«بالنسبة لى الأجرة هى هى.. وخليها على الله»، هكذا عبر عم عرفة عن وجهة نظره فى سلوك أصحاب التاكسى القديم، مضيفا أن السائق عندما يكون «معقولا فى حساب الزبائن بيكسب زبون قد يطلبه بعدها للعمل معه». كانت وزارة المالية قد حددت تعريفة تشغيل التاكسى الجديد ب2.50 جنيه لفتح العداد وأول كيلو متر، ثم 1.25 جنيه لكل كيلو متر. قد ترجع نظرية عم عرفة إلى أنه فى الأصل سائق أوتوبيس بهيئة النقل العام، ويعمل على إحدى السيارات الأجرة التى يملكها آخر ليلا بهدف زيادة الدخل، حيث يحصل من عمله الأصلى على 700 جنيه بحد أقصى بعد إضافة الحوافز، بينما تصل حصيلته من التاكسى الذى يعمل عليه 4 ساعات فقط فى اليوم ما بين 25 و35 جنيها ويحصل صاحب السيارة على 70 جنيها. يبدأ عم عرفة الذى لديه أربعة أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة يومه فى الساعة الرابعة صباحا، حيث يتوجه إلى جراج هيئة النقل العام لتسلم الأوتوبيس الذى يعمل عليه حتى الساعة الثانية والنصف ظهرا، وبعدها يتوجه إلى صاحب السيارة التى يعمل عليها ليأخذها ويتناول طعام الغداء فى المنزل قبل أن ينزل إلى الشارع ليبدأ دورة العمل على التاكسى الذى لا يستطيع قيادته لفترة طويلة بسبب قيادته للأوتوبيس لنحو 10 ساعات يوميا. ظروف عمل عم عرفة تجعله حريصا أثناء قيادة التاكسى حتى لا يتعرض لسحب رخصة القيادة، لأنه فى هذه الحالة سيتم وقفه عن عمله الأساسى فى هيئة النقل العام وهو ما يعتبره مشكلة حقيقية له. وحول الإقبال على التاكسى القديم والجديد يقول عم عرفة: إن لكل نوع زبونه «وإن كان التاكسى الجديد غالب أكثر لكن القديم مازال له زبونه». ويحكى عن تعرضه لموقف بسبب تفضيل البعض للتاكسى القديم، فبعد أن أوقفته مجموعة من الفتيات ووافق على توصيلهن وقبل أن يدخلن للسيارة فوجئ بهن يعتذرن له بعد أن لمحن سيارة تاكسى جديدة. ويبرر عم عرفة هذا التصرف بأن السيارة الجديدة تكون أفضل من القديمة التى قد تتعرض للتعطل أو ارتفاع حرارة الموتور «لكن الجديدة راكبها عارف إنه سيصل مشواره بدون مشاكل». ويهدف مشروع إحلال التاكسيات القديمة واستبدالها بموديلات جديدة، والذى تنفذه وزارة المالية بالتعاون مع وزارات البيئة والداخلية والتنمية المحلية، للحد من تلوث الهواء من عوادم السيارات القديمة والارتقاء بمستوى خدمات نقل الركاب، وتحقيق انسياب مرورى بمنطقة القاهرة الكبرى، بالإضافة إلى رفع مستوى دخل سائقى التاكسى الجديد. ويستهدف المشروع نحو 34 ألف سيارة تاكسى مضى على تصنيعها أكثر من 30 عاما، بالاتفاق مع 5 شركات منتجة للسيارات لتوفير السيارات المطلوبة. السيارة التى يعمل عليها عم عرفة تنطبق عليها شروط مشروع إحلال التاكسى القديم، لذلك تقدم صاحبها لتجديدها والحصول على سيارة حديثة «البيضاء» وتم وضعه فى قائمة الانتظار. ويؤكد عم عرفة أنه حتى عندما يعمل على السيارة الحديثة ذات الأجرة المحددة فإنه لن يطلب من الركاب سوى ما يوافقون على دفعه حتى لو كان أقل مما يظهر فى العداد. كما يرى أن العمل على السيارة الجديدة أوفر لصاحبها، خاصة إذا كانت تعمل بالغاز الطبيعى فلن يضطر لدفع أكثر من أربعة جنيهات لملئها، كما أن العمل بالبنزين يتكلف ما بين 15 إلى 20 جنيها. يتمنى عم عرفة أن يشترى التاكسى الخاص به، حيث يقول إنه «هايسنده جامد» فلو عمل عليه 10 ساعات يوميا مثلا قد تصل الحصيلة إلى أكثر من 100 جنيه وهو ما يراه مبلغا جيدا.