يردد كثير من دعاة السلفية والوهابية لزبائنهم بأنهم الفرقة الناجية، وأن الباقين في النار، وما ذلك إلا لخبل استشاطت به عقولهم، لذلك فلنضع فقههم في الميزان لنعلم إن كانوا من الناجين أم كانوا سيقفون أذلاء على باب العفو إن عفا الله عنهم، فهم يعتقدون في الآتي: يحرفون وينحرفون بالقرءان ليطمسوا معالمه بما يسمونه علم الناسخ والمنسوخ فيلغون آيات لحساب آيات أخرى بالقرءان، ويا ليت أئمتهم اتفقوا على ما هي الآيات الناسخة وما هي المنسوخة، لكنهم آثروا العبث بكتاب الله، وليسأل أحدهم اثنان من أشياخهم ما هي الآيات الناسخة وأتحداه إن أجاب اثنين منهم إجابة واحدة. يقدمون كلام المخلوق على كلام الخالق، ويزعمون بأن كلام المخلوق وحي سماوي فيطمسون آيات كتاب الله لذمة حديث نبوي، ويطمسون آيات كتاب تعهد الله بحفظه لذمة مرويات لم يحفظها أحد، واختلف أئمة الحديث فيها، فالإمام مسلم لم يعجبه كتاب البخاري، والإمام النسائي لم يعجبه كتابا البخاري ولا مسلم، وأبو داوود لم يعجبه الثلاثة، وابن حنبل لم يعجبه الأربعة….وهكذا قام كل منهم بجمع وترتيب ما تصور بأنه الكتاب الصحيح وتركوا جميعا كتاب الله لذمة هذه الكتب. يقولون بحق الرسول في التحريم وحقهم التبعي في التحريم فيحرمون ما أحل الله ويقولون بألسنتهم الكذب هذا حلال وهذا حرام، فقالوا بتحريم حلق اللحية وتحريم المعازف وتحريم أن تفرح العروس بزفافها إلا بآلة واحدة وهي الدف، ورجموا كل امرأة متعطرة بالزنا، وقالوا بجواز قتل تارك الصلاة بعد استتابته، وغير ذلك مما يندى له جبين الدين خجلا مما يلصقونه به. يحصرون الحق في فئتهم ويفرقون بين الأمة الواحدة باستصراخ روح العداء مع الصوفية والشيعة وكل من لم ينتهج بمنهاجهم. لا يؤمنون بحق المرأة إلا أنه القدر الذي يسمح لها به زوجها، ويعتبرون القوامة حق رئاسة وقهر لها، ويتصورون بأنها تقطع الصلاة كالحمار والكلب الأسود، فكل فهمهم في الدين مستمد من مرويات يعتقدون بصحتها لدرجة الجنون. يؤولون آيات كتاب الله ويطوعونها لمعان محددة وفق مخزونهم من الحديث النبوي. وأكتفي بهذا لأقول لكم بئس النجاة لمن كان هذا نهجهم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض ، محكم دولي ، كاتب ومفكر إسلامي