رئيس جامعة المنوفية يعلن اعتماد 5 برامج بكلية الهندسة    جامعة بني سويف تكرم الطلاب الفائزين في مهرجان إبداع 12    انعقاد الملتقى الفقهي الخامس بحضور وكيل الأزهر    محافظ شمال سيناء يستقبل مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر (صور)    بمناسبة عيد الأضحى| إطلاق المرحلة ال 26 من مبادرة «كلنا واحد».. الجمعة    برواتب تبدأ من 1500 حتى 4000 درهم.. وزارة العمل تعلن عن فرص عمل بالإمارات    خطوات التقديم للحصول على سيارات المعاقين 2024    موسم التكييفات والمراوح بأسعار مغرية.. أسعار الأجهزة الكهربائية 2024 (تفاصيل هامة)    محافظ مطروح ومدير الطب البيطري يبحثان خطة الحفاظ على الثروة الحيوانية    «ورلد سنترال كيتشن» يوقف خدماته الخيرية في رفح    قصف أطفال ومستشفيات غزة و«المطبخ العالمى» تعلّق أنشطتها    «أونروا»: إسرائيل حولت قطاع غزة لمكان غير صالح للحياة    وزير إسرائيلي: تحقيق الاستقرار في رفح قد يستغرق 5 سنوات    «الطلاب فقدوا وعيهم بسبب الحر».. درجات الحرارة تتخطى 52 في هذه المدينة    منتخب مصر: برنامج تأهيلي لأحمد فتوح قبل مباراة بوركينا فاسو    فليك: أود مواصلة مسار الألقاب مع برشلونة    صدمة لريال مدريد قبل مواجهة دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    الداخلية تعلن بدء مغادرة أول فوج من حجاج القرعة إلى الأراضى المقدسة    ضبط لحوم ودواجن فاسدة وتحرير 271 محضر تمويني بالمنوفية    إصابة شخص في حادث تصادم على الطريق الإقليمي بالمنوفية    رسميًا موعد عطلة عيد الأضحى بالسعودية 2024 وعدد أيام الإجازة    المجلس القومى للمرأة يهنئ الفائزات بجوائز الدولة التقديرية والتفوق والتشجيعية لعام 2024    فيلم الحَرَش لفراس الطيبة يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان روتردام للفيلم العربي    ب «شعر اشقر».. غادة عبد الرازق تفاجىء جمهورها بإطلالة مختلفة    من هو رضا بدير الحاصل على جائزة الدولة بترشيح من نقابة المهن الموسيقية؟ (تفاصيل)    تعرف سر إطلالة ياسمين صبري بفستان أحمر على «ريد كاربت كان»    مواعيد عيد الأضحى 2024: تفاصيل الإجازات والاحتفالات    واعظ أزهري: ممكن 3 بنات يدخلوك الجنة    وزير الصحة يبحث مع سكرتير الدولة الروسي تعزيز التعاون في مجال تصنيع الدواء والمعدات الطبية    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الثالث للروماتيزم والمناعة والأمراض المصاحبة بالمجمع الطبي بالإسكندرية    هيئة الدواء تقرر سحب علاج من السوق (تفاصيل)    أعمل بمكة المكرمة ونويت أداء العمرة والحج فمن أين أُحرم؟.. البحوث الإسلامية يوضح    حبس المتهم بالشروع في قتل عامل ديلفري بالعياط 4 أيام    الفرق بين التكلفة الفعلية والنمطية لتوصيل التغذية الكهربائية    تشيلسي سيعوض ليستر ب 8 ملايين يورو للحصول على مدربه    محافظ دمياط تفتتح مدارس فهيمة متولى بدوى ودقهلة خلال احتفالات العيد القومي    محافظ أسيوط يترأس اجتماع اتخاذ التدابير الوقائية لمنع انتشار الأمراض المعدية    قرار جديد من اتحاد الكرة بشأن تحصيل بدلات الحكام من الأندية    البابا تواضروس الثاني يستقبل وفدا وزاريا فلسطينيا    تأييد قرار النائب العام بالتحفظ على أموال «سفاح التجمع»    هيئة الدواء: تسعيرة الدواء الجبرية تخضع لآليات محددة ويتم تسعير كل صنف بشكل منفرد بناء على طلب الشركة المنتجة    رئيس قطاع الآثار الإسلامية يعلن اكتشافات أثرية بجامع المادراني    ب«كتب مجانية وخصومات تصل ل50%».. انطلاق فعاليات معرض الشلاتين الأول للكتاب    تأجيل محاكمة 73 متهما ب "خلية التجمع" ل 10 أغسطس    المعارضة الإسرائيلية توافق على خطة لتغيير حكومة نتنياهو.. ما علاقة جانتس؟    مساعد وزيرة الهجرة يستعرض جهود الوزارة في ملف دعم المصريين بالخارج    «مصايف الإسكندرية» ترفع الرايات الثلاث على الشواطئ.. احذر البحر في هذه الحالة    انطلاق أولى رحلات الحج السياحى البرى.. صور    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس للعام الدراسى المقبل.. تعرف على الأوراق المطلوبة    خبيرة فلك تبشر مواليد برج الدلو في 2024    جيش الاحتلال يعلن مقتل 3 من قواته في رفح    صعود مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة الأربعاء    الفرق بين التحلل من العمرة والحج.. الإفتاء تشرح    كوريا الجنوبية والإمارات توقعان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة    مواعيد مباريات اليوم.. نهائي دوري المؤتمر الأوروبي.. وكأس مصر    حج 2024| ما الفرق بين نيابة الرجل ونيابة المرأة في الحج؟    رئيس رابطة الأنديةل قصواء: استكمال دوري كورونا تسبب في عدم انتظام مواعيد الدوري المصري حتى الآن    شيكابالا يكشف سبب حصول نادي الأهلي على البطولات الأفريقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقابلة وحوار مع الكاتبة والشاعرة العراقية خديجة السعدي

السيدة خديجة السعدي، شخصية عراقية متميزة، تكتب القصة القصيرة والشعر، وتكتب عن الحبّ الذي يكتنف ويُغلف كل عوالمها، ولها فلسفة خاصة في الحياة، تقول السيدة خديجة: أنا إنسانة كونية، مليئة بحبّ الآخر، والمخلوقات، والكائنات المحيطة بيّ، من نباتات وطيور وحيوانات وبيئة. كتاباتي لها طابع نوعاً ما، خاص، تعتبر نفسها فوق القوميات والأديان والعادات والتقاليد، شخصيتها جريئة وصريحة ومتفائلة، وأغلب كتاباتها كما تقول: تتضمن الخيال، والخيال له بُعد عقلي. وتكتب عن الأمل والفرح والخير، كما تتصف أشعارها بالتنوع وتعدد الهداف، وتمتاز بطولها وعمقها وأفكارها التي تحملها وتعبر عنها. كعادتي مع كل من التقيهن من السيدات في حواراتي، كان سؤالي الأول لها هو:
@الرجاء التعريف بشخصيتك للقارئ; جنسيتك ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة؟؟؟
أنا صحفية خريجة جمهورية روسيا البيضاء. أمارس كتابة الشعر والقصة القصيرة. متزوجة. لي ثلاثة من الأبناء. كتاباتي لها طابع نوعاً ما خاص. كونية مليئة بحبّ الآخر والمخلوقات والكائنات المحيطة بيّ من نباتات وطيور وحيوانات وبيئة. أحلق بشعري عاليا. أجوب عوالم مختلفة. كلها رائعة. الحزن والألم، ليس له محل عندي، بالرغم من صعوبة الحياة، وكثرة المشاكل العامة والخاصة. لي عوالمي الخاصة، التي أعيشُ فيها، وأكتب بالروحِ والخيال معي لا يفارقني، وهو بُعد عقلي. أعتبر نفسي إنسانة فوق القوميات، والأديان، والعادات والتقاليد. ما يجب القيام به كخطوة أولى للسير في طريق الأنسنة. مع الأسف، الغالبية كقطيع بشري. لا يفقهون من أمور الحياة، سوى الأكل والشرب واللبس وغيرها من الأمور، التي لا تخطو بنا أبداً نحو بداية جديدة.
@ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟
أفكاري التي أحملها تتجاوز الواقع ومن أجل الواقع. يعني أرسم خطوات مستقبلية أو ربما بعيدة عن الإدراك لدى البعض لكنها مستقبلية، وستكون ماضيّاً جميلاً لا كما هو ماضينا المليء بالتناقضات والعادات والتقاليد وأغلبها زائفة. أعتبر نفسي إنسانة كونية. أدافع عن الإنسان وأحاول جاهدة أن أبدأ بنفسي ومن معي كي نخطو خطوة جريئة ومهمة نحو بداية أنسنة حقيقية. ونسمو ونرتقي.لأن ما يعيشهُ البشر اليوم هو عيش قطيع بشري وليس مجتمع إنساني .أنا صريحة جداً. وصراحتي تنال إعجاب البعض وتزهق حال البعض .جريئة في الطرح. الإنسان الواعي والذي يلّم بكليّة الأمور لا يهاب النقد.اجتماعيّاً. الغالبية يحترمونني ويكنون لي معزّة خاصة . حتى المختلفين معي، يحترمونني، ويقدرون العلاقة الاجتماعية، لأني أحترم الجميع، وأكنّ لهم الخير والموفقية. المهم في العلاقات الاجتماعية أن تكون واعيّة، ومدركة، كي يفهم الطرفان الطريق العام، وكلّ يسير بدروب مختلفة. المهم أن تكون هناك أهداف مشتركة بعيدة وقريبة من أجل الصالح العام. أنا متفائلة على المدى البعيد. لأن الكائن البشري عليه أن يسير في طريق الكمال والسمو والرقي. ما زال بعيداً عن هذا الطريق. القلة القليلة من البشر من يفهم ماذا يُعني طريق الكمال.
قلمي لا يكتب عن الحزن أبداً. ربما أنا مغمورة في حبّ كوني، وأعيش عوالم مختلفة، من جنائن الكون الفسيح .أغلب كتاباتي تتضمن الخيال وكما قلت الخيال بُعد عقلي. والأمل والفرح والخير. ما نراه من آلام بشرية هو ناتج عن قلة الخير والجمال. لكن الجمال والحبّ موجود. من يفتش عنه يراهُ في كل مكان وزمان .في داخلي أعيش أزمنة مختلفة وأمكنة عديدة. وفي جميعها أنا أعيشُ بحبّ وأمان.
@هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسيا، أم تؤمني بان المرأة يجب ان تكون تحت سلطة الرجل بكل شيءً؟؟؟
أبي أثرّ بي كثيراً في طفولتي. كان يروي لي حكايات وأساطير عجيبة وغريبة أغلبها من نسيج خياله. كان ربما مُجبراً ليحلق بخياله كي يُشبع جموح فكري الطفولي. ما زالت تلك الطفلة تعيش في داخلي، أنا في العقد الخامس من عمري، لكني أشعر بروح طفولية، وحبّ طفولي مليء بالبراءة .
أمي هي الأخرى أثرّتْ بي كثيراً. كانت (رحمها اللّه) طيبة جداً. أكثر خِصالي أخذتها منها.الحبّ يكتنف كلّ عمل أقوم به. لولا هذا الحبّ الجامح، لما كتبتُ شيئاً. الكون يحتضنني بقوة. أنا إنسانة كونية بجدارة. أحلّق في أكوان قريبة وبعيدة. متوازية ومتوارية. كلها فاتنة. هي نعمة تغمرني.
@ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة ؟؟ وهل لديك مؤلفات؟؟ لمن تكتبي من فئات ألمجتمع؟؟؟ وما هي الرسالة التي تودي إيصالها للقارئ؟؟؟ وما هي طبيعة كتاباتك ؟؟؟ ومن هم الكتاب والأدباء الذين تعتبرينهم قدوة لك، سواء عرب أو خلافهم???
أنا أعتبر نفسي، قارئة جيدة نوعاً ما. أقرأ كثيراً. حتى الآخرين في العائلة يمزحون معي، ويقولون واللّه طالب البكالوريا لا يقرأ مثلك. لي كتاب مطبوع في دمشق بعنوان:(أزهار الفجر) وكتاب قصص قصيرة بعنوان:(قصص قصيرة) أيضا طبعته في دمشق. وكتاب سيصدر قريباً في الشعر في بغداد. وأعدت طباعة كتاب شعر، وكتاب آخر أيضاً قصص قصيرة.
أول كتاب كتبته بعد تخرجي من الجامعة، هو رواية عن العراق، طابعها سياسيي نوعاً ما، ولكني لم أطبعهُ لحد الآن. سأحاول طباعته، والسبب لأني كنتُ أبحث عن أجوبة لأسئلة عديدة، تضمنتها الرواية. كنتُ خارج الوطن، ولم أستطع الحصول على الأجوبة الشافية. أغلبها سياسية. قرأتُ لكتاب روس، لأني خريجة الاتحاد السوفيتي السابق. كمكسيم جوركي وتولستوي، وبوشكين ويرمنتوف وغوغول الذي أحبّه جداً. ودرسنا في الجامعة آداب أوربا الشرقية، والغربية، وأدب أمريكا اللاتينية وأفريقيا.
لكني أحبّ بشكل كبير، قراءة الكتب الفكرية، التي تفتح الذهن، وتجعلك تطرح أسئلة كثيرة، وتتشعب في طريق فهم جديدة. أحبُّ عمر الخيام كثيراً. وها هو كتاب شعره أمامي أقرأ فيه. من شعراء الشرق، أحبُّ الشاعر الأيراني سعدي شيرازي. لا أتقيّد بكاتب أو شاعر مُعين. من كل ما أقرأه أختار ما يناسبني وما هو مُفيد بنظري، وأُحلق به وأسبر غوره. وأتعايش معه، كي أخلق لنفسي عالم آخر جديد. القراءة والكتابة، متعة وفائدة. تسير بنا نحو ثقافة كلّية. أؤمن بالمبدأ الكلي، في كلّ شيء. الأشياء والأفكار، وكلّ شيء في كوننا، والأكوان الأخرى مترابطة ومتناغمة. نحن أبناء الطبيعة. منها وإليها نعود.
@ هل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية وصفحات التواصل الاجتماعي خدمت الأدباء والكتاب والشعراء والمواطن العربي بشكل عام؟؟؟؟؟؟
من يجيد استعمال شبكة التواصل الاجتماعية. أكيد يتأثر ويؤثر. يستفيد ويُفيد. وحديثي معك خير دليل على ذلك. المهم آلية العمل، وكيفية فهم الآخر من خلال الكلمة. فهم الآخر من خلال الكلمة، قدرة يُجيدها البعض. وهذا دليل على إمكانية سبر أغوار الآخر، من خلال الكلمة. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان:أزهار الفجر
بين القديم والجديد، تتأرجح أسماؤنا؛ بين الآلام والأحلام، تتأرجح ذاكرتنا؛ بيني وبينك. صمتٌ، صمت، عابرةٌ هي لحظة الخوف؛ عابرةٌ نظرة الخجلِ، وخطوة الرحيل. وأنتَ...أنتَ من قلتَ لي مرةً:لا تحزني، لا تفكري بنا..الغربة جرحنا الذي لا يندمل، أغنيةٌ تحلم بالمطر. بانسجامٍ، عانقت خطواتي جذور الشجرة التي أقف عندها؛ وبانسجامٍ أكبر، بدأت الأشياء من حولي ترقص رقصتها الأبدية. نسيتُ الكلام وأخذتْ أمواج عينيكَ تهدهدني...من قال إنّ الزمان والمكان منتهيان؟؟ قبل طلوع الفجر بقليل، هدأت روحي وأورقت تيجان القلب. أما الرغبة...كم ما زلتَ بعيداً! مع الموسيقى التي يعزفها الصباح، تناغمت مشاعري..وبعذوبة فاتنة، لم أنطق بشيء. عانقتني الريح
ورفرف عصفور على النافذة طرنا معاً، كالماء أتبع طبيعة الأشياء. صمت الماء صمتي؛ جريان الماء أفعالي..وبين الصمت والفعل، سكينةٌ لا حدود لها. تنفّستْ الأرضُ، وتنفّستْ السماء..ومع سقوط المطر، تفتحتْ زهرةٌ على شفتيّ. عبر الدموع، تراقصتْ نظرةٌ خجولة. رسمتُ لها جناحين، وضاعت في الظلام. بهدوء، أراقب زهرة وحجراً يتعانقان. شكراً لكَ، أيها الضوء. أنا وأنتَ، وكلّ ما في الخليقة، نهرٌ واحد بضفاف كثيرة. رسمتُ صورة للروح، وأخرى للضياء..أيهما أنا؟! الآن، لم أعد أرغب في شيء؛ لم أعد أسمع الصمت؛ لم أعد أرى غير عينيك. ومثلما تشرق الشمس، تخرج الآن من جسدي. آهٍ، أيها الذي لا يجيء..محبتي لك لن تنتهي؛ كلامي عنك لن يكتمل؛ وهذا الفجر الذي لا يرحل، ينتظرُ المجيء أيضاً. يا لَهذه اللهفة التي لا تهدأ!
@ كيف تتمخض الكتابة لديك خاصة القصيدة الشعرية ؟ وهل هي من خيالك، آم تعبري بها عن حالة خاصة مررت بها، او تعبري عن معاناة صديقة لك وما هو مضمون كتاباتك ولمن تكتبيها من فئات المجتمع وهل تكتبي الومضة الشعرية؟؟؟
بعض كتاباتي مشحونة بالخيال، وبعضها تعبيرية، وهناك حالات أعيشها تشبه الرؤى، جميلة وساحرة، ينتفي عند الزمن، أحلق وأنا في حالة، لا أنا بالنائمة، ولا باليقظة. هذه الحالة، كانت تأتيني بين فترات متباعدة نوعاً ما، كل شهرين أو ثلاثة. ثم بدأت تزداد. في هذه الأيام، ما أن أغمضُ عينيّ وأهدأ، أنسى كل شيء، وأذهبُ بعيداً جداً. في عوالم مختلفة، حيثُ الرياض والأنهار، بمختلف الاتجاهات، والطيور بأشكالها الساحرة، وشواطئ أقف عندها. أنها عوالمي التي أكتبُ فيها. قلمي وأوراقي عند رأسي، أخط عليه وبشكل سريع، ما أراه لأكتبه، عند الصباح بشكل مُسهب.
أكتب عن الحبّ الذي يكتنف ويُغلف كل عوالمي. أكتب لجميع. للناس، للبحر، للنهر، لصديقتي النخلة وشجرة الزيتون، للطفولة البريئة. للإنسان البسيط. أحبّ الجميع وأتمنى الخير لهم .قصائدي أغليها تتضمن ومضات شعرية. وهذه قصيدة من أشعاري في محطة القطار:
في محطةِ القطارِ، كنّا معاً، كانتْ عيناكَ تُبحران في الظُلمة، وكنتُ أغورُ في عتمةِ عينيكَ. أخذتُ بعضاً من الظلام المستريحِ بين النجومِ، وخلقتُ عالمي.
كبرتُ عصوراً في حبّكَ، وأدركتكَ مُلهمي، وما زلتُ في بداية الطريق. كيف السبيل إليكَ؟ وأنتَ تلوذُ بالصمتِ.سأعزفُ لكَ أنشودة حبٍّ أبديّة. أو تعال بصمتكَ، لنعزفَ معاً لقطارٍ انتظرناهُ طويلاً، ولم يأتِ.
@ هل أنت مع الديمقراطية، وحرية التعبير، واحترام الرأي، والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع، ؟؟؟
أكيد. من تحب الجميع، تسعى دائماً إلى استماع الأخر، والتفاعل معهُ، كي نعيش وننمو معاً. التعددية السياسية عليها أن تسود، كي نتحد على المدى البعيد، ونتخطى الصعوبات، كي نخطو خطوة أولى نحو عالم الأنسنة. ومن ثم عالم الأنسنة العليا، الواعية على المدى البعيد. بالنسبة للأديان، أنا من كل دين أجد ما هو جيد، وأضعه مع غيره من الأشياء الجميلة، وأخلق لعالمي دين، كله حب. الحب هو إله عندي. الأديان جمعتها باقة وردِ في يدي. أما الطقوس، والعادات، والأعراف، فأغلبها تؤخر ولا تُقدم، ولذلك لا أهتمُ بها.
@ هل أنت سيدتي مع القصيدة الشعرية الحديثة والشعر الحر؟؟ أم مع القصيدة العمودية الكلاسيكية المعروفة ؟؟؟
يهمّني فحوى القصيدة، وجمالية الكلمات. ومدى تأثيرها على المُتلقي. لدى كل شاعر إيقاع خاص به. هي نبضات قلبه، وروحه، مغموسة بعوالمه. القصيدة التي أحبّها وأكتبها، هي خليط بين قصيدة النثر، والشعر الحر. المهم جمال الكلمة وروحها الحيّة. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان:هدوء نسبي:
لن أبحثَ عن سببٍ للأفولِ، فالسنديانةُ شامخة، وماءُ النبعِ ينسابُ نقيّاً إلى الساقية، الحقيقةُ، فكرٌ لا حدود لهُ، روحٌ تهيمُ بحبٍّ أبدي، وأنا مجبولةٌ من فرحٍ ونور، في عالمٍ، لا يعرفُ المستحيل. أنا لحنٌ تستريحُ على أنغامهِ، نفوسُ أزمنةٍ قادمة، فرحي، أضواءُ نجومٍ كثيرة، لكني لا أدري، من أيّ نجمٍ أخذتُ وداعتي، صمتي، وعشقُ الأقدمين.
@ما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية؟؟؟ والتي تقول: المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، فلا تحاول إصلاحها، لأنك إن حاولت فسينكسر، لذا لا تحاول إصلاحها، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، وما ولَّى قوم أمرهم امرأة، إلا وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ???
هذا كلام من ليس لهُ روح. ولا فكر. كائن غير مكتمل عقلياً. المرأة هي واهبة الحياة. تصنع الفرح، وتوزعه على الجميع. ترعى وتحب، صوتها مسموع في الحدود، القصّة في الكون. هي كالماء، أصل كل شيء. ليس كل الرجال هكذا، أغلب من يسعى لهذه الأقاويل، إما مدفوع لغاية في نفسه. أو مُسيّر من قبل الآخرين، لأغراض شتى. أو كائن بدون مشاعر، وأحاسيس، يردد ما يقوله البعض، وبهذا يكون مُخدّر عقلياً. المجتمعات لا تتطوّر إلا على يد المرأة. طبعاً المرأة الواعية، وبمشاركة الرجل الواعي. الرجل والمرأة كيان واحد، لا يمكن بأي حال من الأحوال العيش بدون الآخر. المرأة عقلها جمعي. هذا ما أثبتهُ العلم. هي تفكر في كل شيء، وبسرعة فائقة، عكس الرجل، الذي عقله تخصصي في مجالات محدودة. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان:رياضُ الروحِ وأخرى تشبهها:
فوقَ أغصانِ شجرةٍ هائمة، تفيأتْ أرواحُ آلهة الجمالِ. الدفءُ الحميم للأرضِ، يُحاكي خضرة المكان. كلُّ أفراح السماءِ إلهامُ، وكلّ أعياد السلامِ هيامُ، وفي حدائق الأرواحِ، ألحانٌ، رقصٌ، انتشاء، وشفاهٌ تعشقُ ارتشافَ القُبلاتِ. يجتاحُ القلبَ هيامٌ غريب، كنّا معاً نجوبُ الرياضَ، يلتفُ حولي، يركضُ كالصغار، أجلسُ كطفلةٍ أتعبها المشوار، يقتربُ مني.. يسامرني ويفيضُ مع ماءِ النبعِ طرباً، وعند شجرة الحبّ، تصيرُ كلماته أحلى، ومداعباته أشهى، تباركهُ آلهة الجمالِ، ويعلو نغم الإنعتاق. أمكنةٌ تزهو بعبقِ الحُبِّ، والقلوبُ تصيرُ قِبلَةً للخشوعِ، وحينَ يُعانقني، تتراقصُ الأرواحُ ورياض الروحِ. أنى للآخرِ أن يعرفَ، أن الهوى ماءٌ يتوسط النيران، لا تمسها خيوط الحزنِ، ولا وجوم الكلماتِ. حُلمٌ جميلٌ يراودني، يملأُني بالدفء
تتسلقُ على ستائرِ روحي، أزاهير النهرين. هادئةٌ أتوسدُ البعيد، ظمأي لا يرويه حُلمٌ، ولا شوقٌ مُثير. في كلّ روضٍ، لي معهُ حكاية. يا عطرَ روحي سأنثرُ مع النسيمِ قصائدي، أطرّزُ أطرافها، أطيرُ معها، فتخرجُ من صمتِها الكلمات. وحين توقدُ جذوة الحُبِّ، أنشرُ موجاتَ نورٍ في الظلام. حُبّكَ أراجيح شوقٍ وإيمان، رياضٌ تزخرُ بمفاتنِ الأكوان.
@ هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟ وهل تؤمني بالحب والعشق بشكل عام؟؟ وهل ينتهي أو يموت الحب بعد فترة من الزمن؟ وهل يصبح عبئا ثقيلاً على أطرافه؟ أم يبقى الحب مستمراً ؟؟؟
الحبّ، جوهر الأشياء، هذا مضمون إحدى قصائدي. بدون الحب لا حياة. أنا شخصياً لا أستطيع العيش بدون حبّ. أتعامل مع البشر والكائنات الأخرى بحبّ صادق، بعيد عن الذاتية الأنانية. الحب، معزوفة عشق أبدية. بالحب نحيا ونعيش، بدونه نحنُ آلات مُتحركة. إذا استطاع الشخص أن يفهم الآخر، كما ذكرت، من خلال الكلمة. ويتفق معه في الكثير من الأمور. ممكن أن تنجح العلاقة، أو لنقل الحبّ بين الطرفين. عليهما عدم التشدد، فالحب انسجام، ومودة، وتفاهم، وعيش في كنف الحبّ، الذي سعوا إليه عبر الشبكة العنكبوتية.
@ ماذا تعلمت من تجارب الحياة من نصائح وحكم وأعمال؟؟؟؟
لي قصيدة منشورة على صفحتي، تستطيع الاطلاع عليها، عنوانها:(وصايا وأقوال)، هي حصيلة تجاربي في الحياة، منها مثلاً من لا يعرف الحبّ، ميتٌ في الحياة. والزعل خطوة نحو موتٍ بطيء. رعشة الروح، لا تُطفئ الأحلام. من يلوذ بصمتِ الخيبة، لا يدرك السعادة .ووصيتي هي يا ليتني أموتُ بين كُتبي، وقبري كتابٌ مفتوح.
@ماذا يمثل سيدتي الرجل في حياتك، ومتى يسقط من عينيك ولا تأبهي به، وهل يمكن للمرأة الاستغناء عن الرجل؟؟؟؟
الرجل هو من يُكملني. وأنا أكمّله. كلانا واحد. بدونه أنا تائهة حقاً.الرجل هو جزء من الحبّ العام. أنا أؤمن بالمبدأ الكلي، فكيف أستغني عن الرجل. أنهُ مُلهمي. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان:شروق الحبّ الأبدي
كلما حاولتُ أن أنساكَ، يشرقُ وجهكَ في قلبي، شموساً لا تغيب. لا تبتعد عني، فأنا بدونكَ، طفلةٌ ضائعةٌ، تعيشُ في التيهِ، مهما ابتعدتَ، فأنتَ تزهرُ في ذاكرتي، مُدناً من العشقِ. حينَ رأيتكَ من بعيد، امتلأت الروحُ، غِبطةً، والمكانُ ألقاً، وتلونتْ ابتسامتي بكلِّ ألوان الفرح. كلّ أحلامي جميلة، كأزمنتي. وكلّ الرموز الحكيمة تغورُ في ذاتي، لتكتنفني بحبٍّ أبدي. على كلّ غيمةٍ بيضاء، وجهٌ يبتسمُ، وأكفٌّ تمتدُ نحوي، تمسكُ بتلابيب الشمس، وقلبي. في الكونِ، والأكوان الأخرى، جنائن كثيرة، وإلهٌ واحدٌ، هو الحُبّ.
@قناعاتي الشخصية تقول: وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ما هو تعليقك صديقتي؟؟؟
كلاهما. المرأة الواعية معها رجل واعي وبالعكس. التربية الأولى في البيت هي خطوة مهمة لحياة المرأة والرجل معاً.
@ ما هي طموحاتك وأحلامك التي تودي تحقيقها، وكذلك طموحات وأحلام المرأة في ليبيا بشكل عام، التي ترنو لها وتحلم بتحقيقها؟؟
أمنية واحدة تجمع كلّ الأمنيات. أن نفهم بعضنا ونعيش بسلام. المرأة الشرقية والعربية بل الجميع إذا ممكن القول أن نسعى إلى المعرفة بكل أنواعها هي الطريق الأسلم للعيش بأمان وحبّ وصفاء. وأن يبدأ كل شخص بنفسه كي يتحوّل الخاص إلى عام. ونُكمل المشوار الحياتي. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان: ليلُ المنافي:
رسامٌ يفترشُ الأرصفةَ، ألواناً وذكرى. يرسمُ لوحةَ الغيابِ، والمنفى. عازفٌ يبحثُ عن جمهورٍ غريب. شاعرٌ يحتضنُ الليلَ قصيدة لا تنام. والعاشقُ، طفلٌ يبكي وجع الأيام. مُهاجرٌ، يريدُ حبيبةً كماء الفراتِ، تحتضنُ الحياة. ترتعشُ قلوبُ الجميع، وفي المُخيلة لوحة لحبيبةٍ جدائلها، آلامٌ منسية. تنامُ على خدِّ الرياحين لا تحزن..لا تيأس، تبقى تعزف للآتين. لا تأبه..لا تبك، لا تغضب. كالنور..كاليقين، تسْطعُ شوقاً في كلِّ حين. وتبقى الصورةُ ناقصةً
تشتعلُ حُبّاً وألواناً، تنتظرُ عزفَ الناياتِ، في شوارعِ المُدنِ، والأزقةِ، وفي زوارقِ النهر الحزين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.