طلاب جامعة حلوان يشاركون في ورشة عمل بأكاديمية الشرطة    للراغبين لمسابقة ال 18 ألف معلم، إحذر الوقوع في تلك الأخطاء أثناء التقديم    رئيس الوفد: نرفض أي عدوان إسرائيلي على رفح الفلسطينية    «بحوث القوات المسلحة» توقع بروتوكولًا مع «المراكز والمعاهد والهيئات البحثية بالتعليم العالي»    وزارة العمل تعلن الأحد والإثنين المقبلين عطلة رسمية بمناسبة شم النسيم وعيد العمال    شعبة الأدوات الصحية: 75% من القطاع تصنيع محلي وهذا نجاح لمبادرة توطين الصناعة    «التموين» تدرس تحفيز التجار عند نقل القمح من مواقع الحصاد البعيدة    أرخص 40 جنيها عن السوق.. صرف الرنجة على بطاقة التموين بسعر مخفض    اعتقال نتنياهو!    رئيس وزراء الأردن يحذر: أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية ستؤدي إلى تفاقم معاناة غزة    "شكري" يشارك في فعالية القادة الاقتصاديين العالميين حول تعزيز الأمن والنمو العالميين    سيناتور أمريكي: مصداقيتنا علي المحك بسبب الحرب في غزة    تعادل بولونيا وأودينيزي 1/1 في الدوري الإيطالي    الدوري الإنجليزي، تعادل سلبي بين مانشستر سيتي ونوتنجهام بعد 15 دقيقة    حصيلة منتخب الجودو في البطولة الأفريقية القاهرة 2024    نشوب حريق داخل مصنع فى مدينة 6 أكتوبر    أسباب منع عرض مسلسل الحشاشين في إيران    أغلى 5 فساتين ارتدتها فنانات على الشاشة.. إطلالة ياسمين عبد العزيز تخطت 125 ألف جنيه    بحضور محافظ مطروح.. قصور الثقافة تختتم ملتقى "أهل مصر" للفتيات    «أبو الهول» شاهد على زواج أثرياء العالم.. 4 حفلات أسطورية في حضن الأهرامات    انعقاد المجلس التنفيذى لفرع الشرقية للتأمين الصحى    «الرعاية الصحية» تستعرض أهمية الشراكة مع القطاع الخاص وخارطة طريق الفترة المقبلة    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد مستوى الخدمات المقدمة للمرضى بمستشفى أبوكبير    بشار الأسد يؤكد ضرورة تعزيز التضامن العربي والعمل المشترك لتحقيق الاستقرار في المنطقة    جون أنطوي يقود هجوم دريمز الغاني لمواجهة الزمالك بالكونفدرالية    رضا حجازي: زيادة الإقبال على مدارس التعليم الفني بمجاميع أكبر من العام    الإعدام لعامل قتل شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة بواسطة كمبروسر هواء    الرئيس العراقي خلال استقباله وزير الري: تحديات المياه تتشابه في مصر والعراق    عاجل| البيت الأبيض: إسرائيل طمأنت واشنطن بأنها لن تدخل رفح الفلسطينية حتى يتسنى لنا طرح رؤانا ومخاوفنا    وزير بريطاني يقدر 450 ألف ضحية روسية في صراع أوكرانيا    إيقاف تشابي ألونسو مباراة واحدة    نشرة في دقيقة | الرئيس السيسي يتوسط صورة تذكارية عقب افتتاحه مركز الحوسبة السحابية الحكومية    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    منتخب مصر يرفع رصيده ل 8 ميداليات في ختام بطولة مراكش الدولية لألعاب القوى البارالمبي    حجازي: مشاركة أصحاب الأعمال والصناعة والبنوك أحد أسباب نجاح التعليم الفني    لحيازتهما كمية من الهيروين.. التحقيق مع تاجري الكيف في الشروق    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    مساعد وزير الصحة: انخفاض نسب اكتشاف الحالات المتأخرة بسرطان الكبد إلى 14%    تأجيل محاكمة المتهمين في عملية استبدال أحد أحراز قضية    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    الليلة .. سامى مغاورى مع لميس الحديدى للحديث عن آخر أعماله الفنية فى رمضان    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    الأرصاد الجوية تعلن حالة الطقس المتوقعة اليوم وحتى الجمعة 3 مايو 2024    أعاني التقطيع في الصلاة ولا أعرف كم عليا لأقضيه فما الحكم؟.. اجبرها بهذا الأمر    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    أفضل أوقات الصلاة على النبي وصيغتها لتفريج الكرب.. 10 مواطن لا تغفل عنها    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    ضبط 4.5 طن فسيخ وملوحة مجهولة المصدر بالقليوبية    مطران دشنا يترأس قداس أحد الشعانين (صور)    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    «فوبيا» تمنع نجيب محفوظ من استلام «نوبل»    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    غدًا.. تطوير أسطول النقل البحري وصناعة السفن على مائدة لجان الشيوخ    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    حسام البدري: أنا أفضل من موسيماني وفايلر.. وكيروش فشل مع مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما تمطر السماء مبادرات للسلام
نشر في الشروق الجديد يوم 14 - 06 - 2016

معذور المراقب المتابع لأحوال العالم العربى إن لاحظ أنه يبدو وكأن السماء – فجأة – تمطر العديد من مبادرات السلام على المنطقة (سوريا، واليمن، وليبيا، ولبنان، وفلسطين).
لماذا يحدث ذلك؟ وما هى القواسم المشتركة بين الأزمات العربية والمبادرات الدولية؟ وما هى فرص نجاح مساعى السلام؟
أول ملاحظة هى أن النزاعات المتعددة فى المنطقة قد طال مداها، واتسعت آثارها على البشر والحجر، وأرهق أطرافها، وتسربت قناعات لدى القيادات المتنازعة بأنها لن تبلغ أقصى أهدافها وبالتالى تولد لديها قدر جديد من الواقعية والانفتاح على الانخراط فى مبادرات للسلام ولو على سبيل استكشاف البدائل وإتاحة الوقت لاستراحة محاربين.
هناك عامل آخر يبدو أنه يحرك مواقف الأطراف الإقليمية والدولية. ذلك أن تشابكات عصر العولمة قد خلقت آليات لمصالح مشتركة، كما يوجد ادراك لمخاطر جادة تحيط بتصاعد الاحتكاكات بين الدول المساندة للأطراف المحلية: فالولايات المتحدة وروسيا يريدان تفادى صدام مباشر بينهما ولو عن طريق الصدفة، وإيران وتركيا تتشاركان فى مصالح حول الطاقة وأنابيب البترول والغاز ومواجهة صعود الأكراد، ناهيك عن وجود شعور مشترك بصعوبة التفاعل مع البحر العربى من حولهما.
الدول الخمس دائمة العضوية ومعها أوروبا واليابان تتطلع إلى السوق الإيرانية وتفتح الباب لإعادة دمج طهران فى المجتمع الدولى سياسيا واقتصاديا.
العامل الثالث هو تأثير الأمم المتحدة. فرغم تهميش دور المنظمة الدولية فى كثير من النزاعات المعاصرة إلا أنها تظل مصدرا لعدد كبير من القرارات والإجراءات والتقارير والاجتماعات والمراقبين وقوات حفظ السلام والمبعوثين.
وكل ذلك يولد عناصر تحدد مرجعيات للحلول الممكنة، ويطرح آليات للتعامل مع أطراف النزاعات بما فى ذلك الوساطة والعزل والعقوبات وشرعنة التدخل المباشر ومحاسبة المسئولين. وهكذا فليس من قبيل الصدفة أن نجد العديد من الممثلين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة يتولون عمليات الوساطة: دى مستورا فى سوريا، كوبلر فى ليبيا، الشيخ فى اليمن، الخ.
***
يمكن التوقف على هامش هذا التحليل للتأمل فى عجائب الموقف العربى من نزاعات المنطقة. فلا نحتاج لكثير من البصيرة لكى نرصد تواضع الدور العربى فى محاولات تجنب وتهدئة وحل النزاعات سواء تحدثنا عن دور جامعة الدول العربية، أو ما تقوم به الدول العربية المهمة منفردة، بل ما تمارسه منظمات المجتمع المدنى من مراكز الأبحاث ومجالس الشئون الخارجية وهيئات الإغاثة.
الهامش الآخر يتعلق بالدراسات التى تناولت الحروب الأهلية وعمليات التمرد والثورة حول العالم على مدى المائتى عام الماضية حيث تشير إلى أن متوسط المدة الزمنية التى تستغرقها هذه العمليات فى العصر الحالى هى نحو عشر سنوات وهو ضعف ما كانت تستغرقه قبل عام 1945.
غير أن السؤال يبقى عن أسباب تعقد وطول المدى الزمنى لمبادرات السلام مع تعثرها بل فشلها فى أحيان كثيرة.
الواقع أنه يبدو أن طبيعة النزاعات فى المنطقة العربية قد أخذت طابعا معقدا لا يسهل عملية التفاوض وإيجاد حلول وسط ترضى الأطراف. فمع سقوط النظم التسلطية تجنح الجماعات الفرعية إلى تأكيد هويتها والدفاع عن مصالحها ازاء الجماعات الأخرى مع بروز خطوط للتقسيم ترتبط بالديانة أو المعتقد أو القبيلة أو المنطقة الجغرافية.
ومع الاحتكام للسلاح بحثت كل مجموعة عن حلفاء محليين وإقليميين ودوليين. ففى سوريا مثلا كان من الطبيعى أن تنظر عدة أقليات إلى نظام البعث على أنه درع يحميها من الموجة الاسلامية المعارضة وبالمثل سعى أكراد العراق إلى الحصول على دعم اقليمى ودولى لمواجهة نظام صدام السنى، وفى ليبيا تحالفت قبيلة القذافى (القذاذفة) مع تنظيم «داعش».
العامل الآخر الذى يتسبب فى إطالة زمن الحروب واحباط محاولات السلام هو أن النزاعات كثيرا ما تولد أسباب استمرارها. فالقيادات تعرف أن القبول بالسلام قد يعنى تخليها عن السلطة، والقوى الاقليمية تربط مواقفها بالحصول على تنازلات من الأطراف المناوئة فى قضايا اخرى، وهناك جماعات وأفراد يستفيدون من استمرار النزاع وصفقات السلاح والتموين وحالة الفوضى.
ومع ذلك تبدو القضية الفلسطينية عصية على هذه التحليلات وكأنها غير خاضعة لقواعد الصراعات والنزاعات الأخرى فى المنطقة.
هنا لا نجد دورا للامم المتحدة الا على استحياء (حتى أنه قيل إنها فرقة النظافة التى تعمل بعد كل حرب تشنها إسرائيل).
هنا طرف يملك تفوقا عسكريا كاسحا ويستغله فى ضرب الحائط بالقانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة ولا يعنى الا قليلا بمواقف «الرأى العام الدولى» أو حتى بمواقف الدول الحليفة له. هنا ممارسة لسياسات الاستعمار والضم رغم توارى زمن الامبراطوريات والمستعمرات.
ومع ذلك نجد قواسم مشتركة بين هذا الصراع والنزاعات الاخرى فى المنطقة: الامتداد الزمنى والتمدد الجغرافى وجذب أطراف إقليمية ودولية وسوء الادارة العربية للمواجهة والآثار الانسانية المرعبة. هناك أيضا ظاهرة تدويل النزاعات فهذه فرنسا تطرح مبادرة للحل وهذه سويسرا تعقد مؤتمرا دوليا لمعالجة علاقات فتح وحماس.
***
إذن هناك عوامل تفسر تلاحق مبادرات السلام على المنطقة، كما أن هناك عوامل مناوئة تعيق هذه الجهود وتدفع لاطالة زمن النزاعات.
وبعيدا عن اكتساح أحد الاطراف المتنازعة لخصومه (وهو ما يبدو مستبعدا فى ضوء تجربة الماضى القريب)، يبقى احتمال استنتزاف قوة الأطراف المتحاربة وتولد الرغبة للخروج من نفق المواجهة، كما يوجد بديل ظهور توافقات دولية تسعى لفرض ارادتها على الاطراف المحلية رغم صعوبة تحقق هذا السيناريو. وبخلاف هذه الاحتمالات الثلاثة يمكن تصور امتداد النزاعات لخمسة أعوام أخرى على الاقل، كما تتنبأ الدراسات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.