إذا كنا نريد بناء دولة قوية فيجب أن نواجه أنفسنا بعيوبنا أولا ثم نحاول التغلب عليها ، في الماضي القريب كان الجميع يتحدث عن محاولة الرئيس مبارك توريث أبنه للحكم ولكن ماذا فعلنا نحن . بمعنى أخر أليس بداخلنا نفس الآفة ؟ بالطبع سيرد الكثير منا بشكل سريع ويقول "لا" ولكن تمهل وراجع نفسك وتأمل وضعك ووضع من حولك قليلا هل تعلم ما هي مشكلتنا الحقيقة أننا نرى عيوب الآخرين ولا نرى عيوبنا ، الم يورث كثير منا مهنته لأولاده أو يتمنى ذلك ، والغريب أن المقتنعين بتلك الفكرة وهم كثر يسوقون لك عدة حجج منها على سبيل المثال لو كنت تحدث طبيبا فيقول لك لمن أترك عيادتي أو محامى فيقول لك لمن أترك مكتبي ، وهناك حجة أخرى لو كانت ألمهنه ذات طبيعة خاصة ومشقة كالضابط والقاضي على سبيل المثال ، فيقولون أن أبنائهم معتادون على تلك المشقة لذلك هم الأولى بتلك المهن عن غيرهم في البداية اقتصر الأمر على بعض المهن ولكن بمرور الوقت وانتشار ألوسطه والمحسبية بدأ الأمر يشمل الكثير والكثير من المهن ولأن مبدأ تكافئ الفرص أصبح غير موجود ققنع كل فرد بالوظيفة التي بيده وأصبحت كل أمنيته في الحياة أن يورث مكانه بالعمل لأولاده فظهرت قاعدة جديدة تحت مسمى " أبناء العاملين " مما يعنى أولوية تعيين أبناء من يعمل بشركه أو مؤسسة أو هيئة حكومية وفى النهاية أصبح توريث المهن والوظائف منتشر في كافة مجالات الحياة بمجتمعنا كالسرطان مما جعل الحياة كالمياه الراكدة لا تتحرك لأن كل شاب ببساطه لا يستطيع أن يعمل بالمجال الذي يحبه أو حتى تبعا لدراسته بل بناءا على الوسطه الموجودة لديه فلا تغضب كثيرا عندما تذهب لطبيب فتجده ليس كفئ ولا تلعن انهيار التعليم الذي اخرج ذلك الطبيب ، ليس لأن التعليم جيد فتلك قضية أخرى ولكن لأن بالتأكيد كان هناك طبيب جيد لم يستطيع العمل بمكان مميز لأن ليس لديه وسطه وأنت السبب في ذلك ! هل تعلم لماذا أنت السبب ... لأنك لو فكرت قليلا ربما تجد نفسك قد توسط لشخص ليعمل محاسب بإحدى البنوك رغم أنه لا يجيد جمع واحد + واحد ، وتلك المحاسب لا يحق له أن يصب اللعنات عندما يتعطل جهاز كهربائي صناعة محلية بمنزله نتيجة عيب تصنيع لأن السبب ببساطه أن المصنع الذي قام بصنع الجهاز يعيين المهندسين المسئولين عن تطوير المنتج بنفس الطريقة التي عيين بها المحاسب " ألوسطه " بعيدا عن مقاييس الكفاءة وهكذا سنظل ندور في دوائر مفرغه طوال الوقت ولن نتقدم خطوة واحده للأمام إلا إذا وقفنا وقفه جاده مع أنفسنا والحل ببساطه : أولا : التوقف فورا عن التعيين بالوسطه وأن يكون المعيار الوحيد هو الكفاءة ثانيا : لن أقول فصل كل من عمل بوظيفة بالوسطه لأن ذلك صعبا جدا لأنه تراكم سنوات ولكن عمل دورات تدريبية مكثفة لرفع كفاءة العاملين بكافة المجالات