يحكى المسلسل عن فترة حكم الخديو إسماعيل، ولكن من الواضح أنه يركز على ماكان يحدث فى حرملك الخديو ، قال البعض عنه أنه تقليد لحريم السلطان وهذا ما نفاه صناع المسلسل ، وأيا ما كان الهدف من المسلسل فمن المبكر الحكم عليه وبعيدا عن المسلسل لنعقد مقارنة بسيطة بين آل عثمان الحاكمة للدولة العثمانية وأسرة محمد على من جانب التصارع على الحكم وتحكم الحرملك مع التنويه أن كل ما سيذكر حقائق تاريخية وليست مأخوذة من الدراما التركية أو المصرية. أولا: عدم وجود أسس ثابتة بقوانين الدولة العثمانية لاختيار ولى العهد جعلت الأخوة يتصارعون فما بينهم فى أغلب الأحيان حتى أصبحت عادة عثمانية قتل الأخ لباقى أخوته ليعتلى العرش. ثانيا: منع زواج الأمراء العثمانيين من حرائر والاكتفاء بالجوارى وترقى الجارية بالحرملك وحصولها على مخصصات مالية أكبر ومكانة أعلى عند انجابها ولدا للأمير العثمانى وارتقائها أكثر وأكثر بالحرملك عندما يصبح ابنها وليا للعهد ووصولها إلى أعلا مكانة بالحرملك عندما يصبح ابنها سلطانا وتعطى لقب السلطانة الأم كما أنها فى هذه الحاله تصبح حرة لأن فى الشريعة الإسلامية الولد لا يملك أمه. أصبحت أم كل أمير تحيك المؤامرات للمنافسات مع الأخريات من الجوارى للتخلص منهن وتحريض ابنها على إخوته للتخلص منهم حتى أنها كانت تنفذ ذلك بنفسها أحيانا دون أخذ رأيه فعلى سبيل المثال رتبت السلطانة صفية أم السلطان محمد الثالث مكيدة إذا مات السلطان مراد الثالث بن سليم الثانى بن سليمان القانونى ، وكانت جارية مراد الثالث المفضله وأم ولى العهد إلا أن مراد الثالث كان له 18 ابن غير أبنها فاتفقت مع 18 عبدا يقتلون كل أمير بغرفته خنقا عند اعلان موت مراد الثالث وذلك ما حدث بالفعل بما عرف باسم مذبحة الأمراء وبذلك أعتلى محمد الثالث العرش دون منافس. لذلك فحرملك السلطان العثمانى ملئ بالقصص الدموية وتاريخ السلاطين العثمانين زاخر بقصص قتلهم لأخواتهم طوال ال 500 عام عمر الدولة العثمانية تقريبا حتى سقوطها فى 29 أكتوبر عام 1923. ونعود لأسرة محمد على التى أسسها محمد على ( مؤسس مصر الحديثة )عام 1805 أولا : عندما استطاع محمد على انتزاع فرمانا من السلطان العثمانى بجعل ولاية مصر وراثية له وأسرته ، جعل ولاية العهد لأكبر أفراد الأسرة سنا مما جعل تلك القاعدة واضحة ولم يتنازع أفراد الأسرة على الحكم حتى أن إبراهيم باشا - ابن محمد على - تولى الحكم لعام ثم توفى فتولى ابن أخيه عباس حلمى الأول ابن الأمير أحمد طوسون لكونه أكبر أبناء الأسرة العلوية سنا ثم تولى سعيد باشا ابن محمد على العرش ، ثم تولى الخديو اسماعيل بعد عمه سعيد باشا وكان إسماعيل ابن إبراهيم باشا وقد أدت تلك القواعد الثابته فى تولى العرش إلى استقرار الدولة وعدم تنازع أفراد الأسرة على السلطة وحتى عندما استطاع الخديو أسماعيل الحصول على قرمانا من الدولة العثمانية لتولى العرش لأكبر أبناءه سنا لم تحدث خلافات تذكر وكان باقى الأمراء يعيشون حياتهم بشكل طبيعى بعد تولى أخيهم السلطة دون منازعات. ثانيا : كان الذكور من أسرة محمد على يتزوجون بشكل طبيعى وفى نفس الوقت يمتلكون جوارى حتى عصر الخديو إسماعيل الذى كان له زوجات ويمتلك جوارى أيضا إلا أن كره للرق والعبودية وتأثره بالحضارة الأوروبية جعلته يلغى تجارة الرقيق بمصر عام 1877 بموجب اتفاقية بين مصر وبريطانيا وفرضت عقوبات مشددة على تجارة الرقيق. لذلك منذ عهد الخديو توفيق ليس لخديو مصر سوى زوجات لأن الرق قد ألغى ولم يعد هناك جوارى بالحرملك والجدير بالذكر أن مصر سبقت الدولة العثمانية نفسها فى ذلك المنحى لأن الدولة العثمانية ظلت تطبق الرق حتى سقوطها فى 1929 على يد أتاتورك. وبناءا على ماسبق فليس هناك أى وجه للتشابه بين صراع الأخوة على السلطه أو مؤامرات الحرملك لدى السلاطين العثمانيين بنركيا وأسرة محمد على بمصر وفى النهاية هناك ملاحظة هامه يجب الإشارة لها وهى أن قصر عابدين أمر بإنشائة الخديو إسماعيل وتم الانتهاء منه عام 1872 وأصبح مقرا للحكم حتى قيام ثورة يوليو إلا أن الخديو إسماعيل لم يقيم به سوى سبع سنوات لأن بريطانيا عزلته عام 1879 وتولى ابنه الأكبر الخديو توفيق الحكم