هاجم يونس مخيون رئيس حزب النور، طريقة اختيار وزير التربية والتعليم في مصر، قائلا: "وجدنا من يجلس على كرسي الوزارة من لا علاقة له لا بالتربية ولا بالتعليم". وقال مخيون، فى بيان مطول له عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، بعنوان «التعليم وتقدم الأمم»: "كل وزير له سياسة، وكل وزير له رؤية تنتهى بانتهاء ولايته، ويأتي من بعده بتجربة فاشلة أخرى في مجال لا يحتمل التجربة والفشل". وأضاف أن "معيار الاختيار في جميع المراكز والمناصب هو الولاء وليس الكفاءة، وهذا هو طريق الانهيار.. إن رقي الأمم وتقدمها يقاس بمستوى التعليم فيها، فإنك تستطيع أن تقيم مدى تقدم البلاد والمجتمعات من خلال تقييم المنظومة التعليمية، فالمؤسسات التعليمية هي المحاضن التي يتربى فيها الأبناء والنشء على معاني الانتماء في المجتمع، وكذلك إمداد المجتمع بكل ما يحتاجه من الكفاءات والمهارات في كل التخصصات والمجالات". ووفقا للبيان: "إذا ألقينا نظرة على التعليم في مصر فلا يختلف اثنان على أن التعليم تعرض لانتكاسة عظيمة وأصبح الفشل عنوانه، وهذا الفشل بدأ منذ عقود طويلة مع فقدان الرؤية وانعدام التخطيط عندما ابتلينا بالحاكم الفرد والحكم الشمولي الذي اختزل كل مؤسسات الدولة بل الدولة نفسها في شخص الحاكم، وانزوى دور المؤسسات، وحلت العشوائية محل المؤسسية، واستبعاد أهل الخبرة والكفاءة وتقريب أهل الثقة، وسند الأمر لغير أهله". وتابع مخيون: "لا توجد سياسة واضحة ثابتة محددة المعالم يسير عليها كل من يتبوأ منصب الوزير، وهذه العشوائية لم تكن في التعليم فحسب بل في كل المجالات حتى أصبحنا صفرا في كل شيء حتى فى اللعب والكرة". ولفت إلى أن "العملية التعليمية تقوم على أربع ركائز: المعلم، والطالب، والمناهج، والأبنية والوسائل التعليمية، وأما المدرسون والطلاب فقد هجروا دور التعليم وانتقلوا إلى مراكز الدروس الخصوصية، ولم يعد هناك تعليم بالمدارس، وانحصر دور المدرسة فى حجز مكان امتحان للطالب، وما زلنا نعيش أكذوبة مجانية التعليم". وتابع: "افتقدنا المدرس المؤهل القدوة الذي يكفيه مرتبه بحيث لا يمد يده للطالب، وأصبحت العلاقة بين المدرس والطالب علاقة مادية تجارية، وافتقدت الجانب التربوي تماما، علاقة بيزنس، وانتهت علاقة التوقير والاحترام والتبجيل للمعلم فى عصر مدرسة المشاغبين، ونسمع عن انحرافات أخلاقية وسلوكية فى المدارس والجامعات يشيب لها الولدان.. أما المناهج فهي حشو في حشو، تعتمد على الحفظ وتقتل المواهب وتقضي على الإبداع، ومناهج عقيمة تحتاج إلى تغيير شامل ينمي في التلميذ والطالب ملكة الابتكار وتحثه على الإبداع". واختتم البيان قائلا إن "ظاهرة تسريب الامتحانات هي عرض لمرض عضال، يضرب بجذوره في جسد الوطن، وإذا فسد التعليم فكيف يرجى صلاح أو إصلاح، ودور مؤسسات التعليم للأسف أصبح سلبيا في المجتمع، تهدم ولا تبنى، والمشروع القومي الذي ينبغي صرف الاهتمام إليه والالتفاف حوله وتسخير كل الإمكانات لإنجاحه هو مشروع التعليم، وبدون إصلاح التعليم لا يرجى إصلاح، فبناء البشر قبل بناء الحجر، وصلاح الإنسان قبل إصلاح البنيان".