أعلنت مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا عن تعيين دكتور سامح سعد علي، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا، رئيساً لمركز الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها بالجامعة. وأعرب دكتور أحمد زويل، رئيس مجلس إدارة المدينة، وبالنيابة عن كافة أعضاء مجلس أمناء مدينة زويل، عن سعادته البالغة بانضمام د. علي إلى فريق العمل بمدينة زويل. أضاف د. زويل أن د. علي يمتلك العديد من الصفات والمهارات التي ينبغي أن تتوفر في كل من ينتمي إلى هذا المشروع الوطني العملاق، حيث أن له أبحاثه الرائدة في مجال الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها، إضافة إلى مهاراته في مجال التعليم، ورغبته الحقيقية في خدمة ومساعدة وطنه الأم. سيعمل مركز الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها تحت مظلة “معهد حلمي للبحوث الطبية" بمدينة زويل، وسيهدف المركز إلى تشجيع وتسهيل الدراسات الأساسية في مجال الشيخوخة، وسيوظف المركز ما يسمى ب"أساليب العلاج الخلوية" لاختبار معدل الإصابة بالشيخوخة. كما سيعمل المركز على البحث في الآلية التي يعمل بها الجزيء البشري، والذي يتحكم في معدل الإصابة بالشيخوخة، وذلك بهدف الكشف عن الآلية التي تحدث بها الأمراض المصاحبة للشيخوخة، بما في ذلك أمراض السرطان، السكري، ارتفاع ضغط الدم الرئوي، أمراض القلب والأوعية الدموية، والتدهور المعرفي. من المقرر أن يشارك د. علي أيضا في العملية التعليمية بمدينة زويل في المرحلتين الجامعية ومابعد الجامعية، وذلك في مسعى لنشر المعرفة العلمية للجماهير المصرية والعربية. يقول د. علي معلقاً على قرار تعيينه رئيسا لمركز الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها في مدينة زويل: “على مدى العقدين الماضيين اضطر العديد من العلماء والباحثين المصريين إلى الهجرة من مصر نتيجة لأسباب كثيرة، من أهمها فقر البنية التحتية في مجال البحث العلمي، وانعدام الوعي بأهمية البحث العلمي، وكواحد من هؤلاء العلماء لم أتوقف أبدا عن الحلم بأن أعود مرة ثانية لخدمة وطني الأم، ومساعدتها على استرجاع مكانتها الطبيعية بين الدول المتقدمة،" واستكمل قائلاً “إلا أن هذا الحلم ظل بعيد المنال، حتى تابعت عن كثب الجهود التي يبذلها د. أحمد زويل لتأسيس دولة العلم والفن والتكنولوجيا، فمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا هي إنجاز لابد أن يفخر به جميع المصريين، حيث أنها وبالتأكيد ستعمل على نقل مصر إلى مستقبل أكثر إشراقا". ويتابع د. علي حديثه، " اليوم، أشعر حقا بالفخر والحماس لمنحي هذه الفرصة العظيمة بالانضمام إلى جهود “زويل" لوضع مصر مرة أخرى على مسار التقدم الحقيقي، لقد أثبتت ثورة الخامس والعشرين يناير حقاً أن المعجزات يمكن أن تتحقق على أرض الواقع". تخرج د. سامح سعد علي من جامعة عين شمس بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى في عام 1988، ثم 'عيِن بعدها معيداً ثم مدرساً في الجامعة نفسها. في عام 1990، حصل د. علي على منحة دراسية مرموقة من وزارة التربية والتعليم اليابانية، لينضم إلى برنامج الدراسات العليا بجامعة طوهوكو – سنداي – باليابان. حصل د.علي على رسالة الماجستير في عام 1994، ثم رسالة الدكتوراه في عام 1997، حيث تناول في رسالته " آثار المجال المغناطيسي على كيمياء الشقائق الحرة". من عام 1998 وحتى 1999، تمت دعوة د. سامح علي للعمل كزميل لأبحاث مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة جراتز التكنولوجية- بالنمسا، حيث واصل هناك أبحاثه على “التحكم المغناطيسي في التفاعلات الكيميائية". توسع د. علي في الفترة ما بين عامي “2000 – 2005′′ في اهتماماته البحثية لتمتد إلى دراسة الطب، و"علم الشقائق الحرة في الأحياء"، وذلك في دراسات ما بعد الدكتوراه التي أجراها في جامعة واشنطن، بمدينة سانت لويز الأمريكية. أصبح د. علي بعدها مفتونا بأناقة وتعقيد ما يسمى بالحبيبات الخيطية أو " الميتوكوندريا"، وهي عبارة عن مركز توليد الطاقة داخل الخلايا الحية، وتذهب بعض النظريات إلى أنها كانت في الأصل بكتيريا حرة، وقد أصبح د. علي متحمساً ليعرف أكثر عن دور " الميتكوندريا" في نشأة ما يسمى " بالخلايا حقيقية النواة " كحجر بناء أساسي في بناء الحياة البشرية المعقدة، كما اهتم د. على في دراساته أيضا باكتشاف الدور الحيوي لعنصر الأوكسجين كقوة دافعة وراء هذا التحول الأساسي في الحياة البرية. دون دراسة رسمية لعلم الأحياء، أدرك د. علي المفاهيم الأساسية لعلم “البيولوجيا الخلوية"، ليبدأ فرعاً جديداً من الأبحاث التي تدرس العلاقة بين "الميتوكوندريا" والإصابة بالأمراض المختلفة بما فيها أمراض الشيخوخة. انتقل د. علي إلى جامعة كاليفورنيا في سان دييجو في عام 2005، و'عِين مدرسا في قسم الطب بالجامعة، وذلك بعد أن حصل من المعهد الوطني للشيخوخة على إحدى أهم الجوائز المرموقة التي يتم منحها للعلماء في الولاياتالمتحدة، وهي “جائزة التوظيف" التي يتنافس عليها الكثيرون، والتي تضمنت بالأساس السماح له بوضع منهج علمي وبيولوجي في المعهد مابين عامي 2007 حتى 2012 ، وذلك لقياس مستويات مابين الخلايا، وديناميكية أنواع الأوكسجين التفاعلية، وذلك كله في سياق دراساته عن الشيخوخة والأمراض المصاحبة لها. استطاع د. علي أن يطور الرنين المغناطيسي، التحليل الطيفي، والتقنيات الكهروكيميائية، وأن يوظفهم جميعا مع الأساليب التقليدية للكيمياء الحيوية، لدراسة حركة " الشقائق الحرة" في الأنسجة المتعددة داخل العضو البشري، وكذلك في دراسة المجالات الخلوية. كما قام د. علي بنشر أكثر من 30 ورقة بحثية في أبرز الدوريات العلمية، منها: مجلة Science، مجلة العلوم العصبية، مجلة علم أعصاب الشيخوخة، خلية الشيخوخة، أبحاث الدماغ، مجلة الكيمياء البيولوجية، مجلة " PLOS ONE"، علم الجذور الحرة والطب، الطب النانوي، وغيرها. يشهد عمل د. علي بقوة على ما أحدثه من تأثير مهم وخطير في مجال “علم الشقائق الحرة" والطب.