أحدث قرارات وزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافية التابع لها لدعم نادي القصة ومساعدته علي أداء دوره في مجال الإبداع والتنوير ورعاية الأجيال الشابة من الأدباء.. هو تقليص ميزانية النادي من مائة ألف إلي 25 ألف جنيه في السنة! ليس في الأمر سخرية. ولا محاولة للتنكيت والتبكيت علي حد تعبير عبدالله النديم لكن ذلك هو القرار الذي تضامنت في إصداره وزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافية. ضمن خطة تخفيض الإنفاق في المجالات التي تمولها الوزارة. يوضح الروائي محمد قطب نائب رئيس النادي ما يقوم به نادي القصة من دور تثقيفي كبير يتنامي مع دور المؤسسات الثقافية الرسمية وهو دور في تقدير قطب أسهم به في إثراء الإبداع القصصي والروائي في مصر وقدم إلي الساحة الأدبية علي مدي زمن طويل منذ 1954 أسماء أدبية أصبحت علامة مميزة في الإبداع المصري والعربي معاً من أنشطة النادي تلك المسابقة السنوية في القصة والرواية وهي المسابقة التي تستكشف مواهب أدبية أصبحت منارات في ساحة الإبداع كما يقوم النادي لإصدار الكتاب الفضي في مجال الدرس والإبداع. فضلاً عن إصدار مجلة "القصة" التي هي رمز أدبي أصيل. قدمت عبر صفحاتها أجيالاً في الإبداع والنقد الأدبي. ويبقي له ذلك النشاط الثقافي الأسبوعي الذي يتمثل في الندوة الأسبوعية التي تتناول موضوعات ذات صيغة قصصية. فضلاً عن مناقشة أعمال أدبية ولقاءات مع رموز أدبية وثقافية هذا النشاط الذي يقوم به النادي إنما هو نشاط يوازي ويواكب ما تقوم به المؤسسات الثقافية الرسمية. أمام هذا النشاط المتعدد وقف التمويل النقدي عائقاً لتحقيق الأهداف التي يسعي إليها النادي فما تقدمه إدارة الجمعيات فتات مالي لا يغطي الإيجار الشهري وكنا قد تجاوزنا الضائقة المالية بقرار من وزير الثقافة فاروق حسني الذي قام بدور مهم في إثراء الأدب والثقافة حيث مول النادي مائة ألف جنيه سنوياً استطاع النادي أن يستمر في القيام بدوره إلي أن تقلص الدعم المالي من الوزارة إلي 25 ألف جنيه وهو دعم لا يقوم بتحقيق الهدف المنشود.. ولما كانت مؤسسات وزارة الثقافة في معزل عن أنشطة نادي القصة وغيره من الجمعيات الأدبية. إلا أنني أذكر بالامتنان د.أحمد مجاهد هو الذي بادر ووافق علي إصدار مجلة "القصة" مرة أخري ضمن إصدارات هيئة الكتاب وهي التي كانت تقوم بإصدارها منذ 1975 وحتي 2003 وأذكر بالتقدير الأستاذ سعد عبدالرحمن الذي وافق علي أن تقوم قصور الثقافة بإصدار الكتاب الفضي.. وهو ما يعني أنهما يدركان الدور التثقيفي الذي يقوم به نادي القصة والدور المنوط بهما في إثراء الحركة الأدبية. يبقي علي وزارة الثقافة في نظامها الرسمي أن تتحمل دورها تجاه نادي القصة حتي يقوم بدوره المنشود والذي يقوم به من زمان طويل. والملاحظ في تقدير الناقد والمترجم ربيع مفتاح أمين صندوق النادي أن نادي القصة أنشئ قبل اتحاد الكتاب في زمن لم تكن فيه الانفاقات المادية مرتفعة كما هو الحال الآن فالقيمة الإيجارية كانت في حدود 20 جنيه وقد أصبحت الآن إلي جانب مصاريف المياه والكهرباء والتليفون حوالي ألف جنيه وثمة أجور العاملين التي تبلغ حوالي ثلاثة آلاف جنيه شهرياً. من أنشطة النادي: المسابقة السنوية في القصة والرواية. ومجلة نادي القصة ذات التاريخ. وتصدر الآن لغياب الموارد أربع مرات كل سنة. وهناك الكتاب الفضي الذي استبدلنا بمكافأة الكاتب نسخاً يحصل عليها من عمله. كل هذا بخمسة وعشرين ألف جنيه. يابلاش! إذا كنا نريد للعمل الثقافي أن يتطور ويزدهر فلابد من المساندة والتمويل. وربما ثار السؤال: لماذا لا يحاول النادي تنمية موارده بتفعيل حفلات توقيع ومعارض واستغلال موقعه المهم ما أمكن والواقع أن النادي لا يستطيع في هذا المجال أن يناقش مؤسسات أو مواقع ثقافية أخري مجهزة لتلك الأنشطة فليجهز النادي أولاً ثم نطرح اقتراحات التمويل الذاتي والسؤال هو: ألم يأن الأوان لوجود نظام خاص من حيث التمويل والإدارة لممارسة هذا النشاط مثل تخفيض تكاليف الطباعة والإذن بنشر الإعلان في مجلة القصة والدعم شبه الكامل من وزارة الثقافة أو من تبرعات رجال الأعمال وإذا تخوف البعض من افتقاد المؤسسة الثقافية حريتها فإن الرد علي ذلك يأتي بالإشارة إلي امنحة التي خصصها الشيخ سلطان القاسمي للإعلانات والمعاشات ماذا حدث للاتحاد؟ وأين هم رجال الأعمال الذين يقدمون منحاً للأنشطة الثقافية. أليست الثقافة في أهمية الرياضة؟ أليس بناء العقل يتساوي مع بناء الجسم؟ ويشير القاص والناقد حسن الجوخ سكرتير النادي إلي عراقة وتاريخ نادي القصة منذ أسسه يوسف السباعي في 1954 وكان من أعضائه طه حسين وفريد أبوحديد وسهير القلماوي وعبدالحميد السحار وعبدالحليم عبدالله وإحسان عبدالقدوس وعبدالرحمن الشرقاوي وصلاح ذهني وأمين يوسف غراب وغيرهم ممن يشغلون قائمة طويلة. نادي القصة مؤسسة ثقافية متخصصة في الإبداع القصصي تخرج من بين جدرانه عدد هائل من قصاصي مصر يتعرض حالياً لخطر داهم لأن وزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافية قلصا المنحة المقررة للنادي ومن ثم فندوات النادي ومسابقاته وكتابه الفضي ربما توقفت وأقفر المكان من طالوة الإبداع وتأثرت عراقة النادي ذي الأيدي البيضاء ليس علي المبدعين فحسب بل علي الإبداع العربي المعاصر والحديث. هل هذا يعقل يا سادة. بعد دخول مصر في الربيع العربي؟! ويري الناقد والقاص محمود عبدالوهاب أن نادي القصة ناد عريق بدأ من طه حسين وتعاقب علي رئاسته قامات كبيرة بل هو النادي الوحيد في الوطن العربي الذي يهتم بالقصة منذ أكثر من ستين عاماً.. هذا لنادي أصبح مؤسسة ثقافية تقدم كل العون للأدباء الشباب بل وتكتشف الشباب من الأدباء من خلال المسابقة السنوية أعتقد أن ميزانية 100 ألف جنيه للنادي ليست مبلغاً كبيراً مشكلة مصر هي مشكلة ثقافية في المقام الأول. لقد تركنا الآخرين سنوات ثم حدث ما حدث وأسأل: هل تخفيض الميزانية يسري علي كل المؤسسات الثقافية في مصر؟ أخشي أن يؤدي هذا الخفض لميزانية نادي القصة إلي زيادة تهميش الثقافة ودورها في مصر وأعتقد أن ما يواجه بالإجراءات الأمنية قد يزيد من الضغائن والأحقاد في حين أن الثقافة تخاطب العقل والوجدان.. وهذا يجعلنا في أمان من الصراعات والخلافات الداخلة الثقافة تدفعنا إلي اكتشاف هويتنا المصرية وأننا نرتبط بوشائح مهمة وعميقة علي كل المستويات لابد في رأيي من مضاعفة الميزانية لا تخفيضها. ويدافع القاص عبدالناصر العطيفي عن أهمية استمرار نشاط النادي بأنه يعتبر الشعلة التي تضيء للمبدعين خاصة في مجال كتابة القصة القصيرة والرواية النادي يقدم ندوة أسبوعية ومجلة شهرية ويتردد عليه كبار كتاب القصة في مصر والوطن العربي بحيث تأتي حاجته إلي دعم مادي وإعلامي كي يواصل مسيرته إنه واجهة مصر في مجال الثقافة والإبداع ومن المهم أن تسترد مصر مكانتها الحضارية والثقافية.