بعد الحرب العالمية الثانية أتاح السلاح الأميريكي الأولوية و الفرصة لبناء نظام عالمي جديد قائم على المجابهة مع الشرق 0 ولكن متمتع بآليات قوية في النظام المالي من خلال صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وكذا في الأمن الجماعي كمنظمة الأممالمتحدة وحلف شمال الأطلسي وهذا طبعا من أجل أن تؤمن الولاياتالمتحدة الأميريكية موقعا مهيمنا إلى جانب إفساح المجال أمام أوروبا واليابان لكي تعيدا بناء نفسيهمابفضل مشروع مارشال 0 طبعا وبعد سقوط المعسكر الشرقي قد أصبحت الولاياتالمتحدة الأميريكية تهدف إلى توحيد العالم بأكمله تحت قيادتها0 كما أن مثل هذا الهدف هو الذي سيقرر مصير الحضارة الغربية وبالتالي المصيرالبشري 0 إلا أنه في الحقيقية يمكن القول بأن الأمبراطورية الأميريكية هي مهددة من طرف آسيا لأن النظام العالمي الجديد الذي عملت الولاياتالمتحدة الأميريكية على تأسيسه لم يتحقق بسبب ظهور الإتحاد السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية كقوة عالمية والذي شكل معضلة كبيرة في وجه تأسيس النظام العالمي الجديد0 كما أن الولاياتالمتحدة في هذه المرحلة قد إستغلت شائعة ومؤامرة دولية تتربص بالعالم وهي مؤامرة شيوعية دولية تسعى للسيطرة على الكوكب برمته لغرض تحقيق الخلاص الإجتماعي0 وهذا مما جعل العالم في حاجة لى الولاياتالمتحدة لأميريكية لإنقاذه من الظلمة الشيوعية وهذا طبعا قد كان نوعا من الخداع0 وهذا مما جعل بعض بلدان تعود إلى دينها لتنعم بالهدوء بعد أن ملأت الولاياتالمتحدة الأميريكية صدورهم بالرسمالية والمادية0 إلى جاء عام 1993 حيث أعلنت الولاياتالمتحدة الأميريكية إقتراب تحقيق هدف تأسيس نظام عالمي جديد حيث تم تفكيل الإتحاد السوفياتي من ناحية وتدمير أكبر قوة عربية تهدد إسرائيل تدميرالعراق وتوجهت الحرب الأميريكية بعدها نحو محابة الإسلام والمسلمين للقضاء على الإسلام في كل مكان 0 هذا طبعا ومع سقوط الإتحاد السوفياتي وانهياره في نهاية عقد الثمانينيات أصبح النظام العالمي الذي ساد إبان مرحلة الحرب الباردة طي النسيان ومجرد تاريخ فقط حيث قد حل محله النظام العالمي الجديد و الذي طبعاقد كانت أولويته تحقيق الحلم الصهيوني و سيطرة الولاياتالمتحدة الأميريكية على العالم خاصة العلم العربي وهذا طبعا من خلال السيطرة على منابع النفط في المنطقة العربية وعلى الخصوص منطقة الشرق الأوسط وكذا السيطرة على النفط العالمي ثم تم تجميل هذه السيطرة بما يسمى بالرب على الإرهاب ونشر الديموقراطية وحقوق الإنسان00 كما كان طبعا على رأس الأولويات في هذه في أجندة النظام العالمي الجديد الذي تم صياغة إستراتيجيته الكونية قد كانت بدايته حرب الخليج الأولية الأولى للنظام العالمي الجديد0 كما كانت طبعا العراق إلى جانب بقية دول الخليج المنتجة للنفط وبالتالي قد كان الضحية الأولى التي قدمت لهذا النظام العالمي الجديد0 حيث بعد ثلاثة أسابيع فقط من إجتياح العراق للكويت قد ظهر للوجود مصطلح النظام العالمي الجديد وقيل يومها أن أركان هذا النظام الجديد قد أقيمت على إنقاض العداء الأميريكي السوفياتي الذي كان قائما0 كما قيل يومها أيضا بأن الأزمة القائمة في الخليج مع خطورتها ودمويتها فإنها قد تمنح فرصا نادرة حيث من خضم هذه المرحلة الحرجة والصعبة قد يولد النظام العالمي الجديد0هذا وقد أعادت الولاياتالمتحدة الأميريكية تكرار أمنية اليهود لعام 1917 حيث بعد صدور وعد بلفور بشهر واحد وصفت فيه المحاولات البريطانية والأميريكية الرامية إلى إعادة اليهود إلى فلسطين بالحملة السابعة0 وأن هذه الحملة هي الثامنة التي سيتسنى فيها إحلال مكانة اليهود0 بإقامة وطنهم وطرد العرب من أرض فلسطين وجعل مدينة القدس مقرا لعصبة الأممالمتحدة بدلا من لاهاي على أن تصبح العاصمة العبرية ملتقى للدينات العالمية ورمزا للعصر الجديد0 لأن هذا النظام العالمي الجديد هونظام العالم الذي ستسوده المحبة والعدالة0 لأن لم يبقى أمامه إلا عدو واحد هو العالم الإسلامي 0 ذا لابد من صياغة صورة العدو الجديد وخوض حرب ضده لي يتحقق العصر السعيد الذي تقوم فيه إسرائيل الكبرى0هذا طبعا في وقت يعتبر فيه المجتمع الأميريكي هو أكثر المجتمعات الغربية تدينا وهذا طبعا مما جعله أرضا خصبة لعودة إنتشار ظاهرة التدين فيه بعد أن أضاف الأميريكيون وبشكل متزايد منذ ثمانينيات القرن الماضي0 ظاهرة الإهتمام بالمشاكل الأخلاقية التي كانت في زيادة مستمرة في مجتمعهم0 كما أن هذه العودة إلى الدين في الولاياتالمتحدة قد إنعكسب وظهرت في المؤسسات الإقتصادية 0 وهذا طبعا مما جعلها تؤثرعلى الحياة السياسية خاصة وأن الديانية تمثل عاملا هاما في دعم الهوية الأميريكية ونشرها خلال الفترة الراهنة لكي تلعب دورا على الساحة الدولية والتعريف بالعدو بالنسبة للولايات المتحدة الأميريكية الذي هو في رأي الأميريكيين اليوم هو الإسلام0 كما أن الدين قد لعب دورا رئيسيا في تشكيل مواقف الولاياتالمتحدة الأميريكية من كثير من القضايا كقضية الهنود الحمر وقضية الزنوج وكذا العلاقة مع العالم الخارجي0 وهذا طبعا مما جعل الدين والسياسة يشكلان نسيجا متداخلا عبر تاريخ الولاياتالمتحدة الأميريكية منذ الفترة الإستعمارية وحتى في وقتنا الحاضر0 كما أنه قد حدث إمتزاج اليمين المتطرف الذي يمثل مصالح كبريات شركات السلاح والنفط وبين المتدينين حيث هذا الإمتزاج أدى إلى تنامى الشعور بالفوقية0 إضافة إلى تبلور فكرة السيطرة على العالم بإعتبار أن الشعب الأميريكي هو الشعب الأنقى والأميز والأرقى قيما وحضارة0 وبالتالى فهو الأجدر بقيادة العالم على الطريقة الأميريكية الرائدة في إشاعة الخير ومحاربة الشر0 وهكذا إختصرت الولاياتالمتحدة الأميريكية فكرة العالم في قسمين القسم الذي يخضع لها ويناصرها ويقلدها والقسم الآخر وهو القسم الذي تتغاير أراؤه معها و كذا كل من يبدي حرصا وعقلانية على صيانة مصالحه0 كما أن الرؤساء الأميريكين عادة يحاولون إدخال معقتداتهم الشخصية في طريقة ممارسة الحق الإمبريالي الأميريكي وهذا طبعا مما كان قد قام به كل من الرئيس جيمي كارتر ورونالد ريغان الذي أطلق مصطلح قوى الخير مقابل قوى الشر على الإتحاد السوفياتي0 ثم جاء من بعدهم بوش فحاول وضع نظام عالمي جديد يقوم على المصالح الأميريكية0 هذا طبعا بأن تقوم الولاياتالمتحدة بشن الحرب للوصول إلى السلام0 وهذا طبعا مما جعل الولاياتالمتحدة تطلق مصطلح على هذه الحروب على الشعوب المستضعة والفقيرة بالحرب الوقائية 0 كما أن هذه النزعة العدوانية قد كانت وليدة حقبة السبعينيات من القرن الماضي0 كما أن لها جذور تمتد عميقا في بنية العقل والثقافة الأميريكية0 كما أن الولاياتالمتحدة قد أصبحت اليوم تعتقد بأن الحرب هي عمل من أعمال القضاء العادل المنتقم وبالتالي فهي تقوم به لإنزال العقاب بالعدل ومن ثم فليس هناك ظلم يقع من جانب من يقوم بالحرب العادلة0 كما أن الحرب في رأي الولاياتالمتحدة الأميريكية اليوم هي لمصلحة المهزومين لأنها ترجع بهم إلى حال السعادة والسلام 0 وهذا معناه أن الحرب التي تقوم بها هي من أجل ضمان السلام0 هذا طبعا وتبقى المعتقدات اليهودية العنصرية الحاقدة قد لعبت دورا رئيسيا في نشوء الإرهاب والإجرام البريطاني الأميريكي تجاه العالم0 فقد قامت الولاياتالمتحدة الأميريكية بالحرب على العراق وبررت حربها على أن الأشرار يجب أن يعاقبوا والأخيار يجب أن يكافؤا0 وأن الحرب على العراق هي جزء من الحرب على الشر0 وأن أوروبا هي اليوم أداة للشيطان لأنها لم تدعم الولاياتالمتحدة الأميريكية في حربها على العراق 000