شاهدنا في الأسابيع السابقة أحداث كثيرة ومتلاحقة في الشرق الأوسط بدايتا من ثورة تونس ومن ثم ثورة مصر إلى ثورة ليبيا إلى أحداث اليمن والبحرين وغيرها من الدول العربية التي انتفضت من الشعور بالذل والهوان طالبه حقها الطبيعي في أن تعيش على أراضيها بكرامة وحرية دون قمع وكبت وإقصاء كل رأى معارض أو فكر مخالف للنظام . ولكن استوقفني كثيرا كم استوقف الكثير من أبناء وطني ما يحدث في ليبيا حفيدة البطل المغوار عمر المختار الذي لطالما قصم ظهر جحافل جيوش ايطاليا . فما يحدث اليوم في ليبيا لا يقل بشاعة أبدا عن ما يحدث في فلسطينالمحتلة من عمليات قتل وسفك دماء الأبرياء والفرق هنا هو أن ما يحدث في فلسطينالمحتلة مبرر لما نعرفه من همجية وإرهاب اليهود أما ما نستغربه جميعا اليوم هو ما يحدث في ليبيا على يد رجل كنت أظنه يحمل قدر ولو بسيط جدا من المسؤولية تجاه هذا الشعب الأبي .. لم استطع أن امنع الشعور بالتعجب من مشهد (العقيد) معمر القذافى وهو يعلن الحرب على شعبه فقط لأنه أعلن رفضه ورغبته في تغير النظام . وكأن هؤلاء الحكام قد نسو أنهم على كراسيهم لخدمت شعوبهم وليس للتسلط على رقابهم . نسى القذافى أن المؤسسات الاقتصادية والخدمية والاجتماعية موجودة أصلا لخدمة الشعب . ولكن هذا يدل وبشكل قاطع إلى مدى تجبر هؤلاء الحكام حتى أنهم قرروا أن يحكموا دول بلا شعوب ونسو أن هناك من يسمع ويرى ويراقب وهو ربنا جل في علاه . فقام بشن حرب بقذائف دفع ثمنها هذا الشعب من موارده وأصر وبكل وقاحة على أن يدخل التاريخ من أقذر أبوابه فهو الحاكم الأول في هذه الدنيا الذي نراه يشن الحرب على شعبه عقابا لهم على طلبهم الحرية والعدالة .. آه يا زمن العجائب . وأتعجب بشكل يجعل النوم كثيرا ما يهجر مكاني من تسلط الباش مهندس سيف الإسلام الذي يظهر علينا كل يوم وليله ليتحدى ويعلن أمام الفضائيات بلغة ساقطة أننا لن نرجع وكان ليبيا التي يبلغ عدد سكانها 9 مليون ويزيد ملكا له ولوالده . أقول إن ما يحدث يا سادة ليست بالاحتجاجات ولا المظاهرات إنها ثورات ولم نقرأ على مدار التاريخ بأن هناك شعب يخرج لتغيير وضع معين ولم يتغير . عندما يتكلم الشعب تصمت الألسنة وان كانت ألسنة الحكام والأنظمة الذين هم جزء صغير جدا من الشعب . يا ليتنا نرى القذافى يفهم ثم يرحل أو يسئم ثم يرحل قبل فوات الأوان قبل أن نرى مزيدا من أشلاء الأبرياء من أبناء هذا الشعب الكريم .. فلا يمكن لأحد أن يحكم شعب غصبا فهذا زمن قد مضى وولى إما اليوم فزمن الحرية ولا شيء سوى الحرية بعيدا عن القمع والديكتاتورية الممنهجة . ارحل واترك أحفاد المختار يحددون مصيرهم . ارحل ولا تستخف بعقولنا فمن صدقوك بالأمس القريب استقالوا اليوم ورجعوا إلى أحضان شعبهم الأبي . ارحل وخذ الحبوب والقاعدة وباقي كلماتك المضحكة معك . ارحل وخذ من تبقى من مرتزقة قتلو بلا رحمة وسفكوا دماء الأبرياء بلا هوادة من اجل أن تجلس أنت على كرسيك المهترئ ارحل فصرخات الأرامل واليتامى وانين المظلومين لن ترحمك .. ارحل ولا تستمع لمن باعو ضمائرهم وكرامتهم وباتوا يصفقون ويهللون من أجل الدرهم والدينار فهؤلاء مثل الغثاء لا يملكون إلا التصفيق أما الأحرار فهؤلاء في الشوارع والميادين قرروا أن زمن القمع قد فات وكتبوها بدمائهم حرية ولا شيء سوى الحرية . لكي الله يا ليبيا