ان لقائي هذه المرَّة، في هذا الحوار الرائع، مع الدكتورة العراقية، الشاعرة راوية الشاعر، والتي تتصف شخصيتها بالذكاء، بالوعي، وعمق التفكير، وسعة الاطلاع، والجد والاجتهاد، والمثابرة، وعمق ثقافتها، ووعيها الاجتماعي، وأفكارها القيمة، والمنفتحة، كعادتي مع كل من أحاورهن، كان سؤالي الأول لها هو: @الرجاء التعريف بشخصيتك للقارئ; جنسيتك ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة؟؟؟ راوية الشاعر، من العراق، وبالتحديد من مدينة بغداد، اعمل أستاذة في كلية الإعلام، إضافة لكوني لاعبة سابقة، في صفوف المنتخب الوطني، لكرة اليد والسلة، عمري تسع وثلاثون عاما، متزوجة، واحمل شهادة دكتوراه في الفنون المسرحية، اختصاص تصميم ديكور مسرحي، هواياتي المطالعة الكثيرة، لكتب الفلسفة والشعر، وسماع الموسيقى، وكتابة الشعر، والقصة القصيرة، والطبخ، والاهتمام بالنباتات . @ما اسم المدينة التي تقيمين بها، واهم معالمها التاريخية إن وجد، والهامة التي تميزها ؟؟؟ مدينتي هي العاصمة العراقية بغداد، أهم معالمها، نصب الجندي المجهول، ونصب الحرية، و نصب الشهيد، ومحطة بغداد المركزية، ودار الحكمة، والمدرسة المستنصرية، وساحة التحرير، وساحة اللقاء، وساعة الأعظمية، وساعة بغداد، وسوق الصفافير، وسوق الغزل، وسوق الهرج. @ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟ التفكير، هو أحد أهم ميزات النوع البشري، فقدرة الإنسان على توليد الأفكار، يترافق مع قدرته على الاستنتاج والتعبير عن النفس، تستهويني فكرة الوجود والعبث، لا أؤمن بالثوابت، لدي مقولة كتبتها بنفسي:(الوعي، يجلد ذواتنا..واللاوعي، يلهب ظهور الآخرين..نحتاج لابتكار ثالث يلهب زفير السياط)، نعم، شخصيتي تميل إلى القوة، والجرأة، والصراحة، والانفتاح، أما التفاؤل، فهو قدرتي الكبيرة على الاستمرار.وهذه قصيدة من أشعاري وهي بعنوان:زمن الطحالب: الوطنُ عروسٌ مدللةٌ بالاغتصاب، تلدُ في مساءِ صباحها صناديقاً، ملونةً بالطحالبِ، الأزرقُ يُعيبُ زُهدَ السجادةِ، بقُصرِ عقلٍ، والأخضرُ يُرهقُ حبلَ المسبحةِ، بثُقلِ جَهلٍ، وتناغمُ اللونينِ يرسمُ ، صوتَ السكينِ، وهي تؤذنُ على الرقابِ، بجَزٍ مخبولٍ، كلُ العابثينَ ملائكة، تَخلعُ تيجانَ الدفاترِ ، بقلمٍ مسحورٍ، مقابل أصبعٍ أعزلٍ، في قارورةِ حِراب، وحينَ تموءُ آلهةِ الكراسي، تنتعلُ الخطيئةَ شيطاناً، وتلعبُ بازدواجيةِ أفعوانٍ، تُرعبُ جدرانَ العبادةِ، ولعابُ الشهيةِ، يَلعقُ العَلَمَ السمين، وهو يترنحُ على نصلٍ منخور، مسكينةٌ أمي، حينَ حرَسَتْ الأنثى في داخلي، بتابواتٍ ميتة، حينَ أغلقتْ عواصمَ فساتيني، بحصارٍ تعتصمُ فيهِ، اللا بارِ نعم، وأبي الذي أعرقَ ذكورتَهُ، بشرائطِ ضفيرةٍ، تمناها ضابطا، يحملُ أسمَ العشيرةِ، حينَ تُعلقُ اللافتةُ السوداء، على أسلاكِ قريةٍ، فيها الرجالُ متاحف رجال، فيها النساءُ زجاجات مصلوبة، فالعطرُ خائنٌ، واللمسُ خائنٌ، والعقمُ شمعةُ وفاءٍ، الوطنُ مغيبٌ، كما الورد، وهو يخاصمُ القبور، كما الغفران، وهو َعصي حسابَ القلائدِ، كما الحرية، وهي توصدُ القضبانَ، بمبدأ يعبدُ السلاسل، الوطنُ ثريٌ ب الهزيعِ، كما البحر، حينَ يدفعُ الصخر، بزفيرِ لعنةٍ، شَتَتْ شهيقَ القواربِ، مُذ أضحتْ الطحالبُ، عُكازَهُ ومنفاهُ، حينَ أسرجَهُ الموجُ، على مهورِ النسيانِ، حينَ أحصاهُ الفرحُ، على حُفرِ السوائلِ وهي تختنقُ بحقائبِ المدارسِ، الوطن، مبتورُ الأخمصِ، فيهِ الآثارُ تبتلعُ سرَها، المفضوحُ على خارطةِ الكرهِ، حينَ يتنازعُ أشقاءُ البطنِ على نطفةٍ لا هويةَ لها، فالشراشفُ تَلمُ، والجفنُ يَلمُ، والشوارعُ تَلمُ، والخرابُ يَلمُ، والليلُ ب سراديبِ البصقِ يَلُم، والتاريخُ الأصفرُ يَلمُ، والصدغُ الموحشُ يَلُم، والمراوحُ تَلمُ، والذقنُ المغفلُ يَلمُ، حتى خرقة التطرفِ تَلمُ، والمنصةُ مشلولةٌ، مشغولةٌ، بترقيعِ الكتابِ، بخيطِ طحلب. @هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسياً؟؟؟ نعم أنا مع حريتها واستقلالها، شرط أن تعلم نفسها، وتعي أسباب وجودها، وتمنح لذاتها حرية التحليق، لإعداد حياة كريمة، وجميلة، ومؤثرة، أما في مجال السياسة، فأنا أعتقد أن المرأة اليوم، مؤهلة جداً، لاحتلال مركزاً سياسياً كبيراً.. فالمرأة متزنة، وأكثر توغلاً بالحياة الإنسانية. @ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة ؟؟ وهل لديك مؤلفات؟؟ لمن تكتبي من فئات ألمجتمع؟؟؟ وما هي الرسالة التي تودي إيصالها للقارئ؟؟؟وما هي طبيعة كتاباتك، هل هي أشعار، أم قصص، أم خواطر وغيرها؟؟؟ ومن هم الكتاب والأدباء الذين تعتبرينهم قدوة لك، سواء عرب أو خلافهم علاقتي بالقراءة، علاقة وثيقة، فهي تمنحني الأمان، والتفسير لكل ظاهرة معرفية، أو أدبية أو علمية، أو اجتماعية..ألخ لدي مؤلفين قيد الطبع، (عزلة فساتين، ورهان العنب)، في المجال الشعري، كما لدي، مجموعة قصصية، أن شاء الله..وهي في طور التنضيد، أنا أحاول جهدي الكتابة، لكل فئات المجتمع، الرسالة (الألفة) اكتب الشعر الحديث، والقصة القصيرة، والمسرحيات، ولدي نص مسرحي، فاز بالمركز الثاني، ضمن الملتقى الثقافي لجامعة الأمارات، كما حازت قصتي القصيرة (قبلة ونعش بنعلين)، على جائزة وكالة الأنباء العراقية، الكتاب الذين اعتبرهم قدوة لي هم: من العراق، الشاعر يحيى السماوي من العرب، وغادة السمان، وإيليا أبو ماضي، وأحمد شوقي، و د. إبراهيم أبو زيد، كما أحب شكسبير ونيتشه ورولان بارت. @هل أنت مع الديمقراطية، وحرية التعبير، واحترام الرأي، والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع، ؟؟؟ الديمقراطية، منهم من يضعها في مكانها الصحيح، ومنهم من يستغلها، الديمقراطية سلاح ذو حدين، ولكن تبقى الديمقراطية رغبتنا بالانفتاح على الآخر، لذلك، أحبها وأؤمن بها عزيزي..حرية الأديان، عبارة كبيرة، وثقيلة على الفرد العربي..لم نعد نتذوق الدين إلا حراما.. للأسف، سياسة التسامح مربكة، ولكنها تسكت لسان القلق. وهذه قصيدة من أشعاري بعنوان:عزلة لا : كيف تلمسُ خشونة القوارب، نعومة البحر، كيف يلهثُ قبطان الشِباك، على ظهر، سمكة، كيف يكون الشراع، سيداً في سرير الموج، كيف يهتفُ الأعمى بعربته،على حورية لامعة، تلكَ النعومة، تزهقُ أرواح الدوائر، في توابيت الأصابع، برتابة عشرين عاماً، ثلاثون سنة، ب الضرب نفسه، ب الزفير ذاته، بالإقصاء عينه، بقشعريرة وسادة، وهي تسمعُ صراخ الباب، القفل نفسه، وهي تصافحُ الحلم بالحلم ذاته، وهي تحملُ جثمان لرأسٍ، وضفيرة مفتوحة الشرائط، تلكَ النعومة مصابة ب الدوار، بين قدم في السماء، وذراع مبتور على الأرض، بين تفاحة غيرتْ وشجرة خيبتْ، بين ثمر يتدلى من غصن يابس، وبين مطر يحبلُ بالغيم، ويجهضُ القزح، أما الخشونة السلطانة، تطلي الدوائر بالألوان، بإصبع أطلقتهُ الأديان، تشتهي الأسماء كلها، تأكلُ الأصناف كلها، تُسمنُ عمود المدفع، بذخيرة السلطة لها دستور يبيحُ القتل، يشيعُ التغيير دون ثورة ،يُطلقُ الشعارات، بمكنسةٍ تلمُ حظوظاً عذراء، منهم من يحللها يوماً، أو شهراً، أو ضرورة، ومنهم من يُشبعُ بها غلمانه، ومنهم يصلبُها إذ طلبتْ ، ويُسكتُها إذ تنفستْ، ويُعطلُها إذ فارَ الزيت، بكوكبة فساتينها لم تكن الشجرة حافية، حين داست النعومة، بليل خشن، لم يكن الحكم منصفاً، بميزان يُميتُ كفةَ الحرير، ويُحي كفة الوبر، هكذا هي الحكاية المفروضة، حتى اينشتاين، لم يساوي بين أربعة تثير، وواحد فقير، ونيوتن عزا الجاذبية للأرض، والنفور للسحب أما شاعرنا المسكين، خنق القصيدة بحبل النكران، وتوكئ على جدار، بين كلمات، مؤنثة وسطور مؤثثة، بين إيقاع مذكر، ونغم مكرر، تاركاً نفس السؤال، مذبوحا كتمثال، كيف تلمسُ خشونة الشوار بِنعومةَ لا..جسدَ لا، شفةَ لا، عطرَ لا، رحمَ لا، سُرةَ لا، وتنسجُ من الحجرِ، عقيدةَ نعم. @ما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية؟؟؟ والتي تقول: المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، فلا تحاول إصلاحها، لأنك إن حاولت فسينكسر، لذا لا تحاول إصلاحها، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، وما ولَّى قوم أمرهم امرأة، إلا وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ??? يا سيدي أنا أقول في أحدى قصصي: (المقدس عطش والمدنس عطش.. أيهما نسقي أولاً) المرأة تعاني في المجتمع العربي بالتحديد، بسبب محاولة الذكر، الكبيرة لإقصائها..بحجة الدين، بعض من الدول العربية..ما زالت تعيش بعقلية الماضي..منذ عشرات السنين..بقوانين عفا عليها الزمن، ولم تعد صالحة لهذا الوقت، ولا للأزمنة القادمة. @كيف تصفي لنا وضع المرأة في العراق من الناحية الثقافية والتعليمية والتوعوية؟؟وكيف تصفي لنا نظرة الرجل العراقي لها، وتعامله معها، وهل أنت راضية عن ذلك أم لا ولماذا؟؟؟ المرأة في العراق، لا زالت تحت طائلة الذكورة، المجحفة، والمتسلطة، ولا تنسى يا سيدي، أن الوضع الحالي في العراق، لم يسمح للثقافة، أن تسير بطريقها الصحيح، ولكن عموماً، لا زال مشروع إقصاء المرأة قائماً، ولست راضية، بقدر تأسفي لبقاء هذا الوضع البائس، لثقافة النعومة في بلدي. @دكتورة واستاذة اعلامية، هل يمكنك توضيح اهمية الاعلام في عصر التكنولوجيا والاتصالات وتنوعها، وهل حقا الاعلام قادر على تحويل الحق الى باطل او بالعكس، وماذا عن الحرب الاعلامية وتأثيرها، هل هي بمستوى الحرب الكلاسيكية ام لا؟؟؟ الإعلام، له مهمة كبيرة في أيقاظ الوعي، والمعرفة، والاطلاع على كل ما يدور في العالم، والتكنولوجيا، أتاحت للإعلام، الفرصة الكبيرة للانتشار، بشكل أسرع، وأقوى. نعم، الأعلام قادر على قتل الحق، وجعل الباطل يهيمن على الساحة الذهنية العربية. وظاهرة الطائفية والانحياز الفاضح للعرق، وللطائفة على حساب جميع الاعتبارات الوطنية، والإنسانية الأخرى، أصبحت سياسة إعلامية مسيَّسة، لصالح المحاصصة الطائفية، الحرب الإعلامية، مرعبة للمواطن العادي، الذي يستهلك الخبر، بشكل سلبي، الحرب الإعلامية باردة في قتل الفرد.. وساخنة في قتل الوعي. @هل لك سيدتي ان تقولي لنا ماذا يحدث بالعراق يوميا، واين تتجه الأمور؟؟ ولمصلحة من هذه التفجيرات والقتل اليومي،، وفي رأيك أين يكمن الحل؟؟؟ ما يحدث في العراق، هو عجز المواطن، عن فهم الحكومة، وعجز الحكومة عن توفير الأمان للمواطن، الأمور تتجه للانفلات.. إذا ما أحكم المواطن عقله، وعرف أين يضع الموقف في عقله، أم في قدميه، طبعاً، مصلحة القتل اليومي والتفجيرات، تفيد الطرف الآخر، الذي يهمه جداً، بقاء الوضع الدموي، قائم في العراق.. حتى يبقى كيس السارق طليقاً، الحل ؟؟؟ الحل عاجز...فهُمْ لا يمنحوننا الوقت، لأخذ الشهيق، فالتكاتف مهم جداً في هذه المرحلة الراهنة. @هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان؟؟؟ الصداقة، هي ظاهرة صحية وجميلة، سواء كانت عن طريق النت أو غيره، ولكن يبقى علينا فهم ما تعي مفردة الصداقة، من معنى، والصداقة والحب والزواج عن طريق النت، هو ظاهرة متفشية الآن بشكل كبير، وقد أرهقت الكثير من الفتيات والشبان، ولكن هذا المجتمع كبير جداً، ولا نستطيع رصد الإجابة دون استبيان كبير، يرجح كفة نجاح هذه الظاهرة من عدمها، أعتقد أن الشبكة العنكبوتية لها فوائد كثيرة في الإطلاع والمعرفة والإنماء، أما أضرارها، فهي تعتمد على مدى جهل مستخدمها . @ ما هو في رأيك، أسباب ارتفاع نسبة العنوسة، بين الشابات والشباب،.؟؟؟ وهل أنت مع الزواج المدني، وزواج المسيار، والمتعة، من اجل التقليل من العنوسة؟؟؟ إقبال المرأة علي التعليم، وانشغال المرأة بالوظيفة .وإصرار الأهل علي تزويج بناتهن من شباب يماثلوهن في المستوي الاجتماعي والاقتصادي،وتفضيل زواج الأقارب او القبائل، وتدخل الأسرة في تحديد معايير ومواصفات اختيار الزوج . ومع ذلك، فأن أي ظاهرة زواج، لا تضمن حقوق المرأة، فأنا أرفضها رفضاً شديداً.وهذه قصيدة من أشعاري بعنوان: نزيل الزجاج هذا الانتماءُ لزجاجِكَ، يُقلقُ حباتِ المطر، حينَ ينزفُ الغيمُ تخمتَهُ، هذا الصداعُ المجنونُ، يُزينُ الجبينَ بماءٍ من نارٍ، حينَ يسخنُ الدمعُ، وهو يُعمدُ الرمشَ باعتراف، هذا الوجعُ يقرصُ جلدَ، المسافات، يُنبتُ الرعشةَ على الأزقةِ، ينامُ بشهقةِ الورقِ الأصفر، حينَ ينسلخُ عن لحاءِ أمهِ هذا الصعبُ يهطلُ، والجرارُ تصرخُ ب عطشِ السارقين، حينَ كانتْ الحكاياتُ سبايا، يرتدينْ وشاحَ الخيبةِ، بملامحٍ مباحة، هذهِ الندوبُ تَقطرُ أحباءها، من ثقوبٍ يلامسُها الملحُ، ولا تشفى، فقد كانَ الغرزُ ب دبابيسِ النكرانِ، يَخيطُ بجانبِ الجرحِ الطليق، أيُ أسراب من الجروحِ تلكَ ؟ حينَ تُحلقُ بأجنحةٍ مكسورة، وهي تَلهَمُ الصدقَ صلباً، في هشاشةِ زمنٍ يتكئ على الافتراضِ، هذهِ العقاربُ تُخاصمُ يمينَها، ويسارها مسمار، صَلبَ نفسهُ في رحمِ العدم، أولادُها يشمونَ الرملَ، ليبقى الوجودُ زجاجياً، كالمرايا وهي تثقُ بالمقلوبِ سرَهُ، وتحدقُ بدهشتِنا على الاستمرارِ، في حملِ الحقائبِ، على أكتافِ غيابٍ آخر، لبياضٍ آخر، يُذكرُنا بذنوبٍ لم تطأ، سراديبَنا المخلصةَ للغفرانِ، رِقابنا المتدلية ك غصنٍ مُثقل، عقولنا المهووسة بتغييرٍ ناعم، لكنَ خشونةَ الصمتِ، ترقدُ في أسرةِ، الحناجر، تقتلُ بناتِ الأوتار، وتفتكُ بصوتِ الفتيةِ، والرملُ نزيلٌ معلقٌ، شاهدٌ بالفواتير، ولا زالَ يرقصُ، بإيقاعٍ قلقٍ وخيطٍ رافضٍ، عندَ خصرِ التوسلِ، حينَ تُزهقُ الأحلامُ، في مسرحٍ لا بابَ لهُ لا زيت ليلٍ يُريقهُ على نهارِ غرفتيهِ، حينَ تُعدمُ ثيابهُ اللامعةَ، لا شريكَ يُبادلهُ ضحكَ المقاصلِ لا أحمر يُعرقُ شفةَ الوسائدِ، التي يُعيبُها جفافُ السؤالِ، لا غزو عطرٍ، لا ثمارَ تلعبُ على التلالِ لا فانوسَ يُدغدغُ ظهرَهُ، باشتهاءِ القصص، لا مطرقة تدكُ شموخَ العزلة، لا أزميل يحفرُ الثوابتَ ويخدشُ حياءَ الفكرةِ، عجبي، أينَ يُخبئ الرملُ رمادَ المحرقةِ، وكيفَ لا يكونُ للدخانِ، شكلاً يرسمهُ ولا رائحة ل انصهارِ النداءاتِ، وكيفَ يَقلِبُ هذا النزيلُ رئتيهِ، بشهيقٍ مُعافى. @ ما هي أسباب ظاهرة التحرش الجنسي، في رأيك في العراق هذه الأيام وهل أنت مع نشر وتعليم، الثقافة الجنسية، ؟؟؟ التحرش الجنسي، ظاهرة مقلقة، ومربكة، والجنس في المجتمع العربي، موضوع مغلق، ومحرم، بسبب التابوهات التي فرضتها العائلة العربية على أولادهم، وبشكل مخيف ومرعب، في اعتقادي يجب أن تكون الثقافة الجنسية موسعة، وبشكل علمي، من خلال الدراسة في المدارس، ومن خلال حرص أولياء الأمور، على وضع ثقافة جنسية محددة، ومدروسة للأبناء، ومحاولة أبعادهم عن المسلسلات والأفلام، التي تثير الهاجس الجنسي لديهم. @ قناعاتي الشخصية تقول: وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ما هو تعليقك صديقتي؟؟؟ نعم يا صديقي، وللأسف، ونحن في القرن الواحد والعشرين، نجد الكثير من الرجال، في عالمنا العربي، لا زالوا قمعيين، ومتأخرين، ولا يمنحون للمرأة حرية التعبير، والإبداع (المرأة الحرة أغلى من الثروة). وهذه قصيدة من اشعاري بعنوان:خيول ناعمة: أنتَ تقرعُ بي، إيذاناً بالخطر، فتجمعتْ كل الحواس، تحملُ الفم كسارية، والعنق كخيل جامح، دون درع يسترُ زجاجَ العين، من فتكِ الرماح، أقرعْ بي شهداؤكَ المدرك والمهمش، أحرقْ قُطنَ رأسي، لمكدس مُذ قرون دونَ لمس، ضمني بين عشب ضلعكَ، لأركضَ براري صدركَ، كطفلةٍ لم يقطفها المرح، مُدَ مشابكَ يديكَ، في شعري الملقى، على كتفِ افتراض، قاتلْ بي خلاياكَ البربرية وتَحررْ بعقلي، وتعالَ نجمعُ المَلَكتين، تحتَ خيمة واحدة، أرضُ كسري بكسرِ أرضكَ، نلتحفُ بالرقصِ، كما تقافزِ مطر على طين شبق، فالغيمة تلدُ خلاصاً، حينَ نكونُ شاكرين