p style=\"text-align: justify;\" ثقوا أنا قد غلبت العالم (يوحنا 16/ 33) (12) p style=\"text-align: justify;\" ها أنا معكم حتّى انقضاء الدّهر، ( متى 28/20). هذه الآية يمنحنا من خلالها السّيّد المسيح كلّ الثّقة والقوّة والأمل والرّجاء، لأنّه يعرف مدى المسؤوليّة الملقاة على عاتقنا ونحن الموكلون برسالة المحبّة والسّلام في هذا العالم. ومعرفة السّيّد ليست نظريّة، وإنّما هو نفسه اختبرها إنسانيّاً من خلال دخوله في عالمنا البشريّ. إلّا أنّنا وسط ما نعيشه من حروب ودمار وتشرّد وقتل، نتساءل عن معنى هذه الآية في حياتنا العمليّة، وحتّى إنّنا نسأل السّيّد نفسه: أين أنت؟ حتّى يسوع نفسه على الصّليب صرخ: إلهي، إلهي لماذا تركتني؟ ففي لحظات الوجع المرير والألم العظيم لا بدّ أن نلجأ إلى من هو فوق الكلّ، وإلى من هو وحده يحمل معنا آلامنا وأوجاعنا. ولكن، لا يجب أن نتوقّف عند السّؤال وحسب، كي لا نعتقد أن الله تخلّى عنّا، وإنّما علينا أن نعي معنى أنّ المسيح معنا حتّى انقضاء الدّهر. p style=\"text-align: justify;\" أمّا المعنى فيكمن في المعيّة الّتي يتحدّث عنها الرّبّ: \" أنا معكم\". هو معنا في كلّ حين، في الفرح والتّرح، في الألم والغبطة، في أوقات الأمان وفي أوقات الخوف، في الموت والحياة. وهذه المعيّة تعزّز ثقتنا فيه، إذ إنّه لا يتركنا وحدنا نتخبّط في هذا العالم. وفي نفس الوقت لا بدّ من أن نمرّ في الضّيق ونحن على يقين أنّ الله هو الممسك بنا وهو الّذي يوجّه كلّ شيء لخيرنا. p style=\"text-align: justify;\" نحن أبناء الله ولم نعد بعدُ عبيداً، وبالتّالي وجب علينا ان نفكّر بمنطق الأبناء لا بمنطق العبيد. الابن يلجأ إلى أبيه بكلّ ثقة، وهو يعلم أنّ عنده راحته، وأمّا العبد فيطلب من سيّده بحذر وخوف، وقد يستجيب له وقد لا يستجيب. ومنطق البنوّة يتطلّب منّا أن ننتظر من أبينا كلّ ما هو لخيرنا بصبر لأنّه أعلم بما هو حسن لنا. ولتكن دوماً صلاة قلوبنا: \" لتكن مشيئتك\" لأنّنا على يقين أنّ من نطلب منه رغيفاً لن يمنحنا حجراً. p style=\"text-align: justify;\" الرّبّ يعرفنا معرفة الأب لأبنائه، ويعلم ما في قلوبنا قبل حتّى أن تولد الرّغبة فيها. كذا يقول الرّب لأرميا: \" قبل أن أصوّرك في البطن اخترتك، وقبل أن تخرج من الرّحم كرّستك وجعلتك نبياً للأمم\" (1/5). تشجعوا لأنّ الربّ قريب. p style=\"text-align: justify;\" ثقوا أنا قد غلبت العالم (يوحنا 16/ 33) (13) لاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُم ( لوقا 6: 37). p style=\"text-align: justify;\" في كلّ منّا جوانب مظلمة، لا يمكننا أن نكتشفها بسهولة إلّا على ضوء يسوع المسيح، لأنّه النّور الّذي إذا ما سكننا أظهر كلّ شوائبنا. والإنسان تركيبة صعبة وغريبة ويحتاج لوقت طويل كي يعرف ذاته ويكتشف هذه الجوانب المظلمة. بالتّالي قد يتصرّف الإنسان بطريقة غير مرضيّة دون أن يعلم أنّه على خطأ، أو قد يعمل الشّر الّذي لا يريد ولا يعمل الخير الّذي يريد. \" لأني أعلم أنّ الصّلاح لا يسكن فيّ، أي في جسدي. فإرادة الخير هي بإمكاني، وأما عمل الخير فلا. فالخير الذي أريده لا أعمله، والشّر الذي لا أريده أعمله. (رومة 7/18-19). وفي مكان آخر يقول الرّبّ: \" الرّوح نشيط وأمّا الجسد فضعيف\". p style=\"text-align: justify;\" من هنا لا يحسن أن ندين بعضنا البعض، فكلّنا نخضع للضّعف، والأجدر بنا أن نصلّي من أجل بعضنا وأن نتساعد كي نبني بعضنا البعض حتّى نصل إلى ملء قامة المسيح. والإحجام عن مساعدة الآخر وهو ضعيف، دلالة على ضعف المحبّة، وازدراء بالكرامة الإنسانيّة الّتي رفعها السّيّد. p style=\"text-align: justify;\" نحن مدعوّون لنبدّل منطقنا ونسلك بمنطق المسيح، منطق الرّحمة الّتي ترى الآخر ضعيفاً فترأف به وتمدّ يدها وتساعده على تخطّي ضعفه. \" هذا القول صادق ويستحق القبول التّام، وهو أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلّص الخاطئين، وأنا أوّلهم.\" ( 1 ثيموتاوس 1/15) . p style=\"text-align: justify;\" تشجّعوا لأنّ الرّبّ قريب. p style=\"text-align: justify;\" مادونا عسكر/ لبنان كاتب الأيقونة: أيمن نعمة/ سوريا