منذ أول مباراة بينهما في 28 أبريل عام 1894 على ملعب ليفربول الذي فاز على مانشستر يونايتد والأخير تحت مسمى (نيوتن هيث)، وديربي الشمال يُصبح رويدًا المباراة رقم 1 في بلاد مهد كرة القدم، إلى أن أصبح كذلك بالفعل منذ عقود طويلة، كيف لا وهي تجمع بين أكثر ناديين حققا الألقاب في إنجلترا. مواجهة دائمًا لا تخضع لأي مقاييس، الصراع على أشده على المستوى التاريخي، والعداوة لا توصف بين جمهور الفريقين، لا توجد أي حميمية أو مودة بينهما، هذا ليس بسبب التنافس الرياضي فحسب، بل لأسباب أخرى اقتصادية بين المدينتين، لذلك سنكون على موعد مع قمة مرتقبة يحتضنها معقل مانشستر يونايتد «الأولد ترافورد»، لكن دعونا نتحدث عن بعض النقاط قبل هذا الديربي المرتقب. مانشستر يونايتد صاحب البناء المرصوص يبحث عن فوزه السادس على التوالي، في حين يُعاني ليفربول الأمرين، بنتائجه السلبية في الدوري، وخروجه مؤخرًا من بطولة دوري أبطال أوروبا. تابِع @MahmoudAbdo88 مشكلة ليفربول الحقيقية مشكلة ليفربول الصارخة هذا الموسم، هو افتقاره للأهداف، وهذا بعد أن خسر خدمات هدافه الأول لويس سواريز بالبيع، وهدافه الثاني دانيال ستوريدج بالأصابة، وعدم نجاح الثنائي ماريو بالوتيلي وريكي لامبرت في تعويضهما. في هذا الوقت من الموسم الماضي سجل ليفربول 30 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، أما الآن فلم يُسجل سوى 19، ومن بين الأهداف ال101 التي سجلها الموسم الماضي، سجل سواريز وستوريدج معًا 53 هدفًا، مقابل 12 للقائد ستيفن جيراد. هذا لا يُعني أن ليفربول كان مثاليًا في الموسم الماضي، ليفربول كان دون المتوسط في الكثير من المباريات، لكنه كان يمتلك سواريز الذي كان حاسمًا وجلب الكثير النقاط بأهدافه الحاسمة. تغير فلسفة ليفربول في الموسم الماضي ليفربول كان يلعب كرة قدم هجومية، كثيرًا ما كان يحسم المباريات في أول 20 دقيقة، ويُحقق نتائج قياسية، مثل الفوز 5/1 على نورويتش سيتي والفوز 4/1 على ويستهام، والفوز 5/0 على توتنهام، وحتى فوزه 3/0 على مانشستر يونايتد في أولد ترافورد، حيث كان متقدمًا 2/0 في وقت مبكر جدًا من الشوط الثاني. دعونا نأخذ مثالاً أكثر واقعية، في المباراة الأخيرة ليلة الثلاثاء أمام بازل، ورغم أن ليفربول كان بحاجة إلى الفوز، اعتمد المدرب برندان رودجرز على مهاجم واحد، ولاعب وسط مهاجم حقيقي واحد وستيفن جيرارد، الذي لم يعد هو جيرارد الذي نعرفه، في حين جلس فيليب كوتينيو، وآدم لالانا وماركوفيتش مع فابيو بوريني على مقاعد البدلاء، رودجرز وبغرابة لعب بحذر بشكل مفرط، وهو ما أنتج بدوره أداءً حذرا بشكل مفرط! تجارب فان خال مستمرة سعى فان خال في محاولته للحد من فاعلية ساوثامبتون، بالعودة لطريقة 5/3/2 والتي استخدمها بنجاح في كأس العالم مع هولندا، لكن هذه الطريقة جاءت بنتائج عكسية تمامًا مع اليونايتد الذي لم ينجح لاعبوه في تمرير الكرة بنفس الطريقة كما حدث في الأسابيع الأخيرة، لذلك من المرجح أن يعود فان خال لطريقة 4/1/4/1 أمام ليفربول. صحيح أن أشلي يونج تألق في مركز الظهير الأيسر أمام آرسنال، لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال الاعتماد عليه في هذا المركز، خصوصًا بعد الأداء الذي قدمه أمام ساوثامبتون، يونج يجد صعوبة بالغة في الأمور الدفاعية، لذلك على فان خال الاعتماد على ماركوس روخو في مركز الظهير الأيسر، واللعب بجوني إيفانز وماكنير في قلب الدفاع. أهم ورقة لفان خال إذا ما لجأ للرسم التكتيكي 4/1/41 هو واين روني، الأخير لم يقدم المردود المنتظر أمام ساوثامبتون، لكنه قد يكون هو المفتاح لإيطال ليفربول في خط الوسط، والسماح لأنخيل دي ماريا في دعم روبين فان بيرسي في خط الهجوم، إذا ما شارك الجناح الأرجنتيني. توهج فان بيرسي ودي خيا في الأشهر القليلة الأولى من الموسم، لم يقدم المهاجم الهولندي روبين فان بيرسي المردود المتاظر، الأمور تبدلت الآن، لديه ثلاثة أهداف في المباريات الثلاث الماضية، بما في ذلك هدفين والتسديدات الثلاث الوحيدة لمانشستر على المرمى أمام ساوثامبتون يوم الأثنين الماضي. بكل تأكيد إذا كان فان بيرسي في أفضل حالاته، فلا يمكن لليفربول أن يوقفه، خصوصًا في ظل الهشاشة الدفاعية التي يُعاني منها الريدز، من كثرة التغييرات من جانب رودجرز، والمردود المخيب الذي يُقدمه المدافع ديان لوفرين. الأمر نفسه بالنسبة لدي خيا، الذي أثبت أنه حارس من الطراز العالمي، ذكر جماهير مانشستر يونايتد بالأسطورة بيتر شمايكل، بفضل المستويات الخارقة التي يُقدمها، حيث أكد مقولة أن الحارس نصف الفريق في الكثير من المباريات، بفضل انقاذاتها الخرافية في العديد من المباريات وبالأخص مباراتي تشيلسي وآرسنال. هل يستغل رودجرز ضعف خبرة دفاع اليونايتد؟ هل يلعب رودجرز بتشكلة أكثر جرأة من تلك التي لعب بها أمام بازل؟ الإجابة عن رودجرز نفسه، الذي عليه محاولة الاستفادة من الدفاع عديم الخبرة لمانشستر يونايتد، بوضع أهم عناصره في خط الهجوم، وعدم اللعب بتحفظ كما فعل أمام بازل. الورقة الأهم بالنسبة لرودجرز هو نجمه الأول رحيم ستيرلينج، الذي لفت الأنظار في موسم ليفربول المخيب، ستيرلينج لاعب سريع ومهاري وقادر على استغلال الأطراف بشكل جيد، وقد تكون هناك ثغرة في دفاعات مانشستر يونايتد قد يستغلها ستيرلينج إذا ما واصل فان خال اللعب بأشلي يونج في مركز الظهير. تواصل مع محمود عبد الرحمن رئيس قسم الدوري الإنجليزي الممتاز على فيسبوك على تويتر
