يد الإهمال تغتال فينسيا الإسكندرية "المكس"، التى تقع عند ملتقى مياه النيل بترعة المحمودية بمياه البحر، حيث تعانى من إهمال فادح من قبل المسئولين لعدم تطويرها والاهتمام بها، خاصة أن سكانها من الصيادين البسطاء قد وصلوا إلى قرابة 15 ألف صياد بلا ميناء أو رصيف، أو كتل صخرية، ويواجهون الكثير من المخاطر، حيث إن المنطقة البحرية مغلقة مثل نظيرتها فى الميناء الشرقى، فتتعالى الأمواج أكثر فى المكس، وتطيح بكل ما يقابلها. كما يعانى الصيادون وأسرهم من سكان منطقة المكس من إهمال وزارة البيئة التى تعلم أن شركات البترول والكيماويات المحيطة بالمنطقة تلقى صرفها وسمومها فى مياه الترعة والبحر معاً، مما سبب تلوث المياه وقتل الأسماك وحرمهم من الصيد، كما أن هذه السموم التى تلقى فى البحر تصيب الأسماك حتى الصخور داخل البحر بمنطقة المكس وتحول لونها إلى اللون الأبيض وترى بالعين وذلك بفعل الكيماويات، كما أن هذه المواد، خاصة مادة الرصاص تزيد من هشاشة العظام وتصيب الإنسان أيضا بالفشل الكلوى فى حالة وجوده بهذه المياه أو تناوله لهذه الأسماك. وتعتبر الشركات الكبرى مثل شركة الإسكندرية للبترول، وشركة البتروكيماويات، وشركات الغزل والنسيج التى تلقى صرفها وسمومها فى مياه الترعة من الأسباب الرئيسية للتلوث، فضلاً عن أن الصرف الصحى للمساكن حول الترعة يصب فى مياه الخندق. من جانبه، قال الناشط السياسى إيهاب القسطاوى المتحدث الرسمى باسم حركة تغيير بالإسكندرية "إن منطقة المكس يوجد بها عدة مشاكل تتعلق بانتشار الأوبئة والأمراض الصدرية, إلى جانب مشكلات المجارى التى غمرت الشوارع, ووصلت إلى داخل البيوت كذلك ومنذ نحو 10 سنوات بدأت شركات الإسكندرية للبترول، وشركة البتروكيماويات، تلقى«بسمومها» فى مياه الخندق، مما دفع الأسماك إلى الهرب، فقديماً كانت هذه الترعة مليئة بالأسماك، وكان الصيادون لا يحتاجون إلى الدخول فى أعماق البحر حتى يصطادوا الأسماك، وإنما كانوا يلقون بالشباك من على الشاطئ". وأضاف القسطاوى: بفضل هذه السموم هربت الأسماك نهائياً من الترعة وأصبح على الصيادين أن يقطعوا من 5 إلى 10 كم2 داخل البحر حتى يتمكنوا من الصيد، بالإضافة إلى أن العديد من تجار المخدرات أصبحوا يأخذون من شاطئ المكس مقراً لممارسة أنشطتهم الإجرامية". وطالب "القسطاوى" محافظ الإسكندرية والدولة بالقيام بدورها وتحمل مسؤليتها فى تنمية المنطقة، نظرا لأهميتها بالمحافظة.