بوابة القاهرة حاول ملوك مصر على مدار التاريخ أن يسيطروا أو يستميلوا علماء الأزهر، إلى صفوفهم فى الشئون السياسية.. ونجحوا أحيانا وفشلوا كثيرا. وعندما جاء الانقلاب العسكرى عام 1952 على الملك فاروق ،وتولى العسكر حكم مصر على مدار ستين عاما تمكنوا من اخضاع الازهر لأهوائهم فى كثير من المواقف سواء عن خوف أو حرص على منصب ومال وممتلكات.. ومع تولى حسنى مبارك السلطة، تحولت الأمور من تخويف وترويع شيخ وعلماء الأزهر إلى عملية ترغيب بالغة الخبث بقدر هائل من الأموال والمناصب والمميزات والهدايا والرحلات فى عملية استقطاب شيطانية لرجال الدين. وفى طريق نظام مبارك لتجهيز شيخ أزهر شديد الولاء له بدأت عملية إدخاله الى السياسة.. سمعنا وشاهدنا الشيخ السابق للأزهر سيد طنطاوى فى كل خطابات واحتفالات ومناسبات مبارك العسكرية والاجتماعية.. وكشف شيخ الأزهر السابق عن ولاء واضح لمبارك وسياساته ،لكن دون تدخل مباشر فى الشأن السياسي. الأمر تغير تماما مع وفاة طنطاوى واستبداله بالشيخ الحالى أحمد الطيب.. وهو رجل سياسة كامل الأركان وعمل عضوا فى لجنة السياسات التابعة للحزب الوطنى تحت رئاسة حسنى مبارك.. ومارس الطيب دعما سياسيا بغطاء دينى لمبارك ونظامها اللصوصي والقمعى بلا خجل أو مواربة، بل وطوع الدين الاسلامى لتبرير قراراته وأفعاله وشطحاته. وفى ثورة 25 يناير 2011 خرج احمد الطيب بأسوأ فتوى فى تاريخ الأزهر معلنا حرمانية الخروج على حكم مبارك فى الإسلام.. وطالب المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم وترك مبارك ونظامه فى مواقعهم غير عابئ بثورة الشعب العظيم. وبعد نجاح الثورة واسقاط مبارك وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة شئون البلاد، كرر المشير طنطاوى نهج مبارك فى الاعتماد على شيخ الأزهر لتمرير العديد من القرارات القمعية والمواقف السلبية.. وحرص الإعلام الفاسد الداعم لمبارك والعسكر على تبييض صورة أحمد الطيب تحت شعار (الأزهر خط احمر).. وكشف الطيب مجددا خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية عن عدائه السافر للتيارات الاسلامية وانحيازه الصارخ لنظام مبارك الكامن ودولة العسكر.. ولم يخف الطيب معارضته للرئيس محمد مرسي فى كل المواقف، بل ورفض الكثير من دعواته ومبادراته وقراراته بشكل بالغ التزمت والعدائية.. ومعها ارتفعت أصوات الاعلام الفاسد لوضع أحمد الطيب فى مكانة الرسل والانبياء. الموقف الأحقر فى تاريخ الأزهر الشريف كان على يدى أحمد الطيب فى 3 يوليو بدعمه للانقلاب العسكرى، وتواجده مع بابا الكنيسة ضمن العصابة التى نفذت المؤامرة الدنيئة.. ورفض بعدها الرضوخ لنداءات مستشاريه وزملائه وعلى رأسهم حسن الشافعى ويوسف القرضاوى.. ولم يعبأ بالتيار الغالب من علماء الأزهر الشرفاء الذين طالبوه بالتراجع أو الاستقالة.. وتوالت بعده المواقف الحقيرة من أكبر مؤسسة اسلامية فى العالم، سواء بعدم إدانة المذابح المتتالية من الجيش والشرطة لمئات المسلمين الأبرياء.. أو غض النظر عن عشرات الملايين من المسلمين الموجودين فى الشوارع والملايين ، للمطالبة بإعادة الشرعية والرئيس مرسي وتطبيق الشريعة. واليوم يتكلم شيخ الأزهر أحمد الطيب (دمية مبارك والعسكر) عن مبادرات جديدة لحل الازمة. مبادراتك لن تجد آذانا صاغية، الا عند الأقباط المتعصبين والصهاينة والانقلابيين. الأزهر الصرح صار دمية. وبئس المصير.