الجملة الرائعة التى قالها الفنان عبدالوارث عسر للفنانة تحية كاريوكا فى فيلم " شباب امرأة " عندها قالها " آااااه ....كلنا فى الهوى عباسية ، أنا بحبك وانتىبتحبيه وهو بيحب واحدة تانية " واليوم أقولها أنا ولكن ليس " لشفاعات " بل لمصر ، نعم عزيزى القارىء أنا من الشباب اللذين يحبون مصر حباً خالصاً وبدلاً من أن تبادلنا حباً بحب أحبت أشخاص لا يحبونها ، أشخاص لا يحبون سوى مصالحهم الشخصية ، أحبت الأشخاص الفاسدين اللذين استفادوا من مواردها وأهدروا مالها العام ، أحبت اللذين سرقوها وأفقروا مواطنيها ، أحبت اللذين لوثوا نيلها وتعدوا على أراضيها الزراعية وسرطنوا منتوجها من الطعام ، أليست هذه عباسية ؟! أتحولت البلاد إلى مشفى للمجانين ؟!. أعرف أنك لاحظت عزيزى القارىء أنه بعدما كان الحزب الوطنى هو الحزب الحاكم قبل 25يناير2011 وقامت الثورة وحكم بعدها بفترة الإخوان وبعد ثورة 30يونيو2013 بدأنا نعود تدريجياً للحزب الوطنى مرة أخرى ، فرئيس الحكومة الجديد المهندس إبراهيم محلب من لجنة سياسات الحزب الوطنى ، الحزب الوطنى الذى كانت سياساته هى " الغنى للأغنياء والفقر للفقراء " مما أدى إلى حدوث ثورة 25يناير ، ولا أفهم إذا ما كان الحزب الوطنى عائد فلماذا قامت الثورة أساساً ؟! وطالما حنت مصر للحزب الوطنى ولجنة سياساته فلماذا لا نأتى بمؤسسها جمال مبارك بما أنه موجود ولم يصدر ضده حكم نهائى ؟! وفى النهاية جمال مبارك يساعد المهندس إبراهيم محلب و " زيتنا يبقى فى دقيقنا "!. أعتقد أن عودة الحزب الوطنى الآن ما هو إلا إهانة لدم الشهداء ، ولا أعلم متى سنرى شاب كفء دءوب ممن يحبون مصر بجد يعمل لرفعة البلاد وليس لكرسى أو لمصلحة شخصية فى منصب رئاسة الوزراء ؟؟؟ إلى متى ستظل مصر دولة العواجيزاللذين لا يهمهم سوى الكرسى والمنصب والمصلحة الشخصية ؟! إلى متى ستظل أغنية " موعود معايا بالعذاب موعود يا شعبى " هى الأغنية الرسمية لمصر؟! للأسف كل ما يحدث وما يقال وما يُفعل على الساحة السياسية الآن لا يذكرنا سوى بالحزب الوطنى وممارساته ؛ مثلاً مثلاً عودنا الرئيس الأسبق مبارك على أنه بعد أن يترك مسئول منصبه مهما كان فاسداً أو مقصراً فى عمله مثل وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان بدلاً من محاسبته كان يكرم ويمنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى !!!! نعم حدث ذلك عزيزى القارىء والآن تكرر نفس المشهد فبالرغم من فشل حكومة الببلاوى وتقصيرها الشديد ومطالبة الجميع لحكومة الببلاوى بالإستقالة نظراً لفشلها فى إدارة الأزمات وحلها مما أدى إلى تفاقمها قام الرئيس المؤقت عدلى منصور بمنح حازم الببلاوى رئيس الوزراء السابق قلادة النيل !!!! يا الله ....ما أشبه اليوم بالبارحة ! . يوم الثلاثاء الماضى قام المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بإستقبال المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات وأشاد به وبالجهاز ومدحه وأثنى على أداء الجهاز فى كشف الفساد المالى والإدارى بكافة صوره وأشكاله التى تحدث بالجهاز الإدارى للدولة ، وإشادة محلب تدل على صحة التقارير التى قدمها الجهاز المركزى للمحاسبات إذن أين دور محلب ؟! أين محاربته للفاسدين ؟! أين محاسبته لمهدرين المال العام ؟! أين استرجاع المال المهدر من الفاسدين ؟! من ضمن التقارير التى أصدرها الجهاز المركزى للمحاسبات تقرير كشف إهدار مال عام بمئات الملايين من الجنيهات فى الشركة المصرية لتجارة الجملة التى يرأسها أيمن سالم والتابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية برئاسة المهندس حسن كامل الذى تحدى الجهاز واعتمد ميزانية الشركة المصرية لتجارة الجملة هذا العام رغم رفض الجهاز المركزى للمحاسبات وقمت أنا وبعض زملائى الصحفيين بنشر جزء من تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات ، وأيضاً معى العديد من الملفات والمستندات التى تثبت تجاوزات الشركة القابضة للصناعات الغذائية ، فلماذا لا يتحرك المسئولين لمحاسبة الفاسدين اللذين ينعمون بمرتبات خيالية شهرياً مكافأة لهم على إهدارهم للمال العام ؟! أسيتم إرجاع المال المهدر أم سنكتفى بالإشادة ؟! أسيتم محاسبة الفاسدين أم سنكتفى بالإشادة ؟! أم من المفترض أن يرجعها المواطن المطحون لا المسئول ؟! إذن عزيزى المواطن يبدو أنك من سيعانى ويُنهب ويتقشف أما رئيس الوزراء الجديد " هيقضيها إشادة وخلاص ". وكم ذا بمصر من المخزيات ! شباب بدون حلم ، بدون بيت ، بدون زوجة ، بدون أبناء ، بدون عمل ، بدون إحترام ، للأسف أهينت كرامة الجميع ، لابد من تحقيق العدالة بشكل جدى وحاسم ، ولابد من تحقيق مطالب الثورة ، بالفعل أصابنا الملل و " الزهق " ، إلى متى سنظل هكذا ؟؟؟ إلى متى سنسير على طريقة " مفيش فايدة يا صفية " لسعد زغلول أم أننا نسير على الطريقة الحديثة " ومين فيكى يا بلد ما أخدش بالباقى لبان ؟" إلى متى سنظل شباب ثائر يحبك يا مصر ولكنك تحبين أشخاص لا يحبونك ، " لحد إمتى يا بلد هفضل أحبك بس انتى بتحبى ناس ما بتحبكيش وبتحب مصالحها الشخصية ، لحد إمتى هنفضل كلنا فى الهوى عباسية " .