إن العالم العربي لم يعد كما كان يعني على نفس الحالة التي كان عليها من قبل 0 كما أنه لا يمكن حل مشاكله الجديدة على أساس التفكير الذي وصل إلينا نحن العرب من قرون سابقة ترى هل يمكن للجيل العربي الجديد هذا أن يتمسك بالرأي القائل بأن الحروب والصراعات والأزمات هي إمتداد واستمرار للسياسة بوسائل أخرى ؟ فحقيقة جلينا الجديد هذا قد توصل إلانه لابد من تفكيرجديد وسياسة جديدة وترجمة هذا التفكير الجديد في السياسة الداخلية إلى عمل في ميدان العلوم والإقتصاد وفي السياسة الخارجية التمسك بمبدأ نزع السلاح النووي وهذا طبعا بالقيام بمبادات في السياسية الخارجية العربية وتقديم هذا السياسة بأمانة إلى العالم0 على أن يشمل هذا التفكير التاريخي الجديد كافة القضايا الأساسية المعاصرة 0 حتى طبعا وإن كانت هناك تناقضات في عالم اليوم وكذا رغم تنوع الأنظمة الجتماعية والسياسية به ورغم كافة الخيارات المختلفة والمتنوعة التي قامت بلداننا العربية في مختلف الأزمنة فإن عالمنا العربي يعتبر كلا واحدا ونحن العرب جميعا ركاب على ظهر سفينة واحدة هي عالمنا العربى فعلينا أن لا نسمح بأن تغرق هذه السفينة لأنه طبعا لن تكون لنا سفينة نوح ثانية 0 لذا ينبغي للسياسة العربية أن تستند إلى الحقائق والحقيقة الأكثر هولا فى عالمنا العربي هي قد يكون هذا التخلف وهذا الفساد وهذا تدهور والتقهقر في وقت غيرنا يتقدم ويتطور ونحن ربما نتأخر وفي كل المجالات خاصة الحيوية منها كالعلوم والتكنولوجيا والإقتصاد ضف إلى ذلك الترسانات العسكرية الضخمة لدى الدول المتقدمة وهي من أنواع الأسلحة التقليدية والنووية خاصة لدى الولاياتالمتحدة الأميريكية ورسيا وابريطانيا وفرنسنا مثلا 0 وهذا مما يلقى على بلداننا العربية مسئولة خاصة حيال العالم 0 ووعيا منا كعرب بهذه الحقيقة فعلينا أن نسعى ونقوم بعمل دؤوب من أجل تحسين العلاقات العربية الغربية وأن تحتفظ دولنا العربية على الأقل بحد أدنى من التفاهم المتبادل اللازم لحل المشاكل العالقة بين بعض بلداننا العربية والغرب لأن ربما حل هذه المسائل الحاسمة قد تكون حقيقة لصالح مستقبل عالمنا العربي0 كما أنه علينا اليوم كعرب أن نقولها بصراحة بأننا نرفض المطامع الساعية إلى الهيمنة والإدعاء ات العالمية للولايات المتحدة الأميريكية كما أنه من جهة ثانية نحن كعرب لا تروق لنا جوانب معينة في السياسة الأمريكية تجاه بلداننا العربية وحتى طريقة الحياة الأميريكية 0 ولكننا كعرب نحترم حق شعب الولاياتالمتحدة الأميريكية وكذلك حق أي شعب آخر في الحياة وفقا لقواعده وقوانينه وعاداته وأذواقه0 كما أننا كعرب طبعا نعرف وندرك ونأخذ في الإعتبار الدور الكبير الذي تقوم به الولاياتالمتحدة وتلعبه في العالم الحديث 0 كما أننا في عالمنا العربي نقدذ إسهام الولاياتالمتحدة الأميريكية في الحضارة العالمية من جهة ونحسب حسابا للمصالح المشروعة للولايات المتحدة الأميريكية وندرك أيضا بأنه ربما بدون الولاياتالمتحدة الأميريكية يستحيل إزالة خطر الكارثة النووية المعاشة اليوم وضمان سلم وطيد واستقرار سليم فى العالم 0 كما أنه أيضا ليست لدى الشعوب العربية اليوم أية نوايا سيئة تجاه الشعب الأميريكي 0 والشعوب العربية راغبة ومستعدة للتعاون مع الولاياتالمتحدة الأميريكية في كل المجالات 0 ولكننا كعرب نريد أن نتعاون مع الولاياتالمتحدة الأميريكية على أساس المساواة وكذا التفاهم المتبادل و المعاملة بالمثل 0 حيث في كثير من الأحيان لا يخب أملنا كعرب فحسب بل تساورنا شكوك خطيرة عندما تتعامل الولاياتالمتحدة الأميريكية بلداننا العربية كبلدان منتجة للإرهاب و وتصف بلداننا بمحور الشر وتروج كافة أشكال الشائعات المزيفة حولنا وتبدي العداء وعدم الثقة حيال الشعوب العربية 0 كما تفرض كافة أنواع القيود بل المواقف غير المتحضرة حيالنا كعرب وهذا بالنسبة إلينا كعرب يعتبر قصر نظر لا يمكننا كعرب أن نسمح به 0هذا طبعا ويبقى الكثير من المتتبعين في الغرب للوضع العربي القائم اليوم يرون بأن الأهداف الطموحة التي تطرحها عملية التغيير والإصلاح في البلدان العربية قد كانت وراء المقترحات الغربية والمتمثلة في نشر الديموقراطية في بعض البلدان العربية 0 وحيث هذا المقترح قد تقدمت الولاياتالمتحدة الأميريكية في المجال الدولي0 لكن الحقيقة تقول بأن هذه مبالغة في تبسيط الأمور 0 لأنه طبعا من المعروف بأن هناك بعض البلدان العربية تعمل منذ فترة طويلة من أجل التغيير والإصلاح على المستوى الداخلى من جهة وتعمل من أجل السلام والتعاون على المستوى 0 وقد تقدمت بلدان العربية بالعديد من المقترحات التي لو قبلت لأدت إلى تطبيع الوضع الدولي0 حقا إن بلداننا العربية قد تحتاج اليوم وغدا إلى ظروف طبيعية من أجل تقدمها الداخلي 0 ولكنها من جهة ثانية تريد أن ترى عالما متحررا من الحروب ومن المجاعات وكذا بدون سباق تسلح وانتشار للأسلحة النووية ليس فقط لأن هذا وضع أفضل للتطور العربي بل إنه إحتياج عالمي موضوعي ينشأ من وقائع حالتنا وحالة العالم كله اليوم 0 هذا طبعا وربما يبقى التفكير العربي الجديد يسير إلى مدى أبعد فالعالم اليوم طبعا لايعيش فحسب في جو المجاعة والفقر فط بل يعيش في جو التهديد النووي وكذا في جو مشاكل إجتماعية هامة لم يتم التوصل إلى حلها0 هذا مع بعض الضغوطات التي خلفها التقدم العلمي والتكنولوجي وكذا تفاقم المشاكل العالمية 0 كما أن الشعوب العربية تواجه مشاكل لم يسبق لها مثيل وسيبقى المستقبل العربي محفوفا بالخطر مالم يتم إيجاد حلولا مشتركة بين كل الدول العربة مجتمعة0 وأن تعتمد كافة البلدان العربية على بعضها البعض أكثر من أي وقت مضى0 هذا من جهة ثانية فإن عملية شراء الأسلحة وتكديسها في كثير من البلدان العربية قديكون في خدمة الغرب أكثر من خدمة شعوبنا 0 هذا طبعا مع علمنا بأن تكديس الأسلحة لا سيما النووية منها قد يجعل من إندلاع حرب عالمية ثالثة وحتى وإن يكون دون قرار من أعلى أو بطريقة عفوية فهذا طبعا قد أصبح إحتمالا يتزايد بإستمرار0 كما أنه يمكن أن يحدث نتيجة لخلل تكنيكي أو طبعا لقابلية للخطأ لأن الإنسان ليس ملكا معصوما من الخطأ ولم يتصرف بوحي سماوي 0وهذا طبعا مما يجعل الكارثة تحل بكل ماهو كائن حي في عالم اليوم 0 كما أنه من جهة أخرى فإن إنسان عربي يعيش هذا العصر يمكن أن يوافقنا إذا ماقلت بأنه لن يكون هناك منتصر أو خاسر في مثل هذه الحرب ولن يكون هناك ربما من يبقى حيا لأنه حقيقة خطر مدمر بالنسبة للكل أو للجميع 0 هذا طبعا ويمكن أن يكون أفق الموت في حرب نووية بدون شك هو السيناريو الممكن والأكثر رعبا خاصة إذا ما زادت أزمة العالم اليوم تفاقما 0 لأن المسألة طبعا أكثر من ذلك 0فسباق التسلح المتصاعد والتطور العلمي المتزايد في الغرب والذي تضاعفة الحقائق العسكرية والسياسيةفي العالم ضف إلى ذلك الرؤية التقليدية للتفكير السياسي السابق للعصر النووي هو في الحقيقة يقف اليوم عائقا أمام التعاون بين البلدان والشعوب0 مع أنه في الحقيقة لا غنى عن هذا التعاون في هذا العصر الصعب والعصيب إذا ما أرادت بلدان العالم أن تحافظ على الطبيعة دون أذى وأن ضمن الإستخدام الأمثل والرشيد لمواردها الطبيعة وإعادة إنتاجها وبالتالى أن تبقى بشكل يناسب البشرية 000 هذا ويبقى القول بأن الوقت ينقضى ولا يجب علينا كعرب أن نضيعه بل علينا أن نعمل 0 إذا لايسمح لنا الوضع القائم اليوم بأن ننتظر اللحظة الأفضل 0 بل إننا اليوم كعرب بحاجة إلى حوارواسع وبناء أولا ثم بيننا وبين بقية دول العالم الأخرى لأن هذا هو الأسلوب ربما الوحيد الذي ساعدنا كعرب على التحرك نحو عالم عربي مقبول 0 ومع هذا فنظرتنا هذه كعرب ليست النظرة الوحيدة الصحيحة وليست لدينا حتى كعرب حلول شاملة ولكننا كما قلت فنحن كعرب قد أصبح لدينا الإستعداد للتعاون بإخلاص وأمانة مع كل بلدان العالم خاصة البلدان المحبة للسلم والإستقرار والتعايش السلمى وهذا طبعا من أجل التعاون و البحث معا عن حلول أو جوبة لكافة المشاكل المطروحة حتى الأكثرها صعوبة 000 يتبع