(1)
هذه الحياة كناية عن جمل اسميّة تقتحمها الأفعال على استيحاء.
(2)
من ذا الّذي يستطيع التّفلّت من إله القطيع؟ إذا ضلّ عن عمدٍ أو سهواً أعاده الرّاعي بقوّة الجوع والجهل.
(3)
في هذا الوجود الضّخم، النّابض بحركته المذهلة، المحيّر بوفرة أسراره، المدهش (...)
من يفهم الموت كحقيقة ثابتة وراسخة يحيَ بسلام.
إذا كان التّواضع هو أن يعرف الإنسان حجمه ومكانه من هذا الوجود، فالتّواضع كذلك هو قبول الموت كنهاية حتميّة وحقيقة لا لبس فيها. ومن المرجّح أنّنا كوّنّا فكرة خاطئة عن الموت أم أنّنا تشبّعنا بمفهوم خاصّ عن (...)
ترى من هو الأكثر تواضعاً؟ أهو ذاك الّذي يعرف حجمه من هذا الكون ويحدّد مكانته منه، أم ذلك المنغمس في وهم التّواضع الدّال ضمناً على الخنوع والضّعف، أم ذلك المتبسّم بهدوء مفرط كدلالة على تواضعه وهو يضمر عن وعيٍ أو عن غير وعي، عن محبّة كاملة أو مشروطة، (...)
يكفي أن نتأمّل جيّداً واقعنا الفوضوي والمضطرب على جميع الأصعدة؛ لنتبيّن أنّ إنسان اليوم يعاني بشدّة من أزمة عقل. وتكمن الأزمة في كون أنّ العقل تمّ تغيّبه إمّا عمداً لسبب أو لآخر، وإمّا سهواً بسبب الانهماك بالأوضاع الاجتماعيّة أو الاهتمام المفرط بماض (...)
يربط "إيمانويل كانت" استخدام العقل بالشّجاعة، فيقول: "عليك أن تتحلّى بالشّجاعة الكافية لاستخدام عقلك." فهل يمكن القول إنّ التّخلّي عن استخدام العقل جبن أو تقاعس عن الوظيفة الطّبيعيّة للعقل. لا ريب في أنّ معنى قول كانت لا يندرج في إطار الوظائف (...)
من أقوال الحلّاج الدّالة على عمق رؤاه القلبيّة قوله: "ما رأيت شيئًا إلَّا ورأيت الله فيه". وما هذه الرّؤية إلّا بلوغ الحلّاج ذروة اللّقاء بالمحبوب الإلهيّ، بل ذروة الامتزاج بالكائن الخارج عن الزّمن والمتجذّر في عمق أعماق الحلاج في آن معاً. وبعيداً (...)
لا أظنّ أنّ ميّ زيادة افتقدت للمعنى المتعارف عليه للوطن، كما أنّي لا أشارك رأي القائلين أنّها كانت تشعر بالغربة طوال حياتها استناداً إلى قولها في نصّ لها تحت عنوان "أين وطني؟" في مؤلّفها "ظلمات وأشعّة": "ولدت في بلد، وأبي من بلد، وأمّي من بلد، وسكني (...)
(إلى علي الهق وسامر الحبلي وما تبقى فينا من إنسان)
كتب جبران خليل جبران قبل قرن ونيّف "مات أهلي جائعين، ومن لم يمت منهم جوعاً قضى بحدّ السيف، ماتوا وأكفّهم ممدودة نحو الشّرق والغرب وعيونهم محدّقة إلى سواد الفضاء". وها نحن بعد قرن نقبل على الموت (...)
يقدم الروائيّ المصري باسم جبرة في رواية "أحمس" الجزء الأوّل المعنون ب "الوباء" رؤيته من خلال شخصيات واقعيّة وتاريخيّة، تفضي إلى موازنة بين عالمين محتلفين زمنيّا ومكانيّا لكنهما متشابهان تماما، وكأنّ التّاريخ هو هو. "إنّ الشّيء الوحيد الّذي نتعلّمه (...)
تتوجّه هذه القراءة نحو قصيدة "البرزخ" للشّاعر الفلسطينيّ كميل أبو حنيش، متّخذة من "البرزخ" والبرزخيّة منطلقا ومنطقا للتّحليل، ليكشف التّحليل عن تلك الأبعاد الدّلاليّة الّتي كَمِنَت في هذا اللّفظ، فانفجرت دلالته ليتشبّع منها النّصّ، وبالتّالي مآلات (...)
الإنسان عقل يفكر ويرتقي وقلب يحبّ، يدفع العقل للسّلوك بضمير حيّ وإرادة حرّة بمعزلٍ عن أيّ ضغوطات فكريّة أو عقائديّة أو أيديولوجيّة. إنّه الإنسان كما هو وكما يجب أن يكون بجوهره العاقل والمحبّ. قد نختلف على تحديد الأساليب المنطقيّة المؤدّية إلى نتائج (...)
أن تقدّم ديواناً للشّاعر يوسف الهمامي، فكأنّك تقرب الوحي وتلازم الأنغام العلويّة وتلامس الأسرار الأرضيّة. وفي ذلك تكمن صعوبة التّقديم لما يمتاز به الشّاعر من خصّيصة نادرة، ألا وهي التّماهي مع العالم الشّعريّ والانصهار به حدّ اعتلاء رتبة الشّاعر (...)
بعد إعلان وزير التّربية والتّعليم اللّبناني قرار إنهاء العام الدّراسيّ وترفيع التّلاميذ إلى صفوف جديدة، امتعضت المدارس الكاثوليكيّة من هذا القرار. واعتبر الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة الأب بطرس عازار أنّ هذا القرار "هرطقة". في حين أنّ المدارس (...)
يقول جبران خليل جبران: “من علّمني حرفاً كنت له عبداً”. ولعلّ الصّحيح أن يقال: “من علّمني كيف أفكّر”. فبناء الإنسان بالدّرجة الأولى يفترض تعليمه كيفيّة التّفكير المرافقة بشكل أساسيّ لتعليم الحرف.
ولكي يتمكّن الإنسان من سبر أغوار الحرف فلا بدّ من أن (...)
مؤلم أن نرى طلّابنا في لبنان فرحون للغاية باقتراح وزير التّربية والتّعليم العالي بإنهاء العام الدّراسي وترفيع الطّلّاب إلى صفوف جديدة. ولا بدّ من أن نتساءل عن سبب أو أسباب سعادة أبنائنا بعدم العودة إلى المدرسة. ولا بدّ من أن نقف قليلاً عند رأيهم في (...)
حيث يكون عقلك يكون كنزكَ. وبقدر ما يرتقي العقل ويتثقّف يتنقّى من شوائب مرض الجهل ويستقبل الصّور والأفكار بمنطق يعلو فوق الغرائز وفوق (ميكانيزمات) التّفكير المحدود فيكون الكنز المعرفة والغنى الفكريّ. لا ريب أنّ تثقيف العقل يحتاج إلى تدريب طويل وإرادة (...)
إذا تحرّر العقل استقام الإنسان. فالعقلُ المحرَّر يحدّد مقياس الفهم والقدرة على استيعاب الأمور ونقدها بدقّة المتأمّل. وأعني بالعقل المتحرّر، العقل القادر على قبول كلّ صورة أو فكرة أو نظريّة دون أن تستأثر به ردّات فعل عشوائيّة أو أحكام مسبقة فتمنعه من (...)
افرحوا في الرّب كلّ حين، وأقول أيضاً: افرحوا.
ينبغي أن نذكر دائماً أنّ بولس كتب رسالته إلى فيليبي وهو في السّجن. ولا ريب أنّه كان في ضيق عظيم إلّا أنّه في هذه الرّسالة ذات الفصول الأربعة استخدم عبارة الفرح ثلاثة عشر مرّة. وإن دلّ هذا على أمر فهو (...)
(1)
الرّيح شديدة هذه اللّيلة
يعوزها أن
تخترق ذرّات الكون
لتعيد ترتيب فوضى الملائكة
وأنتَ الجالسُ هناك
في ظلّ مرآتكَ السّاكنة
تبتسمُ
وتُهدي العالم عصارة النّور
حتّى لا يظلم النّدى
ما تبقّى من ورود…
(2)
لا قصيدة
إلّا
تلك السّالكة في نوره
يشرقُ على (...)
نتج عن اختبار بولس الرّسول الإيمانيّ حضوراً ضخماً ومؤثّراً في التّاريخ. بولس الّذي لم يعرف المسيح كباقي الرّسل، عرفه اختباريّاً بل رآه. أيّاً كانت الإشكاليّات المطروحة حول شخصيّة بولس الرّسول ورسائله إلّا أنّ اختباره العميق رسم لنا ملامح الإنسان (...)
تقول سلوى النّعيمي في ما يخصّ رواية “برهان العسل”: “لم يكن هدفي كتابة رواية فضائحيّة أو مبتذلة، بل اختبار العلاقة مع قارئ حقيقي.” إلّا أنّ الهدف الحقيقيّ من الرّواية لم يظهر، بغضّ النّظر عمّا إذا كان بالإمكان تصنيف هذا الكتاب كرواية أم لا. أرادت (...)