إن الوطن العراقى برمته بأرضه وشعبه وسيادته وحرمته ومقوماته وتراثه وحضارته وراهنه ومستقبله قد تعرض حقيقة إلى أقذر وأبشع مجزرة فى تاريخ البشرية إنها المحارق العراقية التى راح ضحيتها أكثر250 ألف قتيل بالغارات الجوية وبالنسف بالسيارات المفخخة وبالكمائن الطائفية والمذهبية أكثريتهم الساحقة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم مابين 16 سنة و40 سنة 0 هذه الفئات التى كان ينتظر منها أن تشكل أمل العراق فى غد أفضل لقد إستشهد هؤلاء من دون أية علاقة لهم بالإرهاب ولكن لإن إسرائيل وحماتها أرادوا ذلك وهكذا ظلت تتدحرج وتتضخم بأبشع صور أمام العرب والعالم 0 والقضية ليست قضية كراهية العرب لقيم الغرب وحريته فالعرب فى لا يكرهون ما تمثل الولاياتالمتحدة الأميريكية والغرب وإنما يكرهون حقيقة ما تقوم به الولاياتالمتحدة الأميريكية بأمر من الصهاينة المتمرسين فى واشطن وفى تل أبيب ويبقى القول بأن عائلة جورج بوش الأميريكية قد إنتهت يوم دخل الجيش الأميريكى العراق بتخطيط صهيونى ولم يتم العثور على ما سمتها الولاياتالمتحدة الأميريكية يومها بأسلحة الدمار الشامل 0 ولم يتم العثور على هذا النوع من الأسلحة ولا على علاقة النظام العراقى بالقاعدة0 فسقطت الذريعة التى بسببها دخلت الولاياتالمتحدة الأميريكية الحرب وهى طبعا أسلحة الدمار الشامل التى قد تهدد أوروبا وربما أميريكا وخصوصا إسرائيل0 ولم يقبل وقتها الرئيس الأميريكى جورج بوش الإبن تقرير المفتشين الدوليين الذى ينص على عدم وجود أسلحة دمار شامل 0 وع ذلك صرح الرئيس الأميريكى بأنه ذاهب لتدميرهذه المفاعل النووية العراقية على طريقة الغارات الإسرائلية الوقائية 0وعلينا أن نحاربهم هناك قبل أن يحاربوننا هنا فى شوارع المدن الأميريكية 0 واختار جورج بوش الإبن تدمير العراق وقتل أهله 0ويبقى القول بأن اللوبى الإسرائيلى يسيطر حقيقة على القرار الأميريكى فى الشرق الأوسط 0 هذا فى وقت طبعا تدعم فيه الولاياتالمتحدة الأميريكية إسرائيل 0 وفى نفس الوقت تشكل إسرائيل عبئا إستراتيجياعلى الولاياتالمتحدة الأميريكية 0 كما أننا لا ننسى بأن الوبى الإسرائيلى له مناصرين داخل الولاياتالمتحدة الأميريكية وهذا مما جعل له تأثير على مراكزصنع القرار0 كما أن للوبى إسرائيلى قوة تأثير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميريكية وبالتالى إستطاع هذا اللوبى الإسرائيلى أن يلعب دورفى الحرب على العراق واحتلاله وكذا فى الضغوطات الأميريكية على سوريا وإيران0 ويبقى السؤال المهم و المطروح فى الساحة العالمية اليوم هو: هل تتخلى الولايات اللمتحدة الأميريكية عن أمنها القومى ومصالحها فى العالم 0 وتعطى الأولوية لإسرائيل دائما؟؟ لكن يبقى القول بأن السر يكمن فى قوة اللوبى الإسرائيلى فى واشطن ومناصره 0 ويقال اليوم أن الولاياتالمتحدة الأميريكية قد قامت بمنح إسرائيل منذ الحرب العالمية الثانية 140 مليار دولار دعما لإسرائيل 0 هذا وتبقى إسرائيل طبعا تمثل حليفا حيويا للولايات المتحدة الأميريكية فى ما يسمى بالحرب على الإرهاب0حتى أنه يمكن القول بأن المشاكل التى تعانى منها الولايات قد تكون إسرائيل هى التى سببتها لها 0 لذا0 فمشكلة الولاياتالمتحدة الأميريكية مع ما تسميه بالإرهاب ترجع فى جزء كبير منها إلى كون أن الولاياتالمتحدة الأميريكية متحالفة بقوة مع إسرائيل إضافة طبعا لدعم الولاياتالمتحدة الأميريكية الثابت لإسرائيل فى الأممالمتحدة حيث منذ 1992 إستخدمت الولاياتالمتحدة الأميريكية حق النقض الفيتو ضد جميع 32 قرار لمجلس الأمن ينتقد إسرائيل 0 كما قيل بأن هذا العدد مثلا يفوق مجموع مرات إستخداف الفيتو من جميع الأعضاء الآخرين فى مجلس الأمن 0 كما أن الولاياتالمتحدة أيضا قد أعاقت جهود الدول العربية لوضع الترسانة النووية الإسرائيلية على أجندة الوكالة الدولية للطاقة الذرية0 وهذا كله طبعا راجع لمصادر قوة و نفوذ اللوبى الإسرائيلى داخل الولاياتالمتحدة الأميريكية ووجود بعض ممثلى هذا اللوبى الإسرائيلى فى الكونغرس وكذا إمتلاكهم منظمات لوبى قوية 0 كما يوجد ممثلى اللوبى الإسرائيلى داخل الإدرات الأميريكية المتعاقبة إضافة إلى إمتلاكهم القدرة على معاقبة معارضيهم ومنتقدى إسرائيل وحرمان بعضهم من الحصول على الترشيح للمناصب السياسية الحساسة وحتى إسقاطهم من عضوية الكونغرس0 كم حصل للكثير من أعضاء الكونغرس ممن تجرأ على نقد سياسة الإحتلال الإسرائيلى وسياستها التعسفية 0 هذا ويبقى القول إنطلاقا من بعض المعلومات الصحفية الأميريكية فإن هناك بعض الدوائر السياسية والإستراتيجية الأميريكية فى الفترة التى كان جيمى كارتر رئيسا للولايات كانت قد طلبت من العسكريين إحتلال الدول الشرق أوسطية من أجل إستغلال مواردها الطبيعية خصوصا طبعا ا لنفط والغاز 0 لأن خبراء الولاياتالمتحدة الأميريكية كانوا يرون فى ذلك الوقت أن السيطرة على البترول هى الطريق للسيطرة على الدول0 أما السيطرة على الغذاء فهى السبيل للسيطرة على الشعوب0 والآن أصبح يقال بأن العسكرين الأميريكين قد حققوا هذا الهدف تقريبا أو هم فى سبيلهم لتحقيقه فبعد العراق تم الدخول إلى السودان ثم ليبيا وقد بدا الطريق مفتوحا إلى دول عربية أخرى 0 هذا مع العمل المستمر والدؤوب للقضاء على التحالف الإيرانى السورى 0 وهذا مما يوضح ويبين للعرب الهدف الأميريكى الصهيونى وهو إحتلال واحتراق الدول العربية الشرق الأوسطية حتى وإن كان التحالف الإيرانى السورى يعتبر حجر عثرة فى الوصول إلى هذا الهدف 0 ومع أن الولاياتالمتحدة الأميريكية بالفعل قد إستغلت معظم الإنتاج النفطى العربى إضافة إلى ما تنتجه دولة جنوب السودان إلا أن هذا المخطط بالنسبة للولايات المتحدة الأميريكية يظل ناقصا إن لم يتم تقسيم سوريا لكى تمرر الولاياتالمتحدة مشروع الغاز الجديد إلى البحر المتوسط 0