ختام امتحانات النقل للمرحلتين الابتدائية والإعدادية بمنطقة الإسماعيلية الأزهرية (صور)    سكرتير شعبة الذهب: تراجع أسعار الذهب والفضة    محافظ القليوبية: إزالة 3190 حالة تعد على الأراضي الزراعية وتحرير 1558 محضر مخالفة    18.4 مليار جنيه حصيلة جمع العملات من شركات الصرافة التابعة للبنوك الحكومية    غدا انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة بالتجمع    مجرم في كهرباء الجيزة!    بايدن: لن يهدأ بالي حتى يعود جميع الرهائن عند حماس إلى أحبائهم    رئيسة «الخير» المعارضة لأردوغان تستقيل من منصبها    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    الجودو، منتخب مصر يتربع ملكا على عرش البطولة الأفريقية (صور)    أحمد حسام ميدو يكشف أسماء الداعمين للزمالك لحل أزمة إيقاف القيد    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب | النسخة العاشرة    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    تسبب في حالة تسمم، إغلاق مطعم شهير بالسعودية    تجديد حبس المتهمين بسرقة السيارات في العجوزة    كواليس لقاء ياسمين عبد العزيز مع إسعاد يونس في صاحبة السعادة    السر وراء احتفال شم النسيم في مصر عام 2024: اعرف الآن    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الرئيس التنفيذي للجونة: قدمنا بطولة عالمية تليق بمكانة مصر.. وحريصون على الاستمرار    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    بايدن: لن أرتاح حتى تعيد حماس الرهائن لعائلاتهم    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    «تربيعة» سلوى محمد على ب«ماستر كلاس» في مهرجان الإسكندرية تُثير الجدل (تفاصيل)    تطوان ال29 لسينما البحر المتوسط يفتتح دورته بحضور إيليا سليمان    أصالة تحيي حفلا غنائيًا في أبو ظبي.. الليلة    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقابلة وحوار مع الكاتبة والشاعرة المغربية نعيمة الحامد

الشاعرة المغربية نعيمة الحامد، سيدة راقية ورائعة، تتصف شخصيتها بالذكاء والإبداع، والرقة والدقة، والموضوعية في إجاباتها، رزينة ومتزنة، بأقوالها، وكتاباتها، ومشاعرها، كتاباتها وتعليقاتها علمية، وواقعية، وموضوعية، تنسجها وتكتبها بوعي وذكاء، وفقاً لقناعاتها الشخصية، وثقافتها العميقة، وعلمها ودراستها، تتمتع بمشاعر وطنية وقومية وإنسانية رائعة جداً، متفهمة جداً، لواقعها، ولرسالتها الإنسانية التي تصبو لها، استمتعت كثيرا بحواري معها، وبثقافتها العميقة والخلاقة، كعادتي مع كل من أحاورهن من السيدات، كان سؤالي الأول لها هو:
@الرجاء التعريف بشخصيتك للقارئ; جنسيتك ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة؟؟؟
السيدة نعيمة الحامد..مغربية..من مدينة القنيطرة المغربية، من مواليد العام 1955م، بمدينة الرباط...أستاذة الفلسفة، متزوجة وأم لثلاثة أبناء..حاصلة على الإجازة في علم النفس، من شعبة الفلسفة، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية..جامعة محمد الخامس بالرباط..هوايتي المفضلة الكتابة، شعراً ونثراً، وقد حصلت على التقاعد النسبي أواخر العام 2009م..مما ساعدني على التفرغ أكثر لأسرتي، وهيأ لي بالأخص زمناً رحباً، للكتابة والتأليف. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان:حكاية قلبين:
كان هناك يوماً قلب وحيد، لا نظير له في هذا الزمان، عامر بالحب وبالإيمان، فياض بالحنان، صادفه يوماً قلب آخر، قلب وحيد، لا نظير له في هذا الزمان، فقد كان أيضا
عامراً بالحب وبالإيمان، كان فياضاً بالحنان تعانقا معاً، سارا بدعة وسكينة، في رحلة حياة طويلة، كانا يغرسان أزاهير وئام واطمئنان، كانا ينثران معا أريج الورود، كانا يلونان أفق الوجود بريشة الخير والجمال، وأينما حط بهما المقام، كانا حضن المواساة يشرعان، هموم الغير في عطفهما يضمان، كانا وطأة الآلام، عن البائسين يخففان، و كانا جراح القهر والغبن يضمدان..وتتالت الشهور، وتبعتها الأعوام ، والعالم قد مزقته الحروب، وفي صهارة الظلم في نير العنف ذابت إنسانية الإنسان..اشتكى القلبان، وفي أعماقهما، تعب وكل الخفقان، تداعت صروح الثقة والأمان، ضاعت مقاليد المحبة والسلام..وفي رحلة أخيرة سارا من جديد، سارا معا بخطو يائس، هجر هذا العالم يبغيان، وبدمع يغمر المآقي متقطراً من جرح الأسى، ونظرة وجلة ترتد حسيرة صريعة، فعلى مرمى البصر دخان ورماد، قفار وألغام، وتحت ظل شجرة، شجرة وحيدة
لم تحترق في لهيب البركان، تعانقا معاً، وبكل ما ترسب في الكيان من تداعيات يأس واستسلام، قالا للدنيا وداعاً، لم يعد لنا فيك مقام، أبداً أبداً، لم يعد لنا فيك مقام.
@ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟
القيم والمباديء والأفكار التي أحملها، وأؤمن بها، وأدافع عنها، هي قيم الصدق، والمحبة، والتعاون، ومبادئ الإخاء، والسلام، كقيم للوجود الأصيل، تضمن التساكن الجميل، والتعايش الآمن، والتفاعل الراقي، بين الذوات الإنسانية.
شخصيتي قوية، لكن متزنة وهادئة وواقعية، ولست جريئة، أو متحررة من كل الضوابط، وكسيدة عربية، ففي رأيي هناك حدود فاصلة، بين قوة الشخصية بما تعنيه من تباث على المبدأ، ودفاع عن قناعاتي الشخصية، واحترامي لذاتي وللآخرين، وبين ما تنطوي عليه الجرأة من اندفاع، قد يصل إلى حد التهور، وتخطي معايير السلوك، والاستجابات المتعارف عليها اجتماعياً، والتي تتأسس على الحوار السليم، والاحترام المتبادل، والتبادل الإنساني الرفيع. صريحة وصادقة مع ذاتي، ومع الآخرين، مما يجعل من انفتاحي عليهم، وعيشي معهم لحظات تواصل، وتفاعل اجتماعي مقبول، ومرغوب فيه.
في الحياة، أنا متفائلة أكثر، ووجوديتي مفعمة بتطلعات إيجابية، وجميلة، نحو غد أفضل، ومستقبل أكثر إشراقا.
@هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسيا، أم تؤمني بان المرأة يجب ان تكون تحت سلطة الرجل بكل شيءً؟؟؟
أنا طبعاً، مع حرية المرأة اجتماعياً، واستقلالها سياسياً، واقتصادياً، فهذه المكتسبات، أصبحت قائمة، ومعترفا بها في في حياة المجتمعات الحالية، وأنا أثق بإمكانات المرأة، وأؤمن بحقها في الحرية، والاستقلال الذاتي، سياسياً، واقتصادياً، حين تحترم هذه الحرية، وتحرص على الالتزام بشروط السلوك الفاضل، وقيم العقل الجمعي، فتصون كرامتها، وتحافظ على أخلاق العفة، والحياء، كمقومات جوهرية للأنوثة الحقة..وفي رأيي، ليس للمرأة أن تكون تحت سلطة الرجل المطلقة، خصوصاً ونحن نراها فاعلة أساسية، وشريكاً اجتماعياً، ومساهمة خلاقة، في شتى المجالات، وأنا في الحقيقة، أميل بقوة إلى الإقرار بالعلاقة التكاملية بين الرجل والمرأة، علاقة أساسها الاحترام المتبادل، والعطاء المتكافئ، فلا الحرية المطلقة للمرأة، ولا السلطة المطلقة للرجل، يمكنها أن تبني مجتمعاً صالحاً وسعيداً ومزدهراً.
المرأة هي الأم، والزوجة، والأخت، والابنة، فإذا لم نمنحها اعترافنا، وثقتنا، ودعمنا، باحترامنا لها، واكتفينا بالسعي لاحتوائها كلياً، تحت جناح الرجل- وأؤكد هنا على كلمة كلياً-نكون قد أسأنا إليها فعلاً، وحرمناها من جوهر إنسانيتها، كشخص، ومن فاعليتها كفرد اجتماعي.
@ ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة؟؟ وهل لديك مؤلفات؟؟ لمن تكتبي من فئات المجتمع؟؟؟ وما هي الرسالة التي تودي إيصالها للقارئ؟؟؟وما هي طبيعة كتاباتك ؟؟؟ ومن هم الكتاب والأدباء الذين تعتبرينهم في مجال اهتماماتك، سواء عرب أو خلافهم؟؟؟؟
علاقتي بالقراءة وبالكتابة، حكاية طويلة، ورائعة، تعود فصولها الأولى، إلى زمن وعيي المبكر لذاتي، في "الكتَّاب القرآني" حيث كانت أبجدية الضاد، أول ما خطته أنامل الطفلة، التي كنت، وكانت كلمات القرآن الكريم، أول ما استقر في صدري، وتردد على لساني، وأتذكر نفسي طفلة شغوفة بالقراءة، والمطالعة، فقد كنت دوماً أجد سعادتي الحقة، بين أحضان كتاب، وحتى الورقة المهملة، عندما أجدها في طريقي، أنحني بعفوية، وألتقطها من تراب الأرض، لأقرأ ما فيها.
فيما مضى، كانت تنتابني حالة من الإحباط والأسى، وأنا أحس أنني قد تأخرت كثيراً، عن التأليف والنشر، لأن مهامي ومسؤولياتي الأسرية، كأم حريصة على تربية أبنائها، ومتابعة نموهم العقلي، والسلوكي، والتزاماتي المهنية، كأستاذة للغة العربية، والتربية الإسلامية، ثم للفلسفة، حوالي اربع وثلاثون عاماً، من العطاء المخلص، والتبادل الجميل، في رحاب التربية والتعليم، وما يمليه كل هذا من واجبات، وشروط، كان سبب حجب كتاباتي، التي ظلت تتراكم عبر السنين- وقد ضاع جزء مهم منها- لكني في السنوات الأخيرة، تفرغت لمراجعة كتاباتي، وعزمت على إخراجها إلى الوجود، وقد أصدرت الجزء الأول من ديواني الشعري (أوراقي)، وأنهيت حاليا النسخة الإعدادية للجزء الثاني، سيليها ديوان (حكايات عشق وعشق) و(دفاتر عشق منسي)، وهناك مشروع كتاب، اخترت له مبدئياً، كعنوان:(مفاهيمي وتأملاتي وتوتراتي)، وأشتغل أيضاً على مشروع أدبي للأطفال، واليافعين:(حكايات لها معنى)، وعلى مسرحية من فصل واحد:(بين شعرين)، كمتخيل افتراضي لحوار بين الشعر الحر، والشعر التقليدي، و(عشر صور من حياة عادية) كمشروع قصص قصيرة، تعكف على نقل مشاهد من واقع المجتمع، والمعيش اليومي. وإن طال عمري آمل أن أكتب المزيد إن شاء الله. أنا لا أكتب لفئة بعينها، في الحقيقة، أكتب للقاريء الذي يستطيع أن يعايش في كتاباتي، معاناة الإنسان، ويلامس معي مكامن الجرح النازف ومواطن الألم القاسي، ويستشعر معي الحاجة إلى شجب الظلم، والتنديد بالعنف، وإدانة الحيف والبهتان، ورفض مخططات التزييف واللا عقل، ويتقاسم معي حلمي بالغد الأفضل، الذي تتحقق فيه الحرية، والعدالة، والكرامة، وتحترم فيه، إنسانية الإنسان. وهذه هي الرسالة التي أود إيصالها إلى قرائي .
كتاباتي شعراً ونثراً، تنظمها نزعة إنسانية، وتتمحور حول قيم وجدانية، وهموم وطنية، وقومية وتأملات في الوجود، والحياة، والمصير، وقضايا الطفل والمجتمع، وقيمة الإنسان. وقد قرأت كثيراً، ولا زلت أستمتع بلحظات القراءة، وأعتز حقاً بهذا الشغف، بل أعتبره نعمة حباني بها الخالق عز وجل. وككل أبناء جيلي، قرأت لكتاب، وشعراء، وروائيين، من الأدب العربي، والفرنسي، والإفريقي، والروسي، المترجم إلى العربية.. قرأت ليوسف السباعي، وإحسان عبد القدوس، ومحمد عبد الحليم عبد الله، وكتاب ألف ليلة وليلة، وطه حسين، ونجيب محفوظ، ومحمود تيمور، والمازني، وأحمد شوقي، والعقاد، وجبران خليل جبران، وإيليا أبو ماضي، وميخائيل نعيمة، وأبو القاسم الشابي، والجواهري، وخليل مطران، ومحمود درويش، ونازك الملائكة، وفدوى طوقان، وبدر شاكر السياب، وغالي شكري، وغيرهم، إضافة إلى مؤلفات متخصصة في مجال النقد، والفلسفة، والأخلاق، والتربية، وعلم النفس، والسوسيولوجيا، والتاريخ والأسطورة.
@كيف تتمخض الكتابة لديك خاصة القصيدة الشعرية؟ وهل هي من خيالك، أم تعبري بها عن حالة خاصة مررت بها، او تعبري عن معاناة صديقة لك وما هو مضمون كتاباتك ولمن تكتبيها من فئات المجتمع، وهل تكتبي الومضة الشعرية؟؟؟
في افتتاحية (أوراقي)، قلت ضمن:(لحظة بوح، بيني وبين قرائي):"يسألونني: متى أكتب؟ وكيف أكتب؟
أنا في الحقيقة، لا أقرر متى أكتب، لا أحدد، متى أسكب عصارة الوجدان، في أوراق شعري. أنا في الحقيقة لا أختار متى أنضد فسيفساء هواجسي وتوتراتي، ومكنونات خواطري. أنا لا أشعر متى أشرع، ألتهب، ولا متى أشرع، أحترق مع الكلمات. أنا لا أخطط كيف أرسم ملامح الأشخاص، ولا كيف أؤلف تقاطعات الزمان، وأبعاد المكان. أنا لا أحدد متى تتدافع الأنَّات، والوقائع، في أوراق سردي، ولا كيف تتنامى البناءات، ويشتد عود الحكايات. ففعل الكتابة لدي، لا أشرع فيه، أو أطلقه، بداية من زاوية مختارة، ولا أنهيه، أو أُتمه في توقيت منتقى، عند هذا الشطر بعينه، أو ذاك. إنه فعل يبدؤني هو، مخاض يشرع فيَّ هو، ثم ينهيني، ويُتمني حين يقرر هو، فقط حين يقرر هو. إنه يدعوني إليه، ويفتح لي ذراعيه المشرعتين، يغريني حينها، ويحتويني في كليتي، فأندفن في هذه الأحضان المفتوحة، وأندس فيها بكل ما أنا إياه، ألبي دعوتها ونجواها، أنقاد لإغرائها، وتطوقني ساحريتها، ثم أستحيل وجودية راغبة، وأتوه في أروقتها السرية، حيث نتعانق كيانا ملتحماً، وتستغرقنا لحظات إبداع طويلة، حيث تدثرنا ستائر حرير أخضر، دفئها هفيف شِعر..ومضات فكر، وتوثبات وجدان، رفيفها الجواني نبض روح في كينونة عشقيه؛ كينونة متأصلة، في تربة وعي صادق، وعي شفاف، كينونة غارقة في دنيا قلم يرتعش، ويفيض من دفق مشاعر مرهفة، مشاعر منغرسة في ذاكرة الأيام، قلم جذوره إشراقة الأحلام، ممتدة إلى آفاق لا تتناهى، جذوره تضرب بعمق في حلم الإنسان، أبعاده الكونية، أقمار ليل فضية، تنير ليالي الدجى، وشموس آمال تشرق، وتنبث في فؤادي أنفاس عزيمة، وهج طموح وإصرار، تذيب طيات سديم ضبابي، وتزيح أثقال هم مقيم في أركيولوجيا وجوديتي القديمة، شواهد حزن، رواسب إحباطات، وتداعيات معاناة، أوراق تأمل وحمولة تساؤلات." هكذا تتمخض الكتابة لدي.
القصيدة الشعرية بالخصوص، غالباً ما تنبع وتفيض من معين وجداني، وتتردد حروفها مع نبضات قلبي، قبل أن تفيض من قلمي، وتتجلى خلقاً أدبياً في أوراقي. تهزني وترجني من الأعماق، مآسي الإنسان، ويتجسد هذا في قصائدي عن فلسطين، والعراق، وسوريا، ومصر (الجرح العربي)، وفي مراثي الفراق الحزين، وقيم العروبة الممزقة في وحشية الحروب، والمنصهرة في بركان التطاحن المذهبي والتناحر العقدي، والطفولة المشردة، كذا شباب الهجرة السرية، والضياع المحتوم، في (قوارب الموت)، وأسئلة الوعي الشقي، واندحاره أمام المفارقات، وفي هموم الوطن، وقدر الشاعر والأنثى، وقدر المتفلسف، ورسائل عتاب إليك يا زماني، حيث كتبت في الرسالة الأولى:
وا حر قلباه يا متنبي..وا حر قلباه ممن لسانه مكمم..أقلامه للجبابرة الطغاة تابع ذليل.. وصوت الحق لديه أخرس ملجم..وا حر قلباه يا متنبي..وا حر قلباه ممن عزيمته وهن..ومن في درب الكفاح خطاه..ضلت وأضاعت توجها..فلم يعد يجد لقدميه موطئاً صلباً..ولا صار منتمياً أو بحق له وطن..وا حر قلباه يا متنبي..وا حر قلباه ممن ينام هانئا..في كل لياليه..قرير العين والبال..أما أنا فقد أرقني التفكير..والنوم يا متنبي في ليالي..قد هجر مرقدي وجفاني..وحتى أحلامي يا متنبي..لم تعد أحلاماً..بل هي صارت مثلي مثقلة بالأحزان..وهم الوجود يا متنبي..حاضر فيَّ أبداً..في يقظتي ومنامي..وا حر قلباه يا متنبي! وا حر قلباه من غرائب هذا الزمان، زمن تحبطني مفارقاته، وموت العقل فيه قد أضناني.
@ هل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية، وصفحات التواصل الاجتماعي، خدمتْ الأدباء والكتاب، والشعراء، والمواطن العربي، بشكل عام؟؟؟؟؟؟
أعتقد أن الشبكة العنكبوتية وصفحات التواصل الاجتماعي قد خدمت الأدباء، والكتاب، والشعراء، والمواطن العربي عموماً، إذ هي كفضاء معرفي، وإخباري، وكمجال تواصلي، بلا حدود-حين توظف إيجابياً، وعقلانيا-تتيح الفرصة للمفكرين، والمبدعين، ليكتبوا إنتاجاهم، ويعبروا عن آرائهم ومواقفهم، إضافة إلى ما توفره من آفاق غنية للتبادل الفكري، والتلاقح الثقافي، والحضاري بين مختلف الشعوب.
بالنسبة للمواطن العربي، فهذا الفضاء التواصلي الرحيب، مكنه من التعبير والانفتاح، بشكل أوسع على المعارف والأفكار، والمعلومات، خاصة في مجال الأخبار، الذي يعد شحيحاً إلى حد ما بالنسبة إليه. هذه مقاطع من قصيدة أشواق وحنين مهداة إلى كل إبن مغترب بفضاءات المهجر:
إليك..خطافي المهاجر، تتعالى ضحكة الأطفال، تشقشق صداحة، تتردد في رحاب،الوجود، تهدي الحياة، معاني مفعمة بالصفاء، تهدي الفرحة حضوراً طالما. غيبته رتابة الأحزان، وتندس أنامل الحب دافئة..رقيقة تدغدغ مكامن أمومتي، تفيض ينبوع شوق تتحدر عبرات حنين طالما..انسابت دافقة بالحنان، وذكرى غريب الدار.. هناك تائه في دروب المهجر، غريب مع الغرباء، يرنو رقراق الدمعة، والقلب مكسور محطم الكبرياء طالما..افتقد عزة الأوطان، وتقلع سفن الأشواق مبحرة بأشرعة الفؤاد،
لهفى على وصال الغريب، وخفقات القلب مجداف لا يكل تصارع الأمواج، تصبو لعناق عزيز طالما..ضمته في خبايا الأحضان، ويطير القلب المكلوم يسافر بأجنحة الشوق ولهان، يحلق طيراً تائها في الأجواء، يسأل أسراب السنونو عائدة، أين خطافي المهاجر، طالما..رفرف في سماء أحلامي؟ أين خطافي المهاجر نأى عني..ويمم شطر مدن الضباب؟ أين خطافي المهاجر فروحي مغتربة هناك، هائمة وراءه في الفضاءات؟ يا سرب الطير العائد يا سرب الطير..أجبني، أين وجوديتي الجميلة؟ يا سرب الطير العائد يا سرب الطير..أجبني هل سيعود خطافي المهاجر، طالما..حلق طيراً سعيداً متهللاً بالبشر، طالما..صدح هزارا غريدا في رياض وجداني؟؟؟؟؟؟
@هل أنت سيدتي مع القصيدة الشعرية الحديثة والشعر الحر؟؟ أم مع القصيدة العمودية الكلاسيكية المعروفة ؟؟؟ وهل تكتبي الومضة الشعرية أم لا؟؟؟؟
أنا مع الكلمة المعبرة، والمعاني العميقة، سواء سبحت في بحور الخليل الفراهيدي قصيدة عمودية كلاسيكية، أو انطلقت محلقة، بأجنحة الحرية، في فضاءات القصيدة الشعرية الحديثة، الشعر الحر، أعتبر هذا التمييز بينهما، مجرد تصنيف اعتباطي، وفي افتتاحية (أوراقي) كتبت:
" ولأن الشعر في عقيدتي، ليس ترفاً مخملياً، ولا ترفيهاً مسلياً، وليس تمايلاً نشوان أو اهتزازا طروباً، على وقع رنات جرس موسيقي، لأنه ليس مجرد كلام موزون مقفى، لأن "الشعر بيت الوجود" يا هيدجر، فإنني في ربوعه النقية، أشف وأتجلى فكراً نقياً، في جذوته أنصهر وأذوب، وفي توهجات وحيه أشتعل وعياً متقداً جمريا، ومن صلب معاناتي، انبثق وأتجسد، كلمات مقتطعة من نسيج الروح، كلمات مخضبة بلون العروق، كلمات تبذل ذاتها بذلاً سخياً...فعسى أن تتسلل أوراقي إلى وجدانكم، وفكركم، حتى نتشاطر معاً لحظات شعر، يفيض من نبع الأعماق، لحظات شعر هاجسه قيم المحبة والصفاء، وهمه المؤرق، هو هم الوجود، والحياة، هو هم الإنسان."هذا هو الشعر كما حددتُ ماهيته وجوهره في (لحظة بوح بيني وبين قرائي)، وليس مهماً بتاتاً أهو شعر تقليدي، أو شعر حر، أو قصيدة نثرية.
بالنسبة للومضة الشعرية، إذا كان الدكتور أحمد القاسم يقصد بها قصيدة غنائية قصيرة أو نشيداً فإنني لست واثقة كثيراً، إذ بمجرد أن ينطلق قلمي، يأبى أن يتوقف، ولا أملك إلا أن أتبعه إلى حيث يقودني، فأجد نفسي في النهاية، وقد طالت القصيدة صفحات وصفحات، رغم أن شرارتها الأولى، قد توهجت من ومضة، ويبدو أن قلمي يطمح إلى أكثر من ومضات، أو كبسولات مختزلة.
@ ما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية؟؟؟ والتي تقول: المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، فلا تحاول إصلاحها، لأنك إن حاولت فسينكسر، لذا لا تحاول إصلاحها، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، وما ولَّى قوم أمرهم امرأة، إلا وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ؟؟؟
مصطلح الثقافة الذكورية وانتشارها في المجتمعات العربية المحافظة، يمكن اعتبارها من مخلفات عقلية تقليدية، ترفض الاعتراف بدور المرأة، كفاعل ثقافي، وشريك اجتماعي، لتحصر مهمتها في إطار ضيق، لكن وضعية المرأة العربية في مجتمعاتنا الحالية، تبشر بالخير، في إطار التغير الملحوظ للمفاهيم، والتمثلات المنفتحة، التي يتعامل بها الرجل العربي المعاصر، مع المرأة ككيان فاعل، اجتماعياً، واقتصادياً، وسياسياً، وما علينا حقاً فعله هو المضي قدماً في دعم هذا المنظور الإيجابي، الذي تخلص إلى حد كبير من إسقاطات الموروث التقليدي، ولم يعد متحجراً، في ثوابت رؤية ذكورية متعالية، والمرأة اليوم، تحظى بالاحترام والتقدير، وتشارك بثقة في مسيرة التنمية والبناء. وأنا من هنا، أحيي (الرجل العربي)، وأقدره كإنسان، يدعم المرأة، ويناصر قضاياها، ويسندها بصدق، شريكاً فعلياً، يكملها، ويقاسمها أعباء الحياة.
@ هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟ وهل تؤمني بالحب والعشق بشكل عام؟؟ وهل ينتهي أو يموت الحب بعد فترة من الزمن؟ وهل يصبح عبئا ثقيلاً على أطرافه؟ أم يبقى الحب مستمراً ؟؟؟
الصداقة، كقيمة إنسانية رفيعة، يمكنها أن تنشأ وتنمو، عبر صفحة التواصل الاجتماعي، شرط احترام المعايير السامية، لهذه الصداقة، كعلاقة أخوية، ورابطة تقدير، وتبادل فكري رفيع المستوى.
أما بالنسبة للحب والزواج، فإنني أجد نفسي متحفظة بقوة، فهذه علاقات مصيرية وليست فاعلية لعبية، لكي يتم تقريرها في فضاء افتراضي.
الحب قيمة سامية، وعاطفة نبيلة، أؤمن به في مفهومه الشمولي والراقي، فالحب، حبي لخالقي سبحانه وتعالى، حبي لوطني، لأمي وأبي رحمهما الله، حبي لإخوتي، حبي لزوجي ولأبنائي، وتلامذتي، حبي لأخي الإنسان، وحبي لجمال الطبيعة، وقطرات الندى، تكلل أوراق الشجر، وترصع تيجان الورود، والأزهار، في إشراقة صبح جديد..كل هده تجليات عشقيه راقية، وجميلة. فالحب، نابع أصلاً من أعماق القلوب، وهو عندما يكون نقياً خالصاً، ومرتكزاً إلى دعامة متينة، من التفاهم والنضج العاطفي، والكفاح المشترك، يدوم ويتجذر، ولا يقهره الزمن، أو تحبطه المعيقات والأعباء، مهما ثقلت، ولا تقتلعه الأنواء، لأنه رغبة صادقة، وإرادة حياة، تتغلب على الصعاب.
@ ماذا تعلمت من تجارب الحياة من نصائح وحكم وأعمال؟؟؟؟
علمتني الحياة: التروي وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، تجنباً لمرارة الشعور بالندم. والمحافظة على من يحبني، ويحلني من نفسه مكانة تقدير وإعزاز، حتى لا أفقد فيه شخصاً وفياً ومخلصاً، قد لا يجود بمثله الزمان. الصدق، والإخلاص، والإتقان، والشفافية في الأقوال، والأفعال، كخصال تكرس قيمة الإنسان. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان:أنا لو كنت طيراً
أنا لو كنت طيراً، لوددت أن أطير إلى فلسطين، أحمل رسالة الحب إلى أهليها، أنا لو كنت فارسا محارباً، لوددت أن أسير إلى فلسطين، ودون درعٍ واق.. أشهر سلاحي وبحد السيف أذود عنها..وأحميها، وبمهجتي.. بالروح هبة أفتديها، ولَكنني أنا لست إلا خفقة صادقة في قلب ينبض بحب الأرض يود لو في شغافه يلفها..ويأويها، لست إلا دمعة تعاطفٍ تود لو تسري دافقة في عروق الأرض تسقي ثراها..وترويها، لست إلا آهةَ قَهر ويأس تتصعد من مآسيها، أنا لست إلا جرحاً نزيفاً يفور من سيل الدمِ الشهيد..أنا لست إلا جرحاً نزيفاً ينساب في أزمنة الحداد الفلسطيني، يود لو استحال بلسما يضمد..ويشفي جراح بنيها.(متون الجرح الفلسطيني..النسخة الإعدادية للجزء الثاني من ديوان (أوراقي).
@ لو ملكت مفتاح السعادة، فلمن تهديه أولا وأخيراً؟؟؟
لو ملكت مفتاح السعادة أهديه مباشرة إلى أسرتي الصغيرة، إلى زوجي، إلى رفيق دربي وأستاذي الأول، إلى الرجل الذي عشت معه قرابة نصف قرن من الزمان، كانت أجمل سني عمري، وما تخلى عني، ولا تنكَّر لي أبداً، بل حرص دوماً على دعمي وتعضيدي، ومؤازرتي في السراء والضراء، وعايش معي بصبر لحظات المرض، والألم، والأرق المضني، وظل يمدني بالقوة، ويشجعني على مواصلة الإبداع، ويؤثرني على نفسه كثيراً وكثيرا، وكم مرة انطلقنا مجدداً من الصفر بشجاعة وصبر وإيمان.
أهديه أيضاً إلى أبنائي، الذين رفعوا رأسي عالياً، بأخلاقهم الكريمة، وتفوقهم الدراسي، ونجاحهم، وإشعاعهم المهني، وتعاملهم الإنساني مع الغير، بأدبيات الاحترام، والطيبة، والمحبة، والإحسان. ابنتي صوفيا تشق طريقها بهمة وثبات، في طريق المستقبل الواعد، وهي الآن، في غمرة الاستعداد، لنيل شهادة البكالوريا في شعبة العلوم الاقتصادية.
@هل تعتقدي أن الزواج عن حب، هو عامل أساسي بالزواج الناجح ؟؟؟ أم تعتقدي أن الحب، يتولد أثناء الزواج؟؟؟؟
الزواج، قد يكون عن حب، والحب قد يأتي ويتولد بعد الزواج..أنا أرى أنهما وجهان لعملة واحدة، فمعادلة (الزواج-الحب) تجد حلها الأمثل في طرفي العلاقة (الرجل-المرأة) إذ عليهما معاً، يتوقف نجاح العلاقة، واستمراريتها. وشواهد الحياة الواقعية تثبت بجلاء، أن الحب، يمكن أن يتولد ويتقوى في أحضان مؤسسة الزواج، ضمن مشاعر الألفة، والاحترام، وعلاقات الثقة، والتقدير المتبادل، التي تتنامى مع الأيام والعشرة الطيبة. وأحياناً، قد يفشل الزواج رغم انطلاقه من علاقة حب. والمهم عندي بهذا الصدد، هو إرادة النجاح، في الحياة المشتركة.
@ ما هو في رأيك سيدتي بمواصفات الزوج الناجح والمطلوب للزواج؟؟؟ وما هي مواصفات الزوجة الناجحة التي تعتقدي ان الشباب يرغبون بالزواج منها؟؟؟
مواصفات الزوج الناجح المطلوب للزواج:الوعي الناضج، احترام الحياة الزوجية، دخله مستقر، شريك متفهم، طيب ومتعاون، لا مهيمن ولا مسيطر، عطوف ودود، رزين، يزن الأمور بميزان العقل والحكمة. أما مواصفات الزوجة الناجحة المطلوبة بالنسبة للشباب:
أن تتمتع بقدر من الجمال، موظفة، متعاونة، مخلصة، منظمة، وحريصة بصدق على واجباتها المنزلية، ومتشبتة بالفضائل الخلقية.
وأنا أرى أن الجمال ليس معياراً حاسماً في اختيار شريكة العمر، لأنه يكون أحياناً قناعاً يخفي أقبح طبع، وأحط خصال، فعلى الشباب، أن يركزوا أكثر، على جمال الروح، ولين الطبع، ونبل الأخلاق.
@ قناعاتي الشخصية بشكل عام، تقول:وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ما هو تعليقك صديقتي؟؟؟
مع كامل احترامي دكتور أحمد القاسم لقناعاتك الشخصية، فأنا لي قناعة أخرى لا تقول إن وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، بل أرى أن الرجل، هو النصف المكمل للمرأة، هو رفيق العمر، وشريكها في صنع حياة سعيدة، ومتألقة بألوان الفرح، والود والتفاهم. وإن كان بعض الرجال من منطلق أناني، أو تسلط ذكوري، يتسببون أحيانا في شقاء المرأة، وعذابها، وتخلفها. تظل المسألة نسبية، فكم من امرأة كانت سبباً مباشراً لعذاب وتخلف الرجل، بل لانهياره مادياً ومعنوياً. فقناعتك يا دكتور، يجوز أن تسري على الرجل وعلى المرأة أيضاً، باعتبار ما تمدنا به صور الواقع والحياة اليومية.
@ ما هو تعليقك سيدتي على هذه المقولة:إذا كنت في المغرب فلا تستغرب؟؟؟
هذه المقولة مردودة، جملة وتفصيلاً على أصحابها. وقد أضحتْ متجاوزة، فندتها شهادة التاريخ، ودحضتها الوقائع والأحداث، وأنا أصلاً، لم أستسيغها يوماً، لأنها نوع من الشعارات المجانية الرامية، إلى الإساءة لشعب بكامله.
أنا أعتز بمغربيتي، وأؤمن بالقيمة الحقيقية للمغرب، وبانتمائي المتجذر في مغرس وطني الغالي، الذي تفتح وعيي في ربوعه الخضراء، ونمتْ شخصيتي وتبلورتْ مواهبي في أرجائه الفسيحة، ورياضه الفيحاء، وتجسدتْ أخلاقي وطباعي ضمن قيمه الأصيلة، تسامحاً، وكرماً وجوداً، وقلباً محباً للإنسان. هذا هو المغرب الحقيقي، الذي يسكنني عشقه اللا متناهي، وهذا هو الوطن الجميل، الذي أؤمن به، وتمتلئ نفسي فخراً، واعتداداً، وأنا أراه يسير بخطى حثيثة، وبعزيمة صادقة، وإرادة واثقة، في دروب التنمية والإصلاح والازدهار، والنماء المتواصل، وتكريس قيم المواطنة الرفيعة، وترسيخ قيمة الإنسان.
@ ما هي الحكمة أو القول المأثور، الذي تضعيه نصب عينيك دائما؟؟؟
الحكمة التي أضعها دوماً نصب عيني، أستشفها من هذا البيت الشعري:
وما نيل المطالب بالتمني...ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
@ ما هي طموحاتك وأحلامك التي تودي تحقيقها؟؟؟
طموحاتي وأحلامي: أحلم أن تنتهي الحروب ويتوقف نزف الجرح الدامي، الذي يفور من كرامة الإنسان، وحرمته الكونية، أحلم أن يسود الإخاء والتعايش الجميل بين البشر، وأن يعم السلام والأمن العالمي، وتتحقق حرية الشعوب المستضعفة، ويعترف لها أن تملك بيدها حق تقرير مصيرها، واختيار نهجها في الحياة، والمستقبل. وأحلم أن تعبر كتاباتي إلى دوائر النور، وتشاركها مع القراء إن شاء الله.هذه قصيدة من أشعاري بعنوان: الإبحار الثاني.. من قصيدة (إبحارات)
مراكب الأمل، أيتها القلوب المبحرة، في أعماق الذاكرة الحفرية، أيتها الأرواح المتقاذفة، في تماوجات الحياة المنسية، تتأملين حصيد الأيام، بقايا..أركيولوجيا عمر قديم، شواهد حزن دفين، صدى زمن باهت، صدى زمن حزين، أيتها القلوب الحائرة، أيتها الأرواح المتقاذفة، ها أنت تبحرين، في زمن جديد، تتحرك مراكبك، ذات فجر سني، تنشدين مرافئ حب ينبثق دفئاً من ثنايا الرمال، رمال نقية في لون الذهب، تميلين دفة المراكب، ذات أصيل وديع، تجنحين نحو شاطيء أمان، ينبعث وداداً من هدوء الغروب، من حمرة الشفق ساعة المغيب، تندفعين نحو أحضان صدق، يفيض نقاء، من فيض الوجود، ينجلي شفافاً، في لون الصفاء، وفي كل رحلة إبحار، تحملك مراكب آمال عريضة، ترفرف فيها الأحلام، يتجدد فيها العنفوان، يتفتق كانبلاج الصبح
شباباً، متفتحاً في نضارة الأقحوان.
أخيراً، شكري وتقديري وامتناني لهذا الحوار الذي أعتز به، كشهادة وكقيمة مضافة، أفخر بها، من مفكر راقي ورفيع المستوى..نص الحوار والمقابلة أخرجته سيدي في حلة بهية من التماسك المنطقي، والانسجام الداخلي وإنسيابية التعابير الرائعة..إضافاتك واستكمالاتك، أغنت مضمون الحوار، وأضفتْ طابعاً أكثر عمقاً وجاذبية.. فشكراً مرة أخرى، وأختم بتثمين الجهود الحقيقية والمخلصة في خدمة قضايا المرأة وقضايا الفكر والأدب وكذا الإشادة بروح الوطنية العالية، ومن خلال شخصك الكريم، أحيي شعب فلسطين، وأحيي الأرض الطيبة هواءها، وثراها، وأهلها.. وأملي أن تشرق فيها قريباً، شموس الحرية، والأمان، مع إشراقة عهد جديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.