخلق أدوات علمية جديدة، وتنشيط الفكر الإسلامى وترك حالة الركود، والاشتباك مع الأفكار المتطرفة، واستحداث وسائل تعبر عن الانتصار على التطرف، فالإسهام الدينى فى المجال الإنسانى ضعيف بشدة وبه تقصير، ولابد من حمل رسائل تصل لكل الإنسانية تعبر عن سماحة ووسطية وعظمة هذا الدين، ففى الوقت الذى دشن داعش موقعا احترافيا لجذب الناس وب 3 لغات، اختفى دور المؤسسات الدينية لتفنيد ودحض ما يروجه داعش، وتوضيح أن الإسلام ضد من يدعون للدم، وأنه يدعو لتعايش مع الآخر. لابد أن نكون صرحاء مع أنفسنا للأجيال القادمة، ماذا تركنا وماذا ترك داعش والجماعات الظلامية، فالمنتج الداعشى على الإنترنت أكثر من منتج الوسطيين. * هل الأزهر لا يعطى أهمية للتجديد ويراها مجرد حملة دعائية؟ الخطاب الدينى له 3 أسس، اللغة والفكر والآليات، وهى ليست حملة علاقات عامة للتأكيد على الريادة، وقضية التجديد ليست بالمعنى الحداثى، هى قضية إحلال الوسطية محل التشدد، وإحياء العلم، وليست كل المناهج القديمة التراثية بالية، ولكن كيف يمكن طرحها بشكل آخر مواكب للعصر. * هل الأزهر بحاجة لمراجعة مناهجه التعليمية؟ الأزهر يدرس منهجا وسطيا قائما على العقل مع النص وهو منهج معتدل، لكن المنهج تم تشويهه واختطافه من جماعات فى بداية الثمانينيات ورغبوا فى السيطرة على الأزهر، وأقصد الانتشار السلفى والإخوانى، فى مقابل تعامل مع قضية التجديد بعقلية موظفين تشكل لجانا وهو ما يضر الدعوة بشدة، ولابد من إنتاج علمى جديد، مع خلق دعاة جدد يحملون رسالة الإسلام. * كيف ترى حملات من خارج الأزهر ترى المناهج داعشية؟ محقون فى قولهم، وكانت هناك قيادات تابعة لتنظيمات، مثل يوسف القرضاوى وعبدالرحمن البر، وعمر عبدالرحمن من الجماعة الإسلامية، الأزهر لم يحدد منهجية للتجديد واختلط الحابل بالنابل، وليس كل أزهرى هو من يلبس جبة وعمامة لكن المقصود هو من يتبع منهج الأزهر الوسطى. * إذن بسقوط الإخوان أنقذ الأزهر من الأخونة؟ مشروع الأخونة سقط سياسيا ولن يعود، لكن التحدى دعويا أكبر من أية جماعة أو تنظيم، فالإسلام رسالة عالمية للجميع. * كيف ترى التقارب بين الدعوة السلفية والأزهر؟ الدعوة الدينية لا علاقة لها بالسياسة، والسلفية حزب سياسى، واقتراب الأزهر من الأحزاب خطر، والدعوة علمية فقط مجردة من الهوى السياسى، أما اللقاءات المتبادلة بين الطرفين فهى طبيعية لأن الأزهر يفتح بابه للجميع، فعمر الأزهر ألف وستون عام فى مقابل جماعات عمرها عشرات السنين فقط. * هل تؤيد توحيد الفتوى؟ قضية التخصص مهمة، الفتوى لا يقوم بها كل من هب ودب، ولابد أن يكون الأمر بحكمة وحياد، وعلينا مراجعة وتقدير كبار العلماء فى مصر وأتمنى أن يعاملون كالسفراء وكبار السياسيين. * كيف يمكن تنقية كتب الحديث والتراث الإسلامى؟ هذا علم يسمى علم الدخيل، وأود أن يكون هناك تكثيف لهذا العلم، ونحن لدينا علوم خاصة بذلك كثيرة سواء علوم السٌنة أو التفسير. * كيف يواجه الأزهر الإلحاد؟ منهجنا يقوم على العقل بدون صدام، لكن القضية الأبرز هى التطرف والإلحاد من جانبين فضررهما واحد ويعيش كلا منهما على الآخر، ولابد من مناظرات عقلية بمنهجية.