عفوا....ياحاج ممنوع الدخول الا بالملابس الرسمية كانت عباره صادمه قالها البلاسير المتواجد علي باب سينما ريفولي بالقاهره في وجه شهبندر تجارة الأسماك في السويس عندما كان يهم بدخولها لمشاهدة فيلم ذهب مع الريح لكلارك جيبل وكان رده الفوري عليه...لم يولد بعد من يطالب الحاج رجب عبدالله بخلع الجبه والقفطان والطربوش..وأقسم يمين ثلاته بأنه سوف يبني سينما تتفوق علي فخامة السينما بتاعتكم دي في السويس. — وبالرجوع الي السيره الذاتيه للحاج رجب فهو من مواليد 1900 وأب لاثنتي عشر ولدا وثمان بنات من زوجاته الاربعه ورحل عن دنيانا في 18 فبراير 1969 بعدما حقق القسم الذي وعد به بافتتاح سينما قنال السويس الفخمة بموقعها بمنتصف شارع الاسبتاليه الأميري زمان ثم الشهداء بعد 1951 بمدخل ناصية شارع اسكندريه الجانبي وافتتحها الاميرالاي عبد الله شاكر بك محافظ السويس في نهاية عام 1946 لعرض الافلام العربية الجديدة وتحتوي على مسرح متسع تغطيه ستارة قطيفة قرمزية اللون وثمان بناوير بنهاية الصالة بكل منها ستة مقاعد فوتيه والواج تتصدر البلكون بخمسة وستين قرشا وتذكرة البلكون بتسعة قروش والصالة بسبعة قروش بينما الدكك الخشبيه اسفل الشاشة ( السخوه ) بثلاثة صاغ... ثم غير اسمها بعد ذلك الي سينما رجب الفخمة. — ورغم ان هذا المجال السينمائي كان بعيدا عن تخصصه بأصول الشعور والدنيس والبربوني وابو جلمبو الا انه تفوق بتجربته الناجحة بمعاونة مدير اعماله عم عاشور السويسي.. كما انه لم ينسي واجبه الديني الوسطي بانشاء مسجد صغير ملاصق للسينما مطل علي شارع احمد شوقي اطلق عليه مسجد الرحمن وافتتحه الاميرالاي احمد الورداني بك محافظ السويس في أول الخمسينات ولايزال المسجد شاهد علي عبق عصر الزمن الجميل ولكنه لم يسلم من اطماع بتوع زمن العجايب.. وكانت هناك عادات وتقاليد يحرص عليها عم الحاج رجب بنحر الذبائح أمام باب السينما وتوزيعها علي المحتاجين مع الأقمشة الشتوية بعد نجاح عروض الافلام كما في الاعياد والمواسم الدينية الاسلامية والمسيحية بعرض افلام مثل ظهور الاسلام وبلال مؤذن الرسول وحياة والام السيد المسيح كما كان يخصص مسرح السينما للحفلات والاغاني الدينية للفنان محمد الكحلاوي وفرقته وايضا استضافة عائلات ضباط البوليس والجيش في الاعياد الوطنية كما في افلام فتاة من فلسطين ويسقط الاستعمار ورد قلبي بينما تتوقف العروض السينمائية في شهر رمضان ويخصص المسرح لتمارس فوقه الفرق المسرحية عروضها تشجيعا لنهضة المسرح السويسي. — وعن العادات والتقاليد التي كان الجمهور يحرص عليها وهي التزامهم بالوقوف احتراما لعزف النشيد الملكي بصورة جلالة الملك فاروق والعلم الاخضر ذو الثلاثة نجوم والهلال الابيض قبل عرض الافلام كما عند نهاية العرض الغير مسموح اطلاقامغادرة السينما الا بعد عزف النشيد بينما الكل سكوت..ترمي الأبره ترن احتراما للذات الملكيه وفي جميع دور العرض... وقام الحاج رجب بتحويل صالة الباتيناج الملاصقة للسينما الي سينما اخري هي سينما رجب الصيفي... كما كان كثيرين من الفنانين يحضرون عروض افلامهم الأولي منهم انور وجدي وليلي مراد ويوسف بك وهبي رغم عدم استكمال عرضه لمسرحية اولاد الفقراء علي مسرح رجب الصيفي وغادر السويس بسبب تعليق سخيف من احد المتفرجين بلفظ اثار اشمئزازه بتعليقه علي جملته الشهيرة (شرف البنت زي عود الكبريت) كما كان عم الحاج رجب شاهد علي عقد زواج صديقه فريد شوقي من زوجته المصونه السويسيه سهير ترك. — اما الفنان الخلوق حسين صدقي فكان يتواجد دائما لمتابعة عروض افلامه بعقد الاحتكار الموقع مع السينما بالحصول علي نسبة من الدخل لتعويض خسائره عقب فشل فيلم خالد بن الوليد نافيا تأجيره للسينما.. الا انه ترك الجمل بما حمل وهجر الفن وسنينه وأوصي بحرق 34 نيجاتيف فيلم من انتاجه باستثناء الفيلم الاسلامي خالد بن الوليد كما احترقت سينما رجب الفخمة وتدمرت الصيفي خلال حرب 1967 وتم فوق أطلالهما بناء برج ضخم ولبنك أكثر ارتفاعا ليسدل الستار القرمزي الاحمر علي واحده من أفخم اثنتي عشر سينما كانت فيكي ياسويس .