بعنوان فين مناخيري متستعجبوش يا جماعة من العنوان ده .. علشان ده حصل بالفعل و هقولكم الحكاية من طقطق لسلامو عليكو. اتصلت بصاحبتي ميادة علشان نتفسح سوا بمناسبة عيد الربيع في رشيد .. طبعا الكل عارف حلاوة رشيد و أهل رشيد كمان .. دخلنا أولها شمينا ريحة البرتقال و الفاكهة اللي ترد الروح. طبعا بما أني فلاحة الأصل و اعرف الرشايدة و الجناين بتاعتها قمت قايلها كلمتين حلوين عنها متقولوش شعر محلى بالعسل الأبيض يااا نااااس! الكلام ده كان الصبح بدري و اخترنا مكان روعة قريب من النيل و بين الخضرة .. من الآخر تحفة بجد. وفطرنا و ركبنا مركب لمدة نص ساعة و رجعنا قبل الشمس ما تآكلنا.. و شوية كده شميت ريحة مش و لا بد قمت أفتش في الشنطة و حوالينا .. لكن مفيش حاجة تدل على الريحة .. و شوية لقيت ميادة برضه قايمة تشمشم في الشنط و رمت بقية الأكل اللي في الأصل أكل بيتي .. بصراحة الموضوع ده خلاني أقوم أعمل جولة و أمشط المكان حوالينا .. و على بعد الشوف كده شفت واحدة ست بتغسل خس من مية النيل و كان شكل الخس يشرح النفس .. و نفسي راحت عليه .. قلت ف عقل بالي : مفهاش حاحة لو رحت طلبت منها خساية و لو حتى أشتريها منها. و يا دوب قبل ما أقرب منها بخمس أمتار كده شميت نفس الريحة اللي خلتني أقوم أفتش عن مصدرها.. المهم يا سادة يا كرام .. حاولت و قاومت لحد ما أوصل لحد عندها و شفت كارثة مجسدة على ورقة جرنال .. و جنبها بصل و لمون و عيش بلدي من اللي قلبكم يحبه. و لسة بسألها : _ إيه اللي في الجرنال ده و ريحته قالبة الدنيا كده؟! قامت مشمرة كمامها و مدت إيدها على الجرنال و قامت شادة منه حاجة كده .. و دستها في كيس بلاستك و قالتي : _ بالهنا و الشفا يا حاجة و كل سنة و أنت طيبة. و قبل ما أمسك الكيس راسي دارت و نفسي موعت و خلااااص هرجع اللي في معدتي كله.. سألتها: _ إيه ده و إيه مناسبته؟! _ فضلك خيرك فسيخ .. كل شم نسيم و أنت طيبة _ هو ده اللي اسمه فسيخ ؟! _ و مش أي فسيخ .. ده عمايل إديا و حياة عنيا. مش فاكرة بعدها اللي حصل غير أني فقت لقيت ميادة بترش عليا برفن مع أنه فرنسي الأصل ياااا دوب حوق فيا.. و الست إياها بتقول : _ إيوة رشي عليها كالونيا شكلها كده ست ألفرانكا خالص مالهاش ف الفسيخ و اللذي منه. بصيت ل ميادة و سألتها : _ أنتي شامه االي أنا شماه ده؟ و لا ده كابوس؟ _ قومي فوقي بقه خلينا نمشي من هنا بسرعة. و فجأة كده بقيت مش شامة حاجة خالص .. و قمت قعدت و كمان شربت حاجة ساقعة . لقيت صاحبتي بتبص ليا باستغراب و تسألني أنا إزاي مش شامة حاجة و متحملة الريحة دي و بتستعجلني علشان نمشي. طاوعتها و احنا ف السكة قابلنا عربية بنسابق عربيتنا في الجري .. لحد ما خبطت ف شجرة.. نزلنا نشوفها و نطمن على اللي فيها . الحمد لله جات سليمة .. و كلام بيجيب كلام كده لقينا صاحبها دكتور و بيهرب من بيته المطل على الحديقة من ريحة الفسيخ. قعدنا نضحك .. و استغلت ميادة أنه دكتور و سألته عن سبب أني مش شامة أي ريحة. قام سألني: _ مناخيرك فين يا سالمة هانم؟ فجأة مديت إيدي على وشي و صرخت .. فين مناخيري؟! ضحكوا عليا و قام فسر الموضوع بأني عندي صدمة في حاسة الشم بسبب الإنفعالات و رفضي للريحة بنسبة 100%. قربنا نوصل الإسكندرية و لقيت تليفوني بيرن.. و رديت لقيت الدكتور بيسألني فين مناخيرك و هو هيموت على نفسه من الضحك حطيت إيدي عليها و قلت له . بخير يا دكتور .. بخير.(سالمة المغرب