قراءة الأديبة السورية ميلو عبيد لنص ( ركام الأنا / استجماع الشظايا ) للكاتب باسم عبد الكريم الفضلى ( سرد شعري ) { ركامُ الأنا / إستجماعُ الشظايا } فوّاحةٌ رائحةُ الظُّلمةِ عندَ تقاطُعِ الخُطُوات ( غداً ) .. / ألوذ ، أخلعُ ملامحَ أنايَ ، أتنفَّسُ بعمق ، تتشبَّحُ الموجوداتُ مِن حَولي ، أرى أنساغَها القَيْئيّةَ فلا يخطرُ أمامي إلا ما أُشَيِّؤُهُ ( طفولة ) .. / أُلجمُ نظراتي ، أسماءٌ غزتْ مُخيِّلتي تَغرِزُ في وجهيَ مخالبَ أنصابِ الصَّدأ ، لتُعمِّدَ أحراشَ المتعة .. ، لاوقْعَ زفرةٍ ينتشلُني من مملكةِ إشتهاءاتِ الإمّساخ ( أمس ) ../ منتهى الفردَوس .. ، فلتفتحْ جدرانُ النَّأْيِ عيونَها وتفترسْني ، فأنا ناضجُ الخُواءِ ، ومُهَيَّيءٌ للرقصِ على حبالِ الإجتثاث ؛ متى تذكرتُ براعمي لآخرِ مرَّة ..؟؟ ( الآن ) .. / لاداعٍ لذلك ، فوحيدُ الجَّناحِ يحتفلُ كلَّ موسمٍ بعُريِ التماسيحِ ،على دموعِ قنادِلِ نقيقِ الصيادينَ الكُمْهِ .. ،لاوردةً تزغردُ في مفازاتِ الصِّبا الرمادي .. ، فليتَ للحَلَمةِ فماً .. / لونُ العمر ( الحاضر ) ، الحسرةُ إعلانُ هزيمةِ الرغبةِ ، تحتَ أسِنَّةِ العَجز ، بينََ عرشي ومطارحِ الهوى الأبيضِ الصفحاتِ ، مسيرةُ ألفِ قلبٍ وقلبِِ مُوَأّدٍ ، في عيونِ بساتِنِ اللعنةِ ، والحرباءُ تغنّي لصباحاتِ الياسمينِ المُتَسَوِّلِ ، حيثُُ تخرُّ النجومُ ، على منابتِ الذكرياتِ الأسلية ( مراهقة ) .. / مهما يكن ..، ديدانُ العقولِ الأولى ، ألا تكفُّ عن نثرِ بذورِ الحقائقِ الأزلية .؟؟ ، والزقزاقُ لايفتأُ يبحثُ عن جحورِ اللآليءِ ، في مستنقعاتِ الأفراحِ الوِلاديَّةِ .. / أُُعطيهِ حُلْماً كي أُعبِّدَ لهُ درباً ( قبلَ خريفِ الأمل ) ، سأنامُ وأدعُ المجراتِ ، تستأنفُ جَريَها صوبَ الخمود ( شتاءُالوعدِ اليِكر ) … / أما يكونُ لهُ شراع ..؟ ..، للحقيقةِ أقنعةٌ ترسم ألّلاتِ التعريف ، .. فما هو إسمُك ..؟؟ ، إستشراءُ الوميضِ في عيونِ الغاباتِ العَظْميَّةِ ، يعكسُهُ بريقُ الرغبةِ المدفونةِ ، في قواريرِترياقِ الإستلابِ ، والإنتظارُ ظِلُّ عقربٍ إستوطنَ خِدرَ ربٍِّ مخمور ( الصِّبا ) .. / أَصحو أم أسترسِلُ في يقظتي ..؟؟..، وقتَها عدا كلُّ ما فيَّ ، عدا قدميَّ بقِيَتا مُوَثَّقَتينِ ، بزبدِ سيولِ أغواري.. ، عندَها أردتُ التحليقَ ، فوقَ أمواجِ الرحيلِ الأبديِّ ، باحثاً عن موضعِ خطوتي ، أردتُ ….. ، الى هناك …… ، حيثُ لم تُلقِ الصِّدفةُ نُطفةََ الوجودِ بعدُ ، أردتُ ………. ، هناك ……….. ، و .. أبَتْ قدمايَ .. ، وغادرَالحُلمُ شاطيءَعزلتي ، فقد حلَّ الظلام .. / أُسكُتْ .. وإنعَمْ بأنفاسِكَ المحسوبة ( قصةُ الحبِّ الأول ) ، أزليٌّ إنسلاخي .. ، فأينَ جذورُ الماءِ في دمي ..؟ (تعبُّدات )… / في الأُفقِ يعانقُ حاضري غدي فويقَ جثمانِ توقُّعي … الدراسة .. : نص ( ركام الأنا / إستجماعُ الشظايا ) أرى فيه جنيناً هيكلياً بنائياً جديداً ، مازلت ابحث له عن تسمية !!.هو إنقلاب واضح وصريح على النثروشعرية! !! حيث تم كسر البناء المتواصل للجمل المتوالية / إبطاء متعمد بتواترية / سرعة / التراكيب الجملية وذلك من خلال استخدام / السكتات .التشطيرات . الفراغات . التنقط ، رغم ان الكتابة الإنسيابية وإن لم تغب عن السرد إلا انها جاءت مفصلة ، وكذلك أيضا النص لم يخلُ من بعض الإيقاعية /التصورية . المتخيلة / ربما ليست محسوسةً ( بوزنها النغمي )، لكنها ( مدرَكة ) التناغم وروح الشاعر المتألمة ، ولكن لمَ يا ترى فعل الفضلي هذا ، وهو أحد أهم مؤسسي النثروشعرية وواحد من أهم وابرع كتابها ؟! هل أراد نفيها !!!!!!؟ ، ركام الأنا من ركام الواقع الحاضر المتناسل من الأمس و الذي سيلدُ الغد / المستقبل وما بعد المستقبل/ الأمل/ هي اذاً ركاميااات الأنا توازيا مع ركاميااات الواقع المتدحرج على المنطقة . لكن : الأنا = آتمن* = الذات غير المنقسمة ( الوعي المحض ) والوعي اداة رؤيوية والرؤية المحضة /الحقة / لا تتغير ، هي أناه ذاتها لم تتغير ،هي نفس الرؤى ونفس الموقف الثابت من قبل ومن بعد ..الركام الأنوي هنا إذاً دلالة على ركام زمني فقط ( غداً. أمس. الآن. الحاضر .المستقبل .) وكأن ذات الكاتب /رؤاه/ أشعة أو سنا من نور عابرٌ للزمن ، يروم المكان /الواقع / ليتفقده يتوقف على أحداثه ،تطول أو تقصر وقفته حسب ما يسترعي إهتمامه( فوّاحةٌ رائحةُ الظُّلمةِ عندَ تقاطُعِ الخُطُوات ( غداً ) .. / ألوذ ،) هنا كانت الروعة في تشكيل النص الهيكلي /البنائي/ وتماهييه وصياغته ، والواقع . هو إذا" نص /الإبطاء التثاقلي/ أو/ إبطاء زمني بسبب الجاذبية/ (Gravitational time dilation ) أي تأثر مرور الزمن في أماكن مختلفة فكلما اقتربت الساعة / رؤيا الكاتب / والتي ممكن أن تمثل رؤى جمعية / لفئة .فريق / من مصدر الجاذبية / وهو الواقع المرير واحداثه المفرطة في الوجع الإنساني ( فلا يخطرُ أمامي إلا ما أُشَيِّؤُهُ ( طفولة ) .. ) كلما مر الزمن بشكل ابطأ إذ أخذته الدهشة والحيرة والضياع ( أخلعُ ملامحَ أنايَ – أُلجمُ نظراتي – لا وقع زفرةٍ ينتشلُني ) وهنا تجدر الإشارة إلى أن تمدد حقل الجاذبية / الواقع وتشظيه / كان واسع الطيف ومتفاوت التأثير حسب/ خصوصية . كبر / الحدث ربما وهذا ما أوقع الكاتب بمأزق الخيار والمفاضلة ما بين هنا و هناك وذلك كان واضح في المقطع الأخير من النص حيث حسم الأمر وبقي / تأخر / حيث هو رغمَ وجعه لما يحدث هناك ، فجاءت جمله / مفصلة متقطعة / لتتماهى وحقائق الواقع الأليم ( ، وقتَها عدا كلُّ ما فيَّ ، عدا قدميَّ بقِيَتا مُوَثَّقَتينِ ، بزبدِ سيولِ أغواري.. ، عندَها أردتُ التحليقَ ، فوقَ أمواجِ الرحيلِ الأبديِّ ، باحثاً عن موضعِ خطوتي ، أردتُ ….. ، الى هناك …… ، حيثُ لم تُلقِ الصِّدفةُ نُطفةََ الوجودِ بعدُ ، أردتُ ………. ، هناك ……….. ، و .. أبَتْ قدمايَ .. ، وغادرَالحُلمُ شاطيءَعزلتي ، فقد حلَّ الظلام .) – إذا لا إنقلاب على النثروشعرية بل مرة أخرى يثبت الفضلي أن النص التشكيلي لا يقف عند حد / نمط / معين بل هو نص متوالد وبأن كتابة / خلق / النص الحدثاوي تتطلب منا اعتباره نص حي كلماته تتنفس وله رائحة وطعم ولون وعمر / زمني، تزامني / مع الواقع و مفرزاته . * آتمن : الذات المتسامية / ينظر الحكيم الهندي ( شري آتمانندا ) ومفهوم الذات عنده