جاءت الفرصة لجماعة الإخوان المسلمين لأن يمارسوا العمل السياسى فى النور وليس فى الخفاء ؛؛ وأن تكون أهدافهم معلنة وغير خفية كما كانت من قبل ؛؛ وتمويلهم من الداخل ومعلومة المصدر وليس العكس فجماعة الإخوان المسلمين يتميزون بالذكاء الشديد وحسن التنظيم ومستوى تعليمى مرتفع بين أفرادها ؛؛ ولكنهم دائماً ماكانوا يستخدمون الشعارات الدينية للوصول إلى أهدافهم ؛؛ ويسعون للترشيح فى كل الإنتخابات التى تقابلهم ؛؛ ويسعون إلى السيطرة على من حولهم ؛؛ وأنا شاهدت هذا بنفسى فى مظاهرات الإسكندرية ؛؛ عندما سيطروا الإخوان بذكاء شديد على مسجد القائد إبراهيم من الداخل ؛؛ وبالتالى على ميكروفونات المسجد وآذان الناس ؛؛ فكانت لهم كلمة مسموعة على الأغلبية ؛؛ وأستعانوا بالشيخ أحمد المحلاوى نظراً لشعبيته الكبيرة بين أهالى الأسكندرية ؛؛ ولكن النتيجة جاءت العكس ؛؛ فالشيخ أحمد المحلاوى خطب خطاباً طويلاً جداً ؛؛ محتواه يتضمن كلمات شماتة وتصفية حسابات مع جهاز أمن الدولة والنظام السابق برئاسة مبارك منذ السبعينات إلى الآن ؛؛ وحمل الخطاب الصفة الشخصية ؛؛ مما جعل الكثير من المتظاهرين خارج المسجد يملّون الإستماع ويطالبون الشيخ بإنهاء الخطاب ؛؛ بل ظلّوا يهتفون بشعارات الثورة حتى ينتهى الشيخ من حديثه ؛؛ فالثورة لم تقام لتصفية حسابات شخصية بين فرد ونظام ؛؛ بل قامت لتصفية حساب بين شعب بأكملة ونظام فاسد بكل عناصره لا أحد ينكر أن الإخوان تعرضوا لظلم لسنوات طويلة من عهد عبد الناصر ثم السادات ثم مبارك ؛؛ وكانوا الطبقة المفضلة لمعتقلات الداخلية من السياسين ؛؛ مما جعلهم كوطاويط الظلام ؛؛ يسكنون الكهوف ويخرجون فى الليل ويختبئون بالنهار ؛؛ آن الآوان لأن يمارسوا دورهم السياسى كباقى المواطنين المصريين ؛؛ ولكن بهدف خدمة مصر بلدهم وليس لأهداف أخرى فقواعد اللعبة السياسية فى مصر تغيرت بعد ثورة 25 يناير ؛؛ فمن قبل كان الناس يسعون لإنتخاب أى فرد أو حزب أو جماعة تتحدى الحزب الوطنى الديمقراطى فى أى إنتخابات تجرى ؛؛ وهذا ما أستفاد منه الإخوان فى إنتخابات مجلس الشعب 2005 ولذلك حصلوا على ثمانية وتمانون مقعداً داخل المجلس ؛؛ ولكن الآن ستتغير الصورة ؛؛ فلم يعد الحزب الوطنى قوياً ؛؛ وأى فرد سيرشح نفسه تحت لواءهِ سيخسر بالتأكيد الإنتخابات ؛؛ بالإضافة لأن الشخصيات العامة المحبوبة من الناس والتى كانت تحجب نفسها عن الإنتخابات ستعود وترشح نفسها لأنها مطمئنة لنزاهة الإنتخابات وعدم تزويرها ؛؛ وكذلك ظهور كوادر شبابية متفتحة ولها شعبية جارفة من الممكن أن تخطف الأنظار والأصوات ؛؛ أى أن اللعبة السياسية لم تكن سهلة كما كانت من قبل ولذلك ؛؛ أخاطب قيادات الإخوان بالنظر خارج محيط الجماعة ومصالحها وأهدافها ؛؛ وأن يعلموا أن مصلحة مصر أهم من مصلحة الأفراد أو الأحزاب أو الجماعات ؛؛ لأن مصر بحاجة إلينا جميعاً ؛؛ وأنا على أقتناع أن العمل السياسى لن يكون حكراً على أحد كما كان فى عصر مبارك ؛؛ بل سيكون حق للجميع ؛؛ المهم الإخلاص فى النوايا ؛؛ وتقديم المصلحة العامة عن الخاصة ؛؛ وأن نقدم مصر عن أنفسنا ؛؛ وأن نفتح صفحة جديدة مع كل القوى السياسية القديمة والحديثة ؛؛ فتعدد التيارات وتنوع الآراء شىء مفيد ؛؛ بشرط ؛؛ أن تكون لغة الحوار والإحترام المتبادل هى السائدة بين هذه التيارات مهما أختلفت فى ما بينها 0