بكل تفاخر وعظمه بيدخل البيت .. حاسس بنفسه جدا وشايف إنه عريس لقطه ما ينفعش يترفض . بيبدأ يتكلم ونظرة ثقه ماليه عنيه ...أنا ...كذا ... و...كذا ....و ....كذا وكل اللى فى القاعده آذان صاغيه نظرة فرحه فى عين الأم ..نظرة رضا فى عين الأب ... نظرة ترقب فى عين الأخ ... ونظرة كسوف مخلوطه بشوية خبث ونظرات من تحت لتحت فى عين المبخوته العروسه وهى بتحاول تركز ف كل صغيره وكبيره بتحصل من أول لون الشراب ... الجزمه متلمعه ولا لأ ... ولحد ياقة القميص جديد ولا لأ .... مع نوع البرفان اللى بيستخدمه ... طريقة نطقه لحرف ال ( ج ) ....هزاره وجده وحتى سكوته وجده بتاخد بالها منهم . وفجأه ... وف وسط كل الإنبهار الطافح ده بتلمح علبة سجاير ...( من النضيفه ع فكره الغاليه مش أى حاجه يعنى ).... فى جيب الجاكت الشيك اللى الباشا لابسه فتتعدل فى قعدتها وترفع راسها وتختفى نظرة الخجل وتكشف لنا عن وجه يمقت السجائر وشاربها وشاريها وبايعها وابن التيييت اللى إخترعها .... وتحدف نظره ثاقبه على جيب سعادته ... فيتنفض من جواه ويستغرب ويبص على نفس الجيب اللى هى بتبص عليه فى محاوله لفهم نظراتها المبهمه .... يقوم يلاقى إيييه ؟! علبة السجاير ...... فيطمئن وينشكح ويتمدد فى قعدته ظاااااااانا إنها معجبه بعلبة السجاير مثلا !! وكالعاده يتفضل الحضور بالإنصراف الى وراء الستاره مانحين الطرفين فرصه للتعرف ومساحه للحريه فى الحوار .. فترتسم على وجه المتعوس إبتسامة واسعه ويلتفت إليها فيجدها فى وضع الإستعداد ووجها متجهما تماما ينتظره . فيحاول يا عينى وهو مصدووووم إنه يلم الضحكه المتبعتره فى كل وشه ويحولها الى ابتسامه هادئه لعله يتمكن من ترتيب الحوار ووضع نقطه ومن أول السطر . * عامله ايه ؟ - الحمد لله تمام. * أخبار الدراسه معاكى " لو بتدرس يعنى" أخبار الشغل " لو بتشتغل " أخبار الطبيخ " أكيد لو ست بيت طبعا " - عادى ماشى الحال [ فترة صمت ونظرات غير مفسره يتبعها هو ببدأ الحوار من جديد ] * فيه حاجه معينه تحبى تسألينى عنها ؟ - أيوه ... هو حضرتك بتشرب سجاير ؟ *[نظرة استغراب] ليه ؟! - مجرد سؤال * مجرد إجابه أيوه .. أصلا كل الناس بتشرب سجاير - وإنت ليه تعمل زى كل الناس ؟!!! * هى مجرد عاده يعنى وبعدين دى مش حاجه أساسيه على فكره ... أصلا دى حاجه تخصنى أنا مش كدا ؟!!! - [بكل هدوء] متهيألى لأ مش كدا * يعنى أنا بشرب سجاير دلوقتى هتقوليلى بطّّلها ؟! - أيوه ...أنا شايفه إن دا من حقى * أوك .. حقك "نظرة تحدى " ... بس حقى أنا كمان إنى مارضاش - أكيد كل واحد بيختار اللى يناسبه .."نظرة ثقه" * " صوت أعلى " إنتى إزاى شايفه إنه من حقك تجبرينى أبطل سجاير ؟! - أنا قلت من حقى أطلب منك دا ... ماقلتش أجبرك خالص على فكره * الاتنين زى بعض .. بس إنتى شايفه ده من حقك إزاى بأه أصلا ؟ - الموضوع بسيط ... من حقى أحافظ على صحتى وصحة اللى بعيش معاه وهكون مسئوله منه ... حقى أحافظ على أولادى اللى ربنا هيوهبهوملى صح ؟ .... حقى مش كدا ؟ " نظرة تأكيد " [ ونفس نظرة التأهب للتكمله ] - حقى أتبسط وأنا مع الراجل اللى هعيش معاه مش أبقى مضايقه ومخنوقه وقرفانه ... حقى إن الراجل اللى هيبقى جوزى يحافظ على مشاعرى ويهتم بيا ويحاول ما يعملش الحاجات اللى بتأذينى ... زى ما أنا هعمل معاه ان شاء الله ( لهن مثل الذى عليهن ) .... صح ؟ .... يبقى حقى . [ " نظرة تحدى " ... ثقه بالنفس مع صمت يتبعه نهاية لقاء ... وكبرياء بيتجرح ... وآمال بتنهار ... وإصرار على مبدأ .... وذهول أطراف .... وزعيق أطراف تانييين ..... وإتهام بالغرور .... وآخر بقصر النظر .... وإنتظار للقاء جديد ..... مع علبة سجائر أخرى أو بدون ]