جهاد الشيطان على سيرة الشيطان كلمة شيطان جاءت من كلمة( شَطَنَ)أي ابتعد عن الحق, وكل من خرج عن الحق يسمى شيطاناً أو من (شاط) أي احترق بنار البعد وهناك شياطين الإنس وشياطين الجن يجمعهم وصف واحد : شياطين الجن هم العصاة من الجن يصدون عن الحق ويدعون إلى الكفر وشياطين الإنس يقومون بنفس المهمة وإبليس هو شيطان من الجن لقوله تعالى : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه } وإبليس مخلوق من نار لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( خلقت الملائكة من نور , وخلق إبليس من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم )) والمارج هي الشعلة ذات اللهب الشديد أساليب الشيطان : التزيين التلبيس التسويف تهوين المعصية تصعيب الأمر على الانسان بعد التوبة اليئييس الغضب الأماني وحصائد الغرور تزيين لأصحاب الملل والنحل التعصب وتحقير المخالفين الخروج عن الوسطية ومجاوزة حد الاعتدال وسأشرح كل واحدة على حدة التزيين: قال تعالى :{ وزين الله لهم أعمالهم } فالشيطان لا يأمر بالشر مباشرة ولكن يزين للنفس , فيأتي للمسلم إذا سمع آذان الفجر في ليلة باردة مظلمة فيقول له : نم فالفراش دافئوأنت متعب ومرهق التلبيس: الشيطان هنا يحاول خداع العقل فيحاول إقناعه بأن الذي يعتقد أنه حرام هو في الحقيقة حلال .. فإذا أراد أن يأخذ قرضاً ربوياً ليبني به بيتاً قال له الشيطان : هذا ليس حرام لأنك لاتريد أن تستغل الناس بل تريد أن تستر نفسك وأولادك فما وحه الحرام هنا التسويف : وهنا يستخدم معه طول الأمل حتى يصرفه عن التوبة , إذا رآه وصمم عليها فيقول له : لا بأس أن تتوب ولكن لمذا العجلة ,أنت في ريعان الشباب , أكمل دراستك ثم تزوج فالزواج نصف الدين وهو يعين على التوبة ثم اضمن مستقبلك حتى يصرفه تماماً عن التوبة تهوين المعصية : يأتي للانسان ويقول له لماذا تتوب ؟ وما فعلت حتى تتوب أنت بالنسبة لغيرك من خيار الناس , والتوبة لأصحاب المعاصي الكبيرة وأنت لست منهم فيهون عليه المعصية تصعيب الأمر على الإنسان بعد التوبة : يقول له : التوبة تحتاج إلى استقامة , والاستقامة شاقة على النفس ,لماذا تتوب وتحمل نفسك وتفقد أصدقائك السابقين , ثم الناس لن يصدقوا أنك تبت وسيسخروا منك ... وهكذا التيئييس : يأتي للإنسان فيقول له : إن الله لايقبل توبة من كانت ذنوبه كبيرة وكثيرة كذنوبك , كيف يقبل الله توبتك وأنت الذي فعلت كذا وكذا ؟ ويذكره بكل معصية قد فعلها الغضب : تمرد شيطاني على عقل العاقل , وحالة من الخروج عن جادة الصواب روي عن بعض الأنبياء أنه قال لإبليس : بم غلبت ابن آدم : قال : عند الغضب وعند الهوى الأماني وحصا ئد الغرور : هذا هو سلاح الشيطان المضاد قال تعالى : { يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً } وقال أيضاً :{ فلما ترآت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم } فماذا يفعل يخوف الأغنياء من الفقر إذا هم تصدقوا وأحسنوا , كما يزين لهم الغنى وألوان الثراء بالأسباب المحرمة والوسائل القذرة يزين لأصحاب الملل والنحل التعصب وتحقير المخالفين : فيصور لهم ذلك طريقاً للحرص على العلم وحبّ أهله وينقضي عمر ابن آدم وهو يسبح في بحر الأماني الخروج عن الوسطية ومجاوزة حد الاعتدال : قال تعالى :{ وكذلك جعلناكم أمة وسطا } فما هو الحل والخروج من حزب الشيطان ؟؟إنه بيدنا وذلك بالاعتصام بالله تعالى قال تعالى :{ ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم } فالنجاة من الشيطان بالعمل بالكتاب والسنة ودعوة الناس إلى ذلك أما الأمور التي ندفع بها كيد الشيطان عنّا فسأتابعها لاحقاً